بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

الأهوار العراقية

الأهوار العراقية 

حضارة 5000 عام .. تعود من جديد 

محمد داود الأحمد 

أصبح كل ما تملكه العراقية صبيحة فضل مكدساً في العراء الآن، ولا يوجد منه الكثير. وتقول صبيحة «كنا نعيش في الصحراء ولا نملك شيئاً، عندما عادت المياه عدنا على الفور، إنها هبة من الله»

ويرزح عشرات الآلاف من الناس الذين كانوا يعيشون في منطقة الأهوار في جنوب العراق تحت الفقر المدقع منذ التسعينيات، بعد أن قام النظام العراقي السابق بتجفيف المياه التي كانت عماد الحياة في المنطقة التي يرجع تاريخها الحضاري إلى خمسة آلاف عام. 

وقد دمرت الأهوار وهي أكبر المسطحات المائية في منطقة الشرق الأوسط، عقاباً على توفير السكان هناك الملاذ لمتمردين كان يقاتلون ضد النظام الحاكم السابق. وتحولت منطقة الأهوار ببطء إلى أرض بور تعاني من الجفاف، وما زال عرب الأهوار يتذكرون مشهد حيواناتهم وهي تموت وإصابة أطفالهم بالأمراض مع اختفاء المياه من حولهم. 

لكن الآن، وبعد الإطاحة بذلك النظام بدأت واحدة من أسوأ الأزمات البيئية في العالم في الارتداد، إذ بدأ الناس والطيور والماشية في العودة. 

وتعرض مجلة بيئتنا ملفاً متكاملاً عن محنه الأهوار العراقية والسعي الحثيث من الدول والمنظمات العالمية لاستعادة الحياة فيها وإحياء حضارة عمرها 5000 عام من جديد. 

 ماذا تعرف عن الأهوار العراقية؟ 


حضارة 5000 عام

أول نص ورد فيه ذكر الأهوار هو ملحمة جلجامش المكتوبة قبل خمسة الاف عام باللغة السومرية، وجلجامش هو ملك اوروك  الوركاء ، الذي تصفه الملحمة بأن ثلثه إله وثلثه بشر، وقد نشد الخلود بعد أن بنى اوروك وبعد موت صديقه انكيدو، ولهذا غامر في رحلة إلى جده اوتانابشتم القاطن في أعالي المياه بالنسبة لبلاد سومر سوى مناطق الأهوار القريبة من اور عاصمة السومريين، في الملحمة التي تؤكدها النصوص التوراتية نجد جلجامش يبني قارباً من قصب البردي ويطليه بالقار، وهو الزورق ذاته الذي مازال يستخدمه سكان الأهوار ويعرف باسم  المشحوف. 

يسكنها

نحو مليون مواطن عراقي ينتمون إلى القبائل العربية الأصيلة، أما سكان أعماق الأهوار فيطلق عليهم تسمية المعدان، وحياتهم تشبه حياة البدو الرحل، ويعتمد سكان الأهوار بصورة عامة على صيد الأسماك وزراعة الأرز وتربية الجاموس. 

منازلها

تبني على سطح الماء من القصب تماماً كما صورتها المنحوتات السومرية قبل أكثر من 5000 عام فوق جزر صغيرة لا تزيد مساحة الواحدة منها عن مساحة البيت (الكوخ) الذي يبني فوقها، تلك الجزر تسمي ( أشنان ) وهي كلمة سومرية تعني التل. 

أهمية أراضي الأهوار

مجتمع إنساني فريد يدعم بواسطة مصادر طبيعية لوحدة النظام البيئي. 

*  إن الطريقة التقليدية للحياة استمرت بواسطة عرب الأهوار أو المعدان قد بقيت على هذا المنوال منذ آلاف السنين. 

*  إن التاريخ المسجل للمنطقة نفسها كذلك  بدايات تاريخ العالم بدأ مع تاريخ سومر والتي وثقت بيوت القصب ( المضيف ) والزوارق الطويلة ( المشحوف )  وقد خلدت لأكثر من 5000 آلاف سنة. 

*  إن الأهوار توفر بيئة للإنتاج الزراعي التقليدي الدخن، والرز، والخضراوات والمنافع المناسبة ودائمة لمصادر البيئة، صيد الطيور ورعي الأبقار.

*  تطور المعرفة الفريدة، وهي كيفية الإدارة والاستفادة من البيئة الطبيعية للمناطق المائية. 

الحيوانات وتنوع الكائنات الحية

موطن الأهوار له أهمية لقطاع كبير من الكائنات الحية حيث لها مساهمة جديرة في التنوع الأحيائي وكذلك يساهم في دعم هجرة الطيور القارية إلى المنطقة  لأنها تدعم الكائنات الحية النادرة الوجود والمستوطنة فيها في جوهر الحقيقة المهمة على إنتاج الكائنات النادرة وهي عندما تفقد فسوف تفقد إلى الأبد. 

إن أهوار الحمار والحويزة معاً يحتمل أن تزود بهما البيئة الحياة لثلثي الطيور البرية الشتوية كالوز والبط في الشرق الأوسط. 

وإنهما من المناطق المهمة لتجمع طيور الهجرة المائية بين أراضي التناسل والتكاثر في غرب سيبيريا وآسيا الوسطى وكذلك الربع الشتائي في أفريقيا. 

والأهوار هي واحدة من إحدى عشر من المناطق المائية غير البحرية في التصنيف العالمي على أنها من مناطق استيطان الطيور Endemic Bird Area حيث إنها تزود قطاع العالم لتلك الكائنات بنوعين من الكائنات وهما الطائر المغرد لقصب البصرة Basrah Red Wrabler والطائر العراقي الثرثار Iraqi Babbler. 

وعلى هذه القاعدة وحدها فإن الأهوار لها أهمية عالمية للطيور من حيث تنوع الأحياء. 

أماكن صيد الأسماك

إن الأهوار موطن مهم لكائنات مختلفة ومنوعة من ناحيتين، اقتصادية ثم للرغبة العلمية. 

إن بعض الكائنات تهاجر لأهمية اقتصادية خارج حدود العراق وعلى الأخص السمك الصغير المسمى باللاتيني Metapennaeus affinis والذي له أهمية بالغة من الناحية الاقتصادية لصيادي الأسماك المحترفين على ساحل الخليج الشمالي. 

إن لعدد كبير من كائنات الأهوار من فصيلة الشبوطيات أهمية كبيرة لدراسة نظرية التطور. 

الأهمية الاقتصادية والبيئية لمنطقة الأهوار العراقية

تعتبر منطقة الأهوار ذات أهمية كبيرة من الناحية الزراعية التقليدية لسكان المنطقة كما أنها تستخدم لصيد السمك وصيد الطيور ورعي الماشية. 

تعتبر منطقة حضانة وتفقيس لبعض المخلوقات والطيور والتي تعتبر ذات أهمية تجارية وبيئية. 

تعمل بيئة المنطقة على ترشيح الملوثات الطبيعية وغير العضوية من المياه وعليه تصبح المياه التي تصب في المنطقة الشمالية من الخليج العربي أكثر نقاوة من مثيلاتها في تلك البيئة. 

التخمين الاقتصادي التمهيدي  الأولي  لقيمة البردي والنشاطات الزراعية التقليدية وحدها في الأهوار تقدر بحوالي أكثر من 300 مليون دولار أميركي  إن معدل صيد الأسماك من الأهوار سنوياً حوالي 1700 طن من الأسماك الصغيرة  الروبيان  والمشاتل الزراعية في الأهوار ربما تشكل أكثر من 40% من المساحة الكلية للكويت ذات أهمية عالمية للحيوانات وتنوع الأحياء المختلفة  أهمية أساسية للإبقاء والحفاظ على التراث الثقافي الفريد،ذات أهمية للحفاظ على نوعية البيئة. 

تعريف الأهوار

الأهوار عبارة عن مسطحات مائية عذبة تغطي مساحات شاسعة في العراق عرفت حضارة بشرية مميزة تعود إلى نحو 6000 سنة، وتعيش فيها كائنات حية متنوعة، مثل الطيور التي يقدر عددها بنحو 81 نوعاً، إلى جانب الأسماك والحيوانات البرية والمواشي، وتزرع في هذه الأهوار محاصيل زراعية مختلفة وتكثر فيها الأحراج والنباتات المائية بسبب تدفق مياه نهري دجلة والفرات إليها.

ومنطقة الأهوار المحاذية للحدود الكويتية الشمالية بيئة إنتاج زراعي  تبغ وأرز وخضر وغيرها  ومنطقة لرعي الأبقار وصيد الأسماك والطيور كما أنها موطن مهم لقطاع كبير من الكائنات الحية ذات التنوع الأحيائي الكبير، ومن الطبيعي أن تهاجر الطيور والأسماك عبر الحدود إلى المناطق المجاورة، ومنها الكويت، لذا فإن الإبقاء على معدلات النظام البيئي لهذه المنطقة أمر في غاية الأهمية لكلا البلدين  والأهوار من المناطق قديمة العهد، ولعبت أدواراً مهمة في تاريخ ما يعرف ببلاد الرافدين أو بلاد ما بين النهرين، وفي لوح تاريخي وجد في نينوى ذكر أن الملك الآشوري سنحاريب غزا بابل حوالي العام  700 قبل الميلاد، فلجأ الملك البابلي ميرودا تشبلادن إلى الأهوار واختبأ فيها. 

