بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

الحيوانات في القرآن

الحيوانات في القرآن الكريم 

ابراهيم النعمة

القرآن الكريم ذكر الحيوانات لتكريمها او للتحذير منها وتوضيح فوائدها، القرآن الكريم معجزة الله الخالدة على الأرض وكل ماهو حديث في العلم قديم فيه، فهذا الكتاب العظيم لم يترك شاردة او واردة في الماضي والحاضر والمستقبل الا وأشار اليها او حددها من خلال آياته المحكمات، ومن العوالم الحية التي تطرق القرآن الكريم الى ذكر نماذج عديدة منها بالشرح والاشارة عالم الحيوان حيث ذكرت الحيوانات في الفرقان في مواضع ومواقع عدة أما بيانا لتحريمها كذكر الخنزير او لوصف خلق ذميم لبعض البشر (كالحمار والكلب والغراب) او للتفكر في آيات الخلق (كالابل والبعوض والعنكبوت) او لتشريف هذه الحيوانات كذكر الخيل. بل ان العديد من الحيوانات ذكرت في القرآن من خلال قصص الانبياء والصالحين وحتى المردة والكفرة كقصة السامري والعجل.

كما تضمن القرآن الكريم سورا عديدة سميت بأسماء بعض الحيوانات التي ذكرت فيها وهي سور البقرة والنمل والعنكبوت والنحل والفيل والأنعام حيث فسرت الأخيرة وذكرت تفصيلا الأزواج الثمانية للأنعام وذكرتها بالاسم وهي الإبل والضأن والبقر والماعز بذكرها وأنثاها.

في الأسطر التالية سنحاول تفصيلا الإشارة ألى الحيوانات التي ورد ذكرها في القرآن الكريم بسرد (القصص النبوي)  ارتبطت او بتوضيح فوائدها او مضارها والحكمة من ذكرها :

 

بقرة بني اسرائيل 

مكث موسى عليه السلام بين قومه يدعوهم الى الله، لكن نفوسهم كانت ملتوية وعنادهم كبير وجدالهم اكبر لموسى عليه السلام وللتعاليم الإلهية التي ينقلها اليهم كليم الله واصل قصة بقرة بني اسرائيل ان قتيلا ثريا وجد يوما في بني اسرائيل واختصم اهله ولم يعرفوا قاتله وحين اعياهم البحث والفحص لجأوا الى موسى عليه السلام ليلجأ الى ربه ليدلهم على السبيل لكشف القاتل فلجأ موسى الى الله فأمره سبحانه وتعالى ان يأمر قومه ان يذبحوا بقرة وكان من المفترض ان يذبح القوم اول بقرة تصادفهم لكنهم اتهموا موسى بالسخرية منهم واستعاذ موسى عليه السلام بالله ان يكون من الجاهلين ويسخر منهم وافهمهم ان حل القضية يكمن في ذبح بقرة وان الامر هنا امر معجزة لا علاقة له بالمألوف في الحياة او المعتاد بين الناس لكن بني اسرائيل كعادتهم راوغوا وناقشوا ولم يقنعوا بهذا الحل وقادهم عنادهم وكفرهم الى تصعيب الامر عليهم بأن يسألوا موسى ما لون البقرة وما شكلها فاخبرهم عليه السلام انها صفراء فاقعة فزاد عنادهم وسألوه ان يدلهم عليها لان البقر تشابه عليهم فاخبرهم موسى عليه السلام عن بقرة جميلة الشكل بنفس الالوان التي ذكرها لكنها لا تستخدم للحرث او للسقي  وسالمة تماما من العيوب الامر الذي زاد بحثهم الى ان وجودها عند يتيم فاشتروها وذبحوها. وامسك موسى عليه السلام جزءا من البقرة وقيل لسانها وضرب به القتيل فنهض من موته وساله موسى عن قاتلهم فحدثهم عنه ثم عاد الى الموت وهنا شاهد بنو اسرائيل معجزة احياء الموتى بانفسهم وامام اعينهم وانكشف غموض القضية التي حيرتهم زمنا طال بسبب لجاجتهم وتعنتهم.

