تحذير للأمهات

الغرق الجاف: الموت اختناقا بعد ثانيتين فقط تحت الماء

أمل جاسم

القصة بدأت بموت طفل في العاشرة من عمره بعد سباحته في مسبح يبلغ من العمق 3 أمتار. حيث أنه بعد خروجه من المسبح أحس بتوعك وتعب شديد فقامت أمه بتحميمه وذهبت به إلى الفراش، وبعد نصف ساعة عادت إليه فوجدته قد بلل الفراش وقد خرج من انفه وفمه الزغب (الفقاقيع). صدمت الأم فاتصلت بالطواري لكنه وبعد فحصه فجعت الأم بالخبر (لقد مات ابنك بما يسمى بالغرق الجاف). لم تتعرف الأم على تلك الأعراض لأن هذا الأمر نادر الحدوث والغريب في الأمر أن الطفل لم يدخل رأسه بالكامل تحت الماء إلا لمدة قصيرة جدا تتراوح ما بين 2-3 ثوان.

أثناء السباحة عند بلع الماء، الماء الذي يدخل المعدة يصيب الشخص بالمغص، أما الماء الذي يدخل إلى الرئة فيؤدي إلى الوفاة.

الموت اختناقا

يعرف الغرق بأنه الموت عن طريق الاختناق نتيجة الإغراق في الماء. وهناك تصنيفان للغرق: الرطب والجاف. في الغرق الرطب يستنشق الفرد الماء الذي يتداخل مع التنفس ويتسبب في انهيار الدورة الدموية. وفي حالة الغرق الجاف، وهو الأقل شيوعا، ينغلق المجرى الهوائي نتيجة تقلصات يسببها وجود الماء. وقد تحدث حالة شبه الغرق نتيجة تلف عصبي، ويتوقف الشفاء الناجح على الإنقاذ السريع والتدليك القلبي الرئوي.

يهدد الغرق الجاف حياة الكثير من الأطفال، ليس فقط أثناء السباحة في البحر أو المسابح، ولكن من خلال الاستحمام المنزلي، خاصة في الأحواض الممتلئة بالماء. ترتفع احتمالات تعرض الصغار للغرق الجاف ولا يستطيع الغريق منع نفسه من التنفس داخل الماء، ويبدأ حينها بالتنفس مما ينتج عنه وصول الماء إلى البلعوم وجهاز التنفس العلوي مما يسبب تشنجا وانغلاق البلعوم لحماية الرئتين من وصول الماء، وحينها قد يبلع الغريق كميات من الماء تصل إلى المعدة، إذ يستمر انغلاق البلعوم بصورة مستمرة لمنع وصول الماء إلى الرئتين عند 10 - 15% من الغرقى.

الغرق الجاف

يحدث الغرق الجاف حين يكون الغريق تحت الماء، حيث يحاول حفظ الهواء داخل رئتيه ومنع وصول الماء، لذلك يتوقف عن التنفس تماما ويقاوم رغبة الجسم في التنفس، في الوقت الذي يصاب فيه الغريق بحالة من الهلع والخوف، مما يسبب الكثير من الحركات السريعة التي تستهلك الأكسجين الموجود في الجسم وبسبب توقف الغريق عن التنفس تزداد نسبة ثاني أكسيد الكربون في الدم وبنقص الأكسجين، حيث لا يستطيع الغريق منع نفسه من التنفس، وعندما يتنفس يصل الماء إلى البلعوم وجهاز التنفس العلوي.

السبب

بالنسبة للأطفال يكون الإهمال في مراقبة وإشراف البالغين السبب الوحيد الأكثر أهمية في حدوث حالات للغرق. فالأطفال لا يغرقون فقط في أحواض السباحة، والبحيرات أو في البحر، ولكن كذلك في المتجمعات المائية الأخرى مثل حمامات السباحة البانيو أو سطل الماء. ويمكن للأطفال ذوي المهارة في السباحة أن يتعرضوا للخطر لو حاولوا ممارسة أنشطة أكبر من قدراتهم أو لو كانوا مصابين نتيجة سلوك غير مأمون في الماء.

المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 142