المطبات الهوائية: الكتل تصيب الطائرات بارتجاج فوري
أمل جاسم
تتسبب الاضطرابات الهوائية ( المطبات الهوائية ) في انزعاج الكثير من المسافرين على متن الطائرة. تشق الطائرة طريقها من خلال كتلة الهواء بسرعة تصل أحيانا إلى ما يزيد عن 1000 كيلومتر في الساعة، ويكون الهواء إما ساكن أو متحرك بانسيابية ودرجة حرارة الهواء شبة ثابتة وتتغير مع تغير الارتفاع وهنا لا تحدث مطبات.
تحدث المطبات الهوائية بسبب اضطرابات في الكتلة الهوائية التي تمر بها الطائرة وتسبب ارتجاج في جسم الطائرة نتيجة اختراقها كتلة هوائية مضطربة وليست انسيابية، وقد تكون درجات الحرارة متغيرة مما يسبب تغيير في كثافة الهواء الذي تمر من خلاله الطائرة.
جميع الطائرات يتم فحصها من قبل الشركة المصنعة والتأكد من انها تتحمل جميع الأنواع من المطبات الهوائية بجميع درجاتها، كما أن الطيارين مدربين على التعامل مع جميع هذه الحالات.
هناك الكثير من العوامل التي تتسبب في اضطراب وعدم انسيابية الهواء مثل:
• السحب الركامية والرعدية: إن الحرارة الناتجة عن سطح الأرض تتسبب في تحريك الهواء عموديا إلى الأعلى، وعند ازدياد كمية الهواء المتحرك إلى الأعلى تزداد قوة الاضطرابات الهوائية، وعادة تكون السحب الركامية مشبعة بالماء والذي يتحول مع البرودة إلى برد، وبها شحنات كهربائية عالية علامته البرق. والصعود والهبوط السريع للهواء يتسبب في اضطراب الهواء المحيط للسحب يصل إلى مسافة عشرات الكيلومترات.
• الجبال والمرتفعات: عند مرور الهواء قريبا من سطح الأرض يصطدم بالجبال والمرتفعات فيتغير اتجاهه صعودا وبسرعة تسبب في اضطراب الهواء المحيط بالمرتفعات.
• التيارات الهوائية شديدة السرعة: تيارات الهواء التي تكون على ارتفاعات عالية وبسرعة تصل إلى 300 كم/ساعة وبسبب دوران الكرة الأرضية واختلاف درجات الحرارة، يتغير اتجاه الهواء مما يسبب اضطراب في الهواء.
• الكتل الهوائية: اصطدام الكتل الهوائية الباردة مع الكتل الهوائية الحارة والتي تحدث على ارتفاعات متفاوتة، تصادم الجبهات الهوائية الباردة مع الساخنة وتداخلهم يتسبب باضطراب الهواء.
• التيارات الحلزونية: تنتج بسبب المحركات وخاصة النفاثة منها، وتحدث بعد الاقلاع أو الهبوط للطائرات ذات الحجم الكبير وتتأثر بها الطائرات الأصغر حجما، وهذه التيارات الحلزونية تتسبب في اضطراب الهواء.
• المقصات الهوائية: المقص الهوائي هو اختلاف في سرعة الريح أو اتجاهها ما بين نقطتين في حيز جوي، وقد يكون هذا الاختلاف عمودي أو افقي. ويعرف الطيارون المقص الهوائي على انه اختلاف في السرعة الهوائية لكل 15 عقدة )28 كلم/س( في الألف قدم، أو اختلاف في زاوية السمت (الاسقاط) لكل 30 درجة في الألف قدم. تشبه عملية المقص الهوائي بتلامس جسمين باتجاه معاكس مما ينتج عنه احتكاك، وإذا كان الجسمان صلبين فلن يحدث أي تبادل في كتلتيهما، لكن إذا كان هذان الجسمان مائعين )سائلين أو غازيين( فإن الاحتكاك سيكون دوامات في حيز ضحل بحيث يحدث تداخل لكلتا الكتلتين فتتكون خلالها بتلك المنطقة ما يعرف بالمقص أو المجز، ومن هنا جاءت التسمية.
الاضطرابات الهوائية تفرض تغيرا في ارتفاع وسرعة وحمولة الطائرة، لذلك يجب على الطيار أن يقلل سرعة الطائرة إلى السرعة المحددة في داخل الاضطرابات الهوائية )تحدد هذه السرعة في كاتلوج كل طائرة( مع المحافظة على الارتفاع الثابت للرحلة.
تنقسم الاضطرابات الهوائية من حيث شدتها إلى ثلاث درجات هي:
• الاضطرابات الهوائية الخفيفة: وهذه تسبب اهتزاز بسيط ويتعامل معها الطيارين بشكل شبه يومي، وليس منها أي ازعاج يذكر.
• الاضطرابات الهوائية المتوسطة: هذا النوع يتجنبه الطيارين ويتعرفون عليه عن طريق رادار الطقس والذي يوجد في الطائرة وكذلك من النشرات الجوية المتوفرة قبل وخلال الرحلة، وفي بعض الأحيان يضطر الطيار للدخول في هذه الجواء لعدم وجود خيار آخر أو في حين حصولها غير المتوقع، كما يتعامل معها الطيارين بتغيير الارتفاع أحيانا، وكذلك تقليل السرعة للتخفيف من الاصطدام بالهواء المضطرب. ليس منها أي اخطار عدا الازعاج وعدم الارتياح من قبل الركاب لهذا النوع من المطبات، ويصعب معه تقديم الخدمة للركاب ويمنع تجولهم ويجب عليهم ربط الأحزمة.
• الاضطرابات الهوائية الشديدة: قوانين الطيران تمنع الطيارين من الدخول في هذا النوع لأنه في بعض الأحيان قد يسبب خطورة على الطائرة والركاب، وفي حالة حدوثه يتوجب على الطيار الخروج منه فورا حتى لو اضطر لأن يعود من حيث أتى.
مشاكل الطيران في المطبات الهوائية
• صعوبة قيادة الطائرة أثناء الإقلاع والهبوط والطيران المنخفض وخاصة فوق المناطق الجبلية لأن أي ارتفاع تفقده الطائرة قد يؤدي إلى اصطدام الطائرة بالأرض.
• الشعور بتعب شديد أثناء الطيران لفترة طويلة في منطقة المطبات الهوائية بسبب اليقظة والحذر والجهد الذي يبذله الطيار للمحافظة على توازن الطائرة.
• يتشكل الجليد على الطائرات في المطبات بنسبة أكبر مما هو خارجها بسبب انخفاض درجة حرارة الهواء الصاعد بالتبريد المكظوم.
• لا يمكن الاعتماد على قراءات عدادات الطائرة بسبب تذبذب مؤشراتها وما تعطيه من قراءات غير دقيقة.
• السحب الركامية تعج بالمقصات الهوائية الفتاكة.
• المطبات الهوائية هي حركة الطائرة الرأسية إلى الأعلى أو الأسفل بشكل فجائي.
المصدر: مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 149