تمتد داخل اليابسة لمسافة تصل إلى 10 كم
الخيران .. وبحيراتها الوقتية
عبير العبري
تقع منطقة الخيران في أقصى الجنوب الشرقي لدولة الكويت، وهي عبارة عن جزء من الشريط الساحلي المطل على الخليج العربي، طوله من الشمال الى الجنوب نحو 71 كيلومترا ويمتد من خط الساحل نحو الداخل لمسافة تتراوح بين 8 و 01 كيلومترات وتجلب مياه الخليج خلف نطاق مرتفع السطح نسبيا من السلاسل الجبرية البطروخية الساحل، وتمثل الخيران (جمع خور) أهم معالم هذه المنطقة ومن هنا جاءت التسمية (منطقة الخيران).
وتتنوع مظاهر السطح في منطقة الخيران تنوعا كبيرا، ففي هذه المنطقة الصغيرة المساحة التي لا تتعدى 051 كيلومترا مربعا تجتمع ظاهرات جيمورفولوجية متعددة لتجعل منها إقليما متميزا، ففي هذا الإقليم توجد الأخوار التي تخترق اليابس لمسافات طويلة، وفيه تمتد مجموعة من السلاسل الجيرية البطروخية بموازاة خط الساحل تاركة خلفها نطاقا واسعا تشغله السبخات الساحلية حيث ينبسط السطح تماما، وعلى الداخل يمتد نطاق من الفرشات الرملية. كذلك تمتد مسطحات المد والجزر في شكل نطاق عريض على طول شاطئ، وهذه الظاهرات جميعا لا تلتقي إلا في منطقة الخيران.
بعض الخصائص الطبيعية
- الأحوال المناخية
إن عناصر المناخ من حرارة ورياح وتبخر وأمطار أهم الخصائص الطبيعية للمنطقة وتشترك في تشكيل مظاهر المسطحات، أما الرياح السائدة هي الرياح الشمالية الغربية(062O حتى 043O) أما الرياح الثانوية فتأتي من الجنوب الشرقي (08O-061O) وتشترك الرياح السائدة الشمالية الغربية والجنوبية الشرقية في تشكيل معالم سطح الأرض في منطقة الخيران فإلى الأولى يعزى زحف الرمال الصحراوية صوب السهل الساحلي وردم مساحات كبيرة من السبخات الساحلية هذا الى جانب تكين النباك التي تتوزع في ارجاء المنطقة حيث توجد شجيرات ونباتات تعترض مسيرة هذه الرياح المحملة بالرمال، فضلا عن دورها في نحت السلاسل الجيرية خاصة الجوانب الغربية لها. أما الرياح الجنوبية الغربية فهي المسؤولة عن دفع الأمواج صوب الشاطئ وما يترتب على ذلك من دفع الرواسب الشاطئية من قاع البحر ناحية الشاطئ ورفع الرمال على الشاطئ نحو المناسيب الأعلى، هذا إلى جانب نحت الجوانب الشرقية للسلاسل الجيرية.
- الأمواج والتيارات الساحلية
تعتبر الأمواج وما يتولد عنها من تيارات سفلية أحد العوامل الرئيسية في تشكيل السواحل وتتوقف فعالية الأمواج على ارتفاعها وسرعة التيارات المحلية ويتمثل تأثير الأمواج في نحت الصخور الشاطئ وانتزاع حبيباته مع اندفاع المياه وضغط الأمواج التي تؤدي على انضغاط الهواء والمياه في مسام الصخر وفجواته وشقوقه وفواصله مما يؤدي في النهاية على تكسر الصخور وسقوطها طعما سائغا لفعل البحر.
وأبرز حركة للمياه في شمال الخليج العربي هو التيار الساحلي الذي يجري صوب الجنوب الشرقي بموازاة الساحل الكويتي ويواصل سيره على طول السواحل السعودية وتصل سرعته القصوى 52متر/ثانية وهذا التيار المسؤول عن حمل رواسب شط العرب وتوزيعها على طول السواحل الكويتية فضلا عن توزيع الرواسب الشاطئية على طول الساحل الجنوبي للكويت وتكوين مسطحات المد والجزر الواسعة في منطقة الخيران.
