مدير إدارة رصد التلوث البحري الكابتن علي عباس حيدر
بالتعاون والتنسيق بين " الهيئة " و " المواصلات " و " الجامعة " مشكلة سحل الجامعة شارفت على الانتهاء
عبير الرشيد
يعاني ساحل جامعة الكويت مشكلات بيئية عدة منذ نحو 20 عاماً، وفقد رونقه وجماله، ومكانته كموئل ومستقر للطيور المهاجرة التي تعبر الكويت، وبات منطقة ميتة بيئياً، حيث تصب فيه كميات ضخمة من مياه الصرف الصحي المعالج وغير المعالج مما أدى إلى تكوين البكتيريا والترسيبات الطينية وخمول المنطقة نتيجة قلة العمق المائي وانبعاث الروائح الكريهة.
ولحل هذه المشكلة تم التنسيق والتعاون بين الهيئة العامة للبيئة ووزارة المواصلات وجامعة الكويت، وطرحت مناقصة بقيمة ستة ملايين دينار لتنظيف هذا الموقع من الشوائب والمخلفات الطينية والسفن الغارقة، وشارف حل هذه المشكلة إلى الوصول إلى مراحله شبه النهائية.
وللتعرف إلى المشكلة عن قرب، والأسباب التي أدت إليها، وكيفية معالجتها .. التقت مجلة «بيئتنا» بالكابتن علي حيدر.
في البداية نود التعرف إلى مشكلة ساحل جامعة الكويت وكيف بدأت وما هي الأسباب التي أدت إلى المشكلة؟
بدأت مشكلة تلوث ساحل جامعة الكويت عند توصيل البر بجزيرة عكاظ في الثمانينات، بناء على طلب مؤسسة الموانئ الكويتية بهدف زيادة المساحة التخزينية وإنشاء إدارة الحاويات في الميناء، وهذا أدى إلى وجود زاوية حادة بين منطقة الميناء وبين ساحل الجامعة في منطقة الشويخ بسبب زيادة نسبة الترسيب في هـذه المنطقة، خاصة وأن الجــــون تدخله كميات كبيرة من الطين والمياه العكرة التي تأتي من شاطئ العرب ومن خور عبدالله، وأدت هذه الزاوية الحادة إلى زيادة نسبة الترسيب في هذا الموقع، بالإضافة إلى وجود مخرج الجامعة الخاص بوزارة الأشغال حيث يتم خروج كمـيات كبيـرة مـن مـياه الصرف الـصحي المعالجة وغـير المعالجـة في بعض الأحيان بسبب وجود توصيلات غير قانونية لهذا الخط.
ومما لاشك فيه أن الكميات الكبيرة من تلـــك المياه ومن الترسيبات الطينية وغيرها، أدت إلى خمول المنطقة بسبب قلة العمق المائي.
وقد بدأت هذه المشكلة منذ 20 سنة مما أدى إلى تكوين البكتيريا وعمليات التحلل والتي تسببت في انتشار الروائح الكريهة، بالإضافة إلى أن مؤسسة الموانئ استخدمت هذا الموقع كمقبرة للسفن المخالفة والتي عليها قضايا قانونية أو ما شابه ذلك، وزادت تلك السفن المهملة في هذا الموقع من نسبة الترسيبات والمشاكل البيئية أيضاً.
وما الذي قامت به «الهيئة» لمعالجة هذه المشكلة؟
بتنسيق وتعاون بين الهيئة العامة للبيئة جامعة الكويت ووزارة المواصلات، قامت الوزارة مشكورة بطرح مناقصة خاصة بتنظيف هذا الموقع من الشوائب والمخلفات الطينية والسفن الغارقة في هذا الموقع، وذلك بتكلفة قدرها ستة ملايين دينار كويتي، وقد شارف المشروع على بلوغ مراحله قبل النهائية، حيث قام المقاول الفائز بهذه المناقصة بإزالة كميات كبيرة جداً من الطين الملوث ونقلها إلى مواقع تم تخصيصها من قبل بلدية الكويت والهيئة العامة للبيئة لإعادة معالجتها في المستقبل القريب جداً، ودفن الموقع بالكامل بالرمال النظيفة الموافق عليها بيئياً للتخلص من مشكلة الترسيب والروائح الكريهة.
