المهلب كرمز تاريخي للكويت

عبير السويد

أكد على جايم بن على الصباغة، أستاذ مهلب 2 وصانعه، أن حرف القلاف من الحرف القديمة التى ورثناها من الآباء والأجداد، والتي تمثل عمود صناعة السفن في الكويت.

وأضاف قائلاً: وامتازت صناعة السفن بعراقتها وأصالتها، وأخذت طابعاً خاصاً يعطيها الحق في التميز عن سائر دول الخليج.

وأشار على الصباغة إلى نشأة بوم المهلب ومكوناته وذلك ضمن لقاء أجرته معه "بيئتنا" جاء فيه:

ترجع تسمية بوم المهلب إلى شخصية عربية وبطل من أبطال الإسلام فى العصور القديمة وهو المهلب بن أبي

صفرة، وقد أطلق على البوم هذه التسمية الراحل ثنيان الغانم، واستغرق بناء البوم نمو 11 شهراً بدءاً من يناير 1996.

بوم المهلب

وفى شأن نشأة البوم قال الصباغة : يبدأ البوم من قاعدة خشبية تسمى ( البيص) يستجلب من الهند، وتمتد القاعدة الخشبية إلى المقدمة التى يطلق عليها (ميل التقد)، أما المؤخرة فهى باسم (ميل الصدر)، وبعد وضع المؤخرة والمقدمة فى البيص، نضع الألواح وخشبة تسمى الجارتوه حيث يثبت اللوح والبيص معاً.

وأضاف قائلاً : ومن خلال الجارتوه نبني سبعة ألواح على طوله ونعمل له قوالب تسمى (البرمة) توضع من خلاله الضلوع والمعطب وتبنى فوقه الألواح وتوضع مرآه من الصاج فوق القيطان حتى نصل إلى نهاية إرتفاع البوم حيث يوضع لوح يسمى (ترييج)  أما على سطح البوم فتوضع الصوارة والنيم والماشيل.

وأضاف قائلاً: من المحتويات الموجودة على سطح البوم (عبيدر) ويطلق على حامل الأحبال الدقل، ويتحرك بواسطة آلة دائرية. أما (الدبوسة) فهى مخزن للغذاء، ومكان لاستراحة المريض. أما عن سريدان فهو مطبخ سفينة البحرية مستجلب من النيبار وآخر للنوخذة مصنوع من خشب الصاج ومدخل الخن، وهو مخزن لوضع حمولة البوم مثل التمور.

وقال الصباغة : أما عن الدقل فهو حامل الشراع الكبير وله أنواع: دقل قلمي فهو حامل للأشرعة الصغرى، والفرمن القلمى للشراع الأوسط.

الباورة، حديدة لتثبت البوم من الحركة.

الدوار عبارة عن قالب حديد متصل بالباورة وتوضع فيه 5 ألواح خشبية وأهميتها لتزيل الباوره.

ملحقات البوم

وذكر الصباغة حول ملحقات البوم وهى الماشوه والكيت. فالماشوه مركب طوارئ فى حال حدوث غرق أو خلل في البوم أو لسهولة الانتقال إلى البر عند وجود البوم في البحر حيث تبلغ سعة حمولته 30- 40 فرداً.

أما الكيت فهو مركب أصغر من الماشوه ويستخدمه النوخذة لعملية الانتقال من سفينته إلى السفن المجاورة.

الهنداسة

وفى شأن الآلات المستخدمة لبناء البوم أكد الصباغة أهمية الخبرة والتعلم منذ الصغر على أيدى الآباء والأجداد من الأساسيات الأولية لصناعة البوم. ففى البناء لا تستخدم الخرائط وإنما على آلة أساسية تسمى "الهنداسة" وهي عبارة عن مثلث نحاسي متصل بها الشاهول يستخدم لميلان المقدمة والمؤخرة، وتوضع الإشارات على البوم عن طريق العديل أو الميداب، حيث توضع على مقدمة "ميل التقد" بشكل عمودي وتصل درجة الميلان إلى 8.5 درجة، أما المؤخرة يجب أن يضعها أستاذ القلاليف لأنها تعتمد على الأساسيات الأولية لبناء البوم.

القلاليف

  وحول عدد القلاليف الذين اشتغلوا فى البوم قال الصبغة: إن الذين اشتغلوا فى البوم 11 قلافاً كويتياً، هم :

الأستاذ على جاسم بن علي الصباغة، محمد حسن حرب، ياسين عبد النبي العريعر، يوسف عبد الله القلاف، محمد

خليل أسود، زيد عطية القلاف، محمد خلف القلاف، سلمان عبد النبي العريعر، سلمان أحمد يوسف القلاف، خالد على

الصباغة، ومحمد سلمان العريعر، و14 قلافاُ غير كويتي من النيبار ومن الهند.

وفي شأن المدة المستغرقة لبناء البوم قال الصباغة في السابق كان يستغرق صنع البوم نحو 60 يوماً، أما في

بوم المهلب فقد استغرق نحو 11 شهراً.

غلاق الموسم

وعن سفرات ومسار رحلات البوم ذكر الصباغة: إن الرحلة تبدأ من الكويت إلى الهند عبر البصرة محملاً بالتمور، وفي الهند يحمل حملاً آخر من الخشب والمواد الغذائية من الأرز والفلفل وغيرها، وتستغرق الرحلة 3- 4 أشهر، وإذا تعسر الموسم في وقت الرجوع إلى الوطن تسمى (غلاق الموسم)، وتستغرق هذه الفترة حوالى 20 يوماً،

أو أكثر تحدث تغيرات فى المناخ (الجو) وحال البحر من هيجان وعواصف، فإما أن تمر الرحلة بسلام أو تحدث عواقب وخيمة.

وأضاف قائلا: ومن الذين تعرضوا لهذه الحادثة المرحوم بهمن، وعائلة الغيث، وعلى تنكسيري على متن بوم المرزوق.

وفي نهاية الحديث أشار الصباغة إلى تعاون المسؤولين والصحافة والإعلام في إنجاز مهلب "2"، معرباً عن آمله وجميع القلاليف فى صنع بوم آخر إذا طلب منهم ذلك.

المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 27