الإنسان يستهلك من الموارد الطبيعية أكثر مما يستطيع تعويضه
الكرة الأرضية في حاجة إلى حقن بحرية وحبوب برية
أ.د. عادل عبدالمحسن
بلغ الإنسان مرحلة حرجة على المستوى البيئي وعلامة مهمة أيضاً، حدث ذلك لأن الإنسان يستهلك الآن من الموارد الطبيعية للأرض أكثر مما تستطيع الأرض تعويضه منها، في ظل هذا الوضع يبدو أن تطور تكنولوجيا حماية البيئة ونظافتها إلى جانب تطوير مصادر متجددة هو أهم الأعمال والصناعات في القرن الواحد والعشرين.
حرق الوقود الحفري ينتج عنه ثاني أكسيد الكربون إلى جانب غازات احترارية أخرى، تساهم جميعا في رفع درجة حرارة العالم، ومنذ بداية الثورة الصناعية الأمريكية من نحو 200 عام ارتفعت كمية غاز ثاني أكسيد الكربون الأساسي الذي يتصاعد في الهواء بسبب حرق الوقود الأحفوري من 280 جزءاً من المليون إلى 370 جزءاً من المليون في المتر المكعب من الهواء، وفق ما ذكرته الوكالة الأمريكية لحماية البيئة ووزارة الطاقة ولا تشير التوقعات إلى انخفاض محتمل في هذه الأرقام، ويقدر أحد تقارير الوكالة أن يرتفع تصاعد الغاز في الهواء بنسبة 43% بحلول عام 2020.
والحلول الرامية إلى معالجة هذا الوضع تثير كثيراً من المناقشات، هناك إحدى الأفكار تقول بجمع غاز ثاني أكسيد الكربون وحبسه في مكان ما حتى تستطيع الطبيعة إعادة تدميره مرة أخرى، أو حتى إيجاد خطة أخرى جديدة.
خزانات تحت الأرض
وأجرى بعض الباحثين تجارب على ضخ ثاني أكسيد الكربون الزائد في خزانات تحت الأرض وفي الغابات، وجرب باحثون آخرون تسميد المحيطات بالحديد من أجل زيادة نمو البلانكتون، الذي يحتمل أن يقوم نظرياً بامتصاص ثاني أكسيد الكربون، لكن أكثر الحلول الواعدة قد تكون ضخ ثاني أكسيد الكربون السائل في مياه المحيط على عمق ألف متر، من خلال محطات برية أو خزانات بحرية، غير أن فكرة دفن ثاني أكسيد الكربون الزائد في المحيط، وعمرها عشرين عاماً الآن، ظهرت عقب مؤتمر كيوتو عام 1997 مرة أخرى على السطح.
المحيطات هي خزان ثاني أكسيد الكربون على الأرض، فالنباتات والميكروبات في المحيطات تستخدم ثاني أكسيد الكربون كمصدر رئيس للكربون وتعيد تدويره من خلال التمثيل الضوئي.
وتصل كمية ثاني أكسيد الكربون التي امتصها المحيط خلال القرن الماضي إلى أكثر من 300 مليار طن كما يقول خبير كيمياء المحيطات بيتر بروير الباحث والعالم بمعهد مونتري في كاليفورنيا، ويضيف أن نحو 20 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون تذهب إلى المحيط يومياً على مستوى العالم وتتوغل إلى القاع ببطء، وبعد اختراق ثاني أكسيد الكربون لسطح المحيطات يذوب في المياه ويصبح تياراً مركزاً من ثاني أكسيد الكربون وتنخفض درجة تركيزه كلما دار في مياه المحيط حتى يأخذ دورة جديدة.
مثلاً، متوسط عمر أكسيد الكربون في مياه المحيط على عمق ليس كبيراً سوف يرتفع إلى السطح، ويعتقد العلماء أن وضع ثاني أكسيد الكربون السائل في مياه المحيط الباردة عالية الضغط سوف يجعله يتفاعل مع المياه ليكون مركباً في صلابة الجليد يسمى هيدرات الكلترات وتظل قابعة في قاع المحيط.
