أيام الجراد على الأرض أصبحت محدودة
م. خلود المرزوق
آفة الجراد تعتبر من مواضيع الساعة التي تشغل بال الإنسان كما شغلته منذ العصور الغابرة حيث واجهت الإنسان من قديم الزمن منذ بدأ يفلح الأرض . وقد ذكرت هذه الحشرة في الكتب السماوية مثل الإنجيل والقرآن، كما أن رسوماتها وجدت محفورة على معابد قدماء المصريين بمنطقة سقارة بمصر منذ حوالي 2430 سنة قبل الميلاد.
إن غارات الجراد لا تعترف بالحدود السياسية ولا تخص بلدا دون غيره مما يجعلها تهدد الكثير من الدول العربية وغير العربية وقد وصف القدماء الجراد بأنه آفة تأتي في مجموعات كبيرة جدا تؤدي إل حجب الشمس وتستقر على السطح النباتي وتبدأ في التهام أجزاء النباتات تاركة بعد ذلك الخراب والدمار ومن الصعب حصر الخسائر التي تسببها هذه الآفة بسبب تنقلها المستمر وسرعة حركتها إذ أن أفراد الجراد الكاملة لها القدرة على الطيران لمسافات طويلة لتهاجر إلى الأماكن الأكثر ملاءمة للغذاء ووضع البيض حيث إن لها القدرة على قطع مسافة ما بين 5. 1. 9. 1 كيلو متر / الساعة.
وقد تسبب الجراد بغزواته على المحاصيل في حدوث المجاعات وقد أدت غارة الجراد الصحراوي إلى القضاء على آلاف من الأشجار والمساحات الكبيرة المخضرة بالمراعي في شبه الجزيرة العربية وما حولها في عام 1984 كما تعرضت بيارات الموالح في فلسطين وما حولها لأضرار بالغة يصعب تقديرها وقد التهم الجراد حتى لحاء الأشجار بجانب الثمار وأجزاء الأشجار الأخرى كما أصيبت زراعات القطن والبرسيم في مصر بأضرار كبيرة وكذلك كأن لغزوات الجراد الأثر الكبير على إنتاج المحاصيل في كل من السودان والمغرب وليبيا خلال الأربعينيات والخمسينيات من القرن العشرين.
ومن البلدان التي تعرضت لأضرار الجراد كينيا في عام 1954 حيث غزاها خمسون سريا قدر الوزن بحوالي 100.000 طن فإذا كانت الجرادة تأكل وزنها فإن الفقد الناتج من هذه الأسراب هو 100.000 طن يوميا وفي الولايات المتحدة الأمريكية قدرت أضرار الجراد خلال الفترة 1937 – 1946 بحوالي مليون دولار سنويا.
وفيما يلي جداول تبين الخسائر التي تنتج من جراء غزو الجراد في بعض البلدان العربية والعالمية:
طبيعة الضرر الناشيء من جراء فتك الجراد بالنباتات
يتمثل الضرر الذي ينتج من جراء فتك الجراد بالمحصولات الزراعية من الآتي:
1- تدمير كامل للنبات في مراحل الإثبات والبادرات.
2- تكسير سيقان وأجزاء النباتات المختلفة ميكانيكيا بسبب تجمع الجراد في مجموعات فوق النباتات للراحة.
3- إتلاف أجزاء النباتات عن طريق أجزاء الفم القارضة عند التغذية وسقوط الأوراق وأجزاء النباتات الأخرى نتيجة لذلك.
4- إتلاف الحبوب ونشرها وهي على القناديل.
ومما سبق فإنه لابد من الوقوف والتأمل في هذه الحشرة ودراستها عن قرب والتعرف على توزيعها الجغرافي والعوامل النباتية التي تنتمي إليها التنبؤ بنشاطها.
ما هو الجراد (تعريف)
يتبع الجراد (locusts) مجموعة كبيرة من الحشرات تعرف بالنطاطات (grass hoppers) ويتميز الجراد عن عامة النطاط بأنه كبير الحجم وله القدرة على الهجرة لمسافات طويلة ويتم ذلك بتوفير الظروف البيئية الملائمة وتنمي إلى رتبة الحشرات مستقيمة الأجنحة (Orthoptera) والقليل من أفراد عائلة النطاطات (Acridiac) يكتسب خاصية الجراد وتوجد أنواع مختلفة منه:
1. الجراد الصحراوي - Desert Locust .
