بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

لقاء مع بدر الشرهان

لقاء مع بدر الشرهان

بدأها بمقال و 3 صقور

بدر الشرهان .. سنوات مع إصابات الصقور

رجب السعيد

حالة من العشق تدفع الخليجيين باتجاه تربية واقناء الصقور.. رغم أنها مكلفة من حيث ارتفاع أثمان الصقور وأدواتها الخاصة.. إلا أن تلك الحالة ممتدة ومستمرة منذ سنوات طويلة.. ولكن اللافت في هذا المجال هو ندرة العيادات والمراكز البيطرية المختصة بالصقور .. والأندر من ذلك هؤلاء الأفراد الذين يمتلكون خبرات ذاتية في تداوي وعلاج الصقور .. ومن هؤلاء ضيفنا .. بدر ابراهيم الشرهان .. الذي التقيناه للوقوف حول العديد من الأمور الفنية والاختصاصية .. في مجال إصابات الصقور..

* عرف عنك التميز في بيطرة الصقور كعمل تطوعي سعيت للتزود به من خلال التعلم الذاتي، فنود، أن تبين لنا كيف كان أول هذا الأمر؟

في عام 1995 قرأت مقالا عن مستشفى الصقور بأبوظبي وهو يعد الأول بالمنطقة فجذبتني الفكرة لأن اتعلم العلاج والرعاية والتدريب فسافرت وبقيت هناك لمدة سنة تعلمت خلالها مبادئ العلاج والعناية، ولكن قبل ذلك بسنوات تعلقت بهذا المجال لأن الوالد زرع بنا حب الطبيعة والصيد والطيور، وكنا « نطلع» معه للصيد حتى نمت بداخلي تلك الحالة من عشق الصيد والطبيعة.

* إذا كانت تلك السنة التي أمضيتها بالإمارات تعد بمثابة مرحلة مؤثرة فماذا فعلت بعد عودتك مزودا بخبرات إضافية في هذا الجانب؟

بدأت أهتم بعلاج صقور الأصدقاء وصقوري الخاصة فقد كان عندي 3 صقور وكنت أمارس الصيد والقنص وأعالجها بنفسي وأصلح ريشها إذا حدث به أي خلل أو كسر، ومع الممارسة وجدت في نفسي الخبرة حتى أن هيئة الزراعة كانوا يستشيرونني في أمور متعلقة بالصقور، وبقيت كذلك 13 سنة.

* ولكن رغم تلك الاستشارات هل تميزت في جانب معين بمجال الصقور؟

كنت متميزا في إصابات الصقور وعلى الأخص تصليح الريش لأنه يؤثر جدا على أداء الصقر، ومن الأهمية اصلاحه بطريقة سليمة حتى لا نفقد الصقر، وبلغة الصقارة تميزت في « التوسير» أي اصلاح الريش.

* ذكرت أن هيئة الزراعة كانت تستشيرك في بعض أمور الصقور، فنود مزيد من التوضيح.

اعتبر استشاراتي لهيئة الزراعة من أهم وأقوى ما قدمت في هذا المجال، فقبل افتتاح مستشفى الصقور تم اختياري عضوا في لجنة دراسة تجهيزات المستشفى ومتطلبات الصقور، حيث كنا نحرص على توفير بعض الأجهزة المهمة لفحص الصقور وجهاز الأشعة والتخدير فضلا عن غرفة عزل الطيور المصابة والمريضة بالإضافة إلى قسم خاص لتصليح الريش والمنقار والمخالب علاوة على المختبر.

* وخلال تلك السنوات مذا عشقت من الصقور؟ ونود تفسيرا حول طبيعة مسميات بعضها.

طوال تلك السنوات عشقت وتعلقت بالصقر الحر والشاهين، خاصة الصقر الحر «عزام « الذي كان يملكه الشيخ زايدآل نهيان – طيب الله ثراه، وحول أسماء الصقور فأغلبها بالخليج العربي "إناث" ولكن يطلق عليها الصقارة أسماء ذكورية.  ويلفت نظري في هذا المجال أن هناك بعض البيطريين غير متخصصين بالصقور ويرون أنها طيور من ناحية العلاج والتداوي.