ويقول بريدير أن فكرة تخزين ثاني أكسيد الكربون على شكل هيدرات في قطاع المحيط لم تكن في البداية واضحة لكن البحث لا يزال أيضاً في مراحله الأولى؛ لأن أثر ذلك على الحياة المائية وردود الفعل المناخية ودورة الكربون في المحيط غير معروفة تماماً ولكن جميع الباحثين يعتقدون أنها خطوة إلى الأمام.
كما يعتقد الباحثون أن مستويات الكربون في المحيط سوف ترتفع بحلول منتصف القرن الحالي، وليس هناك أدنى فكرة عما سيحدث في الحياة البحرية من جراء ذلك.
العلاج البري
المناطق المصابة بالتلوث على سطح الأرض غير معروفة بالكامل تقدر وزارة الطاقة الأمريكية أن هناك 220 ألف موقع على سطح الأرض في حاجة إلى إعادة تأهيل، والطريقة التقليدية لهذا العلاج هي إزالة التربة والرواسب ودفنها في مكان آخر. غير أن تكلفة هذه العملية في ظل العدد الهائل من المواقع التي تحتاج إلى ذلك يجعلها طريقة غير عملية.
وهناك مناطق شديدة التلوث بسبب تجارب الأسلحة النووية وغيرها، وتحتوي على خليط من السموم بحيث يصبح من غير العملي تنظيفياً.
وقد ركز الباحثون الاهتمام خلال العقد الماضي على استخدام الميكروبات التي تستطيع التغذي على الكيماويات أو تحلل مكونات الملوثات السامة العضوية أو تحتوي على الملوثات المعدنية وتثنيها من خلال وظيفتها (الميكروبات) كفلاتر أو مصايد.
ويقول تيري هازن خبير الميكروبات والعلوم الميكروبية أن هناك اهتماماً بالحشرات خلال السنوات الماضية، فقد استطاع هازن وزملاء له في عام 1994 إعادة تأهيل بعض المناطق في موقع نهر السافانا خلال مشروع الإشعاعية من التريتيوم والبلوتونيوم بسبب المخزون النووي الأمريكي على مدى 50 عاماً، وتعتبر هذه المنطقة الأولى بين أوليات الوكالة الأمريكية لحماية البيئة.
آلات نباتية
هناك نحو 350 نوعاً من النباتات تستطيع بشكل طبيعي التهام العناصر المعدنية مثل الزرنيخ والكاديوم والكلور والسلنيوم.
نبات دوار الشمس مثلاً يستطيع إزالة المواد المشعة من المياه واستخدام امتصاص العناصر النووية بالقرب من تشيرنوبيل في أوكرانيا، وهناك أعشاب تنمو في جبال الألب تستطيع امتصاص الزنك، والحشيش والبرسيم يستطيعان امتصاص الزيت.
ويسمى مهندسو البيئة مجموعة من الأشجار باسم ذاتية التجميع مستهلكة الطاقة الشمسية وهي قادرة على إزالة بعض المواد الذائبة بمعمل أبحاث إدارة الأزمات التابع للوكالة الأمريكية لحماية البيئة.
إن تلك النباتات تحول المواد السامة التي تمتصها إلى سموم أقل خطورة وأبسط تركيباً كما تعمل على تفتيت الكيماويات العضوية في الهواء عن طريق إطلاق أكسيدات جذرية ويقول إن التكنولوجيا القائمة على امتصاص النباتات والتمثيل الضوئي لا تزال في المهد، غير أن هذا المفهوم قد خضع للاختبار في نحو 12 موقعاً، ويضيف أن الأشجار والحشائش عموما تساهم في استعادة صحة النظام البيئي. كما يمكن استخدام النباتات والأشجار كحواجز وقنوات لمنع التلوث من الانتقال إلى أماكن أخرى وإلى الأنهار، ومفهوم العلاج بالنباتات بسيط جداً، يقوم على زراعة المعادن خارج التربة، كما يقول ديفيد سولت الأستاذ المساعد للفيزياء العضوية للنباتات بجامعة بوردوا، ويضيف أن اللطيف في الأمر أن تكلفتها بسيطة وتظل التربة نظيفة في النهاية لاستخدامها في أغراض أخرى فيما بعد. لكن كيفية قيام النباتات بذلك لا يزال غامضاً، لكن بعض الباحثين يقولون أن النباتات تمتص السموم والمعادن كنوع من الدفاع بحيث تجدها المخلوقات الأخرى غير مستساغة الطعم.
