وجهت شكر عبر " بيئتنا " إلى رئيس فريق التصوير والتوثيق التابع لمركز العمل التطوعي
سميرة الخليفة: رصدت بعدستي ظاهرة الصيد الجائر للطيور ومزاولته من دون رقابة تعرض حياة الأبرياء للخطر!
"بيئتنا" التقت بإحدى عضوات فريق التصوير والتوثيق الأكثر نشاطاً وتميزاً وهي المصورة سميرة سالم الخليفة حيث دار معها حوار هنا نصه:ويشكل فريق التصوير والتوثيق التابع لمركز العمل التطوعي علامة فارقة في تاريخ ومستوى التصوير البيئي في الكويت حيث يضم نخبة مميزة من الهواة والمهتمين برصد معالم البيئة بالكاميرا.تسهم الصورة في إثراء وتطوير عدد من المجالات لاسيما المجال البيئي الذي يعتمد على التصوير الفوتوغرافي اعتماداً بالغاً، حيث يستخدم في توثيق المناظر والمشاهد الجميلة من البيئة، إلى جانب تسجيل ورصد كل المخالفات والانتهاكات التي ترتكب في حقها فضلا عن دفع المسؤولين والجهات المعنية بحماية البيئة في الدولة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد المخالفين سواء كانوا أفراداً أو جماعات، فالصورة في الكثير من الأحيان تكون أبلغ من نظم وكتابة الجمل والكلمات.
* بداية حديثنا عن مفهوم التصوير البيئي الذي تكوّن لديك خلال الممارسة العلمية له؟
التصوير البيئي عملية يتم من خلالها توثيق لمحتويات ومعالم البيئة بكافة صورها وأشكالها من نباتات وطيور وصحاري ومياه وأسماك ومظاهر طبيعية كالجبال والهضاب والآبار.. إلخ.
من الأمور المثيلة عن طريق الصورة الفوتوغرافية، وقد يكون الهدف من التصوير البيئي جماليا أي أن تكون الصورة كلوحة فنية تؤكد الجمال في الطبيعة وروعة وقدرة الخالق سبحانه وتعالى، أو أن يكون الهدف منه رصد المخالفات والانتهاكات التي ترتكب في حق البيئة من قبل الأفراد أو الجماعات أو الهيئات أو الجهات سواء كانت أهلية أو حكومية تمهيداً لردعها ومعالجتها من قبل الجهات المعنية.
* وماذا عن انضمامك لفريق التصوير والتوثيق التابع لمركز العمل التطوعي؟
التصوير الفوتوغرافي بشكل عام هوايتي المفضلة التي تبتعد وتختلف تماما عن دراستي التي كانت للعلوم السياسية، حيث كنت أصور بكاميرتي الخاصة الطيور والنباتات النادرة، وقد سمعت عن فريق التوثيق والتصوير التابع لمركز العمل التطوعي، ووفقت بأن وجدت فيه ما أبحث عنه وأتمناه، وقررت الانضمام إليه عام 2005، وبدأت هوايتي تنتقل إلى الاحتراف رويداً رويداً حيث صقلت موهبتي وحبي للتصوير الفوتوغرافي بالدورات التدريبية والعملية المتخصصة في النادي العلمي الكويتي ومركز العمل التطوعي إلى جانب المشاركة في عدد من ورش التصوير، واخترت التخصص في مجال التصوير البيئي تحديداً للطيور بكافة أشكالها وبعض أنواع النباتات والحشرات.
* ومن وجهة نظرك ما مدى أهمية التصوير الفوتوغرافي؟
التصوير البيئي ضروري لحياة البيئة وصيانة ومواردها الطبيعية، فكما ذكرت سابقا التصوير البيئي يوثق ويسجل الجمال الطبيعي والتعديات على البيئة، وإذا اجتمعت الصورة مع الكلمة بالتأكيد سيكون هناك رد فعل إيجابي وتأثير قوي من قبل المسؤولين والجهات المعنية لصالح حماية البيئة من التلوث بمختلف أشكاله.
* وما أبرز وأهم الملوثات أو مظاهر الانتهاك والتعدي على البيئة التي تم رصدها بعدستك أو عدسات زملائك في فريق التصوير؟
رصد صورا تسجل ظاهرة الصيد الجائر للطيور والتي يقتلها البعض من دون وعي ولمجرد اللهو، ناهيك عن خطورة تواجد من يقومون بالصيد بين المخيمات وأماكن تجمع الناس مما يعرض الابرياء إلى الإصابة برصاصات طائشة من قبل من يمارسون الصيد الجائر.
