بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

محمية المرجة الزرقاء

محمية المرجة الزرقاء

معبر رئيسي للطيور المهاجرة

محمية المرجة الزرقاء المغربية: العالم ينظر لطيورها المائية

دلال جمال

تتميز المملكة المغربية بتنوعها الإيكولوجي الكبير وغطائها النباتي الكثيف ورصيدها الحيواني الغني. وهي معبر رئيسي للطيور المهاجرة بين قارتي أوروبا وإفريقيا. وتعتبر المناطق الرطبة المغربية محطة لاستقطاب أعداد هائلة من الطيور المائية المقيمة والمهاجرة، التي تقضي نصف السنة تقريباً في أوروبا والنصف الآخر في إفريقيا. وهذه المناطق هي بمثابة حلقات مترابطة لتأهيل موطن عيش معظم الطيور النادرة أو المهددة بالانقراض، فضلاً عن كونها مصدراً للماء ومكاناً لتربية الأسماك ومعيناً للزراعة وإنتاج العلف والخشب. كما أنها فضاء سياحي وجمالي وترفيهي بفعل تنوعها البيولوجي وإرثها الثقافي. وللمناطق الرطبة أهمية اقتصادية، إذ تعد ثروة طبيعية توفر مواد معيشية للساكنة وخدمات حيوية وبيئية لمختلف الكائنات الحية. وهي مجِّدد مستمر للمياه الجوفية، وتساهم في الحد من تآكل التربة والتحكم بالفيضانات.

مرجة زرقاء

محمية (المرجة الزرقاء) في المملكة المغربية، تبعد 120 كم شمال العاصمة المغربية الرباط على شاطئ مولاي بوسلهام بساحل المحيط الأطلسي، وتبلغ مساحتها 11420 هكتارا منها 7300 هكتار محمية بيولوجية و6800 هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة. أصبحت هذه البحيرة محمية بيولوجية منذ سنة 1978، غير أن اتفاقية رامسار التي انضمت إليها المملكة المغربية في عام 1980 جعلت منها محمية عالمية. وقد شهدت مدينة رامسار الإيرانية المحاذية لبحر قزوين عقد مؤتمر عالمي لتحديد المحميات البيولوجية الطبيعية الرطبة في العالم، وهي مساحات من المستنقعات أو المياه الطبيعية أو الاصطناعية الدائمة أو المؤقتة، يكون فيها الماء راكدا، أو جاريا عذبا أو مالحا.

أهمية عالمية

أهمية المرجة الزرقاء من الناحية الدولية تكمن في احتضانها لأعداد مهمة من الطيور المائية المهاجرة والتي تستقطب السياح والباحثين والطلبة من داخل البلاد ومن الخارج.

تحتوي المحمية على أنواع بيولوجية كثيرة وبعض منها يعتبر من الصنف النادر، وبها أكثر من 150 ألف طائر، موزعة على 82 نوعا من بينها 16 صنفا نادرا أو مهددا بالانقراض. ويعتبر طائر الكروان ذو المنقار الدقيق من أشهر الطيور في المحمية، ويبلغ طول الكروان 40 سم وتزين صدره وجوانبه بقع دائرية تميزه عن طيور الكروان الأخرى، وهو من الطيور المهددة بالإنقراض.

تكاثر الأسماك

وتعد محمية المرجة الزرقاء أيضا بيئة صالحة لتكاثر الأسماك، خاصة الرخويات التي تحتوي على 173 نوعا، كما أن بها أنواعا من النباتات المهمة والنادرة مثل الأسل الذي يستعمله سكان المناطق المجاورة في صناعة الحصير.

يبلغ عدد السكان حول المرجة الزرقاء 20 ألف نسمة موزعين على 16 بلدة، ويعتمدون في معيشتهم على استغلال الموارد الطبيعية عن طريق الصيد والفلاحة والسياحة وتربية المواشي.

مندوبية المياه

وقد وقعت المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر في المغرب ومنظمة (بورد لايف انترناشيونال) الممثلة من طرف الجمعية الاسبانية لعلم الطيور، اتفاقا من أجل الاستغلال المستدام للموارد الطبيعية في المحمية البيولوجية المرجة الزرقاء.

ويأتي المشروع الكبير وحدد مدة إنجازه في 18 شهرا، ممولا من الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي في إطار برنامج (ازاهار) لفائدة الجمعية الإسبانية لعلم الطيور بهدف النهوض بالسياحة المستديمة والتربية البيئية. ويتضمن الاتفاق عددا من البنود الرامية إلى الاستغلال العقلاني والسلمي للموارد الطبيعية وتحديد المخاطر على التنوع البيولوجي للمحمية.

المصدر: مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 154