أما شط العرب فهو ممر مائي يمتد حوالي 120 كيلومتراً، يبدأ من القرنة ويصب مياهه العذبة في شمال الخليج، والقرنة هي المنطقة التي يلتقي عندها نهرا دجلة والفرات النابعان من جبال تركيا ويعبران بشكل متواز الأراضي التركية والعراقية وبالتقاء النهرين وجدت الأهوار، وهي نتاج عمليات طبيعية على مر ملايين السنين بفعل تعرض مناطق معينة في مثلث الناصرية   البصرة   العمارة لفيضان مياه النهرين وتجمع هذه المياه ما أوجد بيئة مميزة وينشأ شط العرب من التقاء دجلة والفرات ونهر قارون الآتي من إيران. 

وهو المغذي الرئيسي لمياه شمال الخليج العربي، وتمتاز مياهه بقلة الملوحة وبوفرة المغذيات المذابة فيه كالنترات والفوسفات، إضافة إلى الرواسب العالقة والمواد العضوية وغيرها من المواد الضرورية للإنتاجية والثروة السمكية. 

خلاف حول نشأتها وإجماع على أهميتها

الأهوار لفظ محلي يطلق على المستنقعات والسبخات المنتشرة قرب مصب نهري دجلة والفرات جنوبي العراق وهذه المظاهر الأرضية ما هي إلا مسطحات منخفضة نسبياً يستقبل البعض منها كميات من المياه العذبة التي تحملها إليها بعض الروافد الثانوية لنهري دجلة والفرات كما أنه عندما يقل منسوب هذه المظاهر الأرضية عن مستوى المياه الجوفية  الذي عادة ما يكون قريباً من سطح الأرض  فإن المياه الجوفية تتسرب إليها ويطلق عليها في هذه الحالة المستنقعات ( Marches ) أما إذا كان مستوى الأرض يعلو قليلاً عن مستوى المياه الجوفية دون أن يقطعه  فهنا تظهر ( Sobkhas ) وهي أراض رطبة يصعب عبورها، وتربة الأهوار خصبة تتكون من الغرين والطين الشديد للمياه والأجسام الرطبة ومن أمثلة هذه المظاهر الأرضية هو مستنقع الحمار الذي يبلغ طوله حوالي 28 كم وعرضه حوالي 5 كم ويقع قرب نقطة التقاء نهري دجلة والفرات بأقصى الجزء الجنوبي من العراق وهو مستنقع ضخم يمتد في اتجاه شرق - غرب. 

من العصر الحجري

وقد تباينت آراء الأوساط العلمية حيث يرجح قسماً فيها أن يقول أحدهما بأن السهل الرسوبي في جنوبي ووسط العراق كان بحرا في العصر الحجري القديم أي قبل نحو نصف مليون سنة، وبدأ هذا البحر بالتراجع نحو الجنوب بفعل الترسبات والطمي التي يأتي بها نهر دجلة والفرات وروافدهما وهكذا ظهر السهل الرسوبي بوضعه الحالي، وكان أصحاب هذا الرأي يقولون بأن الاهوار في جنوبي العراق هي من بقايا ذلك البحر. 

لقد بني هذا الرأي الخاطئ على نظرية وضع أسسها في أواخر القرن التاسع عشر الأثاري المعروف  دي مورغن  الذي اشتهر بتحرياته الأثرية في مدينة  سوسة  عاصمة العيلاميين في جنوب غربي ايران  والذي اكد نظريته ان معظم القسم الجنوبي والاوسط من العراق كان مغمورا بمياه البحر وحدد خط الساحل إبان العصر الحجري القديم اي قبل نصف مليون سنة كما اسلفنا بالخط المار بين هيت وسامراء نزولا إلى بلد وقال ان المرتفعات الموجودة في هذه المناطق كانت جرفا لساحل الخليج  وتبع مورغن برأيه ذلك معظم المؤرخين والاثاريين، ووضع خطا آخر ارتآه القائلون بهذه النظرية عندما تراجع الخليج بمرور الازمان في الخط المار بين مدينتي أور والعمارة، وكان جل ما استند اليه في نظريته يدور حول تحديد بعض المدن القديمة والافتراض بأنها كانت تقع على الساحل القديم او انها كانت تبعد عن الساحل بمسافات قليلة، وقد استنتجوا ذلك بشكل افتراضي من النصوص القديمة وخاصة اسماء الاماكن القديمة التي وردت في حملة الملك الاشوري سنحاريب على بلاد عيلام عام 696 ق.م واخبار البعثة البحرية التي قام بها نيرخس قائد أسطول الاسكندر الكبير عام  325 ق.م التي ورد فيها اسم بعض المدن مثل كراكس  الكرخا الحالية في جنوبي إيران والتي تبعد الآن عن خط الساحل مسافة 47 كيلو مترا حيث أشير في النص إلى انها كانت تقع على الساحل ويصعب التأكد من صحة هذا النص، وحسب أصحاب هذه النظرية فان معدل تكوين اليابسة جراء تراجع الخليج صوب الجنوب بفعل ترسبات الطمى والغرين التي يحملها الرافدان ونهر الكارون بمعدل 115 قدما في العام الواحد أي زهاء الميل ونصف الميل في القرن الواحد  واستندوا ايضا الى النصوص المسمارية التي تؤكد بأن مدينتي أور وأريدو كان لهما ميناء على البحر الموهوم، وأكدوا بعد ذلك أن الاهوار هي بقايا ذلك البحر الذي كان يغمر جنوبي العراق  إلا ان هذه النظرية فندت عندما قام فريق من الجيولوجين على رأسهم  ليزو فالكون ورايت  عام  1950 بتحريات جيولوجية واسعة في المنطقة ونشروا نتيجة تحرياتهم الحقلية في مؤلف كبير، ودللوا على أن أبحاثهم العلمية أكدت بأن حدود الساحل لم تكن في الماضي أبعد إلى الشمال من وضعها الحاضر، وان حدود الساحل الموهوم الذي افترضه الآثاريون لم يكن له وجود على الإطلاق  وأظهرت نتائج تحريات ذلك الفريق أن هذه المنطقة من العراق معرضة لعملية البناء الجيولوجي التكتوني التي تسبب الانخساف والانخفاض في مستوى الساحل، وأن درجة الانخفاض أو الانخساف تعادل عملية الملء والردم الناتجة من ترسبات الطمى والغرين التي يجلبها الرافدان في مواسم الامطار والفيضان  ولهذا السبب ظلت الأهوار في منطقة العراق الجنوبية منذ تكوينها في القرنين السادس والسابع الميلاديين، ولو تركت عملية الترسبات وحدها لكانت كافية لردم الاهوار وتحويلها الى سهول غرينية في هذا الزمن الطويل، ولكن هذه الترسبات تصب في حوض دائم الانخساف. 

اما مسألة وجود موانئ في بعض المدن القديمة مثل أور وأريدو، فقد اثبتت التقنيات وجودها وان هاتين المدينتين لم تكونا يوما ما على الساحل بل كانت الموانئ على نهر الفرات مثلما اثبتت الحفريات ذلك وكان الفرات يمر بمحاذاة مدينة أور وعلى مسافة قصيرة شرقي مدينة أريدو ولكن بمرور الزمن بدل مجراه حيث يمر الان بمدينة الناصرية شرقي اور بحدود عشرين كيلو مترا. 

كيف نشأت الأهوار

ويبقى السؤال كيف نشأت هذه الأهوار .. ؟ وتؤكد التحريات  الاثرية عندما كان الهور موجودا بعافيته وبعد تجفيفه من قبل النظام العراقي السابق، بأن اجزاءً كبيرة من اهوار محافظتي الناصرية وميسان كانتا أرضا يابسة تستغل بالزراعة وكان هناك بعض المستنقعات الدائمية المحصورة وخاصة في محافظة ميسان  والدليل على ذلك هو انتشار المواقع الاثرية فيها، ففي هور الحمار الذي تقدر مساحته بمليون وثمانية وأربعين ألف دونم تمكنا من تثبيت 122 موقعا اثريا بين صغير وكبير، وتاريخ بعض المواقع يعود الى عصر فجر السلالات السومرية اي بحدود 2800 - 2350 ق.م وتتوزع هذه المواقع على المناطق التالية، الجبايش،الاصلاح، العكيكة، السديناوية، كرمة بني سعيد، وهذه المواقع إما كانت مغمورة بالهور يحيط بها الماء وذلك حسب ارتفاعها  أما في محافظة ميسان فهناك 48 موقعا اثريا مكشوفا يعود تاريخ اغلبها إلى العصور الفرثية والساسانية وبعضها أقدم تعود إلى الالف الاول ق.م وتنتشر هذه المواقع في هور الحويزة، والوادية، والصحين، وبريدة  الخ وهي كأخواتها في اهوار الناصرية، إما كانت مغمورة في الهور وإما محاطة بمائه. 

وهناك تجمعات سكانية حديثة أقيمت في الهور على التلال الاثرية، حيث ترى قطع الفخار وكسر الآجر القديمة منتشرة عليها وقد لوحظ ذلك في منطقة الجبايش في عام 1970 ويذكر العاملون في حقل النفط في الاهوار ان مكائنهم كانت اثناء عملها تستخرج كسر الفخار من اعماق مختلفة، كما نذكر هنا ورود معلومات في نص سومري يؤكد قيام السومريين بشق الجداول وكذلك استصلاح بعض الاراضي من الملوحة التي ظهرت بوادرها بحدود عام  2400  ق،م واستمرت زمنا طويلا بعد ذلك كما هو معروف في وسط العراق وجنوبه.

