بعد الجدل المثار حول سلامتها
احذروا النزول لمياه البحر 4 ساعات يوميا
ريهام محمد
بيئتنا «خاص»:
أثارت التصريحات والتقارير الايجابية والسلبية التي تداولتها الصحف المحلية في الكويت حول مستوى جودة مياه البحر فيها ومدى صلاحيتها للاستعمال الآدمي والحيواني، والنباتي، جدلاً واسعاً في الأوساط البيئية وبين الناس، الأمر الذي وضع المواطن والمقيم في حيرة كبيرة، فتارة تشير إحدى الجهات المعنية بالبيئة إلى أن مياه الكويت مسرطنة ولا تصلح للاستخدام الآدمي والحيواني والنباتي، وفي المقابل تأتي تصريحات وزارة الكهرباء والماء والهيئة العامة للبيئة وغيرها من وزارت الدولة الوثيقة الصلة بالأمر لتقول عكس هذا الكلام وتؤكد صحة وسلامة مياه الكويت.
في الأسطر التالية تفتح «بيئتنا» ملف مياه البحر في الكويت والذي سنتناوله من جانب وحيد وهو مدى ملاءمتها وصلاحيتها للارتياد والاستمتاع بها ونزولها، خصوصاً في فصل الصيف الحالي الذي يمتاز بارتفاع كبير في درجات الحرارة والرطوبة، هذا بالإضافة إلى الإرشادات الطبية والصحية التي يجب اتباعها لتجنب الإصابة بأمراض الصيف المرتبطة بارتياد البحر، وتفاصيل أخرى هنا نصها:
الأمين العام التنفيذي للمنظمة التنموية للطاقة المتجددة غدير الصقعبي أكدت في إحدى تصريحاتها لصحيفة يومية كويتية على أن مياه الكويت تحتوي على مادة «البروميد» المسببة للسرطان بمعدلات أكبر من المسموح بها عالميا وفقا لقواعد منظمة الصحة العالمية، حيث ان الحد المسموح به عالميا يجب ألا يزيد على 10 ميكروغرامات في اللتر الواحد، وتتراوح في مياه الكويت بين 25 و60 ميكروغراماً في اللتر وتحديدا في منطقتي الجهراء وحولي.
وأشارت في التصريح ذاته إلى أن مياه الشرب في الكويت ليست فقط غير صالحة للاستهلاك الآدمي وإنما كذلك هي غير صالحة للحيوان والنبات لتزايد مادة «البروميد» فيها والتي لا يمكن التخلص منها بغليان الماء لأنها ليست بكتيريا وانما مادة كيميائية سامة تشبه مادة الزرنيخ، وذكرت الصقعبي أن وكالة حماية البيئة الأمريكية صنفت مادة «البروميد» من المواد المسببة للسرطان، بعد اجرائها تجارب على الحيوانات، وأكدت أن تأثيرات المادة على الانسان هي نفس التأثيرات التي يتعرض لها الحيوانات.
ودعت إلى ضرورة التدخل السريع من قبل الجهات الحكومية لخفض نسبة المادة المسرطنة من خلال تمرير المياه على فلتر كربون منشط ومن ثم تعقيمها لخفض نسبة «البروميد» السامة والمسرطنة.
وقت الذروة
من جانب آخر وللتحقق من مدى ملاءمة وصلاحية مياه البحر في الكويت للارتياد والسباحة التقت «بيئتنا» بالخبير البيئي الدكتور ثامر الرشيدي حيث قال: لا أستطيع أن أحدد بأسلوب علمي قاطع مدى ملاءمة مياه البحر في الكويت للسباحة من عدمه لأن هذا الأمر يحتاج إلى تحاليل مخبرية خاصة ودقيقة لمعرفة نسب المواد الكيمائية في البحر ونسب البكتيريا والميكروبات وباقي المكونات ومدى مطابقتها للنسب العالمية الآمنة، لكن مايمكنني تأكيده هو أنني من خلال عملي كخبير بيئي ومتابعتي لدرجة حرارة مياه البحر في الكويت رصدت ارتفاعاً ملحوظاً وكبيراً في درجة حرارة مياه البحر مقارنة بالثلاثة أعوام السابقة، وهذا الارتفاع يؤثر من دون أدنى شك على المياه ومعرفة تاثيره تبينها التحاليل المخبرية لعناصر ماء البحر.
ونصح الدكتور الرشيدي الراغبين والمحبين لارتياد البحر في الكويت تجنب السباحة في البحر ونزوله في فترات الذروة والتي تصل فيها درجات الحرارة إلى أعلى معدلاتها تحديداً في فترة الظهيرة من الساعة الثانية عشر ظهراً إلى الرابعة عصراً، ويمكن نزول البحر في الصباح الباكر أو بعد العصر حيث تنخفض نوعاً ما درجات الحرارة ولا يكون مرتاد البحر عرضة للإصابة بحروق الشمس والأمراض الجلدية المختلفة.
