بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

صحراء ليوا

صحراء ليوا

أكبر الصحاري الرملية في العالم

صحراء ليـوا.. كيف تنطلق الأساطير فوق رمـال الربع الخالي؟

عنود القبندي

صحراء «ليـوا» الأسطورية، التي تعد من أكبر الصحارى الرملية في العالم. أرض تروي الملاحم البطولية وقصص الكفاح المؤثرة التي تشكل ملاذاً للسائحين الباحثين عن المتعة، يكون الاستمتاع في ظلال بيئة الصحراء الغامضة التي تتميز بها منطقة الربع الخالي بأبوظبي، بالإضافة إلى امتطاء ظهر الجمل والانطلاق فوق كثبان رملية تغمرها أشعة الشمس وتمتد مع الأفق إلى مالا نهاية. قمت بزيارة صحراء ليوا وصديقتي انتصار البصمان واستمتعت بمشاهدة فن الرياح في رسم الطبيعة الصحراوية أسرد لكم بعضها.

غرب أبوظبي

من الافلاج الموجودة في ليواتقع واحة ليوا على بعد 220 كم جنوب غرب جزيرة أبوظبي في الطرف الشمالي من صحراء الربع الخالي، وهي واحدة من أكبر الواحات في شبه الجزيرة العربية والمدخل إلى الربع الخالي، واسمها مشتق من أسلوب النطق المحلي للكلمة العربية «الجواء» التي تعني الواحة الخضراء أو مكان آمن للراحة والاسترخاء. وتضم الواحة التي تمتد على طول 100 كم على شكل هلال العديد من الكثبان الرملية ذات الألوان المختلفة، وأشجار النخيل التي تجعل الواحة موقعاً زراعياً مهماً بالنسبة للمنطقة الغربية. أما مهرجان ليوا السنوي فقد جعل منها نقطة اجتذاب للمزارعين المحليين، بينما يتدفق جمع غفير من عشاق الرياضة إلى واحة ليوا للاستمتاع بأحداثها الرياضية الصحراوية.

المحطة الأخيرة

كانت واحة ليوا المحطة الأخيرة للاستقرار البشري على الطرف الشمالي لحقل الكثبان الرملية الذي يمتد على طول 650000 كم والذي أصبح معروفاً باسم الربع الخالي نظراً لاتساعه وظروفه المناخية القاسية وبيئته الوعرة. أجرى البدو منابع المياه الجوفية العذبة لزراعة التمور ونتيجة لذلك ظهرت 40 قرية في ليوا قبل القرن السادس عشر.

هناك يمكن أن تشاهد مدينة ليوا القديمة ومدينة زايد الحديثة، المنطقة الغربية ومحاضر ليوا تقع على بعد نحو 200 كيلومتر إلى الغرب من العين وتضم الآن أكثر من 60 قرية، إضافة إلى المراعي الخصبة الموجودة في مناطق الظفرة التي يتوفر فيها المياه الجوفية. عندما تصل لمحاضر ليوا حيث الخضرة والجمال والهدوء الذي يريح الاعصاب من ضوضاء المدينة وضغوط العمل.

كثبان رملية

كثبان رملية مرتفعةيصل ارتفاع قمم الكثبان الرملية من 25 - 40 متراً فوق سطح الأرض بأشكال مختلفة منها الهلالية والطويلة، ويوجد في ليوا مجموعة كبيرة من القلاع والأبراج المعروف منها حتى الآن يصل عددها إلى 15 قلعة وبرجاً متفرقة في واحات، منها ما هو متهدم ويحتاج إلى تنقيب حتى يمكن اكتشافه، ومنها ما هو موجود حتى الآن وتتم فيه أعمال الصيانة والترميم.

ويعد «تل مرعب» ذو الرمال الكثيفة بواحة ليوا إحدى الخصائص التي استرعت الاهتمام الدولي لكونه أحد أعلى الكثبان الرملية على مستوى العالم ويبلغ ارتفاعه حوالي 300 م بينما يبلغ عرضه 1600 م ويميل بمقدار 50 درجة عن سطح الأرض. وقد استهوى هذا التحدي الفريد عشاق الرياضة المخاطرين منذ فترة طويلة.

محميات طبيعية

يصل عدد المحميات فيها إلى أكثر من 51 محمية طبيعية وتنتشر في المنطقة الغربية 20 محمية طبيعية بقطاع مدينة زايد و11 محمية في قطاع الوثبة و20 محمية في قطاع غياثي. وتزايدت الثروة الحيوانية بصورة كبيرة في المنطقة الغربية كما في غابات الوضيحي والحيما ووادي غزلان وخبو الدهس والبابو الحلوة والفلاحية وجبل الظنة وبدع هزاع. كما تمت زراعة 42 ألف هكتار من الأشجار الحرجية في قطاع مدينة زايد، بالإضافة إلى زراعة 2000 هكتار بمدينة زايد عبارة عن احزمة خضراء.

