بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

صناعة الفخار

صناعة الفخار

الفوائد البيئية لإعادة تصميم محارق الأفران ( الدوغات) في صناعة الفخار بدولة البحرين 

 

 

 

خلود المرزوق

 

تعد صناعة الفخار من إحدى الصناعات التقليدية التي تشتهر بها دولة البحرين، وتمارس هذه الصناعة في الوقت الحالي بقرية عالي على مقربة من التلال الأثرية الكبيرة الموجودة في القرية، وتعتمد على صناعة الفخار 12 عائلة يبلغ عدد أفرادها أكثر من 160 فردا وتشكل عملية تصنيع الفخار مصدر الدخل الرئيسي لمعظمها، كما يعتمد عدد مماثل من المواطنين في توفير مصدرعيشهم على عملية البيع بالتجزئة لمنتجات هذه الصناعة. ويصرف معظم الإنتاج يصدر إلى دول مجلس التعاون إلا أنه بسبب المنافسة القوية من صناعة الفخار في المناطق المجاورة تراجعت قيمة صادرات الفخار بصورة كبيرة في دولة البحرين. 

مراحل عملية التصنيع

يجلب صناعة الفخار أو الخزف الطينة المخصصة لصناعتهم من مناطق معينة في منطقة الرفاع حيث تمتاز هذه الطينة بخصائص متعددة منها الجودة وسهولة التشكيل ونقاوتها واحتفاظها بلونها الأبيض الطبيعي ، وبعد جلب الطينة توضع في أحواض مخصصة لها ويصب عليها الماء ويتم بعد ذلك عجن الطينة بالأرجل حتي تصبح رخوت سهلة التشكيل ، وبعد عملية التشكيل تجفف الأواني بتعريضها لأشعة الشمس وذلك تمهيدا لتجفيفها وذلك بحرقها بالنار في المحارق المعدة لهذا الغرض " الدوغة ".

الملوثات المحتملة عن محارق الفخار

ينتج عن عملية حرق الفخار انبعاث كميات من الدخان الأسود الكثيف يمكن ملاحظتها بسهولة بسبب حرق كميات كبيرة من الأخشاب لتوليد الطاقة الحرارية اللازمة لتجفيف الفخار.

وتنحصر أهم مكونات هذا الدخان في جزيئات الكربون ( C) وأول أكسيد الكربون والجزيئات العالقة، كما يحتوي على ( CO) نسبة بسيطة من غاز ثاني أكسيد الكبريت والمركبات العطرية متعددة الحلقات، ( SO2) وأصبحت مشكلة التلوث الناجمة عن محارق الفخار التقليدية 

"الدوغات" مصدر إزعاج للمقيمين في المنطقة القريبة من مصانع الفخار والقائمين على حماية البيئة حيث أصبح إيجاد حل دائم وجري لهذه المشكلة من أهم الأولويات.

تطوير الفرن التقليدى بآخر يعمل بطاقة الكيروسين 

للتغلب على مشكلة انبعاث الأدخنة الناتجة عن عملية الحرق للفخار وما ينجم عنها من آثاربيئية وصحية مع الاحتفاظ بالطابع التراثي لهذه الصناعة كان لابد من استبدال الأفران البدائية " الدوغات " المستخدمة بأفران اقتصادية تعمل بطاقة الكيروسين أو الغاز الطبيعي ( LPG) ويعتبر فرن الكيروسين رغم بساطته وانخفاض تكلفة إنشاء ذا مردود إيجابي من الناحيتين الاقتصادية والبيئية وتتمثل أهم الفوائد الاقتصادية لهذا الفرن في التوفير في الوقود المستخدم والأيدي العاملة.

الفوائد البيئية لأفران الكيروسين

تمثل المشاكل البيئية الناجمة عن محارق الفخار التقليدية " الدوغات" في ارتفاع كميات الدخان المنبعثة من عمليات الحرق والناجمة عن افتقار تصميم محارق الفخار إلى المقومات الفنية الأساسية التي تضمن عملية احتراق كاملة وذات كفاءة حيث يترتب على ذلك تسرب الجزء الأكبر من الطاقة الحرارية المتولدة عن حرق الخشب إلى الهواء الخارجي دون الاستفادة الفعلية منه في عملية التصنيع مما يؤدي إلى استخدام كميات أكبر من الأخشاب وازدياد كمية الدخان المنبعثة تبعا لذلك، وتقدر كميات أول أكسيد الكربون والجزيئات المنبعثة من عمليات الحرق من صناعة الفخار بقرية عالي ب5,2طن/سنويامن أول أكسيد الكربونو34طن/ سنويا من الجزيئات العالقة لمجموعة الدوغات ومما سبق فإن استخدام فرن الكيروسين من الممكن أن يسهم في حل مشكلة انبعاث الدخان من عملية الحرق للفخاروالحد من الآثار السلبية لهذه الأدخنة على البيئةبشكل عام وعلى صحة الإنسان بشكل خاص، بالإضافة إلى ذلك فإنه يعمل على تحسين أداء هذه الصناعة ويسهم في تطويرها باعتبارها من أقدم الصناعات التقليدية في دولة البحرين وتوظيفها في خدمة السياحة كمركز من مناطق الجذب السياحي في المنطقة . وبالتالي فإن التوجه لاستخدام فرن الكيروسين يعتبر الحل الأمثل لعلاج هذه المشكلة نظرا لمزاياها الاقتصادية والبيئية والصحية.

المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 9