بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

الانضغاط الميكانيكي على التربة

الانضغاط الميكانيكي على التربة

الانضغاط الميكانيكي وأثره على التربة الصحراوية 

عبير سويد العبري

أدت الأنشطة البشرية غير المنظمة والآخذه في الازدياد منذ مطلع  الستينات في القرن الماضي إلى تدهور البيئة الطبيعية لمساحات شاسعة من صحراء الكويت، الأمر الذي بات يهدد النوعية البيئية لهذه الصحراء بكاملها.

ويمكن تعريف تدهور البيئة الصحراوية بأنه التغيرات الطارئة في الخصائص الطبيعية او الكيميائية لعنصر أو أكثر من عناصر البيئة الصحراوية مثل التربة والغطاء النباتي والمياه الجوفية مما يؤثر سلبا على كفاءة وإمكانات هذا العنصر وتعزى هذه التغيرات إما لأسباب طبيعية كالجفاف أو البشرية كالإستغلال المفرط للغطاء النباتي أو كليهما . وقد يكون تدهور البيئة الصحراوي بسيطا في مراحلة الأولى بحيث يمكن السيطرة عليه بطرق سهلة وتكلفة منخفضة في وقت قصير  وقد يكون شديدا يصعب علاجه بما يتطلب جهدا ووقتا ومالا أكثر.

ويمكن حصر أهم أسباب تدهور التربة بصحراء الكويت في الآتي :

1. يعد الجفاف أهم العوامل الطبيعية المسببة للتدهور البيئي بصحراء الكويت ، حيث تؤدي الجفاف إلى تفكك وتفتت التربة وارتفاع درجة الحرارة بسبب موت ما عليها من غطاء النباتي مما يهيئ أفضل الظروف لعمليات الإنجراف الريحي للتربة خاصة خلال فصل الصيف حيث تصل سرعة الرياح الشمالية الغربية إلى ذروتها ( حوالي 29 م/ث ) ، ويتسبب الإنجراف الريحي للتربة في استنزاف خصوبة الأراضي وسيادة العواصف الرملية والترابية وكذلك إلى زحف وتراكم الرمال والأتربة حول المنشآت الحيوية.

2. الرعي المفرط والجائر والحركة العشوائية للسيارات والمعدات الحربية الثقيلة وإقامة التحصينات الدفاعية ومخيمات الربيع في معظم المناطق بصحراء الكويت.

3. التوسع في عمليات استغلال الصلبوخ وغيره من المواد المحجرية خاصة في المناطق الشمالية الغربية من البلاد ومواقع متفرقة داخل حقول النفط ومنطقة رأس الصبية وجنوب مدينة الجهراء ويؤدي استغلال المواد المحجرية إلى تشوه سطح الأرض وتغير الملامح الطبوغرافية والبيولوجية والهيدرولوجية وله آثار بيئية كتدمير الغطاء النباتي وانضغاط التربة حول مناطق استغلال المواد المحجرية، وزيادة كميات الرمال والأتربة في الجو بسبب عمليات الإستغلال والتكسير، واختفاء الحيوانات البرية بسبب الضوضاء وكذلك قتلها تحت وطأة حركة الشاحنات.

4. حركة المركبات والمعدات الثقيلة وكذلك حركة حيوانات الرعي تؤدي إلى انضغاط التربة وتسبب في نقص معدلات تسرب مياه الأمطار بالتربة بنسب تتراوح ما بين 30- 100% الأمر الذي يؤدي إلى تنشيط عمليات الجريان السيلاني ومن ثم الإنجراف المائي للتربة.

5. التاثير المباشر لمياه الأمطار الهاطلة فوق تربة خالية من الغطاء النباتي حيث تتحرك الحبيبات الدقيقة للتربة ( الغرين والطين) لأسفل مع مياه الأمطار وتستقر هذه الحبيبات في الفجوات المواجودة بين الحبيبيات الأكبر حجما ( الرمال والحصى) وعند الإنتهاء موسم الأمطار وجفاف التربة يتصلب سطحها العلوي بسبب تكوين قشرة متماسكة من الرواسب الحصوية والرملية والطينية .

6. الإنجراف المائي للتربة بالمناطق المرتفعة ( مناطق تساقط الأمطار ).

7.  التلوث النفطي للتربة والغطاء النباتي الناجم عن تدمير حوالي 720 بئرا نفطية بواسطة القوات العراقية قبيل انسحابها من دولة الكويت وكذلك العمليات العسكرية خلال المراحل المختلفة لحرب الخليج.