2. الجراد الأفريقي الراحل - African Migratory Locust.
3. الجراد الاحمر - Eed Locust.
4. الجراد الساري الليل - Tree Locust .
5. الجراد المراكشي - Moroccan Locust.
ومن أهم أنواع الجراد في العالم الجراد الصحراوي والجراد الرحال ويوجد الجراد الصحرواي في النصف الشمالي من القارة الأفريقية ويمتد تواجده شرقا عبر دول الشرق الأوسط وحتى شرق وشمال الهند ومعظم القارة الأفريقية مارا بقلب القارة الأسيوية وجنوبها حتى الصين وشمال استراليا.
التوزيع الجغرافي
يضم الجراد أكثر من 500 نوع معروف كآفة زراعية تنتشر في أغلب بقاع العالم من جنوب ووسط أمريكا إلى جنوب شرق أسيا والهند والسعودية وإيران إلى أفريقيا. وللجراد القدرة على تحمل الظروف الطبيعية القاسية كما أن لاسراية القدرة على الطيران لمسافات طويلة عبر الصحاري والبحار مما يساعده على الانتشار في مناطق واسعة من قارات العالم وفي الوطن العربي تتعرض العديد من بلدانه لتواجد الجراد وهي : السودان – مصر – السعودية – الصومال – ليبيا – المغرب – الجزائر – سوريا – موريتانيا – العراق – الكويت – لبنان – الإمارات – اليمن الشمالي. اليمن الجنوبي.
التركيب المورفولوجي للجراد
هيكل جسم الجراد خارجي وهذا يساعد على توفر الصفات التشكيلية الخارجية وشكل الجسم مستطيل يضم الرأس ومؤخرة البطن حجم الحشرة كبير (6 . 4 . 6 سم في الصحراوي) والأنثى أكبر من الذكر وضع الوجه عمودي على المحور الطولي للجسم وأجزاء الفم متجه لأسفله قرون الاستشعار خيطية قصيرة والرجل الخلفية معدة للقفز والأنجحة تفوق طول البكل لون الحشرة الكاملة بني من الطور الانفرادي وأصفر من الطور التجمعي البالغ جنسيا والجرادة تمثل بوضوح الشكل العام للحشرة ويتكون جسمها من ثلاث أجزاء ظاهرة هي:
الرأس: ذو الشكل البيضاوي يحمل من الزوائد الظاهرة قرون الاستشعار وأجزاء الفم من النوع القارض كذلك يحمل الرأس زوجا من العيون المركبة بالإضافة إلى ثلاث عيون بسيطة.
الصدر: مركز الحركة يتكون من ثلاث حلقات تتصل بها ثلاثة أزواج من الأرجل ويغطي الحلقة الصدرية الأولى درع وتحمل الحلقات 2. 3 في الصدر الأجنحة.
البطن: تتركب البطن من 11 حلقة الخلفية منه غير مرئية بوضوح ويوجد عضو السمع على الحلقة البطنية الأولى والبطن خال من الزوائد إلا من المؤخرة حيث توجد آلة وضع البيض في الأنثى وعضو الفساد في الذكور.
جدار الجسم: أحد الأجهزة الهامة في الجلد وهو هيكل من مادة السيتين يسمى عادة بالكيوتيل ويغطي الجسم وزوائده المختلفة ويمتد لتبطين الجزء الخلفي والأمامي من القناة الهضمية والقصبات الهوائية ومن صفات جدار الجسم في الجراد أنه ناعم في الجزء الظهري من البطن التي تغطيه الأجنحة غير أنه في مناطق أخرى به طيات أو تعرجات دقيقة تكسي السطح ملمسا مثل سطح السجاد وأن صلابة جدار الجسم تجعله غير قابل للتمرد ولذا تنمو الحشرات ويزداد حجمها بصفة ملحوظة فقط عند عملية الانسلاخ أو تجديد الجسم.