* وماذا عن أدواتك الخاصة بعلاج إصابات الصقور؟

لدي أدوات منزلية، وهي أدوات التدريب الكاملة، وكذلك عندي صيدلية اسعافات أولية خاصة بالصقور، وكصقار عندي شنطة بها كافة متطلبات اصلاح الريش. أما عن التجهيزات بسيارتي فبها أدوات تدريب الصقور والمنظار وحمام حتى إذا ما كان هناك صيد أطعمها للصقور.

* كونك من المميزين في مجال علاج اصابات الصقور، فكيف تقدم المساعدة لمن يتصل بك طلبا للمساعدة والاستعانة بخبراتك؟

الكثيرون يتصلون بي ويقولون «صقري به إصابات كذا وكذا فماذا نفعل» وهنا أقول لهم لا بد من فحص الصقر وأخذ عينة منه لتحليلها لمعرفة نوع البكتيريا أو الفيروسات أو الفطريات لأن بعضها يتشابه في الأغراض، ومن الضروري أن نفرق بين الأمراض والأعراض للوقوف على طبيعة المرض كي نتمكن من تشخيص العلاج المناسب.

* وماذا عن الطب البديل في مجال علاج أمراض وإصابات الصقور؟

هذا النوع من الطب موجود ومتداول بكثرة فقد استعمل الصقارة قبل الطب الحديث الأعشاب المتوفرة مثل الحلبة والشبة وسكر النبات، وكانوا يعالجون الأمراض الجلدية بالحناء كما أنهم استخدموا الحلبة لعلاج الأمراض التنفسية.

* ذكرت أنك طورت خبراتك بنفسك وتعلمت ذاتياً، فهل لديك اتصالات دولية بهذا الشأن؟

لي تواصل مع اثنين من الخبراء خارج الكويت، الأول أخصائي أجنبي بأمراض الصقور وهو متواجد بدولة الإمارات العربية المتحدة للوقوف والاطلاع على آخر الأبحاث والدراسات في هذا المجال، والثاني صقار ومربي صقور أمريكي.

* وبعد كل تلك المعرفة التخصصية النادرة كيف تتواصل مع أصحاب الصقور المصابة؟

مع أن علاج الصقور المصابة يتطلب توفير أدوات خاصة وبمبالغ كبيرة إلا أنني كنت دائما أقدم مساعداتي للآخرين ممن يلجئون لي كهواية وتطوع بدون مقابل.

* كثيرا ما نسمع عن انتقال العدوى من الطيور إلى مربيها، فهل سبق وتعرضت لهذا النوع من العدوى؟

لم أتعرض لأية إصابات أو عدوى من طفيليات أو بكتيريا أو فيروسات من "طير"، فما دام هناك عناية ورعاية وحرص لا يتم التعرض للإصابة بالأمراض المشتركة بين الإنسان والطيور ومنها الصقور.

* ما دمنا نتحدث عن إصابات الصقور فما الذي يلفت نظرك في هذا المجال؟

يستوقفني كثيرا تعجّل بعض الصقارة في علاج الصقور مما يأتي بنتيجة عكسية أو غير مضمونة ويترتب على سوء التشخيص وسوء استخدام الأدوية التي يستعملونها بصورة عشوائية سلبيات كثيرة بسبب عدم استشارة المختص بعلاج إصابات وأمراض الصقور، فمثلا هناك أعراض صعوبة التنفس لدى صقر فيستخدم صاحبه الدواء المناسب وبطريقة صحيحة حتى يتم شفاؤه، وهنا يقوم ذلك الصقار وصف الدواء لزميل آخر صقره مصاب بضيق تنفس فيترتب على ذلك سوء حالة الصقر الثاني أو موته، رغم أن الأعراض واحدة ولكن الصقر الأخير مصاب بضيق تنفس بسبب مرض آخر، وهنا لا بد من مراجعة المختص دائما فضلا عن عدم التعجّل في شفاء الصقور.

