بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

تجاوزات مخيمات الربيع

تجاوزات مخيمات الربيع

تجاوزاتها عديدة رغم وجود الاشتراطات البيئية الخاصة 

مخيمات الربيع وأثرها في التدهور البيئي بدولة الكويت 

فرح ابراهيم

يخرج الكويتيون في كل سنة للبر للاستمتاع بالهدوء والسكينة وللابتعاد عن جو المدينة الرتيب والممل والصاخب، وعادة الخروج للبر وللتخييم قديمة وليست جديدة، كان البر سابقاً في الصحراء الطبيعية بنباتاتها وحيواناتها، أما الآن فأماكن التخييم أصبحت  صحراء قاحلة بسبب عشوائية التخييم وطرقه وأساليبه حيث أصبح الاستمتاع في الصحراء تدمير كل ماهو جميل والاتيان بكل المستلزمات المدنية والتمدن ووضعها في مخيمات البر وأصبحت بعض المخيمات لاتختلف في الحقيقة عن منازلنا من حيث استخدام الكثير من الأجهزة الكهربائية وأطقم الجلوس الفاخرة والبورسلان والرخام بالرغم من أن الفكرة من التخييم هي الابتعاد عن رتابة وصخب المدينة، ولايقتصر الوضع على ذلك بل يتعداه إلى تدمير كل رقعة صغيرة يتم التخييم عليها من جرف للتربة وتدمير للنباتات والحيوانات عن طريق البجيات والدراجات النارية وسيارات الدفع الرباعي إلى جانب المخلفات، أصبحت مخيمات الربيع من أهم الأسباب المؤدية إلى تدهور البيئة البرية.

المنطقة المتدهورة 

تعرف المنطقة المتدهورة بأنها مساحة من الأرض تعرضت فيها عناصر البيئة الأساسية بسبب أو آخر لأضرار ملحوظة، مما أفقدها لبعض أو كل إمكاناتها وقدراتها الطبيعية.

التدهور البيئي

يعرف التدهور البيئي بأنه التغييرات الطارئة في الخصائص الطبيعية أو الكيميائية أو البيولوجية لعنصر أو أكثر من عناصر البيئة الصحراوية مثل التربة والغطاء النباتي والمياه الجوفية على نحو يؤثر سلبا في كفاءة وإمكانات هذا العنصر أو العناصر.

ينجم التدهور البيئي عن تضافر العديد من العوامل، منها ما هو طبيعي مثل الجفاف والتقلبات المناخية، ومنها ماهو بفعل الإنسان مثل الاستغلال غير الرشيد لموارد البيئة. من الأنشطة البشرية المساهمة في تدهور البيئة البرية في دولة الكويت إقامة مخيمات الربيع في معظم المناطق في الصحراء مما تسبب في انهاك قواها وتدهور مواردها.

وقد يكون التدهور البيئي بسيطاً أي في مراحله الأولى بحيث يمكن السيطرة عليه بطرق سهلة وتكلفة منخفضة وفي وقت قصير أو يكون شديداً يصعب علاجه مما يتطلب جهداً ووقتاً ومالاً أكثر. فعلى سبيل المثال إذا تعرضت مساحة من الأرض الصحراوية لبعض الممارسات البشرية مثل إقامة المخيمات لفترة زمنية محدودة فإن ذلك يتسبب في الاختفاء المؤقت للغطاء النباتي وفي تفتت وتكسر محدود لسطح التربة وهذا هو التدهور البسيط حيث يمكن بمجرد حماية المنطقة وصيانتها وتنظيم استغلالها لبضع سنوات أن يزدهر غطاؤها النباتي وتتحسن خصائص تربتها، أما إذا تعرضت نفس المنطقة لنشاطات بشرية متعددة مثل إقامة المخيمات وغيرها في نفس الوقت ولفترات زمنية طويلة فإن ذلك يتسبب في الاختفاء الكامل للغطاء النباتي والتدمير الواضح للتربة وهذا هو التدهور الشديد.

الاشتراطات البيئية الخاصة بمناطق مخيمات الربيع

الكويت بلد صحراوي تمثل الصحراء 90% من المساحة الكلية للدولة. وتعاني البيئة الصحراوية من جراء النشاطات والفعاليات البشرية غير المنظمة والتي تتسبب في استنزاف الموارد الطبيعية من تربة ونبات وحيوان وماء وبالتالي يؤدي ذلك إلى اختلال الاتزان الطبيعي بها، حيث تتعرض البيئة الصحراوية بدولة الكويت لنشاطات بشرية مكثفة على مدار العام مثل الرعي وإلقاء المخلفات واستخراج الرمال وإقامة المخيمات، ومن هنا جاء الاهتمام بالبيئة الصحراوية والذي تمثل بسن القوانين والتشريعات الكفيلة بالحد من الممارسات الخاطئة ووضع الاشتراطات اللازمة لضمان الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية.

أصدرت الهيئة العامة للبيئة مادة (71) والخاصة بالاشتراطات البيئية التي تساهم في حماية البيئة في المناطق الصحراوية التي تقام عليها المخيمات وتنص هذه المادة على أن يلتزم كل من يرتاد المناطق الصحراوية سواء كان من الأشخاص الطبيعيين أو الاعتباريين بقصد إقامة المخيمات أو التنزه أو لأي غرض آخر بالاشتراطات التالية:- 

1-  الحصول على موافقة مسبقة من بلدية الكويت على إقامة المخيم بعد سداد مبلغ التأمين المقرر واسترداده في حال الالتزام بالاشتراطات الواردة في هذه المادة أو الخصم منه بقدر ما أحدثه من ضرر بالبيئة، مع عدم الإخلال بأحكام القانون رقم 21/95 المعدل بالقانون رقم 16/96 والقوانين الأخرى سارية المفعول. 

