في عالم متعطش للموارد
يبحثون عن الذات والذهب في مكبات النفايات
عنود القبندي
بعد الارتفاع الكبير في أسعار النفط أصبحت الزيادة الكبيرة في قيمة البلاستيك القديم تشجع شركات النفايات في أنحاء العالم على التنقيب عن ثروات مدفونة في مقالب النفايات المتعفنة. ولطالما اعتبرت الأراضي الوطيئة التي استخدمت مقالب للنفايات رمزا لثقافة الاستغناء الانسانية لكن ينظر اليها الآن على أنها مناجم ذات امكانيات تستطيع مع نمو سكان العالم المساعدة في تعزيز الموارد الطبيعية المتناقصة لكوكب الارض.
وفي دراسة بريطانية ذكر فيها أنه بحلول عام 2020 ربما يكون لدينا تسعة مليارات نسمة على الكوكب ومن الممكن أن يكون حجم الطبقة المتوسطة كبيرا للغاية بحيث يقود المنتمون اليها ملايين السيارات الاضافية ومن الممكن أن نكون في عالم متعطش للموارد مع الارتفاع الشديد في أسعار النفط مع وضع الامدادات في ليبيا وروسيا والسعودية حيث الغاز الطبيعي محدود، كما أن هذه العوامل المحركة والظروف هي التي ستشجع احتمال التنقيب في مقالب النفايات.
ويقول خبراء انه في بريطانيا وحدها يمكن أن توفر مقالب النفايات ما يقدر بنحو 200 مليون طن من البلاستيك القديم تصل قيمتها الى 60 مليار جنيه استرليني بالاسعار الحالية. ويمكن انتشالها واعادة تدويرها او تحويلها الى وقود سائل. ومع توقع الكثير من المحللين في قطاع النفط استمرار أسعار الخام فوق مئة دولار للبرميل ينشيء خبراء في النفايات في اميركا واوروبا وفي أنحاء اسيا مشاريع تجريبية لاسترداد البلاستيك القديم والنفايات الاخرى. وذكرت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ان من المتوقع أن يزيد كم القمامة المنزلية التي يتم التخلص منها في أنحاء العالم الى نحو ثلاثة مليارات طن في العام بحلول عام 2030 مقابل 1.6 مليار طن عام 2005 او نحو كجم واحد لكل شخص يوميا في 2005.
ويرسل الكثير من دول العالم الغنية نحو نصف هذه القمامة الى مقالب النفايات لكن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تتوقع أن ينخفض ذلك الى 40 % بحلول عام 2030 حيث تشجع الحكومات اعادة تدوير المواد مثل المعادن والزجاج والورق او احراقها لتوليد الحرارة او الكهرباء. ويعد والتنقيب في مقالب النفايات بحثا عن مواد قيمة مفهوم ليس بجديد الى حد كبير وهي مسألة مجدية بالفعل للبعض. وصور فقراء من المشردين في الاغلب وهم يبحثون عن نفايات لبيعها من مقالب القمامة في اسيا واميركا الجنوبية وغيرها توفر دليلا على أن من الممكن جني المال والثروات من قمامة أشخاص اخرين. وتقريبا منذ الثمانينات تستخرج ولايات اميركية معينة النفايات من مقالب القمامة (كأنها مناجم ذهب)لاستخدامها كوقود من خلال حرقها لتوليد الطاقة. إنه من الشيء الجنوني هو أننا نتحدث الآن عن استثمار الملايين في التنقيب في مورد تحت الأرض بينما المأساة الحقيقية هي أننا كل أسبوع ما زلنا ندفن أطنانا وأطنانا من البلاستيك في مزيد من مقالب القمامة وهذا يعد دمارا للبيئة!
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 111