كل ذلك يؤكد أن مناطق الاهوار كانت ارضا يابسة عاش عليها العراقيون وزاولوا نشاطاتهم الاقتصادية والاجتماعية وبنوا حضارتهم العتيدة كما في باقي اجزاء العراق، وفي نحو    م طغى الرافدان وروافدهما طغيانا هائلا لم يسبق له مثيل وخربت مشاريع السدود ومشاريع الري الرئيسية التي اهملت لضعف الدولة الساسانية في اواخر ايام حكمها في النهروان وسد العظيم القديم وكذلك سد ديالى القديم ومناطق اخرى  وغير الرافدان مجرياهما في مناطق عدة في الوسط والجنوب فانقلبت مناطق اقصى الجنوب الى اهوار واسعة تمتد كالبحر وصارت تعرف هذه الاهوار حينها بالبطائح وقد وصفها المؤرخون والبلدانيون العرب وصفا مسهبا وادخلوها على خرائطهم. 

الأنهار العراقية

نهر الفرات

وهو أكبر نهر في بلاد ما بين النهرين، يبلغ طوله حوالي 2800 كيلومتر ويبدأ بألف كيلومتر في تركيا حيث ينبع في المنطقة الجبلية وينحدر ليقطع الجمهورية السورية ويستمر جهة الجنوب الشرقي داخل الأراضي العراقية. ويبلغ طوله في سوريا حوالي 675 كيلومتر وفي العراق 1200 كم  وتعتبر الأمطار والثلوج المتساقطة في الأطراف العليا من حوض النهر هي المصدر الرئيسي لمياهه. 

وتنقسم الدورة السنوية لتصريف نهر الفرات كالآتي  الفترة من يوليو حتى أكتوبر. 

التصريف المنخفض، الفترة من أكتوبر حتى مارس - التصريف المتوسط، الفترة من مارس وحتى يونيو التصريف العالي ويوجد العديد من السدود على طول مجرى النهر في كل من تركيا وسوريا والعراق وأن نسبة الاختلاف في تدفق المياه وفقاً للفصول المناخية السنوية في نهر دجلة أكبر من نهر الفرات. 

نهر دجلة

وينبع من هضبة الأناضول جنوب شرق تركيا، وحتى جبال طوروس الشرقية وجبال زاغروس في إيران، وينتهي في العراق بعد مروره لمسافة قصيرة في سوريا  ويوجد على نهر دجلة عدة سدود وأكبر من نهر الفرات. 

شط العرب

ويتكون من التقاء نهري دجلة والفرات ونهر قارون القادم من إيران حيث ينحدر جنوباً ليصب في مياه الخليج العربي الشمالية  ويعتبر شط العرب هو المغذي الرئيسي لمياه شمال الخليج العربي وتمتاز مياهه قليلة الملوحة بوفرة المغذيات المذابة كالنيترات والفوسفات والسيليكات إضافة إلى الرسوبيات العالقة في مياهه  وتعتبر الفترة العظمى لفيضان النهر في الربيع وذلك بسبب الأمطار وذوبان الجليد على الجبال  ولمنطقة مصب النهر أهمية لبعض أنواع الأسماك والربيان التي يهاجر البعض منها خلال دورة حياته إلى المياه الشمالية للخليج العربي. 

النهر الثالث

أكمل العراق مشروع النهر الثالث في مطلع سنة 1993 حيث حولت مجرى نهر الفرات لمنعه من تغذية هور الحمار بالمياه العذبة. ويبلغ طوله حوالي 565 كم وعرض 90 م  ويحمل النهر الثالث مخلفات المناطق الزراعية في وسط العراق ومياه الفيضان إلى منطقة شمال الخليج العربي عبر خور الزبير ثم خور الصبية. 

بداية الكارثة .. تجفيف طال نحو .. من مساحتها

إذا كانت الأساطير التي ما زال المعمرون من سكان الأهوار يتناقلونها، والتي تذهب بالقول أن بعض الملوك الساسانيين خلال القرن الخامس الميلادي أرادو تجفيف الأهوار لتكون حقولاً شاسعة لزراعة الحبوب ولم يتمكنوا من تحقيق ذلك الحلم .. فإن النظام العراقي السابق لم يكن يحلم من وراء تجفيفه الأهوار إلا بالقضاء على بؤرة المقاومة العراقية الموجودة هناك. 

كادت أهوار جنوب العراق تختفي من خارطة البلد، بسبب ما أقدم مهندسو النظام العراقي السابق على تنفيذه من جريمة بحق أقدم الأنظمة البيئية في العالم، فتلك الجريمة التي تم تنفيذها ببرود أعصاب ولا مبالاة كبيرة كانت تجري بشكل متواصل على الرغم من الحظر الجوي الذي فرضته قوات التحالف لحماية المنطقة الجنوبية الواقعة على خط 32 درجة. 

أهوار جنوب العراق تضم ثلاثة أهوار رئيسية

هوير الحويزة الذي يتداخل مع الحدود الإيرانية، وهور الحمّار وهو يتوسط المنطقة، وأهوار الفرات التي تمتد وتتوسع باتجاه شمال وغرب البصرة وجنوب منطقة العمارة وصولاً إلى مقربة من مصب دجلة والفرات ليختلطا ويكونا شط العرب  ويمكن أن تقدر المساحة التي تحتلها أهوار جنوب العراق بين 15000 كم مربع - 50000 كم مربع لأن المساحة المائية لهذه الأهوار غير ثابتة وغير مستقرة  فهي تتوسع وتتقلص حسب إيقاعات فصول السنة  ففي فصل الخريف حيث تكون مستويات مياه دجلة والفرات في أدنى مستوياتها نجد أن مساحة الأهوار تتقلص بشكل كبير، لتعود وتتوسع في فصل الربيع مع موسم ذوبان الثلوج في كل من تركيا وإيران. 

وفي هذه المنطقة من بلاد ما بين النهرين يمكن أن نتلمس بقايا شجرة آدم   حسب ما ترويه لنا الأساطير ويتناقلها بعض سكان تلك المنطقة لحد الآن   إذ ما زالت تلك الشجرة التي توقفت عن النمو موجودة على مقربة من القرنة حيث التقاء دجلة والفرات  ففي تلك البقعة المائية العملاقة المغطاة بالقصب والبردي تنتشر في ثناياها الكثير من القرى المائية التي يسكنها منذ زمن يتعذر تحديده، سكان الأهوار، والذين يطلق عليهم  المعدان  بمضايفهم وأكواخهم وزوارقهم متعددة الأنواع مثل (المشحوف) والقفه والغزال الذي اختفى حالياً (والطراد) وشباك الصيد و(فالاتهم) المشهورة المخصصة لصيد السمك وأشياء أخرى بضمنها استخدامها كسلاح شخصي. ويمكننا التأكيد أن تلك الأهوار وسكانها حافظوا على نمط حياتهم منذ ما يقارب 5000 عام  إذ يشهد على ذلك بعض النقوش السومرية التي يظهر بأسفلها مشاهد الأهوار، ويمكننا أيضاً أن نشاهد أطلال مدينة أور التاريخية   التي ولد فيها سيدنا ابراهيم  عليه السلام. ففي تلك الأطلال عثر على زوارق خشبية على شكل جذع شجرة محفورة وهي تشبه تماما ما كان سكان الأهوار يستخدمونه في تنقلاتهم. 

لقد كانت تلك المتاهة المائية المترامية الأطراف تأوي الفارين والمندحرين من المعارك التاريخية التي حدثت بين الامبراطوريات مثل ( سومر وبابل ) وحتى بعد دخول الإسلام إليها، امبراطورية فارس والامبراطورية العثمانية. 

فمنطقة الأهوار هذه كانت تشكل مصدة عازلة بين الامبراطوريتين الأخيرتين ( الفارسية والعثمانية ) لذلك فلقد كان يتواجد فيها أعداداً كبيرة من العرب والإيرانيين الفارين وأسسوا في ذلك الوقت ( السومري - البابلي ) نواة سكان مجموعة بشرية عرفت فيما بعد  بالمعدان  الذين كانوا يربون الجاموس ويزرعون الرز ويعيشون على صيد الأسماك. 

على أن بعض القبائل العربية الذين احتفظوا بعاداتهم وتقاليدهم الاجتماعية البدوية سكنوا على تخوم الأهوار، ليختلطوا شيئاً فشيئاً مع السكان الذين يعيشون داخل الأهوار بين القصب مشكلين في ذلك مجموعة موازيكية بشرية فريدة من نوعها بمنطقة الشرق الأوسط. 

أما خلال الحرب العراقية الإيرانية فلقد التجأ إلى الأهوار آلاف من مواطني  العراق ( 1980 - 1988 ) ليزداد عددهم بعد احتلال الكويت من قبل الجيش العراقي، ليصل عددهم بعد عام 1990 إلى نحو 50000 شخص خوفاً من بطش النظام العراقي السابق بعد قيامهم بالانتفاضة. 

على أن أهمية الأهوار لا تكمن بكونها منطقة مائية شاسعة ذات موقع استراتيجي يضم مناهضي الحكومة العراقية فحسب، فهي أيضاً تتمتع بأهمية اقتصادية كبيرة  إذا أنها تنطوي على حيوانات وطيور نادرة لا يمكن أن نجدها في أي بقعة أخرى في العالم، إضافة إلى ثروتها السمكية ونفطها ومعادنها الأخرى البكر التي لم تستغل بعد  وتشكل أيضاً نوعاً من المحميات الطبيعية المثالية التي تستقبل أعداداً هائلة من الطيور المهاجرة نظراً لوفرة المصادر الغذائية اللازمة لمثل هذه الطيور. 