أما التشريح الداخلي للجراد: فكبقية الحيوانات الأخرى نجد بداخلها كل الأجهزة اللازمة للعمليات الحيوية المختلفة فتشمل الأجهزة الداخلية للجراد القناة الهضمية الجهاز التنفسي الجهاز العصبي الجهاز التناسلي الجهاز الدوري الجهاز العضلي وجهاز الإخراج (البولي) ويعتبر جدار الجسم أيضا جهازا حيويا هاما وتوجد به أعضاء الحس.
التنبؤ بنشاطات الجراد
إن التنبؤ الصحيح بما سيطرأ مستقبلا من نشاطات الجراد مثل هجرته وتكاثره وانتشاره يعتمد ويتأثر بعدة عوامل وهي مجتمعة تقود إلى التنبؤ بما سيحدث ويساعد كثيرا الذين يعملون في هذا المجال وهي كالتالي:
1. عوامل جوية
أ. الأمطار: إن الرطوبة الأرضية التي تساعد في وضع وفقس البيض تتأتى من سقوط الأمطار ويساعد سقوط الأمطار كذلك في تحسن الحالة الخضرية بنمو الحشائش والمزروعات الغذاء الرئيسي للحوريات بعد الفقس وللجراد الطائر البالغ منها وغير البالغ كما وأن عدم سقوط امطار يتأتى منه الجفاف الذي يقود لتلاشي وانتشار الجراد وتلف الكثير من حقول البيض.
ب. الحرارة: إن درجات الحرارة عامل هام من عوامل نشاط وطيران الجراد حيث أثبتت التجارب أن الحرارة تؤثر على نمو البيض والحوريات وتؤثر كذلك في فترات أعمار الحوريات ففي الصيف تمضي الحشرة في طور الحورية لحوالي الشهر في حين تمتد هذه الفترة إلى مايقارب الشهرين في الجو البارد فإن أنسب درجة حرارة رصدت هي ما بين 20 . 30 درجة مئوية ادنى من هذه الدرجة تطول أعمار الحشرات وأكثر من ذلك يقود إلى هلاكها.
ج.الرياح: إن اتجاهات الرياح وسرعها ومناطق الضغط العالي والمنخفض عامل والمنخفض عامل هام من عمليات التنبؤ حيث تنقل هذه الرياح أسراب الجراد لمسافات بعيدة حيث ثبت أن تحركات الجراد تكون باستمرار مع الرياح أي من مناطق الضغط الجوي العالي إلى مناطق الضغط المنخفض.
2. وجود الجراد
توضح العمليات الاستكشافية للمناطق مدى وجود الجراد في تلك المناطق وكثافته والمساحة المصابة والحالة الخضرية والجوية السائدة فإذا وضح أن هناك كثافات عالية من الجراد وفي حالة تكاثره نتيجة لصلاحية البيئة الملائمة وأن الحالة الخضرية والجوية جيدة فهذا ينبئ بلاشك بأن عمليات التكاثر بأن عمليات التكاثر في هذه المنطقة ستستمر وبالتالي تكون هذه المنطقة مصدا لانتشار الجراد في المناطق الأخرى المجاورة وإذا اتضح أن كثافات الجراد المبلغ عنها منخفضة وأن الحالة الجوية والخضرية ضعيفة فهذا يشير إلى أن أعداد الجراد لن تتكاثر بل ستتلاشى نتيجة لعدم صلاحية البيئة.
3. عمليات الاستكشافات والمقاومة
إذا كانت هناك عمليات استكشاف دورية بمنطقة التكاثر وتبعتها عمليات مقاومة ناجحة فإن التنبؤ سيشير بالتأكيد إلى أن هذه المنطقة لن تكون مصدرا لانتشار الجراد وبالتالي لن تكون هناك هجرة للجراد في المناطق الأخرى وإذا لم تكن هناك عمليات استكشاف مطلقا أو كانت ضعيفة في عمليات استكشاف مطلقا أو كانت ضعيفة في عملياتها ولم تكن هناك عمليات مقاومة للجراد في المناطق الأخرى وإذا لم تكن هناك عمليات استكشاف مطلقا أو كانت ضعيفة في عملياها ولم تكن هناك عمليات مقاومة للجراد فإن التنبؤ سيشير في هذه الحالة إلى خطورة هذه المنطقة إذ أنها ستكون مصدر انتشار وتوالد للجراد تتضرر منه المناطق المجاورة والبعيدة كذلك.
