بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

طائر الحمام

طائر الحمام

عرفه الفراعنة وأقاموا له الأبراج العالية

الحمام .. بطل الحرب والسلام لا يعرف تعدد الأزواج!

سليمان الشراد

الحمام من الطيور المميزة والجميلة وعلاقته بالإنسان علاقة تاريخية قديمة جداً تعود إلى آلاف السنين منذ عرفه الفرس والفراعنة قبل نحو 3000 عام وأقاموا له الأبراج العالية، ويستفيد منه الإنسان في تنقية الأراضي الزراعية من الديدان والطفيليات، وفي ثقافة الغرب المعاصرة أصبح الحمام شعاراً للحرية والسلام، ويربيه الإنسان للغذاء والرياضة، وهو وسيلة للهواية والتسلية، بعـــضه يتغذى بالحبوب وبعـــض أنواعه تأكل الثمــار والبعض الآخر يتغذى بالحشرات واللافقاريات الصغيرة، ويستفـيد الإنسان بالحمام في الأبحاث العلمية كنمـوذج لدراسة سلوك الطـيور، وقد عرفه قدماء اليونان والرومان وجعلوا منه قرابين لآلهتهم.

حياته

الحمام يفضل المناطق الدافئة الاستوائية ويبتعد عن المناطق الباردة، ويتكيف الحمام مع بيئته الخاصة، فهو يبدي كثيرا من التبدلات اللونية في ريشه منسجما مع ألوان الطبيعة، ويبني الحمام أعشاشه فوق الشجـر، وهناك نـوع واحد وهو يمام الصخر يبني أعشاشه على المنحدرات الصخرية أو فوق الأرض، ويصدر الحمام أصواتاً مميزة تعرف بالهديل ومن خلالها يتم التفاهم فيما بينها وخاصة في فترة التكاثر.

عاداته

ويتمتع الحمام سواء كان أليفاً أو برياً بعادات اجتماعية، فهو يتحرك بشكل أسراب، ويتفاءل قليلا في فصل التكاثر، ويبدأ النهار بهديل جماعي ثم ينطلق للتفتيش عن الغذاء والشرب ثم يعود إلى مكانه الذي انطلق منه ليمضي فترة الحر، وينطلق مرة ثانية بعد الظهر طلباً للغذاء ليعود لمرقده حيث يقضي الليل.

تكاثره

يتكاثر في الربيع والصيف وهو أحادي الزيجة، إذ تلازم الأنثى ذكراً واحدا طيلة حياتها تقريباً، ويبدأ الذكر غزله للأنثى بالتصويت عالياً متبختراً أمام الأنثى ويصدر أصواتاً كالقرقرة تبدو وكأنها فقاعات صادرة من حوصلته، وتضع الأنثى عادة بيضتين في كل مرة تكون بيضاء موشحة باللون الأزرق يتناوب الذكر والأنثى في حضنهما الأمر الذي يبدأ عادة بعد وضع البيضة الثانية، ويستمر الحضن 17 يوماً تقريباً ويفصل بين ظهور الفرخين عادة يوم أو يومان، وسرعان ما تفتح الصغار عيونها لتتغذى بحليب الأم الذي تفرزه حوصلتها ثم بالبذور والثمار الطرية، ويحافظ الأبوان على الصغيرين دافئين طيلة عشرة أيام تقريباً ينمو خلالها الريش، ويصبح الصغيران قادرين على الانطلاق بعد نحو شهرين، ومع ذلك يظلان في العش تحت رعاية الأبوين لفترة أطول من ذلك.

مجموعات وأنواع

هناك مجموعتان رئيسيتان من الحمام هما الحمام البري والحمام الأليف، ويقوم الإنسان عادة بتربية الحمام الأليف.

والحمام البري يوجد منه ما يقارب 300 نوع إلا ان الانواع المعروفة منه محدودة ومن أهمها:

* الورشان، والذي يسمى أيضا حمام الغابة لأنه يعيش في الغابات والحدائق، وهو أكبر الأنواع الأوروبية، ويسمى أيضا بالحمام المطوق وهو منتشر في أوروبا.

* اليمام، وهو حمام بري صغير الحجم يعيش على الأشجار.

* الحمام الطوراني، ويسمى أيضا يمام الصخر لأنه يبني أعشاشه على الصخور أو في المناطق الجبلية، كما يسمى حمام باريس أو المدن حيث يوجد بكثرة ويقوم الإنسان بتغذيته، ويكثر في مصر وبلاد الشام وأوروبا وآسيا والهند، ويشبه اليمام من حيث الحجم.

الحمام الأليف

متعدد العروق، واستمد أصوله من الحمام الطوراني، وعني الإنسان بتربية الحمام منذ آلاف السنين لأغراض مختلفة، كالغذاء وحمل الرسائل والسباق والترفيه والاستعراض وأكبرها الرومانين، ويعرف بحلقته حول العين، أما الحمام المتدرج فهو خليط من عدة سلالات تشترك كلها بقدرتها على الالتفاف للخلف بحركات بهلوانية فجائية ملفتة للنظر أثناء الطيران أو على الأرض.

الحمام الزاجل

يُربى للسباق وحمل الرسائل، ويستطيع الطيران بسرعة كبيرة، ويمتاز بقدرته على العودة إلى مكان انطلاقه دون خطأ واستخدم كوسيلة لنقل الرسائل السرية، وللحمام حس مغناطيسي يوجهه مستعيناً بالمغناطيسية الأرضية، وللحمام الزاجل شهرة كبيرة في نقل الرسائل عند العرب والمسلمين، ونظمت له خطوط خاصة بين عدد من عواصم البلدان العربية والإسلامية.

تجنيد الحمام في الجيش

لعب الحمام دوراً مهماً في تاريخ بعض الحروب الإنسانية، وقد استخدمه الآشوريون والفراعنة في الاستخبارات العسكرية، واستخدمه يوليوس قيصر روما لهذا الغرض ذاته.

فضل الحمام على الإنسان في الحروب

وكذلك فعل المسلمون الذين حوصروا في الحروب الصليبية، فنقل الصليبيون عنهم هذه الفكرة إلى أوروبا، حيث استخدم أهل باريس الحمام الزاجل أثناء الحصار على مدينتهم عام1871 ونقل الحمام فيه أكثر من 150 ألف رسالة. أما خلال الحرب العالمية الأولى فقد اتسع نطاق استغلال الحمام في الرسائل والمعلومات العسكرية، واستخدم من قبل الجيوش الألمانية والفرنسية والإيطالية، والروسية في نقل الرسائل، حيث تتوقف خدمة الاتصالات الأخرى في مواقع الوحدات المقاتلة، وأسفر تجنيد الحمام في صفوف هذه الجيوش عن إنقاذ أرواح الكثير من الجنود.

المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 123