لقد اعتقد  ولفريد تيسنجر  وهو أول من ألف كتاباً عن أهوار العراق في بداية أعوام 1950 في كتابه ( التخوم العربية )، اعتقد أن سكان الأهوار لن يكن باستطاعتهم الصمود في اهوارهم بعد اكتشاف النفط في تلك المناطق بعد ثورة 14 تموز 1958، لكن اعتقاده لم يكن في محله اذ استطاع سكان الاهوار الصمود والاستمرار في حياتهم الاعتيادية، ولم يستطع الاقطاع وشيوخ العشائر الاستمرار في المحافظة على نفوذهم العشائري والاقتصادي السابق. 

محو الأهوار من الخارطة

على أن فترة حكم النظام السابق شكلت تهديداً حقيقياً لسكان الأهوار، وكاد أن ينجح في محوهم من خارطة العراق بعد أن اصدر أوامره إلى مهندسيه للقيام باكبر عملية تجفيف للاهوار شهدها العراق عبر تاريخه الطويل .. وكانت ذريعته إحياء بعض المناطق غير الصالحة للزراعة وجعلها أرضاً خصبة  وهكذا فلقد شرع المهندسون ومنذ نهاية عام  1991 بحفر قنوات لا تحصى وقنوات تصريف المياه وشيدوا السدود الترابية وطريق المواصلات لتمنع مياه دجلة والفرات من أن تصب في الأهوار، مما سيمكن القوات المسلحة العراقية بمطاردة الثوار والمتمردين والقضاء عليهم. 

إذ استطاع الثوار ان يلحقوا الضرر بالجيش العراقي جراء العمليات العسكرية التي كانوا يقومون بها  ويعد أن باشرت الحكومة بحفر تلك القنوات سارع آلاف  المعدان  إلى الهرب صوب إيران خوفاً من البطش الذي سيواجهونه على يد ذلك النظام القمعي. 

ولم يكتف المهندسون بحفر تلك القنوات فحسب، فلقد قاموا أيضاً بحرق آلاف الكيلومترات من قصب البردي، تمهيداً لإقامة مشروع  ام المعارك  أو  النهر الثالث الذي يبلغ طوله 50 كم وبعرض كيلومتر واحد  وكانت صور الأقمار الصناعية قد أظهرت أن مساحة الأهوار قد تقلصت إلى نحو 5% فقط من مساحتها الأصلية، لقد واجه سكان الأهوار وقوع كارثة حقيقية بحقهم وحق الطيور والأسماك والحيوانات الموجودة في تلك المساحة المائية الهائلة التي كان يفترض أن تتحول إلى منطقة سياحية بكل معنى الكلمة. 

تاريخ الفكرة

لم يكن تجفيف الأهوار العراقية وليد فكرة حديثة، بل بدأ في عقل مهندس بريطاني اسمه فرانك ثيغ كان يعمل لدى النظام الملكي العراقي في مطلع الخمسينيات، وقد قدم وثيقة تشرح أهمية تحويل المياه إلى قناة مائية باعتبار أنها تهدر في الأهوار، ويمكن استخدامها في مشاريع العراق الزراعية وقد كان ذلك تابعاً لمشاريع مجلس الإعمار الذي كان قائماً في العصر الملكي، وقد وضعت شركات أجنبية الدراسات له ونفذت جزءاً بسيطاً منه قبل أن تكتشف عدم جدواه سواء في عمليات استصلاح الأراضي أو السقي، كما أن موضوع وجود مناطق أثرية، مثل مدينة أوروك  الوركاء  وغيرها من التلال الأثرية في طريق هذا النهر الذي كان يحمل اسم النهر الثالث جعل الشركات الأجنبية تتوقف عن تنفيذ هذا المشروع. 

أخطار الكوارث البيئية في العراق

تشير التقارير إلى أن منسوب المياه لنهري دجلة والفرات قد تراجع إلى 43 في المئة مقارنة مع المعدلات الطبيعية وهو مستوى قل نظيره منذ بداية تسجيل منسوب المياه العام، وقدرت كميات المياه الجارية الآن بنحو 15 بليون متر مكعب بالسنة، وتراجع منسوب المياه يفضي إلى الإضرار بالمحاصيل التي تعتمد على الري أولاً، وإلى ارتفاع مستوى ملوحة مياه الأنهار ثانياً، وإلى زيادة مستويات تلوث المياه الجوفية والمياه الجارية بسبب تعرضها لتدفق مياه الصرف الصحي والمياه العادمة، وارتفاع مستويات التلوث لمياه الأنهر تجعل الحصول على المياه النظيفة للاستهلاك البشري أمراً عسيراً، وكانت مستويات حصول الفرد على مياه شرب نظيفة قد تراجعت من 90 في المئة لسكان العراق العام 1990 إلى 50 في المئة بعد حرب تحرير دولة الكويت وأصبح نصف سكان العراق يعتمدون على مياه الأنهر والفروع المكشوفة في حياتهم اليومية، على أثر تعرض محطات توليد الطاقة الكهربائية والصرف الصحي للعطل وتحول 15 مليون غالون من موارد الصرف الصحي يومياً إلى مياه النهر مما حول المياه العذبة إلى مصدر لتفشي الأمراض والأوبئة وبالأخص منها تصيب الأطفال من مختلف الأعمار، أفضت بنتائجها إلى سقوط أعداد هائلة من الضحايا تعادل ما يسقط من جبهات معارك الحروب، وخصوصاً مع تراجع الخدمات الصحية بشكل عام  وحالة الجفاف وتراجع الأمطار أفضت إلى تدهور المواسم الزراعية، فالزراعة العراقية التي تعاني أصلاً من عجز في الوفاء لاحتياجات الطلب المحلي من محاصيل الحبوب فإنها لم تكن توفر أكثر من 30 في المئة في أفضل الأحوال منها لذا فإن كارثة الجفاف قضت على ما يقرب من 90 في المئة من محاصيل الحبوب في المناطق المطرية حسب تقديرات الأمم المتحدة، وتراجع الإنتاج بهذه الصورة الدراماتيكية يؤدي لا محال إلى مجموعة من النتائج وفي مقدمتها. 

الاضطرار إلى زيادة استيراد السلع الغذائية للتعويض عن نقص الإنتاج المحلي وبالتالي إلى زيادة العائدات المخصصة لاستيراد السلع الغذائية وفقاً لقرار النفط مقابل الغذاء. 

تردي حالة المراعي الطبيعية وتعرض الثروة الحيوانية والرعاة إلى المزيد من المعاناة جراء صعوبة توفر الأعلاف وضعف مساهمة السلطات المعنية في مساعدة المتضررين وهو ما يضع نحو 400 ألف من الرعاة في خطر جديد وخلق نوعاً جديداً من المنافسة على الموارد الطبيعية ويقضي على الجيل الجديد من الثروة الحيوانية، وإذا كانت أعداد من المنتجين الزراعيين قد حققوا فسحة من الكفاف النسبي لمستويات معيشتهم خلال عقد العقوبات الاقتصادية فإن الخراب الذي يحل بقطاعات واسعة منهم كفيل بإحالتهم إلى دائرة الفقر التي تلف الجزء الساحق من سكان العراق ما يعني مزيداً من الخراب البيئي. 

لماذا التركيز على تجفيف الأهوار في العراق؟

بدأت التأثيرات السلبية لتجفيف أهوار العراق تظهر بالفعل في بيئة الخليج البحرية، ولا سيما في المنطقة الشمالية  وما يحدث في البيئة الايكولوجية للمنطقة بسبب تجفيف الأهوار يؤدي إلى خلل ويضر بالمنطقة ككل. 

وفي الكويت خصوصا، طرأت خلال العقود الثلاثة الأخيرة على النظام البيئي الكويتي متغيرات عدة نتيجة جملة من المستجدات الجغرافية والعمرانية والسياسية، أهمها وأخطرها حرق آبار النفط وتسرب كميات كبيرة منه إلى البحر إبان الحرب مع العراق، والتلوث الذي طال البيئة البحرية الكويتية نتيجة حرب الخليج وتجفيف الأهوار في جنوب العراق الذي أدى إلى تغير حاد في خصائص البيئة البحرية الكويتية، وتجاوزت المتغيرات في معظم الأحيان الحد المسموح به وفق القياسات والمواصفات الدولية  فإلى أي مدى أثر تجفيف الأهوار في البيئة البحرية في شمال الخليج العربي؟ وكيف تؤثر الرواسب والملوثات المصاحبة لعملية التجفيف في المياه الإقليمية للمناطق المجاورة؟ وكيف يمكن تفادي المضاعفات الضارة لحماية البيئة البحرية وتحقيق التوازن بين الطبيعة وتلبية حاجات الإنسان؟

تعتمد الكويت على مياه الخليج العربي في إنتاج المياه المحلاة وتأمين أكثر من 60 في المئة من الثروة السمكية الطازجة  لذلك فإن جودة الخصائص الطبيعية للمياه الكويتية، المناطق المحيطة بها هي من أهم بنود الأمن الغذائي الوطني، وامتازت المياه الكويتية بإنتاجية بيولوجية عالية، مما أثر على جذب الأسماك الجيدة وتوفير الغذاء اللازم لها، مثل الزبيدي والصبور، وذلك لقربها من مصب شط العرب الغني بالمغذيات المذابة وأظهرت النتائج الأولوية للدراسة التي يعدها معهد الكويت للأبحاث العلمية وجود مؤشرات تثبت أن عملية تجفيف الأهوار أثرت سلباً في البيئة الايكولوجية لدولة الكويت، وتمثل ذلك في ازدياد معدل ترسيب الملوثات النفطية وغير النفطية وحدوث تغيير في الطبيعة الهيدروغرافية للبيئة الشمالية في الكويت. 