أيضا رصد العديد من زملائي مظاهر وأشكال التلوث التي يتعرض لها البحر عندنا تحديداً ظاهرة نفوق الأسماك، ومشكلة القاء مياه الصرف الصحي في الخليج، هذا إلى جانب مجموعة من الصور التي ترصد الدمار الذي خلفه العدوان العراقي الغاشم على الكويت ويعد أحد أكبر الكوارث البيئية في التاريخ المعاصر، فقد أدى التسرب النفي الذي تسبب فيه الغزاة إلى تلوث شواطئ الخليج العربي وإلحاق الضرر بالكائنات والبيئة البحرية في المنطقة، وعانت البيئة البرية أيضا من هذا العدوان نتيجة تواجد المعدات العسكرية التي دمرت البنية التحتية لدولة الكويت إضافة إلى تلوث الهواء الذي نتج عن الدخان السام المنبعث من احتراق مئات الآبار النفطية وما تبع ذلك من إلحاق الضرر بالكائنات الحية في الدولة.
* وماذا عن الواقع البيئي بشكل عام في الكويت؟
قرأت في أحد التقارير الصادرة عن منظمات محلية وعالمية أن الدول التي تحتل مراكز متقدمة في عنايتها واهتمامها بالبيئة هي تلك التي تتنوع فيها مصادر الدخل بينما نحن في الكويت 55% من دخلنا القومي يعتمد على مصدر واحد وهو النفط، يضاف إلى ذلك عامل آخر وهو أن استخدام النفط كمصدر رئيسي للطاقة يزيد من ظاهرة الاحتباس الحراري التي تعتبر في الواجهة عند مناقشة الأمور البيئية في العال، كفاءة الماء والهواء والدرجة التي يتمتعان بها تحتاج للنظر إيها في الكويت لأنهما أقل من المتوسط العلامي، وقطعا كل تلك الأمور السابقة الذكر تتطلب مواجهتها زيادة ورفع مستوى الوعي البيئي إضافة إلى تحركات كإعطاء صلاحيات أكثر للهيئة العامة للبيئة لفرض قوانين تعني بالحفاظ على البيئة.
* وما تقييمك لدرجة ومستوى الوعي البيئي في الكويت؟
لاشك أن الإعلام ساهم بكافة وسائله والعديد من مؤسسات الدولة الأهلية والحكومية في رفع وزيادة الوعي البيئي لدى كل من قيم على أرض الكويت، لكننا لا زلنا في حاجة إلى المزيد من الوعي البيئي ومزيد من الخطوات المنظمة والعمل المتقن والأساليب المبتكرة للفت الانتباه إلى أهمية المحافظة على البيئة وحماية مواردها بشتى السبل، لأن أي انتهاك أو اعتداء يلحق بها سيؤثر على الإنسان الذي يعيش في هذه البيئة فهو جزء لا يتجزأ منها وبالتالي فهو معرض لجني سلبيات ممارساته الخاطئة عليها فإن لم يشعر بفداحة ما ارتكبه فوراً سيشعر مستقبلاً وسينعكس على حياته وصحته.
* وما السبل والوسائل التي يمكن أن تساهم في رفع مستوى الوعي البيئي من خلال عملك كمصورة بيئية محترفة؟
يجب أن يتم دعم التصوير البيئي من قبل الجهات والهيئات المعنية بذل، فقد يساهم نشر الصور البيئية التي يتم التقاطها بشكل منظم في وسائل الإعلام المختلفة في تطوير التصوير البيئي وزيادة الوعي لدى المواطن والمقيم وأيضا إحاطة المسئولين والجهات المعنية أولا بأول بالوضع العام للبيئة في الكويت وأشكال الانتهاك لمواردها إن وجدت. فضلا عن مساهمة الندوات والمعارض الخاصة بالتلوث البيئي في إثراء الفكر والنظرة تجاه البيئة ولذلك فتكثيف هذا النوع من الأنشطة ومحاولة ابتكار سبل ووسائل جديدة للتثقيف البيئي ستساهم كذلك في رفع درجة ومستوى الوعي البيئي بشكل عام.