حمار العزيز 

والمشهور ان عزيرا من انبياء بني اسرائيل وانه كان فيما بين داوود وسليمان وبين زكريا ويحيى وانه لما لم يبق من بني اسرائيل من يحفظ التوراه الهمه الله حفظها وسردها فسردها على بني اسرائيل.  فانطلق العزير على حماره ليتحقق من حديثه مع الملك وكلما مر بمكان واخبرهم انه عزير الصالح لم يصدقوا وانكروه فذهب الى منزله فوجد عجوزا عمياء مقعدة عمرها 120 سنة كانت امة له في شبابه وقبل موته مئة عام حيث نال منها الكبر واصاب عينيها وعقلها  فسالها ياهذه اهذا منزل عزير قالت نعم هذا منزل عزير فبكت وقالت لم أر احدا يذكره وقد نسيه الناس فاخبرها انه هو عزير وان الله اماته مئة عام ثم احياه فقالت له ان عزير كان مستجاب الدعاء يدعو للمريض ولصاحب البلاء بالعافية فادعو الله ان يرد بصري فاراك فان كنت عزير فعلا عرفتك فدعا عزير الله ومسح بيده على عينيها فعاد بصرها وتحققت من انه عزير وقالت : اشهد انك عزير وانطلقت الى قومها تعلمهم بعودته فلم يصدقوها حتى ابنه الذي اصبح شيخا عمره 118 سنة لكن ابن العزير قال كان لوالدي شامة سوداء بين كتفيه فكشف عزير عن كتفيه فرأوا الشامة ثم طلبوا منه اثباتا آخر فقالوا له ان الحاكم الظالم بختنصر قد احرق التوراه ولم يبق منها شيئا ولم يكن فينا من يحفظ التوراه سوى والد عزير وقد توفى وعزير الذي اعلمه والده بمكان دفن فيه التوراه بعد ان اشتعلت الحروب بين بختنصر وبني اسرائيل فان كنت عزيرا دلنا على مكان التوراه واعد تدوينها لنا وبالفعل دلهم على مكان وحفروا فيه فوجدوا التوراه لكن ورقها قد تعفن وجلس العزير تحت شجرة مع قومه واخذ يعيد ما يحفظه من التوراه وجددها لهم بالكامل فزاد يقينهم من انه الصالح عزير.كان عزير عبدا صالحا حكيما  من بني اسرائيل خرج ذات يوم الى ضيعة من الضياع يتعهدها بالارشاد والنصح والعمل ايضا وعندما انصرف منها وفي طريق عودته في فترة الظهيرة شعر بالحر الشديد فوجد مكان خرب خاوي من البشر وكل الاحياء فدخل على حماره اليه ونزل عن حماره وجلس ليستريح في المكان من قيظ الحر وكان معه سلة فيها تين وعنب فاخرج آنية واعتصر فيها بعض العنب واخرج من جعبته خبزا جافا والقاه في عصير العنب ليبتل وياكله ثم استلقى للراحة ونظر الى اسقف البيوت في المكان الخرب وقد ابيد اهلها تماما فراى عظاما بشرية وحيوانية بالية فتساءل في نفسه هل يحيي الله العظام الميتة تلك وكان مقتنعا في قرارة نفسه بقدرة الله سبحانه وتعالى من ذلك لكنه قال السؤال من التعجب من قدرة الله سبحانه وتعالى فبعث الله ملك الموت فقبض روحه واماته الله مائة عام هو وحماره فلما انقضت المئة عام مرت على بني اسرائيل امور واحداث فبعث الله الى عزير ملكا فخلق قلبه ليعقل قلبه وعينيه لينظر بهما فيعقل كيف يحيى الله الموتى فكسى العظام الحم والجلد ونفخ فيه الروح وكل ذلك والعزير يرى بنفسه مايحدث ثم اعاد ملك الله  الحياة لحمار العزير ايضا امام عينيه لكي يصدق انه مات مئة عام   وسأل الملك عزير كم لبثت فاجابه العزير لبثت يوما او بعض يوم فاجابه بل لبثت مائة عام فانظر الى طعامك وشرابك تجدهما على حالهما.

غراب قابيل وهابيل 

ورد في القرآن الكريم قصة لإبنين من أبناء آدم (أبو البشر) عليه السلام هما هابيل وقابيل حين وقعت اول جريمة قتل على وجه الأرض فقد كانت حواء أم البشر تلد في البطن الواحد ابنا وبنتا وفي البطن التالي ابنا وبنتا فيحل زواج ابن البطن الأول من بنت البطن الثاني ويقال ان قابيل كان يريد زوجة هابيل لنفسه فأمرهما آدم ان يقدما قربانا فقدم كل منهما قربانا فتقبل الله من هابيل ولم يتقبل من قابيل. وهذا اثار سخط قابيل وغيرته من شقيقه وبعد أيام كان الأخ الطيب هابيل نائما وسط غابة مشجرة فقام إليه أخوه هابيل فقتله وجلس القاتل أمام شقيقه الملقى قتيلا على الأرض والذي كان أول إنسان يموت على الأرض ولم يكن دفن الموتى قد عرف بعد. وحمل الأخ جثة شقيقة وراح يمشي بها وأثناء سيره رأى القاتل غرابا حيا بجانبه (غراب ميت) حيث وضع الغراب الحي الميت على الأرض وساوى أجنحته إلى جواره وبدا يحفر الأرض بمنقاره ووضع برفق في القبر وأخذ يهيل عليه التراب بعدها طار في الجو وهو يصرخ. وخلال مراقبة قابيل لهذا اندلع حزنه على اخيه هابيل كالنار فاحرقه الندم واكتشف انه الاسوء والاضعف وقد قتل الافضل والاقوى ونقص بسبب ذلك ابناء آدم واحدا وكسب الشيطان واحدا من ابناء آدم واهتز جسد القاتل ببكاء عنيف وسرعان مانشب أظافره في الارض واخذ يحفر قبر اخيه وحين عرف آدم القصة حزن حزنا شديدا على خسارته في ولديه وصلى على ابنه الميت وعاد لحياته مع ابنائه المتبقين وهو يحذرهم من ابليس ويروي لهم ماحدث مع قابيل وهابيل. 

المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 99