بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

الرواسب السطحية

الرواسب السطحية

السطح العام لدولة الكويت يتميزبطبيعة تضاريسية سهلة منبسطة، يكسوها غطاء رقيق من أنواع مختلفة من الرواسب الحديثة غير المتماسكة، وهي على النحو التالي:

أولاً: الرواسب الريحية

وهي الرواسب التي كان للرياح الدور الرئيسي في إرسابها، وهي تمثل الجزء الأكبر من الرواسب السطحية الحديثة في دولة الكويت لكونها تغطي أكثر من 50 % من السطح، واعتماداً على طبيعة تواجد هذه الرواسب وكيفية نشأتها فقد تم التعرف على نمطين رئيسيين منها:

الأول: نمط رواسب الفرشات الرملية، وهو النوع الأكثر شيوعاً بين أنواع الرواسب الريحية الحديثة في الكويت، وهي تغطي معظم المنطقة الجنوبية للدولة وكذلك مناطق لابأس بها في الأجزاء الشمالية، وقد تكونت هذه الفرشات إما بتلاحم الكثبان والكثيبات الرملية أو بالترسيب الحر للرمال المذروة بالرياح في مناطق منخفضة واسعة، وتتكون هذه الفرشات من الطفل والطمي والصلبوخ الدقيق الحجم. وهناك ثلاثة أنواع من هذه الرواسب وهي:

1- رواسب الفرشات الرملية المستوية المثبتة: وتتميز بسطوحها المستوية نسبياً والتي تغطيها طبقة رقيقة جداً من حبيبات الصلبوخ المتبقية، والتي تقوم بدورها بتثبيت هذه الرواسب ومنعها من الحركة، كما أن هناك بعض الكثيبات الرملية المذروة التي تنتشر أيضاً فوق سطح الأرض، وقد تكونت رواسب هذه الفرشات نتيجة للترسيب السريع في منخفضات متسعة تحت تأثير رياح ذات سرعات عالية.

2- رواسب الفرشات الرملية المتعرجة المثبتة: وفيها تقوم النباتات بدور تثبيت هذه الرواسب ومنعها من الحركة، فالسطح العام لها مكسو بغطاء نباتي يعمل بالإضافة إلى دوره كمثبت على اصطياد الرمال المنقولة بالرياح وإرسابها، حيث إنها تعتبر عائقاً أمام مسار هذه الرياح، ويتميز سطح هذه الرواسب أيضاً بتعرجه الشديد حيث تكونت بفعل تلاحم الكثبان والكثيبات الرملية والتي كونتها العوائق النباتية الصحراوية من قبل.

3- رواسب الفرشات الرملية الزاحفة والكثبان الرملية: تغطي مناطق لابأس بها من صحراء الكويت، وغالباً ما تتواجد بشكل فرشات رقيقة السمك فاتحة اللون من رمال ذات أحجام متساوية تقريباً، تزحف فوق أنواع الرواسب السطحية من رمال ذات أحجام متساوية تقريباً، تزحف فوق أنواع الرواسب السطحية الأخرى تحت تأثير الرياح الشمالية الغربية السائدة في البلاد. وغالباً ما تصاحب هذه الرواسب أنواع مختلفة من الكثبان الرملية خصوصاً الهلالية الشكل منها ( البرخانات). وهناك ثلاثة أحزمة رئيسية من هذه الرواسب تعبر صحراء الكويت، وهي أم النقا و الهويملية والمنطقة الساحلية الجنوبية.

والثاني رواسب رملية تملأ بطون الاودية، وغالباً ما تتكون نتيجة لتلاحم الكثيبات الرملية المذروة والمثبتة بواسطة النباتات في بطون الأودية بالإضافة إلى فعل الرياح في إرساب هذه الرمال، كما أن بعض الأودية تملأ بالرواسب نتيجة لفعل سريان المياه الجارية، ونتيجة لامتداد هذه الوديان بشكل شبه متعامد على الرياح الشمالية الغربية السائدة، فإنها تعمل كمصائد فعالة للرمال المنقولة بهذه الرياح وتتشابه أحجام حبيبات هذه الرمال إلى حد كبير مع حبيبات رواسب الفرشات الرملية.

