بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

حيوان القندس

حيوان القندس

القندس ... يقطع مئات الأشجار سنويا

مهندس السدود في خطر

دلال جمال

القندس حيوان ينتمي لفصيلة القوارض، يسمى أيضا بمهندس السدود وهو حيوان ثديي نصف مائي مهدد أو معرض للمخاطر بسبب التلوث والإفراط في استغلاله أو صيده بالشباك أو غير ذلك من أدوات الصيد، تلد أنثى القندس من 2 إلى 3 صغار بعد فترة حمل تدوم 61 يوماً ترضعهم الأم لمدة 3 أشهر ولا ينفصلون عن العائلة إلا بعد مضي سنة واحدة ويمكن أن يصل طول القندس البالغ إلى 120 سم طولا وطول ذيله 52 سم ويزن 15 كجم. نسبة الدسم في حليب القندس تضاهي 5 أضعاف نسبة الدسم في حليب الأبقار.

هذا الحيوان يتسبب بقطع مئات الأشجار سنويا من أجل تشكيل السدود بفعل أسنانه الحادة حيث تنمو أسنانه بشكل مستمر بسبب استهلاكه الدائم لها، ويمكن للقندس أن يسقط شجرة قطرها 30 سم نتيجة عمل يستغرق ليلتين، يقضم الاشجار بأسنانه بطريقة غريبة ومعقدة بعض الشيء. يقوم القندس بقطع الأغصان الخضراء الكبيرة مستخدماً أسنانه الحادة ويضعها في شكل عرضي في مجرى الماء واضعاً غصنا الى جنب غصن فإذا قل جريان الماء وانخفض مستواه وضع القندس بواسطة ذيله شيئاً من الطين ساداً بذلك الفجوات بين الأغصان ليحكم انسداد السد.

وبذلك يرتفع منسوب الماء بما يكفي لحماية أولاده من الحيوانات المفترسة. وإذا ازداد جريان الماء وكان المنسوب أعلى بما يشكل خطراً على أولاده يفتح ثغرات في ذلك السد حتى ينساب عبرها الماء فينخفض منسوبه الى المستوى المطلوب. يسبح في الماء سباحة مثيرةجداً عنده قوائم ليس فيها فرق بين أصابعه كالبطة تماماً، وعنده مجداف في كبير جدا ذيله.

تسبح القنادس رافعة أطرافها الأمامية بالقرب من الصدر وتحدث ضربات قوية بالأطراف الخلفية ويقوم الذيل العريض المفلطح بدور الدفة تحت سطح الماء وتتحرك القنادس بسرعة أكثر قي الماء عنها فوق الأرض حيوان القندس يهوى التزحلق فوق الجليد بدرجة كبيرة، وهي تسليته المفضلة.

يستوطن حيوان القندس الأراضي البولندية، وكان في الخمسينات من القرن العشرين ضمن الحيوانات المهددة بالانقراض في بولندا، إلا أنه تم النجاح في إنقاذها من الانقراض بفضل المزارع المغلقة حيث تبلغ أعدادها حاليا حوالي 20 ألفا. يقوم بأعمال بأعلى درجة من الذكاء والخبرة، فالقندس معماري بارع، فهو يبني بيته في ماء راكد، فإن وجد ماء جاري لا بد من أن ينشئ سداً، يجعله بحيرة تمهيداً لبناء بيت بهذا الماء.

يتراوح عرض السد الذي يقيمه زوج القندس من (1-100م) ثم يبني بيته وسط البركة من الأغصان جاعلا مدخل البيت تحت سطح الماء ولكن هناك السد الذي يبلغ طوله 2790 قدما ( نحو 850 م) هو من صنع حيوان القندس المشهور بقدرته العجيبة على بناء السدود وفي حين أن سدود القنادس غالبا ما يكون طول الواحد منها 1500 قدم (نحو 457 م)، فإن هذا السد أذهل علماء الأحياء نظرا لطوله الفائق وقد اكتشف الخبراء السد المذكور في متنزه بافالو الوطني في ألبرتا الشمالية بكندا ويعتقدون أن عدة أسر من القنادس شاركت في بناء هذا الصرح الكبير الذي يحوي آلاف الأشجار، ويرجح أن اتمامه استغرق شهورا كثيرة وتعتبر هذه السدود جزءا هاما في النظام البيئي، ويمكن الحكم على تغير المناخ بانتشارها كما أنها تستغل الماء لنقل الأشجار التي تستخدمها في بناء سدودها لأن الأمر أسهل حين يطفو الخشب على الماء من جره على اليابسة، وتعتبر هذه المساكن مفيدة أيضا لحيوانات أخرى وللبيئة، وسدود هذه الحيوانات جيدة لأنها تبطئ تدفق الماء مما يؤدي إلى جفاف وفيضان أقل، وعندما تموت النباتات في الماء وتتحول إلى ما يعرف بالنسيج النباتي تعتبر أفضل وسيلة لتخزين ثاني أكسيد الكربون.

المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 131