نهاية العالم، وهي العملية البطيئة على الصعيد البشري، بدأت بالفعل ليصل كل شكل من أشكال الحياة على كوكب الأرض إلى الفناء خلال 500 مليون سنة، كما توقع عالمان أمريكان في كتاب بعنوان "حياة وموت كوكب الأرض" هذا الخبر نشره موقع ميدل إيست أون لاين ضمن تقرير عن احتمال فناء كوكب الأرض نقلاً عن كتاب كتبه عالمان تحدثان فيه عن هذه الفكرة ففي هذا الكتاب يشبه العالمان عملية الفناء التي لا مفر منها للحياة على كوكب الأرض بعقارب الساعة. معتبرين أن الزمن الآن بالنسبة للأرض هو الساعة الرابعة والنصف صباحاً أي ما يعاد 4,5 مليار سنة من الوجود، كما يتوقعان أنه عندما تحين الساعة الخامسة صباحاً ستكون الحياة الحيوانية والنباتية قد وصلت إلى نهايتها بعد مليار عاماً من الوجود، وفي الساعة الثامنة ستكون المحيطات قد تبخرت وفقاً لتسلسل أحداث عملية الفناء.
وعند الظهر أي بعد 12 مليار عاما من الوجود فإن الشمس التي ستصبح نجماً عملاقاً شديد الحرارة ستبتلع الأرض لينتهي بذلك كلياً كل أثر للحياة البشرية ولتتبعثر جزئيات وذرات الكوكب الفاني في الفضاء. ويرى العالمان أن ذلك الحال ينبغي أن يشجع البشر على إدراك ما يعيشون فيه من نعمة وأن يقدروها، وقال عالم الفكل دونالد برونلي في جامعة ولاية واشنطن واحد واضعي هذا الكتاب "إننا نعيش في مكان وزمان رائعين، وعلينا أن ندرك قيمة هذا الكنز والعمل بأكبر قدر مستطاع على حماية البيئة"، ويرى العالمان أن فكرة أن يتمكن الجنس البشري من البقاء من خلال الذهاب للعيش في كوكب آخر قابل للسكن أمر غير واقعي.. لأنه حتى إذا حدث وتم العثور على مثل هذا الكوكب البديل للأرض فإن الوصول إليه سيكون مستحيلاً بالتأكيد، ومع زيادة حرارة وحجم الشمس فإنها ستبتلع كوكبي عطارد والزهرة، وحتى إذا وفرت كوكب الأرض وهو احتمال ضئيل، فإن الحياة ستكون قد أصبحت مستحيلة تماماً عليه، ومن المؤكد أن حياة البشر ستنتهي قبل نهاية الأرض نفسها بكثير. فارتفاع الحرارة إلى درجات لا تحتمل سيدفع بالكائنات البرية إلى البحث عن ملاذ في المياه ومن يستطيع منها التأقلم على الحياة في البيئة المائية سيكتب له البقاء ولكن أيضاً إلى حين لأنه بعد فترة ستصبح مياه المحيطات من السخونة بحيث تقضي على كل شكل من أشكال الحياة المعقدة وفي إطار عملية الاحتضار البطيء فإن الأرض التي سبق أن شاهدت انقراض الديناصورات ستشهد أيضاً نهاية ما عليها من كائنات وأشجار ومناطق جليدية وأخيراً آخر خلية حية وفقاً لواضعي هذا الكتاب.