2-  أن تبتعد المخيمات عن حدود الدول المجاورة والمنشآت الحكومية والعسكرية والنفطية لمسافة لا تقل عن خمسة كيلومترات وعن الطرق العامة وخطوط الكهرباء والمحميات والمنشآت الحيوية بمسافة لا تقل عن كيلو متر واحد ،ويجب أن تبعد المخيمات عن الأراضي الزراعية ومناطق التحريج ويحظر إقامة المخيمات في المناطق السكنية وبالقرب من المحميات. 

3-  عدم وضع سواتر ترابية أو أسوار أو أي نوع من الحواجز المضرة بالبيئة حول المخيم.

4-  التقيد بخطوط الطرق الممهدة والمحددة من قبل الجهات المختصة.

5-  عدم تبليط منطقة التخييم بالأسفلت أو تسويتها بالمكائن الثقيلة كما يجب تنظيف وتسوية موقع المخيم بعد إزالته بالكامل. 

6-  التقيد بكافة الاشتراطات الواردة في هذه اللائحة بشأن المحافظة على النباتات والحيوانات البرية.

أهم الأضرار البيئية الناتجة عن إقامة المخيمات 

(1) انضغاط التربة نتيجة حركة المركبات المستمرة وعدم الالتزام بالخطوط الموجودة في الموقع وعمل مسارات جديدة، وينتج عن انضغاط التربة انسداد في المسام والفجوات الموجودة بالتربة فتتغير خصائصها خاصة فيما يتعلق بخاصية المسامية أي نسبة الفجوات والفراغات البينية في التربة، وتؤدي قلة مسامية التربة المنضغطة إلى عدم تسرب الماء داخلها فتزداد كمية الجريان السطحي في حال هطول الأمطار فتزداد نسبة الجفاف كما تنعدم استفادة التربة وبالتالي النباتات من هذه المياه فتصبح الأراضي جرداء معرضة لزيادة معدلات الانجراف الريحي ومن ثم زيادة نسبة الرمال والأتربة العالقة في الجو مما يترتب عليه مشاكل صحية وبيئية ناتجة عن تدهور إنتاجية التربة.

(2) تخلخل التربة وتفككها نتيجة لأعمال الحفر وعمل السواتر الترابية وتكسير القشرة السطحية الواقية والتي تتكون من حبيبات الحصى وتعمل على حماية ما تحتها من الرواسب الدقيقة من فعل الرياح.

(3) موت الحيوانات بصيدها أو تدمير جحورها وأماكن تواجدها.

(4)  تلوث التربة وتشويه البيئة بإلقاء المخلفات إما بطريقة عشوائية أو بعد تجميعها لفترات طويلة وأحياناً تحرق مع بقاء المخلفات الغير قابلة للحرق كالعلب المعدنية وغيرها.

(5) تدمير النباتات إما نتيجة اقتلاعها أو السير عليها بالمركبات فإن تدمير الغطاء النباتي يعرض التربة للانجراف الريحي والمائي ويقضي على النباتات الصحراوية الموسمية والمعمرة والتي تكون دليلاً على كفاءة الأراضي كمراعي فنجد إختفاء النباتات ذات القيمة الرعوية العالية وانتشار النباتات الشوكية قليلة القيمة من الناحية الرعوية العالية، وفي مناطق كثيرة اندثر الغطاء النباتي بالكامل، إن تعرية التربة من الغطاء النباتي يؤدي إلى زيادة ظاهرة زحف الرمال وخاصة في مسار اتجاه الرياح السائدة أي الشمالية الغربية وتكدسها على المزارع والمنشآت والقواعد العسكرية والمواقع النفطية من حقول وغيرها حيث تتكلف هذه الجهات مبالغ ضخمة سنوياً من أجل إزالة الرمال المتراكمة. لذا فإن للنباتات أهمية كبيرة جداً من الناحية البيئية تكمن فيما يلي:-

أ- وقاية التربة وزيادة تماسكها والحد من انجرافها وانتقالها بفعل الرياح مما يقلل من حدوث العواصف الرملية.

ب- تعمل كمصدات للرياح حيث ترسب الرمال حولها فتحد من مشاكل زحف الرمال.

ج- تحسين النوعية البيئية عن طريق خفض درجة حرارة التربة والهواء الجوي الملامس لها وتحسين خواص التربة وزيادة مساميتها ومحتواها من الرطوبة والمادة العضوية. 

للمحافظة على البيئة البرية في فترة التخييم بما يحقق المصلحة العامة للجميع يمكننا اتباع الارشادات التالية:

1-  الالتزام بالفترة المحددة لإقامة المخيمات الربيعية والتي تبدأ في الأول من شهر نوفمبر وتنتهي بنهاية شهر مارس من كل عام وذلك في المواقع المخصصة لهذا الغرض ووفقاً للشروط والقواعد المعتمدة. 

2-  الالتزام بعدم عمل السواتر الترابية والاستعاضة عنها بوسيلة أخرى للتسوير غير ضارة بالبيئة. 

3-  التقيد بوضع القمامة والمخلفات في الأماكن التي تحددها بلدية الكويت. 

4-  يجب تنظيف وتسوية الموقع بعد إزالة المخيم. 

5-  المحافظة على الحياة الحيوانية والنباتية. 

6-  البعد عن المواقع الخطرة والمنشآت العسكرية والنفطية والطرق العامة. 

المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 95