لماذا تجفيف الأهوار؟

أراد النظام العراقي السابق التعويض في النقص في المياه التركية، وفي الوقت نفسه استغلال المنطقة عسكرياً، فرأى أن مياه الأهوار تذهب هباء وفي الوقت نفسه يمكن الاستفادة منها في أعمال الري، فكان لابد من تحويل مسار المياه الآتية إلى الأهوار من نهري دجلة والفرات لتصب في القناة المائية الاصطناعية التي تعرف باسم النهر الثالث. 

واستخدمت الأهوار خلال الحرب العراقية الإيرانية كمعبر لتغلغل القوات الإيرانية داخل الأراضي العراقية وهناك حديث كثير عن القاء مواد كيماوية وبيولوجية قضت على المزروعات والمواشي والتربة وكانت النتيجة إن شلت الحركة الاقتصادية في 46 قرية وأصبح أكثر من 40 ألف مواطن مهددين بصحتهم ومعيشتهم، وقد اشتهرت الأهوار منذ زمن طويل بأنها المأوى للثائرين على الحكم في العراق والقاعدة لانطلاق عمليات المقاومة العراقية كما أنها كانت المكان الذي لجأ إليه عشرات الألوف من العراقيين بعد انتفاضة شيعة الجنوب في أعقاب تحرير الكويت  ونظراً إلى فشل النظام العراقي خلال فترات سابقة في السيطرة على الأهوار عن طريق شق الطرق المائية وإنشاء مراكز للشرطة والجيش والمنظمات الحزبية، نتيجة لرفض سكان الأهوار قرار تجفيفها عن طريق مشروع النهر الثالث الذي تردد عبدالكريم قاسم في تنفيذه في الخمسينيات للأضرار الفادحة التي سيحدثها، فقد أقدم النظام العراقي على تنفيذ المشروع بعد تحرير الكويت لبسط نفوذه والسيطرة بالشكل الكامل على هذه المنطقة الحيوية على مساحة تزيد عن عشرة آلاف كم كانت تسترخي مسطحات مائية تحتل قسماً كبيراً من جنوب العراق، وفي المناطق المحددة بين مدن البصرة والناصرية والعمارة في فضاء هذه المسطحات المائية التي تسمى الأهوار كانت تحلق آلاف الطيور المائية المختلفة الأنواع حيث كانت الأهوار تعد محمية طبيعية لهذه الطيور المائية التي تهاجر إليها من مختلف بقاع العالم، وتحت مياهها كانت تعتبر مصدراً اقتصادياً للعراق كما كانت تعد من المناطق السياحية الطبيعية التي تجتذب الزائرين

كيف جُففت الأهوار العراقية؟

قصة النهر الثالث

يتلخص المخطط العراقي الذي شرع بتنفيذه في أواخر العام  1991 بإحياء مشروع النهر الثالث الذي تعود فكرته إلى أواسط الخمسينيات من القرن الماضي من خلال حفر المجرى القديم لنهر الفرات - مندرس وتحويل مياه بعض الروافد التي تغذي الأهوار بالمياه العذبة إلى هذا النهر الاصطناعي وعمدت إلى حفره بأعماق كبيرة لتضمن سحبه مصادر المياه الجوفية بسبب تميزه بموقع أشد انخفاضاً من عمق الهور لسحب مياه الهور بطريقة التنافذ وضمان تجفيف هذه البحيرات العذبة التي تمتد على مدى النظر شاسعة من المياه ليتكفل هذا النهر بجر ماء الأهوار من منابعها فضلاً عن تحويل مجاري العديد من الروافد التي كانت تغذيها وصولاً إلى تجفيفها والقضاء على غابات القصب والبردي الكثيفة التي أصبحت مأوى مثالي للخارجين على سيطرتها والمعارضين لها وبلغ المشروع ذروته مع أواخر العام 1992 من المشروع وكان بعد أن جف حوالي 90 في المئة من مساحات تلك المناطق البكر ومنذ بدأ تنفيذ الجزء الأهم من هذه المشاريع بعد الانتفاضة في الجنوب في آذار مارس 1991 تراجع حجم المسطحات المائية والغطاء النباتي إلى أقل من 20 في المئة مما كان عليه وتقدر مصادر أن عدد سكان المنطقة تراجع من 750 ألف نسمة إلى ما يقل عن 50 ألفاً مؤكدة أن العدد يتراجع باستمرار وانتقل السكان للعيش في أحزمة الفقر المحيطة بمدينتي البصرة وبغداد بعدما جفت مصادر عيشهم الطبيعية ونفقت مواشيهم، وأجرى الجيش العراقي حملات عدة على سكان الأهوار انتهت بإحراق عدد كبير من القرى وطرد سكانها الذين لجأ آلاف منهم إلى إيران، وقام بإنشاء شبكة طرق صلبة داخل المنطقة وقال إن اجراءاته تدخل في إطار مشاريع تنموية وقد دعا خبراء في شؤون الأهوار إلى حملة دولية لإعلان منطقة الأهوار محمية بيئية طبيعية قبل أن تدمر نهائياً بفعل الإجراءات العراقية، وذكر أحد الخبراء وهو راندال اليوت أن المساحة التي جففها الجيش العراقي باستخدام المضخات وعبر بناء سدود من الرمال والانقاض زادت عن الفي ميل مربع. 

وقال إن الأراضي التي تجفف تتحول إلى صحراء من الطين المتصلب الذي لم يعد يقبل الحيوان أو النبات الطبيعي وأن هدف السلطة في بغداد من هذا التخريب المتعمد هو إنهاء الدور الذي كانت مساحات الأهوار تلعبه أمام الجيش العراقي في مواجهته مع إيران أو في اتجاه الكويت  ووصف اليوت ما حدث في الأهوار بأنه واحدة من أسوأ الكوارث البيئية الموجودة في العالم الآن وأن آثار ذلك ستشمل منطقة الخليج لأن الأهوار تحتضن أنواع عدة من الطيور وتفقس فيها بعض الأسماك مما سيكون له أضرار بعيدة المدى وأشار إلى أن النظام البيئي للأهوار حطم بالكامل واختل التوازن الموجودة بين المياه والمزروعات والحيوانات والذي وجد منذ آلاف السنين وقال أخشى أن تكون عملية إعادة تأهيل هذه المنطقة صعبة للغاية فالأهوار التي تتصحر لم تعد تتقبل الحياة. 

وقال الخبير الأميركي إنه لا يفهم. 

السدود التركية

حتى السبعينيات كانت الأهوار ذات المياه العذبة تغطي ما يصل إلى 20 كم مربع وبالإضافة إلى أنها كانت توفر لعرب الأهوار بيئة صالحة للزراعة وصيد الأسماك فقد كانت تغذي ما يصل إلى 40% من مصائد الروبيان الكويتية حيث كانت فصيلة حيوانات القشريات هذه تضع بيضها في الأهوار قبل أن تتجه فراخها مع مجرى التيار المائي إلى الخليج ولكن بعد ذلك أدت مشروعات السدود والتجفيف إلى قطع إمداد المياه. 

ويشير بعض علماء الهيدرولوجيا بمن فيهم أولئك الذين وظفتهم منظمات إنسانية تدافع عن عرب الأهوار إلى أن المسؤولية لا تقع فقط على حكومة صدام السابقة بل تقع ايضا على الحكومة التركية ، ومن هؤلاء العلماء البريطاني رون مانلي الذي عمل مستشاراً لدى الاتحاد الأوروبي بشأن هذه المسألة، وكذلك لدى منظمة نداء عرب الأهوار، وقد أظهرت دراساته وحساباته أن السدود التركية التي بنيت في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات خفضت منسوب نهر الفرات بما يزيد عن 20% ويمكن أن تخفضه في النهاية بنسبة 50% وقد استخلص تقرير يونيب أن طاقة تخزين المياه لكل السدود على نهر الفرات هي أكبر بست مرات من التدفق السنوي للنهر، ويقول مانلي إن هذه السدود تحول المياه من أجل الري إلى شرق تركيا كما أن السدود التي تقضي الخطط التركية ببنائها على دجلة بما فيها سد ايليسو المثير للجدل والذي تقف وراءه شركات بريطانية ستقلص أكثر دفق المياه إلى الأهوار. 

ويضيف مانلي إن تقلص دفق مياه النهرين ليس هو المشكلة الرئيسية فالأمر الأكثر أهمية هو أن السدود قطعت فيضان الربيع الذي كانت الأهوار تعتمد عليه من أجل البقاء وأشار إلى أن قطع فيضان الربيع جفف ما يصل إلى ثلاثة أرباع الأهوار في حين أن الحكومة العراقية فعلت الباقي ولكن مانلي شدد على أنه لولا السدود التركية لكان من المستحيل تماما تنفيذ مشروعات التجفيف التي نفذتها حكومة صدام. 

 

الآثار البيئية لتجفيف الأهوار العراقية

هناك العديد من الآثار البيئية الضارة التي تنتج عن تجفيف الأهوار التي من أهمها ما يلي : 

*  هبوط مناسيب المياه الجوفية واختفاء المسطحات المائية يعني تحول مساحات من الأراضي المتماسكة الرطبة إلى أرض جافة مفككة قابلة للإنجراف بفعل الرياح مما يعني تهيئة الظروف لانتشار العواصف الرملية والترابية وانتقال الرمال ناحية الكويت  بفعل الرياح الشمالية الغربية السائدة  وناهيك عما تحمله الرياح من أملاح ومتبخرات تنتقل مع الرمال والأتربة في اتجاه الكويت. 