ويؤكد الباحثان أن "آخر شكل من أشكال الحياة يمكن أن يشبه كثيراً الحياة الأولى أي البكتيريا وحيدة الخلية"، لكن في النهاية فإن هذه الجراثيم الأخيرة ستفنى أيضاً، ويقول البروفيسور برونلي معلقاً أن "فناء كوكبنا لن يحدث قبل 7,5 مليار سنة، لكن علينا التفكير في مستقبل عالمنا وإدراك المصير المتجهين إليه"، وفي هذا العمل الذي شارك في وضعه عالم الإحاثة بيتر وارد العامل أيضاً في جامعة ولاية واشنطن يصف الباحثان الحياة على الأرض حتى فنائها مستندين إلى المعارف الحالية عن حياة النجوم والكواكب. وقد سبق هذه السيرة الذاتية للأرض عمل آخر للباحثين رجحا فيه أن الحياة في أبسط صورها موجودة بكثرة في الكون إلا أن وجود الحياة الأكثر تعقيداً مثل تلك الموجودات على الأرض هو نتيجة تضافر نادر لعناصر عديدة نهاية العامل، وهي العملية البطيئة على الصعيد البشري، بدأت بالفعل ليصل كل شكل من أشكال الحياة على كوكب الأرض إلى الفناء خلال 500 مليون سنة، كما توقع عالمان أمريكيان في كتاب بعنوان "حياة وموت كوكب الأرض" ففي هذا الكتاب يشبه العالمان عملية الفناء التي لا مفر منها للحياة على كوكب الأرض بعقارب الساعة.. معتبرين أن الزمن بالنسبة للأرض هو الساعة الرابعة والنصف صباحاً أي ما يعادل 4,5 مليار سنة من الوجود، وفي الساعة الثامنة ستكون المحيطات قد تبخرت وفقاً لتسلسل أحداث عملية الفناء، وعند الظهر أي بعد 12 مليار عاماً من الوجود فإن الشمس التي ستصبح نجماً عملاقاً شديد الحرارة ستبتلع الأرض لينتهي ذلك كلياً كل أثر للحياة البشرية ولتتبعثر جزئيات وذرات الكوكب الفاني في الفضاء.
ويرى العالمان أن ذلك الحال ينبغي أن يشجع البشر على إدراك ما يعيشون فيه من نعمة وأن يقدروها، وقال عالم الفكل دونالد برونلي في جامعة ولاية واشنطن وأحد واضعي هذا الكتاب "أننا نعيش في مكان وزمان رائعين، وعلينا أن ندرك قيمة هذا الكنز والعمل بأكبر قدر مستطاع على حماية البيئة".
ويرى العالمان أن فكرة أن يتمكن الجنس البشري من البقاء من خلال الذهاب للعيش في كوكب آخر قابل للسكن أمر غير واقعي، لأنه حتى إذا حدث وتم العثور على مثل هذا الكوكب البديل للأرض فإن الوصول إليه سيكون مستحيلاً بالتأكيد.
ومع زيادة حرارة وحجم الشمس فإنها ستبتلع كوكبي عطار والزهرة.. وحتى إذا وفرت كوكب الأرض، وهو احتمال ضئيل، فإن الحياة ستكون قد أصبحت مستحيلة تماماً عليه، ومن المؤكد أن حياة البشرة ستنتهي قبل نهاية الأرض نفسها بكثير.
فارتفاع الحرارة إلى درجات لا تحتمل سيدفع بالكائنات البرية إلى البحث عن ملاذ في المياه ومن يستطيع منها التأقلم على الحياة في البيئة المائية سيكتب له البقاء، ولكن أيضاً إلى حين لأنه بعد فترة ستصبح مياه المحيطات من السخونة بحيث تقضي على كل شكل من أشكال الحياة المعقدة وفي إطار عملية الاحتضار البطيء فإن الأرض التي سبق أن شاهدت انقراض الديناصورات ستشهد أيضاً نهاية ما عليها من كائنات وأشجار ومناطق جليدية وأخيراً آخر خلية حية وفقاً لواضعي هذا الكتاب.
ويؤكد الباحثان أن "آخر شكل من أشكال الحياة يمكن أن يشبه كثيراً الحياة الأولى أي البكتريا وحيدة الخلية، لكن في النهاية فإن هذه الجراثيم الأخيرة ستفنى أيضاً.
ويقول البروفيسور برونلي معلقاً: "إن فناء كوكبنا لن يحدث قبل 7,5 مليار سنة، لكن علينا التفكير في مستقبل عالمنا وإدراك المصير المتجهين إليه"، وفي هذا العمل الذي شارك في وضعه عالم الإحاثة بيتر وارد العامل أيضاً في جامعة ولاية واشنطن يصف الباحثان الحياة على الأرض حتى فنائها مستندين إلى المعارف الحالية عن حياة النجوم والكواكب.
وقد سبق هذه السيرة الذاتية للأرض عمل آخر للباحثين رجحاً فيه أن الحياة في أبسط صورها موجودة بكثرة في الكون إلا أن وجود الحياة الأكثر تعقيداً مثل تلك الموجودة على الأرض هو نتيجة تضافر نادر لعناصر عديدة.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 59