في دراسة كشفتها "ناسا"
المياه القمرية تروي ظمأ الأرض !
عنود القبندي
أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» عن وجود كميات كبيرة من المياه على القمر، وذلك بعد الانتهاء من دراسات أجريت بعد تجربة إسقاط صاروخ على القمر. وأحدث الصاروخ الذي اسقط العام الماضي، حفرة كبيرة وأدى إلى تطاير الكثير من الغبار والصخور ومكونات كيماوية كثيرة، بالإضافة إلى إنبعاث كمية كبيرة من المياه المجمدة لم تكن متوقعة أبداً. وأشارت «ناسا» إلى أن الحفرة أخرجت أكثر من 155 كجم من المياه المجمدة وبخار المياه، ما دفع العلماء إلى الاعتقاد بأن نسبة المياه في أرض القمر تشكل نحو 5% من وزنها الإجمالي. حيث أكدت «ناسا» هذا القدر من المياه يعتبر كبيراً وجاء على شكل حبوب من الجليد ما يعتبر مؤشراً إيجابياً.
وفي سلسلة من 6 دراسات نشرتها «ناسا» وتطرقت فيها إلى الاكتشافات والتحاليل التي تلت التجربة التي أجريت في القطب الجنوبي للقمر بعد إرسال الصاروخ إلى عمق القمر يليه مكوك فضاء «ال كروس» الذي كانت مهمته جمع المعلومات والتقاط الصور قالت إن نحو %20 من غيمة الغبار التي انبعثت عن التجربة كانت عبارة عن مواد طائرة منها غاز الميتان والهيدروجين وأول وثاني أكسيد الكربون. بالإضافة إلى ذلك، سجل وجود كميات كبيرة من المواد المعدنية الخفيفة كالصوديوم والزئبق والقليل من الفضة. وتفيد «ناسا» بأن المياه المجمدة لا تنتشر بشكل متوازن في كل القطب الجنوبي للقمر بل أنها موجودة في جيوب محددة تصل فيها الحرارة في بعض الأحيان إلى 244 درجة مئوية تحت الصفر، وفي ظروف كهذه، حسبما تشير الدراسات، يبقى الجليد على حاله لمليارات السنين.
ووجود هذه الكميات من الجليد سيسهل التجارب الهادفة إلى فهم تكوين الجليد القمري وإمكانيات استخدامه بخاصة أن هناك معلومات تشير إلى إمكانية وجود مياه مجمدة في مناطق تتعرض للشمس باستمرار ما يسهل عمل العلماء بشكل كبير.
تجارب حديثة
وفي أحدث تجارب وكالة الفضاء الأمريكية ناسا توصلت إلى وجود كميات من المياه على سطح القمر تفوق توقعات العلماء. وفي تقرير بهذا الشأن إن الكشف الجديد سيدعم الجهود الرامية لتأسيس حياة على سطح القمر.. ورغم أن المياه تحتوي على كميات من الزئبق إلا أن ما فيها من هيدروجين يمكن استخدامه لصنع وقود الصواريخ. إن المياه على سطح القمر تتكون من الهيدروجين والأكسيجين ولكنها تحتوي كميات من الزئبق تجعلها غير صالحة للشرب، إلا أن الهيدروجين أثبت فعالية في صلاحيته لصناعة وقود الصواريخ.
وأن القمر تحول اليوم من رمز جمالي ورومانسي إلى مستودع للثروات.. فالغبار الذي يغطي سطحه يحتوي على العديد من المواد منها الهيدروجين والكالسيوم والفضة فضلا عن كميات المياه حيث إن لكل طن من الغبار على سطح القمر يوجد حوالي 50 لترا من المياه.
وأنه بعد أكثر من 40 عاما مرت على هبوط الإنسان على سطح القمر لا يزال هذا الكوكب مثيرا للاهتمام بأسراره التي لم تنته بعد، وأن استمرار العلماء في إجراء المزيد من عمليات الاستكشاف سيؤدي إلى المزيد من المفاجآت. وقد أشارت وكالة الفضاء الأمريكية باكتشافها وجود المياه على سطح القمر في واحدة من أغرب تجاربها بعد أن أرسلت مركبة فضائية في جولة استكشافية إلى سطح القمر نجحت في رصد كميات من المياه تزيد بكثير عن تلك التي كان يعتقد بوجودها من قبل.
فوهة غنية بالمياه والمعادن على سطح القمر
كما اكتشفوا علماء ناسا فوهة بركانية رطبة وعميقة وباردة بالقرب من قطب القمر الجنوبي بعد الاعتقاد السابق بأنه مكان قاحل تماما. وسيقومون رواد الفضاء سيأخذون حمولة 8 عربات يد مليئة بالتراب من الفوهة لإنتاج من 10 إلى 13 غالونا من الماء وهناك أمل باستخدام هذا الماء إذا تمت تنقيته للشرب أو تفتيته إلى عنصريه الهيدروجين والأكسجين لاستخدامه كوقود صواريخ للعودة إلى الأرض أو السفرإلى المريخ.
فوهة القمر مصدر قيم للغاية وهي أكثر رطوبة من بعض الأماكن على الأرض مضيفا أن رمال الصحراء الكبرى تحتوي على الماء بنسبة )2 - %5( لكن الماء في الفوهة القمرية موجود بشكله شبه النقي في حبيبات الجليد المخلوطة ببقية التربة ومن السهل استخلاصه. كما أن الجليد يشكل نحو %5.6 من المزيج ومن المرجح أن يكون ارتفاعه بنسبة %8.5 وهذه كمية ضخمة تفوق التوقعات.
هذا الكشف الجديد جاء بعد تحليل الكتل الصخرية المقذوفة عندما اصطدم صاروخ تابع لناسا بالفوهة البركانية وتابعته المركبة الفضائية التي أطلقته بمراقبة الصور المستخلصة من الاصطدام.
المخاطر
علماء ناسا اكتشفوا أن سطر القمر يحتوي على رواسب لمعادن ثمينة بما في ذلك آثار للفضة لكن المستويات كانت قليلة جدا. فالعلماء عثروا أيضا على مستويات مرتفعة من الزئبق في التربة وهو ما يشكل خطرا محتملا على المنقبين كما وجدوا فيضا من مركبات وعناصر أخرى مثل الكالسيوم والمغنيسيوم وأول وثاني أكسيد الكربون وغاز الأمونيا والصوديوم.
ويعد هذا المكان أشبه بصندوق مليء بكنوز من العناصر والمركبات التي أطلقت في كل أنحاء القمر ووضعت في هذه الخانة من الظلال الدائمة ولكن المدهش هو اكتشاف الزئبق بنفس وفرة الماء تقريبا.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 131