*  استنزاف خصوبة التربة بسبب تطاير الحبيبات الدقيقة من غرين وطين وكذلك المادة العضوية الموجودة أصلا بالتربة. 

*  موت وتدمير العشائر النباتية وما يعيش عليها من طيور وحيوانات. 

*  اختفاء الكائنات البحرية والهوائم. 

*  خلل في الاتزان المائي Water balance. 

وهناك شواهد حية على ما تجلبه عمليات تجفيف المناطق الرطبة من دمار بيئي حيث نتج عن تجفيف المناطق المحيطة ببحر آرال بكازاخستان بالجزء الغربي من الاتحاد السوفيتي السابق انكشاف مساحة 4800كم مربع للرياح مما حول المنطقة إلى مسرح ضخم للعمليات الريحية النشطة حيث العواصف الترابية المستمرة وانتقال الأملاح إلى مناطق قريبة وكان ذلك خلال الفترة من أعوام 1961 - 1964 وبالنسبة لجنوب العراق يدعي النظام العراقي أن عمليات تجفيف الأهوار يعود إلى إقامة السدود في سوريا وتركيا في أعالي نهري دجلة والفرات. 

وتعد المناطق الرطبة التي تتكون من مستنقعات وسبخات وغيرها من أكثر النظم البيئية حساسية وأعلاها هشاشة فهي في جملتها نظام مرهف تتداخل فيها عوامل هيدرولوجية وبيولوجية ومناخية وديناميكية وبيئية معقدة مما دفع هيئة البيئة الأميركية بإنشاء إدارات متخصصة تتولى مسؤولية الإشراف على إدارة ومراقبة وتنظيم استغلال هذه النظم البيئية. 

وقد وصف تقرير الأمم المتحدة عرب الأهوار بأنهم شعب متميز وعريق وأن نمط حياتهم الذي يعود لخمسة آلاف عام قد أصبح مهدداً بالانقراض المفاجئ، هذا النمط من الحياة الذي يعتبر الوريث الشرعي للحضارتين السومرية والبابلية. 

ويقول التقرير «إن تدمير الأهوار يترك تأثيرات مدمرة على الحياة البرية، وهذا من شأنه أن يخلف آثاراً سلبية على التنوع الحيواني على المستوى العالمي، من صربيا إلى جنوب أفريقيا». 

ويضيف التقرير أن اللبائن والأسماك التي تعيش في المنطقة تعتبر الآن منقرضة، كما تناقصت كميات الأسماك في شمال الخليج التي تعتمد على الأهوار في تكاثر الأسماك قد شهدت تناقصاً حاداً. هناك أيضاً نوع من الجرذان كبيرة الحجم، تعرف بالجرذان الخنزيرية، التي تنفرد المنطقة بها قد انقرضت. 

 

نمط فريد من الحياة في طريقه إلى الانقراض

لكن الأمم المتحدة لم تيأس من الوضع كلياً، فقد قال معد التقرير، حسن بارتو، لبي بي سي، إن الوضع في أهوار العراق قاتم كما يبدو لكن هناك أمثلة عن انتعاش مناطق مماثلة في العالم بعد اختفائها. 

ويضيف باترو أن ذلك حدث في الكاميرون والولايات المتحدة، وأن هناك حاجة ملحة للمحافظة على ما تبقى من منطقة الأهوار على الحدود العراقية الإيرانية، وإعادة النظر في السدود التي بنيت لمنع حدوث الفيضانات في الخمسينيات. فقد أصبحت هذه السدود عديمة الفائدة وإذا ما أزيلت فإنها ستفسح المجال لإنعاش الأهوار من جديد، غير أن الهدم دائماً أسهل من البناء، وأن الأهوار تمثل آلاف السنين من مراحل التطور الطبيعي. 

كما أن الآثار الإقليمية لتجفيف هذه المستنقعات كانت مدمرة للبيئة في منطقة الخليج العربي الشمالية، حيث إنها تضمنت زيادة التلوث بالمركبات الهيدروكربونية والمعادن النزرة والمبيدات وزيادة الترسيب في بيئتها البحرية الأمر الذي نجم عنه آثار سلبية مباشرة على الثروة السمكية والشعاب المرجانية وصحة الإنسان، كما أنها تضمنت آثاراً على الحياة البرية الإقليمية نتج عنها حدوث نقص كبير في أعداد وأنواع الطيور المستوطنة صاحبه زيادة كبيرة في ازدهار الطحالب الضارة ونفوق الأسماك في المنطقة، وذلك علاوة على حدوث تغييرات مناخية إقليمية صاحبها زيادة في درجة الحرارة وفي معدلات العواصف الترابية الأمر الذي ساهم في ارتفاع حرارة الأرض وزيادة سخونتها على النطاق العالمي. 

 

البيئة البحرية

تتأثر البيئة البحرية الكويتية بأي تغيرات تطرأ على المنطقة الشمالية من الخليج العربي .. وإن تصريف الملوثات في البيئة البحرية يعمل على تقليل الفرص من الإنماء لدى الكائنات البحرية المختلفة وإحداث تغيرات فيما بين عناصرها المختلفة من الممكن أن تسبب أضراراً لقمة الإنسان عن طريق السلسلة الغذاذية  ويزداد الأمر سوءاً كلما زاد تركيزها على المدى البعيد  ولذا نرى بأن تصريف مياه شط العرب يشكل مصدراً رئيسياً هاماً للمغذيات والتي تشتمل على النترات والنتريت والمركبات الفسفورية والسيليكونية وأن أي زيادة أونقصان في كمية المغذيات يؤثر على توازن الدورة الكيميائية الحيوية لعنصري النيتروجين والفوسفور في البيئة البحرية الكويتية حيث إن المغذيات مصدر غذائي مهم بالنسبة للطحالب والهيام النباتية في عمليات البناء الضوئي. 

إن تجفيف الأهوار في جنوب العراق له أثره السلبي على البيئة البحرية الكويتية الشمالية حيث أوضحت نتائج الدراسات بوجود زيادة في تركيز الملوثات البترولية المصاحبة لجزيئات المواد العالقة والرسوبية وزيادة في معدلات ترسيب الملوثات في البيئة البحرية الكويتية. 

كما أن تدفقها مع حركة التيارات المائية من الشمال إلى الجنوب بدورها سوف يؤدي إلى تعكير نقاوة المياه الساحلية الكويتية واختلال بتوازن المغذيات في البيئة البحرية الكويتية وبالأخص خور الصبية وجون الكويت. لهذا أصبح من الضروي مراقبة الوضع في البيئة البحرية الكويتية وبالأخص خور الصبية وجون الكويت  لهذا أصبح من الضروري مراقبة الوضع في البيئة البحرية الكويتية الشمالية ومعرفة التغيرات الإيكولوجية التي قد تطرأ نتيجة استمرار تجفيف الأهوار والتأثير السام للملوثات ويجب أخذ الإجراءات البيئية الصارمة للتقليل من هذه الاثار السلبية على النظام البيئي حالياً ومستقبلاً مع إجراء البحوث المستقبلية في هذه المنطقة لمعرفة التغيرات التي قد تطرأ. 

 

البعد الاستراتيجي لمشروع النهر الثالث وتجفيف الأهوار واثاره على البيئة الكويتية

يمكن النظر إلى تبعات هذا الحدث بأربعة محاور أساسية  المحور الأول وهو دمار لمخزن الأحياء البحرية ذات القيمة الاقتصادية والتي تعتبر إحدى دعامات الأمن الغذائي في الكويت. كما تعتبر منطقة الأهوار محطة مهمة للطيور المهاجرة والتي تتوقف بها الطيور أثناء هجرتها من الشمال إلى الجنوب في فترة رحلة الشتاء. 

وللطيور دور كبير في معادلة التوازن البيئي في البيئة الخليجية وغير الخليجية وهي تحظى باهتمام إقليمي وعالمي كالهيئة الوطنية لحماية البيئة الفطرية في المملكة العربية السعودية وغيرها من المنظمات العالمية. 

تعتبر المياه الإقليمية الشمالية بدولة الكويت حوضاً ترسيبياً لكميات الرواسب والملوثات المصاحبة لها والقادمة من مصب شط العرب وذلك بسبب الطبيعة الهيدروغرافية والأوشيونوجرافية والمتمثلة بدوران التيارات البحرية بشكل عكس عقارب الساعة، كما أن المنطقة تمتاز بأهمية بيولوجية واقتصادية لدولة الكويت من ناحية الثروة السمكية والنقل التجاري. 

خلال عقد من الزمان، تم تدمير 90% من الأهوار وكل ما تبقى منها هو بعض اجزاء متاخمة للحدود الإيرانية. 

واختفت الحيوانات مثل الخنازير الوحشية، والثعالب المائية ذات الفراء الناعم، والضباع ذات الخطوط والذئاب الرمادية، والجرذان الهندية الضخمة، وحيوانات أخرى اختفت جميعها دون رجعة  وكذلك اختفت اسماك الشبوط والسلاحف ذات غطاء الظهر الناعم، وحيوانات مائية أخرى. 

 

ثلاث حقائق ثابتة

ثمة ثلاث حقائق ثابتة، وهي أن المشكلات البيئية لا تعرف الحدود، وتأثيرها لا يظهر على المدى القصير  وأي خلل في الخصائص الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية للنظام البيئي يؤثر في الأنظمة المتعلقة به  مثل البيئة البحرية الشمالية لدولة الكويت وما فيها من علاقات غذائية بين الكائنات متمثلة بالشبكة الغذائية للمنطقة ككل وأثبتت الدراسات العلمية التي أجريت على أسماك الصبور والزبيدي والربيان في الكويت أنها تعتمد على بيئة الأهوار والمناطق القريبة من شط العرب. 