طرق مكافحة الجراد البدائية
تقوم الحكومات بصرف مبالغ هائلة وطائلة لمواجهة غزوات الجراد للحد من انتشارها كما تتعرض العديد من الدول العربية لفتك الجراد بأنواعه المختلفة وبعضها يعتبر مناطق تربية حيث إن الزيادة الكبيرة في سكان العالم أدت إلى الحاجة إلى توفير الغذاء وبالتالي التوسع في زراعة المحاصيل المختلفة حيث تحولت مساحات شاسعة إلى آراضي مخضرة في نهاية القرن العشرين الأمر الذي أدى إلى أن يشعر الإنسان بخطورة آفة الجراد كمنافس له في الغذاء وبالتالي التفكير في التغلب عليه.
وقد حاول الإنسان من قديم الزمن إستخدام كل ما لديه من إمكانات لمقاومة الجراد حيث كان يكافحه بطرق بدائية أولية محددة كالمطاردة والقتل حرقا وكانت تتركز فقط داخل المنطقة الزراعية أو حولها وذلك بغرض منع الجراد من التغذية على النباتات وبتقدم العلوم الحديث ساعد كثيرا في الحد من تكاثر آفة الجراد وذلك بسبب اكتشاف الطعوم السامة والتعفير والرش بآلات أرضية بمواد جديدة مصنعة مثل المبيدات العضوية المختلفة مع إيجاد الوسائل الأكثر تقدما كالمواجهة بالطارئات المزودة بتكنولوجيا الرش المركز وذلك للقضاء على أطواره الزاحفة والمتسلقة عل النباتات والأسراب الطائرة إلا ان الدراسات الخاصة بطرق المكافحة مازلت مستمرة وعلى سبيل المثال ندوة الأكاديمية الملكية وهي الوقاية من الكوارث الطبيعية وآفة الجراد" والتي عقدت بالرباط في نوفمبر 1988 وكذلك المؤتمر الدولي "لمكافحة الجراد الصحراوي بالبدائل المقبولة بيئيا "والذي نظمه برنامج الأمم المتحدة للتنمية والذي عقد بالقاهرة من نفس العام وكلها توصي بإيقاف أو الحد من إستخدام الكثير من المبيدات التقليدية المستخدمة في مقاومة الجراد بسبب خطورتها بتلوث البيئة والعمل على إيجاد بدائل أمنة لتحل محلها كليا أو جزئيا.
مكافحة تكاثر وهجرة أسراب الجراد
تغير مفهوم المعلومات المعروفة والمتداولة على مدى السنوات السابقة نحو خاصية التكاثر وانتشار الجراد وتمركزه في أقطار محددة من العالم بسبب تغير الظروف المناخية في السنوات الأخيرة مما يستدعي الأمر إلى إعادة الحسابات نحو مواءمة هذه الظروف المناخية المتغيرة في مساعدة تكاثر وانتشار هذه الآفة في أماكن لم تكن تصيبها من قبل وعلى الدول التي تعاني من آفة الجراد القيام بالدراسات على النحو التالي:
1. الرصد لأسراب الجراد برا وبحرا بعد التعرف على أطواره وخصائصه.
2. تحديد المعطيات المتاحة كدرجات الحرارة والرطوبة وسرعة الرياح واتجاهها.
3. إمكانية المراقبة البيولوجية.
تطوير أساليب مكافحة الجراد
لابد من تطوير وتحسين طرق مكافحة الجراد التقليدية بهدف مواجهة طفرات آفة الجراد الخطرة وغير المتوقعة أو منتظمة لغزوات أسرابه لكثير من البلاد وذلك بعمل التالي:
أ. إيجاد مبيدات كيميائية بديلة للمواد المستخدمة.