الانضغاط الميكانيكي للتربة 

ظاهرة تقلص حجم التربة نتيجة الضغط الواقع عليها وبصفة عامة يتسبب  الضغط في زحزحة حبيبات التربة ودفعها من أعلى إلى أسفل مما يؤدي إلى استقرار الحبيبات الدقيقة الأحجام مثل الغرين في الفجوات البينية للحبيبات الأكبر حجما مثل الرمال الخشنة الأمر الذي يترتب علية بعض الخلل في خصائص التربة خاصة المسامية ( نسبة الفجوات والفراغات البينية بالتربة).

العوامل المسببة لانضغاط التربة


1-  حركة المركبات : تؤدي حركة المركبات العشوائية إلى تدمير التربة وانضغاطها وتدمير الغطاء النباتي حيث تتعرض صحراء الكويت لضغط هائل نتيجة كثرة حركة المركبات التي تتحرك على سطحها في كل الاتجاهات والمناطق وفي كل الأوقات. وتنقسم حركة المركبات إلى نوعين:

- المركبات العاملة على نقل رواسب الرمل والصلبوخ.

- المركبات الخاصة برحلات الربيع في موسم التخييم.

- المناورات العسكرية وحركة الآليات الضخمة. 

2-  إقامة مخيمات الربيع : ويرجع سبب إنضغاط التربة للآثار السلبية البيئية المرتبطة بالتخييم في معظم أنحاء البلاد وخاصة بالسهل الساحلي الجنوبي ومناطق الخيران  بالجنوب وتلال جال الزور بالشمال إلى :

- عدم تخصيص مساحات محددة لممارسة نشاط التخييم والترفيه بمناطق البر والذي يسهم في تدهور خصائص التربة وتدني إنتاجية المراعي حيث يمارس هذا النشاط في فترات يكون فيها الغطاء النباتي في أفضل حالاته وتكون التربة أكثر استقرارا وثباتاً.

- ضعف الإشراف الفني والإداري وغياب الجانب الإرشادي فيما يتعلق باستغلال المناطق الصحراوية في أنشطة التخييم والترفيه.

- وعدم التقيد بالتوقيت المحدد من قبل بلدية الكويت بخصوص مخيمات الربيع.

الرعي الجائر والمبكر

نتيجة لعدم التحكم في حجم القطيع وتحركاته فقد تسبب ذلك في زيادة الحمولة الرعوية على الطاقة الإنتاجية للأراضي الرعوية وبالتالي ظهور تدهور كمي ونوعي للغطاء النباتي وترتب على ذلك أثار بيئية واقتصادية واجتماعية كبيرة.ومن أهم المشاكل البيئية المتعلقة بالمناطق الصحراوية والناتجة عن الرعي المبكر أو الجائر:

- تدهور كمي ونوعي للغطاء النباتي

- تدهور التربة وتعرضها للتعرية الهوائية والمائية

- ازدياد حركة الرمال وانتشارها.

- انضغاط التربة في بعض المواقع.

- انقراض بعض أنواع الحياة البرية وتدمير موائلها.

ويترتب على انضغاط التربة الاثار البيئية الآتية:

- انسداد مسام التربة وفقدانها خاصية امتصاص مياه الأمطار بما لا يقل عن 50% بالنسبة للتربة غير المنضغطة، كما يؤدي الانضغاط الميكانيكي للتربة إلى جفافها وارتفاع درجة حرارتها بسبب عدم نمو النباتات عليها

- تكوين قشرة صلبة الجزء العلوي من التربة (تصلب التربة) مما يمنع التسرب الرأسي لمياه الأمطار داخل التربة.

- تدهور الغطاء النباتي واختفاء النباتات ذات القيمة الرعوية وظهور نباتات شوكية عديمة القيمة الغذائية خاصة في المناطق القريبة من المراكز العمرانية ومصادر المياه.

- تفتت وتفكك التربة الصحراوية وتدمير الغلالة الحصوية الواقية التي تحمي ما تحتها من رواسب رملية دقيقة من عمليات الإنجراف الريحي.

آلية إعادة تأهيل المناطق المتدهورة

التقييم الشامل للأسباب والآلية وآثار التدهورالبيئي لهذا المناطق من خلال دراسة متكاملة لخصائصها وإمكاناتها والتعرف على سجلاتها البيئية التي تشتمل على المعلومات التي تعد الركيزة الأساسية لبرامج إعادة التاهيل ومن هذه المعلومات مايلي:

- الموارد الطبيعية المستغلة أو القابلة للإستغلال.

- طرق استغلال الموارد الطبيعية ومعدلات الإستغلال خلال المراحل المختلفة من تاريخ المنطقة.برامج استخدامات الأراضي ونوعية الأنشطة البشرية القائمة ( رعي ، معسكرات ربيع ، إقامة جواخير ...الخ). 

المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 86