بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

الطاقة الشمسية

الطاقة الشمسية

على الرغم من سطوع الشمس طوال العام

هل تأخرت دول الخليج بالتفكير في الطاقة الشمسية ؟

نجلاء المطيران

لعل تأكيد وكالة الطاقة الدولية على أن قدراً كافياً من ضوء الشمس يصل إلى الكرة الارضية في غضون 90 دقيقة لقادر على تزويد الكوكب بأكمله بما يحتاجه من طاقة لمدة عام كامل. وبرغم ان منطقة الشرق الاوسط بصورة عامة ودول مجلس التعاون الخليجي بصورة خاصة تنعم بسطوع الشمس خلال معظم ايام السنة، الا ان المنطقة قد استغرقت ردحا طويلا من الزمن قبل ان تبادر إلى التفكير في الاستفادة من الطاقة الشمسية.

نقلا عن صحيفة اليف ارابيا انه برغم ذلك فلا يمكننا في واقع الامر الانحاء باللائمة على حكومات دول الخليج الغنية بالنفط والدول الاخرى في المنطقة، والتي جنت مكاسب كبيرة واستفادت بصورة هائلة جراء ما تتمتع به من وفرة هائلة في مصادر الطاقة من النفط والغاز طيلة عقود طويلة.

ففي ظل توفر التكنولوجيا المناسبة لاستخراج احتياطيات النفط والغاز من باطن الارض، فان من الصعب ان تقترح على هذه الدول ان تتخلى عن هذه الثروات لتتوجه إلى تكنولوجيا الطاقة الشمسية، والتي لم تحصل بعد على مصداقيتها المؤكدة على غرار الاحتياطات المؤكدة من مصادر الهيدروكربون.

وفي ظل التحول مع ارتفاع تكلفة انتاج النفط التي جعلت من النفط الرخيص جزءا من الماضي، تبلورت الحاجة – حتى لدى الدول الغنية بالنفط – إلى النظر في مصادر بديلة للطاقة تكون ارخص من النفط والغاز من ناحية، وتقلل التأثير الذي تمارسه دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في العالم من جهة أخرى.

مصادر التلوث

وذكرت ان الكويت وقطر والامارات تعتبر اكبر مصدر للانبعاثات من ثاني اكسيد الكربون في العالم وفقا لحصة الفرد الواحد من السكان، كما يعني ذلك وبعيداً عن الاحصاءات التي قد تعتبر مصدرا للاحراج، فان هذه الانبعاثات تعني تقليص الكميات من النفط التي يمكن للدول الاعضاء في منظمة اوبك تصديرها إلى الخارج والاستفادة من مواردها المالية.

ولكن الوضع في السعودية يعتبر الاسوأ بين مختلف اعضاء الكارتل النفطي، حيث يقول تقرير صدر أخيرا عن بنك ستاندارد تشارترد «ان الطلب المحلي على النفط في السوق السعودية ينمو بسرعة، وتستهلك المملكة في الوقت الحاضر ما يوازي 2.9 مليون برميل من النفط يوميا على ان الاستهلاك الفعلي الاجمالي من الوقود والذي يشمل الوقود السائل يرفع الاستهلاك المحلي إلى نحو 4 ملايين برميل يوميا، أي ما يزيد على ربع إنتاج المملكة اليومي من النفط.

تقديرات مخيفة

ويقدر البنك ان الاستهلاك المحلي السعودي ينمو بنسبة تقارب 6% سنويا، واذا ما استمر هذا الاتجاه في نمو الاستهلاك، فانه سيصل إلى قرابة 8.3 ملايين برميل يوميا بحلول عام 2030، او ما يوازي 66% من طاقة الإنتاج الحالية. وتتماثل هذه التقديرات مع ما ورد في تقرير لشركة تشاتهام هاوس مطلع العام الجاري، والذي تضمن تقديرات اكثر قتامة من ان السعودية قد تتحول إلى مستورد صاف للنفط في السمتقبل اذا ما استمرت اتجاهات الاستهلاك على ما هي عليه.

ويضيف التقرير "ان السعودية تستهلك حاليا اكثر من ربع انتاجها الاجمالي من النفط، او ما يوازي 2.8 مليون برميل يوميا، وهذا يعني بالمعايير الاعتيادية انها قد تصبح مستوردا صافيا للنفط مطلع عام 2038".

تمويل الرواتب

ولم يعد مثيرا للدهشة توجه السعودية إلى الاعتقاد بان الطاقة الشمسية باتت تمثل حجر الزاوية ضمن سياسة البلاد المتعلقة بالطاقة.

على ان السعودية ليست الدولة الوحيدة التي تسعى للتحول إلى الطاقة الشمسية، فقد بدأت دول الشرق الأوسط بالتوجه بانظارها ولو ببطء نحو الاستفادة من أشعة الشمس وتحويلها إلى طاقة وتمضي الآن في الاستثمار في أكثر من 24 مشروعا منتشرة في المنطقة لتوليد الطاقة الكهربائية من الشمس، وتصل تكلفتها إلى 17 مليار دولار.

مشاريع

وتعتبر فرص مصادر الطاقة الشمسية في عمان واحدة من افضل مثيلاتها في العالم، حيث بدأت مسقط في تنمية قدراتها منذ تسعينات القرن الماضي مع إمكانات للوفاء بكافة احتياجات البلاد من الطاقة من خلال الشمس وفقا لتقرير ايرنست اند يونغ. وهناك مبادرات أخرى في الامارات للاستثمار في الطاقة الشمسية، حيث تبذل إمارة أبو ظبي جهودا كبيرة في هذا المضمار من خلال مشروع شركة مدينة مصادر المقدرة تكلفته بنحو 22 مليار دولار، بالاضافة إلى مشروع في امارة دبي بكلفة تصل إلى 3.5 مليارات دولار.

الوفرة والاستخدام

وتقول وكالة الطاقة الدولية انه برغم وفرتها الهائلة إلا أن الشمس لا تمثل حاليا سوى جانب بسيط من تركيبة الطاقة المستخدمة في العالم، غير ان هذا الوضع آخذ في التغير بسرعة مستفيدا من الاجراءات العالمية الرامية إلى تحسين وسائل استخدام هذه التكنولوجيا ووفرة امدادها وضمان جوانب الامان والسلامة فيها، فضلا عن المساعدة على تقليص الآثار الناجمة عن التغيرات المناخية.

المصدر: مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 151