فمعظم هذه الأسماك تهاجر من حدود العراق البحرية إلى المياه الشمالية للخليج وبالتالي فإن المخزون السمكي للكويت تأثر بتجفيف الأهوار وهناك تغييرات كبيرة طرأت على المياه وهي انخفاض حاد في درجة الملوحة في خور الصبية وشمال فيلكا من 36 جزءاً في الألف عام 1982 إلى جزء في الألف عامي 1996 و 1998 وازداد معدل تركيز الرواسب العالقة الشمالية أكثر من الضعف كما لوحظت أصناف بالقرب من مصب النهر الثالث تؤثر في السلسلة الغذائية البحرية في المنطقة تخل بالنظام البيئي بالإضافة إلى الرواسب البيئية التي تشكلت حديثاً وهناك مسببات أخرى أحدثت تغييرات جذرية في خصائص بيئة الجزء الشمالي للخليج العربي، وبالتالي في المياه مما أثر في الثروة السمكية الكويتية، وأهمها : 

أولاً : إقامة مجرى جديد لنهر الفرات وتحويله عن هور الحمار ويحمل هذا النهر مخلفات المناطق الزراعية كالأسمدة والمبيدات من منطقة وسط العراق وكذلك منطقة الفيضان إلى منطقة شمال الخليج العربي عبر خور الزبير ثم خور الصبية. 

ثانياً : بناء 22 سداً عند نهري دجلة والفرات سميت مشروع الأناضول التركي بهدف توليد الطاقة الكهربائية وتوفير مياه الري لتركيا وهذا أدى إلى انخفاض منسوب النهرين في شكل ملحوظ في كل من سوريا والعراق ومنسوب مياه شط العرب الذي يصب في الخليج ومن المتوقع أن ينتهي بناء هذه السدود سنة 2010 وعندئذ سينخفض معدل المياه العذبة التي تصب في الخليج العربي يرى المتابعون لهذه القضية أن بقاء الوضع هكذا في أهوار العراق له مضاعفات جانبية كثيرة على البيئتين العراقية والكويتية بل على بيئة المنطقة ككل لذلك يرى المتابعون ضرورة أن يعمل خبراء البلدين بالتنسيق مع المنظمات الدولية لوضع الدراسات الخاصة بتقويم الوضع وعقد اتفاقيات تمنع الأعمال الإنشائية المضرة بالبيئة والتنسيق على المستوى الدولي وإعادة ضخ المياه إلى الأهوار العراقية والتقيد بالقوانين والتشريعات البيئية الدولية، ويوصي الخبراء بالتركيز على جانب السمية في الدراسات الايكولوجية إلى جانب المؤشرات التقليدية، خصوصاً أن الدراسات السابقة أثبتت وجود نسب من المبيدات الحشرية والنباتية في الترسبات الطينية في شمال المنطقة البحرية لدولة الكويت حتى قبل الغزو العراقي بسنوات طويلة فتجفيف الأهوار واستخدام الأسلحة الكيماوية ورش المبيدات النباتية والحشرية منذ عشرات السنين كلها جعلت من تربة الأهوار المجففة مصدر الخطر كونها مشبعة بمواد تشكل خطراً على البيئة وعلى صحة من يتعرض لها في الجانبين العراقي والكويتي  وسمية المواد الكيماوية تؤدي إلى خلق أورام سرطانية في كبد الأسماك يتأثر بها المستهلك كما أن هذه المواد تؤثر في النشاط الهرموني وربما تعوق النمو الجنسي فيصعب على الكائنات البحرية التناسل إذا تكاثرت ظهر فيها ومن المهم وضع محطات مراقبة ثابتة في شمال جزيرة وربة ومحطات رصد بيئية بالقرب من مصب شط العرب في الخليج العربي لرصد التغيرات، فأهوار العراق ثروة بيئية واقتصادية مشتركة من الواجب تحكيم العقل والعلم لإنقاذها قبل فوات الأوان. 

 

أثر النهر الثالث على البيئة البحرية الكويتية

للأهوار الفضل الأكبر في خفض العناصر المغذية الكيميائية والتي إذا ما زادت كمياتها تؤدي إلى نشوء وضع أشبه بإنصراف مياه الصرف الصحي غير المعالجة ،كما يمثل تجفيفها دمار لمخزون الأحياء البحرية ذات القيمة الاقتصادية والتي تعتبر إحدى دعامات الأمن الغذائي في الكويت بالرغم من اتصاف منطقة الخليج العربي بالبيئة الجافة القاسية إلا أنها تتمير بإنتاجية بيولوجية عالية خاصة في المنطقة الشمالية من الخليج لوجود مقومات بيئية كفيلة بإمداد تلك البيئة بالعناصر الطبيعية المهمة كالمياه العذبة والمواد الكيميائية المغذية فضلاً عن وجود تركيبة طبوغرافية طبيعية وجدت عبر ملايين السنين وورثها الإنسان والحيوان في المنطقة منذ الأزل. 

ففي شمال الخليج العربي يصب نهر شط العرب قبل مروره بمراحل لها أهمية كبرى من الناحية البيئية  حيث يصب في هذا النهر نهرا دجلة والفرات من جهة ونهر قارون القادم من إيران من جهة أخرى وقبل أن يصب شط العرب مياهه في شمال الخليج يمر عبر منطقة الأهوار والتي تعد من أكبر أعضاء الجسم البيئي للمنطقة لاعتبارات بيئية عديدة. 

فمنطقة الأهوار التي تعتبر بيئة طبيعية مهمة ليست للعراق فحسب ولكن لسائر دول الخليج العربي لعدة اعتبارات بيئية واقتصادية وبيولوجية كأسماك الصبور والزبيدي والربيان من نوع الشحامية التي تهاجر خلال دورة حياتها خارج حدود العراق إلى مياه الخليج العربي، كما أن للأهوار دور مهم في تنقية المياه الواردة من الأنهار من الرسوبيات قبل أن تصب في مياه الخليج وفي ذلك أهمية كبرى فالمياه العكرة والمليئة بالشوائب والرسوبيات تعمل على تعكير مياه الخليج التي تتميز بالصفاء وتؤدي إلى قتل المستعمرات المرجانية المنتشرة في الخليج العربي   وقتل تلك الشعاب المرجانية يعمل على دمار شامل للبيئة يؤدي إلى هجرة العديد من الأسماك وتآكل الجزر التي تدعمها تلك الشعب المرجانية لتكون عرضة للتآكل بفعل التيارات البحرية والأمواج. 

وللأهوار الفضل الأكبر في خفض العناصر المغذية الكيميائية والتي إذا ما زادت كمياتها تؤدي إلى نشوء وضع أشبه بانصراف مياه الصرف الصحي غير المعالجة. فالنباتات التي تزخر بها الأهوار تعمل على استهلاك الكميات الكبيرة من المغذيات كالنترات والأمونيا والفوسفات التي تأتي بها الأنهار وبالتالي تتصرف المياه عبر شط العرب بنسب طبيعية من تلك المواد المغذية والتي تسهم في السلسلة الغذائية في الخليج العربي بصورة طبيعية  لتكمل دورة طبيعية مستمرة عبر الأزل في هذه المنطقة   وهذا الوضع الطبيعي يعتبر من الأسباب الرئيسية في تحديد الوجود الجغرافي لمناطق حضانة الحياة ذات الأهمية الاقتصادية كالأسماك والربيان في المياه الشمالية لدولة الكويت كخور الصبية والمنطقة الواقعة حول جزيرة بوبيان. 

 

المؤشرات الأولية للتغيرات البيئية الناتجة عن تجفيف الأهوار ومشروع النهر الثالث

قام معهد الكويت للأبحاث العلمية في عامي 1997/1996 بدراسة لتقييم الآثار الناجمة عن تحويل مجرى نهر الفرات إلى النهر الثالث وتجفيف الأهوار على بيئة شمال الخليج العربي وبخاصة المياه الكويتية - وكما تركز الدراسة على منطقة خور الصبية وشمال جزيرة فيلكا لقربهما من مصب النهر الثلث ولتكشف عن مدى التغييرات في هذه المنطقة تم التركيز على ثلاثة موشرات طبيعية لتقييم حدوث هذه الآثار وهي : 

1-  مؤشر درجة ملوحة المياه الشمالية لدولة الكويت. 

2-  مؤشر تراكيز المغذيات المذابة في المياه الشمالية والعوالق الرسوبية. 

3-  مؤشر أصناف العوالق المجهرية. 

وقد دلت النتائج الأولية للدراسة على حدوث تغيير كبير في المياه الشمالية لدولة الكويت نلخصها بما يلي : 

1.  انخفاض درجة الملوحة والذي كان معدله في الثمانينيات حوالي 31 جزء من ألف ليصل إلى 21 من ألف في الفترة ما بين 1996 و 1997. 

2.  تضاعف نسبة تركيز المغذيات المذابة من نيترات وفوسفات وسيليكات في الفترة ما بين عام 1996 و 1997 عن الفترة التي سبقت مشروع النهر الثالث وتجفيف الأهوار. 

3.  تضاعف معدل تركيز الرسوبيات العالقة في المياه الشمالية عما كان عليه سابقاً. 