غابات الوضيحي

وأقام قسم الغابات العديد من الغابات شملت غابات الكبيشة على مساحة 600 هكتار وغابة الفلاحية والبوجير على مساحة 625 هكتاراً وغابة وادي غزلان «1» ووادي غزلان «2»، أما غابات المجموعة «د» فقد أقيمت على مساحة 8600 هكتار وتضم عدة غابات مثل غابات الهيمة 600 هكتار وغابات الحلوة على مساحة 1500 هكتار وغابات العزيزية 500 هكتار وغابات شرق الفلاحية “أ وب” على مساحة 600 هكتار.

وانتشرت في محاضر ليوا مشاريع الغابات التي تضم عدة غابات مثل غابات ليوا 1500 هكتار وغابات شامخة وبر 90 هكتارا.

تعتبر غابات الوضيحي من أبرز غابات قطاع مدينة زايد في المنطقة الغربية فتبلغ مساحتها حوالي 1000 هكتار وهي منطقة ينتشر فيها آلاف من الغزلان وبصفة خاصة الوضيحي الذي كان مهددا بالانقراض، كما ينتشر فيها العديد من الاشجار مثل أشجار الراك والسمر والكونوكاربس والسدر والسلم والغاف والقرما والسنيوفيلا وكلها اشجار تتأقلم مع المناخ الصحراوي الحار إلى جانب تحملها للملوحة العالية.

جودة التمور

محاضر ليوا المشتهرة بزراعة النخيلمحاضر ليوا اشتهرت ومنذ زمن طويل بجودة التمور، وأشهرها الدباس بالإضافة إلى أنواع أخرى من الرطب مثل : الخلاص، والدباس، والبرحي وغيره الكثير،علماً بأنه يقام مهرجان في المنطقة الغربية في محاضر ليوا يسمى (مهرجان مزاينة الرطب) لاختيار اجود أنواعها وهذا يدل على اهتمام أبناء المنطقة الغربية بزراعة النخيل والعناية بها وبثمارها.. وفي محاضر ليوا تعتمد مزارع النخيل على الري من الآبار اليدوية وهذا يكون في بداية عمرها وبعد أن يكتمل نموها فإنها لا تروى بل تعتمد على نفسها في الاستفادة من المياه الجوفية ذات المستوى المرتفع حيث يتراوح عمقها ما بين 3 – 5 م وقد يصل إلى 10 م. وفي بعض الأحيان وعند الرغبة في إنشاء مزرعة جديدة في محاضر ليوا فإنه عادة ما يتم هذا العمل جماعيا ويعرف بالفزعة حيث يتعاون عدد من السكان على حفر البئر وتبدأ عملية الحفر بصب الماء على المكان المراد حفر البئر فيه قبل عملية الحفر بيومين لكي لا يتهدل )يتردم( البئر عند حفره وعادة ما يكون موسم الزراعة بعد ظهور سهيل.

تنبت الأسماك

شهد العقد الماضي تطورا فريدا من نوعه في مشاريع الاستزراع السمكي في محاضر ليوا وتجرى الآن بنجاح تربية الأسماك في المنطقة للاستفادة منها ذاتيا وتجاريا. حيث تعد منطقة ليوا من أكثر الواحات اتساعا ويتيح ذلك إمكانية استغلالها للاستزراع السمكي، وإضافة إلى ما سبق تتوفر في محاضر ليوا أراض زراعية منبسطة وتضم كثيرا من المناطق المحمية بفضل الأشجار العالية وتعتبر مناطق آمنة من التيارات الهوائية ما يجعلها من أنسب الأماكن لإقامة مشروعات البرك السمكية.

وقد اكتشف أهالي المنطقة تلك الكنوز التي تحت أيديهم وبادر عدد منهم بإنشاء مزارع للأسماك الأمر الذي يبشر بمستقبل ناجح لهذا النوع من الاستثمار ، وفي العام 1995 بدأ المواطن بخيت مبارك المنصوري من محضر )العد( بإنشاء مزرعته بحوض واحد فقط والآن يوجد في المزرعة أكثر من 40 حوضا حتى صار يمتلك أكبر مزرعة خاصة للأسماك في الإمارات.

المصدر: مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 157