ثانياً: رواسب الصلبوخ المتبقية
تغطي معظم المناطق الشمالية للكويت، وتتواجد على هيئة فرشات من خليط غير متجانس من الصلبوخ والرمل الطيني بنسب متدرجة، ولكن رواسب الصلبوخ المتبقي هي التي تعلو السطح عادة، وقد تكونت بفعل تذرية الرياح للجزء الدقيق الحجم من هذا الخليط، وبالتالي سيتبقى الخشن منها في مكانه ليعمل كدرع طبيعي يحمي التربة الناعمة التي تحته من عوامل النقل والتذرية.

ثالثاً: رواسب القشور السطحية الصلبة
هذا النوع من الرواسب غالباً ما تتميز به المناطق الجافة وشبه الجافة نظراً لشدة عمليات البخر فيها، وهي تتواجد على شكل غطاء صلب يعلو قمم المرتفعات وبعض الأجزاء المتفرقة من السطوح المستوية، وهذه القشور تتكون بفعل الترسيب الكيميائي للمعادن المكونة لها بين مسام التربة على سطح الأرض أو قريب منه، وباختلاف أنواع هذه المعادن المرسبة كيميائياً تختلف طبقاً لها أنواع القشور، فتكون القشرة كلسية عندما يكون المعدن المرسب كربونات الكالسيوم، وتكون جبسية مع كبريتات الكالسيوم وسيليكية مع ثاني أكسيد السيليكون. وينتشر النوع الأول من هذه القشور في المنطقة الجنوبية للبلاد، أما النوع الثاني فينتشر في الشمال، ويتواجد النوع الثالث مصاحبا لتكوينات رمال الحجر الجيري والذي يظهر جزء منه في منحدر الأحمدي.

رابعاً: الرواسب الساحلية
وتقع هذه الرواسب على طول الشريط الساحلي في الكويت، والذي يبدأ من شاطيء البحر شرقاً إلى بداية الإرتفاعات الأرضية غرباً، بما في ذلك جزيرتا وربة وبوبيان. وتختلف أنواع الرواسب الساحلية نتيجة لعدة عوامل مختلفة منها الوضع الطبوغرافي لتضاريس المنطقة الساحلية، وطبيعة تركيب الصخور المحيطة والمواصفات الفيزيائية والكيميائية لماء البحر والمناخ العام في المنطقة. وقد تم التعرف على أربعة أنواع من هذه الرواسب وهي:

1- رواسب الكثبان الرملية الساحلية والتي تكونت بفعل تأثير الرياح، ولكنها أدرجت تحت مسمى الرواسب الساحلية وليست الريحية نظراً لارتباطها جغرافياً بالشريط الساحلي، وتظهر هذه الرواسب على شكل تراكمات قبابية أو طولية مختلفة الأحجام، وكلتاهما قد تكون بفعل اصطياد النباتات للرمال المنقولة بواسطة الرياح ويطلق عليها اسم " النباك" وهي تختلف عن الكثبان والكثيبات الرملية الصحراوية في كونها تتكون من رمال ناعمة وحبيبات طفلية وطميية وكذلك انتشار معادن الجبس فيها، وتختلف الكثبان الساحلية في الشمال عنها في الجنوب في عدة أمور منها أن حبيبات الأولى تتكون من رمل وطين وصلبوخ دقيق الحجم، أما الثانية فتتكون من رمل وطين فقط.

2- رواسب السهول الساحلية ويطلق عليها محلياً اسم " الجاتش" وهي تغطي المنطقة الساحلية الممتدة من الصليبخات في الشمال حتى قرب ميناء عبد الله في الجنوب بما في ذلك مدينة الكويت. وتتكون هذه الرواسب من خليط غير متجانس من الصلبوخ والرمال والطفل والطمي وكميات وفيرة من معادن الجبس وكربونات الكالسيوم، وهذه الرواسب نشأت نتيجة لتراكم المواد الفتاتية التي تم تعريتها ونقلها من صخور ظهر الأحمدي في شكل قرشات فيضية على السهول الساحلية، ثم بعد ذلك تولدت المعادن الثانوية الأخرى مثل الجبس وكربونات الكالسيوم وترسبت بين مسام هذه المواد.