- المد والجزر
وتكمن أهمية المد والجزر في غمر نطاق من الساحل بالمياه وانحسر المياه عن وكلما كان المدى بين المد والجزر كبيرا أصبح النطاق الذي يتأثر بحركات المد والجزر أكثر عرضا واتساعا خاصة مع استواء السطح في هذه المنطقة لهذا تغمر مساحات كبيرة داخل اليابس بالمياه حول خور العمى والمفتح وتتحول إلى بحيرات وقتية هذا إلى جانب مسطحات المد والجزر الشاطئية التي تمتد على شكل نطاق عريض في منطقة ما بين المد والجزر. أما السبات الرطبة فتغمرها مياه المد العالي الربيعي التي ترتبط بالأمواج خلال العواصف الشديدة.
الخيران وبحيراتها الوقتية
تمثل الأخوار (الخيران) أحد المعالم الرئيسة في المنطقة، حيث يقع خور العمى في الشمال وخور المفتح في الجنوب ولهما مدخلان في الخليج العربي يفصل بينهما لسان بين اليابس يحده من الشمال خور العمي ومن الجنوب خور المفتح ومن الشرق الخليج العربي وأقيم على هذا اللسان منتزه الخيران.
1 - خور المفتح وبحيراته الوقتية:
يبدأ خور المفتح من الخليج عند منتزه الخيران ويجري في اتجاه عام نحو الجنوب الغربي لمسافة نحو ثلاثة كيلو مترات، بعدها يغير اتجاه فجأة على شكل زاوية قائمة ليسير صوب الشمال الغربي، وبعد نقطة انحرافه هذه بنحو كيلومتر واحد يتفرع الخور إلى فرعين الشمالي ويواصل سيره صوب الشمال الغربي لمسافة 3.5كم الجنوبي ويتجه صوب الجنوب الغربي لنحو 3.2كم. وتتميز مجاري الفرعين بكثرة تعرجاتها وإنحناءاتها يحدها من الجانبين نطاق منخفض من البحيرات الوقتية والسبخات الساحلية، وبذلك يكون إجمالي طول خور المفتح نحو 11 كيلومتر.
ولخور المفتح مدخل عبارة عن قناة طبيعية يمتد من الشرق إلى الغرب لمسافة 008 متر وسط نطاق السلاسل الجيرية البطروخية نسبيا. وهو بمثابة عنق زجاجة توصل مياه الخليج إلى النطاق الداخلي المنخفض خلف السلاسل الجيرية الذي تشغله بحيرات المد الوقتية والسبخات الساحلية، ويتراوح عرض هذا المدخل أو القناة بين 07 متر و051 متر. ويرتفع جانباه حوالي خمسة أمتار فوق مستوى مياه الخور. ويتحكم في مدخل الخور عدة عوامل منها نظام المد والجزر ومداة وحجم المياه المنصرفة فيه سواء الداخلة أو الخارجة، فضلا عن التيارات البحرية ودفع الطبقة السطحية للمياه خلال العواصف الشديدة وكمية الأمطار الساقطة في حوض هذا الخور وحجم الرواسب المتساقطة عليه.
2 - خور العمى و بحيراته الوقتية:
يقع هذا الخور إلى الشمال من خور المفتح ويصب في الخليج العربي شمال منتزه الخيران، ويتجه هذا الخور اتجاها عاما من الجنوب الشرقي إلى الشمال الغربي ويبلغ طوله نحو 3.5 كيلومتر، وله فرع يتجه صوب الشمال بطول قدره نحو 1.5 كيلومتر، ومن ثم يصبح إجمالي مجراه نحو خمسة كيلومترات وتجري القناة الرئيسية لخور العمى (مدخل الخور) لتوصل مياه الخليج إلى نطاق البحيرات الوقتية والسبخات خلف السلاسل الجيرية البطروخية ويصل طول هذه القناة نحو 1.5كيلومتر، وينحدر الجانب الجنوبي لهذه القناة بدرجة أكبر من الجانب الشمالي ويرتع الأول بنحو 8 أمتار فوق مستوى سطح البحر ينما لا يتجاوز منسوب الجانب الثاني خمسة أمتار ويزداد عرض هذه القناة من 04 متر عند مداخلها في الخليج على 001 متر في الوسط إلى 003 متر في الداخل.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 86