* بالانتقال للحديث حول خصوصية تميزك في مجال علاج إصابات الصقور، نود أن نتعرف على وسائل صيد الصقر والأدوات اللازمة؟

في البداية كان الصقارة يحصلون على الصقر عن طريق صيده في الصحراء "الطرح" بواسطة الغراب والحمامة والشبكة. وكل ما يحتاج إليه الآن هو جهاز كمبيوتر واشتراك نت وقليل من الوقت للحصول على صقر مناسب وبسعر مناسب. وفيما يتعلق بأدوات التدريب فمنها:

البرقع والقفاز " دس " وشنطة عدة وخيط قطن وحبل تدريب وسبوق وجرير وملواح وسكين ووكر وقفص الطرائد، مع الوضع في الاعتبار أن السيارة المجهزة بكل ما يحتاج إليه الصقار من أدوات وسيلة مساعدة جدا في التدريب.

جهاز تتبع الصقور

هذا الجهاز من الضروريات ومن الأدوات المهمة التي بها تكتمل دائرة العناية بالصقور، وبسببه أصبح التدريب والصيد أكثر أمناً ولاحظ أن بطارية رخيصة الثمن قد تكون هي السبب في العثور على أغلى صقر مفقود. وعلى الصقار التدرب على الجهاز حتى يتمكن من استعماله بشكل صحيح ولا يجازف ويؤجل ذلك للحظات الحرجة عند فقدان الصقر، مع التنبيه على ضرورة حمل عدد كاف من البطاريات ومع التأكد من أن « السفرة» وهي الجزء المعدني المثبت على ريش الصقر تم تثبيتها بشكل محكم.

الملواح 

أهم وسيلة لتدريب الصقور وإكسابها اللياقة المطلوبة، حيث يستعمل ريش جناح الفرائس "حبارة – كروان – بط " ويلوح بها الصقار من 5 إلى 30 مرة والزيادة تكون بالتدرج، ولكن يجب التأكد من عدم وجود بقايا لحم في الملواح لأنه قد يحتوي على جراثيم ضارة، ولكل صقر طريقته في الطيران حول الصقار والملواح ويجي التأكد من عدم وجود مدرب آخر يدرب صقره حتى لا تتشابك الصقور وتحدث اصابات.

السبوق

الجزء الذي من خلاله يتم التحكم بالصقر ويكون متصلا بالوكر أو القفاز "الدس" ويصنع من خيوط النايلون وسابقا كان يصنع من الجلد.

البرقع

تتعدد مواد صنع البرقع من مكان لآخر ومن زمن لآخر حتى وصل إلى ما هو عليه في زمننا الحاضر، حيث ما زال يستخدم جلد البقر والكنغر كمادتين أساسيتين في صناعته، وهناك أكثر من 12 خطوة يستلزم اتمامها حتى يصل للشكل النهائي، وتتراوح مدة صنع البرقع من نصف ساعة إلى يوم كامل كما تتنوع أنواع البراقع وأسماؤها ولكن أهمها العربي والهولندي والانجليزي.

تصليح الريش 

يتم ذلك خلال 12 مرحلة كالتالي:

- بعد تخدير الصقر، وتجهيز المعدات يقوم المختص بشرخ الريشة بالمشرط.

- توضع ابرة داخل النصل المشروخ.

- تعديل النصل ووضع الغراء.

- اغلاق الشرخ بالمشرط.

- وضع بودرة تساعد على تماسك الغراء بقوة.

- ازالة الزوائد غير المرغوب فيها وتنعيم النصل.

- وضع جزء من نصل ريشة مقسومة إلى نصفين وقياس الطول المطلوب.

- قطع الطول المطلوب.

- التأكد من طول وشكل النصل بعد وضع الغراء.

- وضع غراء على أطراف النصل المقسوم المغطى للشرخ.

- تقليم الأطراف الزائدة بالمبرد الكهربائي.

- اتمام عملية توسير "اصلاح" الشرخ بالريشة.

أمراض الصقور

- أمراض فيروسية: مرض النيوكاس، جدري الصقور، انفلونزا الطيور، التهاب الكبد.

- أمراض بكتيرية: بعضها يصيب الجهاز التنفسي وبعضها يصيب الجهاز الهضمي.

- أمراض فطرية: تحدث بسبب سوء التهوية أو زيادة الرطوبة وسوء التغذية، والمسبب هو فطر الأسبرجلوسس.

- الطفيليات: خارجية كالقمل والقراد، وداخلية كالديدان والكوكسيديا والقلاع " الكنكر ".

المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 114