1- رواسب السبخات، يطلق اسم سبخة على المناطق الساحلية المسطحة أو المنخفضة نسبياً والتي تمتد فوق مستوى خط المد الأعلى، وتحتوي على رواسب فتاتية غنية بالمتبخرات مثل الجبس ( كبريتات الكالسيوم) والهاليت ( كلوريد الصوديوم)، واعتماداً على طبيعة هذه الرواسب يمكن تحديد نوعين رئيسيين منها وهما رواسب السبخات الساحلية التي توجد قريبة من الساحل ورواسب السبخات الداخلية وهذه تبعد عن الساحل مسافة لابأس بها تجعلها تميل إلى وجودها في البيئة الصحراوية، وغالباً ما يغطي سطح رواسب السبخات كثيبات وكومات رملية مثبتة بنباتات تميز البيئة السبخية.

2- الرواسب الشاطئية وتتكون بفعل تأثير حركة المد والجزر اليومية، والرواسب الشاطئية تختلف في الشاطيء الشمالي للبلاد عنها في الشاطيء الجنوبي ، فالأول يتميز باتساع شريطه وانحداره الضعيف ناحية البحر، أما الآخر فهو ذو شريط شاطئي ضيق وزاوية إنحداره نحو البحر شديدة، وبالإضافة إلى ذلك فإننا نجد أن الشاطيء الجنوبي تحيطه ضلوع طولية كبيرة من الحجر الجيري السرتي والحجر الرملي، ولذلك نجد أن الرواسب الشاطئية هناك عبارة عن رمال خشنة ذات أحجام متساوية تقريباً ( رواسب الرمال الشاطئية)، أما الشاطيء الشمالي فإنه يقع تحت تأثير مصب نهري دجلة والفرات ويحمل غالباً رواسب طينية ولذلك فإننا نجد أن طبيعة الرواسب الشاطئية هناك طينية وبها بعض الضلوع الرملية البسيطة ( رواسب مسطحات المد والجزر).

خامساً: رواسب الخبرات الصحراوية

ويطلق على الخبرات اسم الثميلات أيضاً، وهي عبارة عن منخفضات شبه دائرية الشكل محدودة المساحة، يوجد معظمها ضمن أنشطة الوديان الموسمية وهي تميز الصحراء الوسطى والشمالية لدولة الكويت، ورواسب هذه الخبرات عبارة عن مواد طينية بها بعض حبيبات الرمال والصلبوخ الدقيقة الحجم تجلبها مياه الأمطار من الرواسب المحيطة بالخبرة عند تجمعها فيها شتاءاً، وهذه الرواسب تجف صيفاً وتصبح معرضة للتذرية بواسطة الرياح. وتتكون جبيباتها من الغرين والصلصال والرمل والصلبوخ بنسب متفاوتة وإن غلب عليها الغرين والصلصال.

سادساً: رواسب السهول الصحراوية

هذه الرواسب تتشابه مع الرواسب الصلبوخية المتبقية في نسيجها، إلا أنها تكونت بفعل الماء والرياح وذلك على ثلاث مراحل متفاوتة، أولها ترسيب المواد على شكل فرشات فيضية عن طريق الأمطار فوق السهول الصحراوية والمنخفضات الضحلة، ثم تأتي مرحلة إعادة نقل وترسيب هذه المواد ثانية ثم يتم ترسيب معادن الجبس وكربونات الكالسيوم بين مسام هذه المواد.

سابعاً: رواسب السفوح والمنحدرات والمراوح الفيضية

تتكون من مزيج غير متجانس من الكتل الصخرية والصلبوخ والرمال والطين، وتتواجد هذه الرواسب على انحدارات المناطق المرتفعة، وهي محدودة التوزيع في الكويت فنجدها في منحدرات جال الزوروظهر الأحمدي ووادي الباطن.

ثامناً: رواسب الكثبان الرملية الهابطة

الكثبان الرملية الهابطة هي أجسام رملية تبدأ قرب الأجزاء العليا من المنحدرات وتنتهي عند السفوح، وتنتشر على المنحدرات الجنوبية لحافة جال الزور، وتتراوح أطوال هذه الكثبان ما بين ( 60-400م) ويتباين عرضها ما بين (8-60م) وتتكون من حبيبات رملية دقيقة إلى متوسطة الحجم يختلط بها خصوصاً بالأجزاء العليا من الكثبان رمال خشنة جداً.
المصادر

الرقم

المرجع

سنة الإصدار

الناشر

1

أطلس الكويت الوطني

2001

وزارة الإعلام – الكويت

2

دراسات مختارة في جيومورفولوجية الأراضي الكويتية

2003

مركز البحوث والدراسات الكويتية