ب. اختيار آلة الرش الملائمة.
التوجهات الحديثة في مجال مكافحة الجراد
المكافحة البيولوجية
للحد من خطر الجراد من جهة ولحماية البيئة من أخطار المبيدات من جهة أخرى اتجهت الأنظار نحو المكافحة البيولوجية لهذه الآفة الشرسة ففي الطبيعة كثير من الأعداد الحيوية التي تهاجم الجراد وتفتك به مثل الثعالب والطيور والفئران والجرابيع والسحالي والثعابين والضفادع والعقارب والعناكب والحشرات المفترسة والمتطفلة وأخيرا الإنسان نفسه الذي يجد في الجراد وجبة شهية في كثير من مناطق العالم ولا سيما في الوطن العربي.
ثم عدد هام من الأحياء الدقيقة تهاجم الجراد وتمرضه وتميته مثل بعض أنواع البكتيريا ووحيدات الخلية وفي السنوات الأخيرة توصل العلماء في المعهد الدولي للزراعة الاستوائية في نيجيريا إلى إظهار فعالية بعض أنواع الفطريات الذي يتغلغل داخل جسم الجرادة ويقتلها خلال أيام معدودة وثمة أبحاث أخرى مماثلة تجري في كندا وأمريكا وجزر الرأس الأخضر أعطت نتائج من نوع أخر من الفطريات معروف بنجاحه في مكافحة كثير من الآفات الزراعية ومن الجدير بالذكر أن هذه الفطريات غير ممرضة للثدييات وليس لها تأثير على مفصليات الأرجل وتعمل على درء خطر الجراد ودفع بلاء المبيدات وسلامة الماء والخضرة والعيش الحسن.
تشتيت أسراب الجراد
تنفق منظمة الأغذية والزراعية التابعة للأمم المتحدة 350 مليون دولار سنويا في محاولة للسيطرة على هذه الحشرة والتقليل من خسائرها وتعيش أنواع الجراد عل نمطين النمط المنعزل ، والنمط الجماعي، ولا يشكل النمط الأول خطورة على الزراعة إذا بقى بشكل منعزل ولكن خطورته تبدأ حين يتجمع في أسراب ويتحول إلى النمط الثاني يبدأ في الطيران مع اتجاه الريح ويحط على المزروعات ويقضي عليها.
وقد نجح أحد علماء جامعة أوكسفورد في اكتشاف الميكانيكية التي تجعل أسراب الجراد تحتشد وتهجم بأعداد غفيرة على المزارع وتقضي عليها فقد عثر هذا العالم في جسد الجراد على رغوة كيمياوية تنتجها هذه الحشة تدفع الجراد على تشكيل أسرابه بالملايين لتهجم على المزارع والحقول وخصوصا في البلدان الفقيرة حيث تقضي عليها وتحولها إلى أرض يابسة.
وإن اكتشاف هذه الرغوة الكيماوية سيكون في مقدور العلماء الأن تحويل هذه المادة الكيماوية ضد الجراد نفسه وذلك بتحويل تركيبتها الكيماوية بحيث تجعل الجراد يتجمع ويشكل أسرابه في غير مواسم الزرع وحتى لا يكون النبات متوافرا وبذلك يموت من الجوع.
ويعتبر هذا الاكتشاف من أهم الخطوات العلمية التي تجري منذ سنوات في محاولة للقضاء على هذه الحشرات المدمرة التي تقضي على مساحة شاسعة من المزروعات في العالم الثالث مسببة خسائر اقتصادية بالغة مسببة أحيانا المجاعة الكاملة في المناطق التي تهاجمها أسرابها.
وقد تم استخلاص الرغوة الكيماوية من الجراد وإجراء تحويلات في تركيبهاتها فجاء الجيل الثاني من الجراد من النوع الأول غير الراغب في التجمع في أسراب كثيفة وبالتالي فإن هذه هي الخطوة الأولى لشل قدرة الحشرات للتجمع وتحويلها إلى حشرة انعزالية ومن ثم يسهل القضاء عليها.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 21