الأمراض الجلدية
من جهته تحدث اختصاصي الأمراض الجلدية والتناسلية في الهيلث كير كلينك الدكتور جمال الحداد عن الأمراض الجلدية في الصيف وارتباطها بالسباحة ونزل البحر، وقال: للشمس فوائد صحية متعدده بما تملكه من قدره على قتل الميكروبات وما تحمله من فيتامينات مهمة، بالاضافة إلى أنها ضروريه لصحة الجلد بل تعتبر علاجا لبعض الأمراض الجلديه. وعلى الرغم من ذلك فان الأمراض الجلدية من المشاكل الصحيه المهمة التي تؤرق الرجال والسيدات فى فصل الصيف خصوصاً مع بدء ارتفاع درجات الحرارة وتوقعات استمرارها في الأشهر المقبلة، حيث نجد ان هذا الارتفاع قد يتسبب في إصابة أصحاب الجلود الحساسة بحروق شمسية من الدرجة الأولى وإصابتهم بالأمراض الجلدية الصيفية، وذلك بسبب العديد من العوامل التي تساعد على انتشارها مثل ارتفاع درجه الحراره وزياده العرق مما يؤدى إلى تكاثر الاتربة والميكروبات. فيكثر التعرق في فصل الصيف لازدياد نسبة الرطوبة في الجو وارتفاع الحرارة بشكل متطرف خصوصا ً في مثل هذه الأيام، وكثرة التعرق هي عامل محفز لحدوث العديد من أنواع الالتهابات الجلدية. بالاضافة إلى أن سهولة الاختلاط فى حمامات السباحه والشواطئ مما يؤدي إلى سهولة انتشار الأمراض الجلدية وانتقال العدوى إلى الأشخاص الآخرين.
شمس الصيف
وتابع: أيضاً الأضرار الصحية التي يتعرض لها الناس فى الصيف تتوقف على الكثير من عوامل مثل وقت التعرض للشمس وفترة التعرض لها ولون البشر وصحة الجلد والانسان ككل، ومدى الاحتياطات التي يتخذها كل إنسان خلال هذه الفترة.
ومن هنا نجد أن شمس الصيف من العوامل المهمة التي تلعب دورا فى الاصابة بالامراض الجلدية فى فصل الصيف، وإذا نظرنا إلى مخاطر الشمس على الجلد نجد أن جلد الإنسان قد يتاثر بالتعرض المباشر للشمس فى الصيف وتأخذ شكل التهابات وحروق نجدها عند الأطفال الصغار. فعندما يذهب الأطفال إلى المصايف ويجلسون على الشاطئ نجد أن جلدهم قد تسلخ وكأنه محروق وهذا نتيجة تعرض الطفل مباشرة لحرق من اشعة الشمس..
ويتضمن ضوء الشمس ثلاثة أنواع من الأشعة خصوصا البنفسجية وهى أشعة قصيرة الموجة ومتوسطة الموجة وطويلة الموجة والأشعة طويلة الموجة هى الأشعة المفيدة وهى التي تصدر من الشمس أثناء الشروق وقبل الغروب، والأشعة القصيرة والمتوسطة تكون أثناء منتصف اليوم وهى أشعة مؤذية جداً للجلد خصوصاً بالنسبة للأطفال والسيدات لأن بشرتهن تكون حساسة أكثر من بشرة الرجل وبالتالى التعرض لأشعة الشمس فى هذه الفترة مضر لبشرتهن.
التهابات مزمنة
وبين د. الحداد أن التعرض للشمس على المدى الطويل خطر جداً على الجلد لأنه ثبت أن تعرض الإنسان لأشعة الشمس لفترات طويلة قد يسبب الإصابة بالحساسية الضوئية المزمنه وتظهر فى صورة التهابات مزمنة وتزيد من التجاعيد وترهل الجلد كما قد تزيد من نسبة تسرطن الجلد ولكن من نعم الله علينا أن نسبة الإصابة بسرطان الجلد قليلة جداً فى منطقتنا العربية لأننا من ذوى البشرة السمراء الناجمة عن وجود مادة الميلانين التي تفرزها خلايا معينة داخل الجسم ونلاحظ أننا بعد قضائنا عشرة أيام مثلاً فى المصيف نقول إن جلدنا أسمر والتفسير العلمى لذلك أن الخلايا المسئولة عن إفراز مادة الميلانين تتحرك من الطبقة القاعدية إلى الطبقة العليا فتكون شبكة من الخلايا الملونة التي تفرز على الجلد فتمتص أشعة الشمس وتعكسها وبالتالى نسمر وهذه نعمة من الله. لكن تعرض الإنسان للشمس مباشرة لفترات طويلة وذلك فى بلاد مثل استراليا، ترتفع نسبة الاصابة بسرطان الجلد حيث يتمتع شعبها بالبشرة البيضاء والتى تفتقد إلى الميلانين وعند تعرضها للشمس فهى تحمر ولا تسمر.
نصائح وارشادات
وحول أبرز وأهم النصائح والإرشادات التي يجب اتباعها لتجنب التعرض للأمراض الجلدية في الصيف نتيجة لارتياد البحر والسباحة قال د جمال الحداد: يجب أولا ً اختيار الأوقات المناسبة لنزول البحر وهي الأوقات التي لاتتعامد فيها أشعة الشمس على سطح البحر والأرض في الصباح الباكر من الساعة السادسة إلى الحادية عشر ظهراً وفترة مابعد العصر وحتى غروب الشمس، ثانياً استعمال الكريمات الواقية من أشعة الشمس للكبار والأطفال على حد سواء، ثالثاً الحرص على النظافة والاستحمام قبل وبعد السباحة سواء في مياه البحر أو حمام السباحة واستعمال كريم مرطب لتخفيف التهيج الذي يتعرض له الجلد من جراء التعرض لأشعة الشمس ومياه البحر المالحة.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 139