4.  وجود أصناف مختلفة من العوالق النباتية عن تلك التي كانت موجودة في السابق سواء في جون الكويت أو في المياه الجنوبية من المياه الكويتية. 

الأمر الذي يرجح وجود تغيير فعلي في تركيبة المجتمع الحيوي في المنطقة والذي ستؤثر بدورها سلباً على توازن السلسلة الغذائية والثروة السمكية في المنطقة من جهة، ونشوء ظاهرة المد الأحمر السام  وهو ما حدث بالفعل خـلال شهـري سبتمبر وأكتوبر 1999 من جهة أخرى. 

5.  إن احتواء مياه النهر الثالث على الملوثات المختلفة كالأسمدة الكيماوية والمبيدات الحشرية ومياه المجاري ينبئ بإمكانية حدوث خلل كبير بالنظام البيئي في منطقة شمال الخليج العربي. 

دلت نتائج هذه الدراسة على حدوث تغييرات واضحة في كثافة هذه العوالق وأنواعها وخاصة في المنطقة الشمالية للمياه الكويتية، وتعتبر العوالق النباتية والبكتيرية أساساً للهرم الغذائي في البيئة البحرية التي تتغذى عليها العوالق الحيوانية والتي تعتبر بدورها غذاءً للأنواع المختلفة من الكائنات الحية والأسماك  ويظهر أثر عملية تحويل مجرى نهر الفرات إلى النهر الثالث وعملية تجفيف الأهوار واضحاً خلال فترة الدراسة  وتحتوي مياه النهر الثالث على تراكيز عالية من المغذيات والرسوبيات كما تحتوي على الملوثات  كأسمدة كيماوية ومبيدات حشرية ، مما ينبئ بإمكانية حدوث خلل كبير بالنظام البيئي في منطقة شمال الخليج العربي، وهذا الإخلال سوف ينال من السلسلة الغذائية بالدرجة الأولى والتي تعد هيكلاً أساسياً للحياة البحرية وخاصة للثروة السمكية لمنطقة الشمالية من الخليج العربي. 

 

جهود إعادة تأهيل المنطقة .. أمل في مستقبل أفضل

أعلنت الأمم المتحدة عن مشروع بيئي واسع النطاق في منطقة الأهوار في العراق. 

ويهدف المشروع، الذي تبلغ تكلفته 11 مليون دولار مقدمة من اليابان، إلى تنقية المياه الملوثة في المنطقة، وإعادة الحياة الطبيعية بها إلى ما كانت عليه قبل أن تتعرض للدمار في عهد النظام العراقي السابق. 

وكان النظام العراقي السابق قد عمد إلى تدمير هذه المنطقة، التي يصعب السيطرة عليها أمنياً، بسبب قيام سكانها بإيواء المعارضين له. 

وتشير التقديرات إلى أن نحو 90% من منطقة الأهوار قد تم تجفيفها عمداً عن طريق منع المياه من الوصول إليها. كما تعرضت ضفاف الأنهار وسلسلة الجزر الواقعة في هذه المنطقة، والتي يقدر عمرها بنحو 5000 سنة، إلى تغييرات واسعة. 

وكانت النتيجة أن اضطر نحو 250 ألف من عرب الأهوار إلى مغادرة أراضيهم للعيش في معسكرات اللاجئين، أو في تجمعات بالمدن العراقية. 

ويقول البرنامج البيئي للأمم المتحدة أنه منذ بداية الحرب في العراق في مارس / آذار 2003 قام السكان المحليون بإعادة غمر نحو 20% من الأراضي المجففة بالمياه، وذلك عن طريق فتح محابس المياه التي كانت مغلقة، وفتح ممرات للمياه بين الجسور. غير أن هذا أدى إلى انتشار أمراض في المنطقة بسبب تلوث المياه بها. 

وتعد منطقة الأهوار أكبر منطقة مستنقعات مائية في الشرق الأوسط، كما أنها أحد أكبر المواطن الطبيعية للطيور في العالم. 

وتقوم صبيحة فضل بطهي السمك الطازج الذي تم اصطياده من الأهوار بعد عودة الحياة إليها، وترعى ابنتها أوز وأبقار العائلة بينما يخرج زوجها لجمع عيدان البوص لبناء منزل جديد. 

وعلى بعد بضعة أمتار جلس ابن عم صبيحة البالغ من العمر 21 عاما ليصلح قاربه الخشبي البسيط استعداداً للإبحار به في الأهوار للمرة الأولى منذ إجبار أسرته على مغادرة المنطقة عندما جفت المياه. 

ويقول «أريد العيش هنا وكسب رزقي، المستقبل جيد والحمد لله». 

وبهدوء تتلاشى الآن آثار خطة النظام العراقي السابق لحرمان الأهوار من شريان حياتها، وتتجمع الموجات الصغيرة الآن حول قطع المدفعية المهجورة التي غمرتها المياه. 

وكانت القناة الواسعة التي تحول نهر الفرات، وهي القناة التي يطلق عليها أم المعارك، قد سدت وبعد بضعة أيام من انتهاء الحرب أحضر علي شاهين، وهو مسؤول ري محلي، معدات حفر لفتح السدود، ودمر ثمانية منها. 

وقال شاهين «بمجرد انتهاء القتال جاء إلينا سكان الأهوار، لقد أساء إليهم النظام السابق، أردناهم أن يعودواً ويشعروا بالسعادة»، وأضاف «عندما كان صدام في الحكم لم يكن أحد يستطيع الاقتراب من السدود، ولذلك عندما بدأت المياه تتدفق مجدداً احتفل الناس بإطلاق النار في الهواء طوال الليل». 

ويلقي الصيادون الآن شباكهم في المياه ويقول شاهين «كان هذا مجرد حلم من قبل» إلا أن جزءاً صغيراً فقط من أراضي الأهوار هو الذي عادت إليه المياه مرة أخرى، ويعتبر نقص المياه العقبة الرئيسية أمام إعادة تكوين الحياة الرعوية التي دمرها النظام العراقي السابق. 

وتعتبر القذائف المتناثرة على الأرض في المنطقة رسالة التذكير الوحيدة بالنظام البيئي الفريد الذي دمره النظام العراقي السابق. 

مديرية الموارد المائية في محافظة ذي قار واحدة من تشكيلات وزارة الموارد المائية التي واصلت أعمالها لصيانة وإنجاز العديد من المشاريع التي تقع ضمن اختصاصات الموارد المائية. 

فقد باشرت المديرية أعمالها في إدامة الحياة في المدينة، وخاصة الأراضي الزراعية، وتوفير مياه الري ومياه الشرب في قنواتها المنتشرة في عموم المحافظة، وبعد أن حافظت الدائرة على ممتلكاتها وآلياتها من السلب والنهب والحرق شرعت في إدامة جريان المياه في قنوات الري فبدأت آلياتها من الحفارات في تطهير الأنهار والقنوات وكانت الأولوية للأنهار ذات النفع العام وذلك في زمن قياسي وبلغت أطوال الأنهار المطهرة 200 م وبكمية قدرها 544000 متر مكعب. كما أنجزت المديرية عملية إدامة النواظم والعبارات وتصليح وإدامة كافة المضخات والنواظم في زمن قياسي. 

وبدأت بعمليات تنظيف الأنهار من نبات الشمبلان وذلك بتشغيل الأيدي العاملة لصيف أعوام  2003 - 2004 وبواقع 1500 عامل يومياً ولمدة ستة أشهر. 

كما تم التنسيق مع بعض الدوائر الزراعية لتوفير النفط وزيت الغاز للفلاحين فقد أصدرت المديرية 25000 اجازة مضخة بعد التأكد من وجود المضخة ومكانها الفعلي والرقم المصنعي والعقد الزراعي. 

أما على مستوى العمل الإداري للدائرة فقد تم تطوير الاتصالات الخاصة بها من خلال شبكة الانترنت وتوفير الحواسيب لكافة الكوادر الهندسية الفنية داخل الدائرة من أجل الارتقاء وضمان سرعة انجازها ولأهمية الأهوار، وبهدف إعادتها إلى سابق عهدها قامت المديرية باستحداث دائرة خاصة لهذا الغرض فكانت دائرة إنعاش الأهوار  هي البذرة الأولى. 

قامت المديرية بإدامة وتطوير كافة الممرات المائية المؤدية إلى الأهوار وكذلك توفير التصاريف المطلوبة، وبفترة قياسية، أعادت 50% تقريباً من الأهوار إلى ماكانت عليه كما قامت المديرية بإنشاء السدود الترابية اللازمة لحماية القرى والأراضي الزراعية من الفيضانات عند ارتفاع مناسيب مياه الأهوار. 

ما تم تنفيذه حتى الآن من جهود التأهيل

*  تضمنت نشاطات استرجاع الأهوار مسوحات وزيارات موقعية وعمل نماذج ودراسة لخصائص المياه وتقييم لاحتياجات البنى التحتية. 

*  تقديم تقييم تقني في حزيران 2004 بالتعاون مع وزارة المصادر المائية والجامعة المختصة. 

*  تنفيذ استراتيجية لاستعادة الأهوار تتضمن مراقبة النظام البيئي وإعمار التجمعات المائية وعمل نماذج لدراسة الخصائص المائية والهيدروليكية والعمل الزراعي على نطاق واسع والصيد وتربية المائيات تحت ظروف مناسبة وتربية المواشي وانتاج الألبان والرعاية الصحية الأولية. 

*  تطوير الإمكانات من خلال التطور المختبري والجولات الدراسية والتدريب وتشكيل استراتيجية للمساعدات الدولية للدول المانحة والمشاركة. 

المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 136