* وبرأيك ما مواصفات المصور البيئي بغض النظر عن كونه رجلاً امرأة؟
المصور البيئي الناجح هو الذي يكون قادراً على توصيل ونقل الهدف من الصورة التي التقطتها للمتلقي بوضوح وبسرعة ويسر بحيث يصل من يشاهدها إلى وجهة نظر المصور من دون بذل جهد أو عناء.
فإن كان المصور البيئي يهدف إلى توصيل رسالة تفيد بضرورة المحافظة على الجمال البيئي والطبيعي الذي وثقة بصورة فيجب أن يكون بذلك واضحا تماما للمتلقي من خلال تركيزه على اللقطة بشكل فني واختيارها بدقة وعناية.
وإن كان هدف المصور البيئي الرصد والتسجيل لشكل من أشكال الانتهاك والتعدي على البيئة فيجب أيضا أن يكون ذلك واضحا لمن يشاهد أعماله من أفراد العاديين قبل المتخصصين والمسئولين.
* وهل أنت راضية عن المستوى الذي وصل إليه التصوير البيئي في الكويت؟
راضية عن مستوى التصوير البيئي في الكويت لكني أتمنى أن يكون أفضل وأقوى بحيث يصل إلى مستوى التصوير البيئي لدى الدول الغربية والأجنبية التي يتمتع لديها مجال التصوير البيئي بمكانة خاصة وأهمية بالغة، وفريق التصوير والتوثيق التابع لمركز العمل التطوعي يلعب دوراً بارزاً في المكانة التي يحظى بها التصوير البيئي في الكويت وقد وفر لكل أعضائه من المصورين كافة السبل والإمكانيات لدفع عجلة هذا المجال، كما أنه يرتبط ويتواصل مع جهات ومنظمات عالمية في مجال التصوير البيئي وهذا الاتصال يساهم قطعا في إثراء هذا المجال والنهوض به.
* كلمة أخيرة لمجلة "بيئتنا"؟
-شكر جهود مجلتكم ومساعيها الإيجابية والملموسة في زيادة درجة الوعي البيئي في الكويت، وأقدر وأثمن جهودها في تغطية وتوفير معلومات عن كل ما يتعلق البيئة وأتمني لها ولكل العاملين بها مزيداً من التقدم والازهار.
وأوجه من خلال مجلتكم رسالة شكر وتقدير إلى رئيس فريق التصوير والتوثيق بمركز العمل التطوعي حسين القلاف على دعمه وتشجيعه لأعضاء الفريق ولكل هاو مهتم بالتصوير البيئي.
سميرة سالم الخليفة في سطور
حاصلة على بكالوريوس علوم سياسية ورئيس قسم - وعضو بفريق التصوير والتوثيق بمركز العمل التطوعي، بإدارة التصوير بالنادي العلمي الكويت، الاتحاد الدولي (FIAP)، الجمعية الأردنية للتصوير.
كما شاركت بالعديد من المعارض وهي : دي جي فوتو "النادي العلمي الكويتي"، المعرض البيئي الثاني والرابع لفريق العمل التطوعي، المعرض العام الثالث والخامس لفريق العمل التطوعي، المعرض الخليجي الأول بالنادي العلمي الكويتي 2007، معرض مطار الكويت الدولي، معرض الصالحية، معرض سوق شرق، معرض المارينا مع فريق العمل التطوعي والنادي العلمي الكويتي، المسابقة الراعبة للتصوير الفوتوغرافي ومعرض الكويت جميلة 2006 في فندق راديسون ساس، مسابقة التصوير 2006 "شركة نفط الكويت"، مسابقة تصوير شهر الخير 2006، معرض الكويت في القلب 2007 في فندق راديسون ساسا، مسابقة "انت وبس" 2007 لمركز العمل التطوعي، المهرجان العربي الخامس للتصوير الفوتوغرافي بمهرجان صيفنا كول 2006 "الهيئة العامة للشباب والرياضة".
الحصول على المركز المتميز بمسابقة الريادة العلمي 2006 و2007 "مؤسسة الكويت للتقدم العلمي".
المركز الثاني بمسابقة التصوير الفوتوغرافي في مهرجان من أجل الكويت.
المركز الثاني بمسابقة التصوير 2007 ضمن فعاليات معرض هواة الألعاب اللاسلكية.
المركز الأول بالمسابقة الرمضانية للتصوير الفوتوغرافي 2007.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 96