وكيف تم التعامل بشأن السفن الغارقة؟
تمت إزالة السفن التي كانت في الموقع وتم تقطيعها إلى أجزاء صغيرة ونقلها لمواقع أخرى بالاتفاق والتنسيق بين الهيئة العامة للبيئة ووزارة المواصلات وبلدية الكويت، حيث تم تقطيعها والتخلص منها بطرق بيئية صحيحة.
ونحن الآن بصدد الانتهاء من هذا المشروع وذلك يعود للتنسيق والتعاون بين الجهات التي ذكرناها آنفاً حيث تم تكليف موظفين من الهيئة العامة للبيئة لمراقبة هذا الموضوع بصفة دائمة طوال مدة العقد.
وما هي الأضرار والتأثيرات البيئية التي كانت تصدر عن هذا الموقع؟
الأضرار البيئية كبيرة جداً، أولها انبعاث الروائح الكريهة في هذه المنطقة وتسببت بكثرة الشكاوى سواء من قبل طلبة الجامعة أو العاملين في المنطقة الحرة القريبة من الموقع، ثانيها أن هذه المنطقة التي كانت في السابق منتعشة ومليئة بالكائنات الحية تحولت إلى منطقة ميتة وخالية من تلك الكائنات
إضافة إلى ما سبق، فإن هذا الموقع كان ملجأ ومعبراً مهماً للطيور المهاجرة التي كانت تعبر الأجواء الكويتية وتتخذ من دولة الكويت مقراً لها في فصل الشتاء، ونتيجة لتلوث المنطقة بدأت أعداد الطيور تقل نتيجة عدم وجود التغذية اللازمة لها مما جعلها تنتقل لموقع آخر بمنطقة الدوحة، لكن ليس بالكثافة التي كانت عليها سابقاً، وهذا التأثير الظاهر بالنسبة لنا، أما التأثير المخفي الأكبر ففيه ضرر على الحياة البحرية والإنسان الموجود فيها ومدى التأثير على البيئة بشكل عام، حيث إن وجود هذا النوع من الملوثات يؤثر على الإنسان أيضاً.
كيف هو الوضع حالياً في هذه المنطقة وما هي آخر نتائج عمليات إعادة إحيائها؟
وضع المنطقة الآن أفضل بكثير عما كان عليه سابقاً، ونحن نأمل في أن تتم الإجراءات اللازمة التي اتخذتها الهيئة العامة للبيئة بالتعاون مع وزارة المواصلات وجامعة الكويت بأن يكون هذا هو الحل النهائي لهذه المشكلة، خاصة أن هناك شيء آخر من المفترض أن يتم وهو غلق المخرج الخاص بصرف المياه الصحي عن طريق وزارة الأشغال بعد تشغيل مشروع الصليبية الخاص لمعالجة مياه الصرف الصحي إلى المرحلة الرابعة وهي المرحلة القريبة من مياه الشرب، وثمة مشكلة أخرى وهي التوصيلات غير القانونية الموجودة في منطقة الشويخ الصناعية وغيرها من المناطق القريبة من المخرج، والتي نأمل من وزارة الأشغال أن تقوم بوضع حد لجميع المخالفات وبالتالي منع هذه التوصيلات غير القانونية ولتساهم فـــي تنظيــف هذه المنطقــة وجــــو الكويت بشكل عام.
وماذا عن مستبقل هذه المنطقة والمشاريع التي ستقوم عليها؟
تنتهي مهمة الهيئة العامة للبيئة بالإشراف على إعادة تأهيل الموقع، أما بالنسبة لمن يحصل على هذه المنطقة ومن يعيد تأهيلها إن كانت بمشاريع مستقبلية أو غيرها أو وزراعتها، فهذه أمور خاصة بجامعة الكويت، ونحن نأمل أن تكون هذه المنطقة بأفضل شكل حضاري جميل يليق بالمستوى العلمي لجامعة الكويت
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 79