بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

مدينة البندقية

مدينة البندقية

البندقية .. المدينة الأفضل بيئيا

عبدالله اليحيى

نالت مدينة البندقية لقب الأفضل بيئياً في إيطاليا بعد قيام مجلس مدينتها بحملة نظافة شاملة في شوارعها شارك فيها جميع الأهالي والسائحين. شيدت مدينة البندقية العائمة على الماء بطريقة خلابة روعي فيها عمليات الصرف الصحي، وارتفاع منسوب المياه خاصة في فصل الشتاء.

ضمت المدينة أصلاً 400 جزيرة مستنقعية وبعدها تفرعت عنها مجموعات أكبر من الجزر، وتشكلت كل مجموعة أو تقسيم إقليمي كما سميث، في منازل وكنائس ومتاجر ومشاغل بنيت حول حقول خضراء، حيث تمكن السكان من زرع الأشجار المثمرة، وكان كل تقسيم إقليمي عبارة عن وحدة مستقلة تصلها الجسور بالتقسيمات الإقليمية الأخرى المجاورة. في عام 1171، أصدر المجلس الأكبر في البندقية مرسوماً لتقسيم المدينة إلى ست مقاطعات، أقيم التنظيم البسيط هذا لسبب واحد فقط هو فرض ضريبة الملكية، ولكن لم يؤسس نظاماً ثابتاً في ترقيم المباني وكان يبدو كافياً أن يعتمد السكان على المعالم الشهيرة والمتاجر كمرجع، وكلما قررت الجهات الرسمية للمدينة إجراء إحصاء أعطيت للمباني أرقاماً مؤقتة، ومازالت آثار هذه الأرقام الرومانية ظاهرة منحوتة على إطارات أبواب عدد كبير من المباني القديمة.

تملك أغلب المدن أنظمة عناوين منطقية ومفهومة. أما البندقية فنظام العناوين فيها غاية في التعقيد يعتمد على الأرقام البلدية القديمة المعمول بها منذ قرون والتي تحولت جزرها إلى مقاطعات عرفت بـ SESTIERL ورقمت البنايات في كل حي بشكل يفهمه على الأقل ساعي البريد البندقي وضمن كل مقاطعة، بنايات وأجزاء من بنايات وفي بعض الحالات جدران أو نوافذ مرقمة من إلى 6828 حسب حجم المقاطعة، ويمكن الغموض في أن عدداً كبيراً من الشوارع يحمل الاسم نفسه داخل المدينة.

هناك على سبيل المثال 15 شارعاً على الأقل تسمى "كايه ديل سبيزيير" و 23 كايه ديل ماغزيدي، وعليه إذا حصلت على اسم شارع ورقم فقط فذلك لا يحل المشكلة، يعتقد المرء منطقياً أنه يجب إضافة اسم الحي إلى العنوان، ويصبح هذا الأخير مثلاً شارك "كايه ديل فورنو" رقم 1452 حي كانا ريد جور غير أن 9 شوارع في حي كانا ريد جور تدعى كايه ديل فورتو، وهناك شارعان كايه كريستو في سان ماركو واثنان في سان بولو وثلاثة في كانا ريد جور وواحد في كابتللر واثنان إضافيان في دور سودوروه. إضافة إلى ذلك 31 ديلا كييزا 14 ديتي بيز بيري زائد واحد دي بيري، وذلك عدا عن 12 كايه كريستو في البندقية.

سجل منظم

بعد أربع سنوات من وقوع البندقية تحت سيطرة نابليون عام 1801 أصبح لديها سجل منظم أدرجت المدينة بكاملها على الخرائط بدقة في أوروبا الشمالية ودونت أسماء القنوات والشوارع والأحياء والممرات والحقول على جدران المباني وزوايا الشوارع.

نظمت المدينة أصلاً على أساس نظامين مرقمين واحد لكل جهة من القناة وكتب الأرقام باللون الأسود على المباني، وتقدر أن لكل مقاطعة تطوراً قيماً منفصلاً خاصاً بها.. وفي عام 1941 تعذر هذا النظام وصدر مرسوم يقضي بأن يكتب كل رقم باللون الأحمر ضمن إطار أسود، وحتى اليوم نرى بعض الأرقام على المباني والجدران، وذلك من بقايا الأزمان الغابرة، عندما تجوب الشارع ترى أحياناً ثلاثة وأربعة أرقام مرسومة على جدار أبيض أو فوق باب من القرميد. هذا ما تبقى من مباني دمرت أو تعززت في عمارات أكبر، وبهذه التحولات، أصبح من الأسهل رسم الأرقام على الجدران في إعادة ترميم الحي بكامله.

المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 48