أسرع النباتات نموا
ياقوتية الماء : مشكلة بيئية خطرة جدا
أمل جاســـم
نبات ينمو أساسا في المناطق الإستوائية من العالم، ويطفو على البحيرات والأنهار والمستنقعات، يكبر ليصل إلى ارتفاع 60 سم فوق الماء، ويتجمع حول قمة ساق النبات حوالي 38 زهرة أرجوانية.
ياقوتية الماء نبات معمر من الفصيلة الزنبقية، يتميز بأوراق ثخينة عريضة ولامعة، لهذا النبات سوق وجذور وريزومات وشمارخ زهرية وأوراق. الموطن الأصلي لياقوتية الماء هو أمريكا الجنوبية وتحديدا في حوض الأمازون.
يمكن لجذور هذا النبات أن تنغرز في القاع الطيني عندما تكون المياه ضحلة أما في المياه العميقة فإن هذه الجذور تبقى متدلية في الماء دون أن تمس القاع، والشماريخ الزهرية لهذا النبات تحمل أزهارا كبيرة الحجم ذات لون أرجواني أو وردي أو أزرق، وغالبا ما تكون مرقطة ببقع صفراء اللون، وتكون هذه الأزهار ذات ستة تويجات، تنتج الأزهار ثمارا عبارة عن كبسولة مقسمة إلى ثلاثة أجزاء تحوي بذور النبات، أما ساق النبات فهي ذات بنية أسفنجية مفرغه ومملوءه بالهواء حتى تساعد النبات على الطفو فوق سطح الماء.
ياقوتية الماء نبات سريع النمو جدا حتى أنه يعتبر أحد أسرع النباتات الموجودة على كوكبنا، حيث يستطيع هذا النبات أن يضاعف حجمه خلال أسبوعين من الزمن، كما أنه نبات كثيف جدا، فبالإمكان الحصول على 50 كيلو غرام من هذا النبات من متر مكعب واحد من المياه، علما بأن المياه تشكل أكثر من 90% من وزن النبات.
تقضي ياقوتية الماء فصل الشتاء في حالة سكون وتبدأ في النمو وإنتاج الخلفات في بداية الربيع وتزهر في أواخر الصيف وبدايات الخريف.
مشكلة بيئية
تحد الأمراض والحشرات من نمو ياقوتية الماء في أمريكا الجنوبية، التي ظهر فيها هذا النبات لأول مرة. غير أنه لا توجد قيود طبيعية على نموه في المناطق التي تم استحداثه فيها. وفي هذه المناطق تسبب ياقوتية الماء مشكلة بيئية خطيرة، لأنها تنمو بشكل سريع جدا. وتقوم بتكوين حصير طاف، قد يغطي كل سطح الماء ويقضي على حياة النبات والحيوان تحته، إذ أن النباتات تحتاج إلى ضوء الشمس من أجل الحياة، ولابد للسمك من وجود الأكسجين. يحجب النمو الكثيف لياقوتية الماء ضوء الشمس، كما أن جذور النباتات تستهلك الأكسجين في الماء، إضافة إلى أنه لا يمكن للقوارب أن تنتقل في الممرات المائية المسدودة بياقوتية الماء. ولمكافحة ياقوتية الماء تستخدم أعداء حيوية كحشرة النيوكيتينا وحشرة ساميوديس البيغوتيلز، ومكافحة هذا النبات بالطرق الحيوية يعد من أنجح الطرق وأكثرها أمانا وأقلها تكلفة، لكنها تحتاج إلى وقت طويل نسبيا حتى تؤتي ثمارها. كما تستخدم كذلك مبيدات أعشاب متخصصة في مكافحة ياقوتية الماء مثل مركب الـD-2.4 ومركب الديكويت Diquate ومركب الغلاي سوفيت Glysophate.
سبب هذا النبات مشكلة حقيقية في بحيرة فكتوريا، حيث أنه يقوم بتبخير المياه من المسطحات المائية بشكل كبير جدا، وهذا التبخير يؤدي إلى حدوث زيادة في فاقد المياه تقدر بنحو 1.8 الفقد الاعتيادي في المسطحات المائية التي لا تحوي هذا النبات، فمنسوب المياه في نهر النيل مثلا قد انخفض بمعدل العشر نتيجة قيام هذا النبات بتبخير المياه من بحيرة فكتوريا، كما أنه سبب في نقص أعداد الأحياء المائية كالأسماك وزيادة في أعداد البرمائيات كالتماسيح والأفاعي والضفادع.
فوائد ياقوتية الماء
يقوم الكثير من العلماء بالكشف عن الفوائد المحتملة لياقوتية الماء. ففي أوائل السبعينيات من القرن العشرين بدأ الباحثون في تجربة استخدام النبات في تطهير الأنهار الملوثة، حيث أنه يمكن لياقوتية الماء أن تمتص الكثير من الكيميائيات بما في ذلك مياه الصرف الصحي والنفايات الصناعية. كما تستخدم ياقوتية الماء لتنقية المياه من المعادن الثقيلة التي تعد إحدى أخطر أنواع الملوثات بعد الملوثات الإشعاعية، وتستخدم ياقوتية الماء لتنقية المياه من سم السيانيد الذي يلوث الأنهار نتيجة استخدامه في مناجم الذهب.
تم استخدام ياقوتية الماء في الصين كغذاء لأسماك الكارب وهي أسماك عاشبة سريعة النمو يمكن أن يصل وزن السمكة الواحدة منها إلى نحو 30كجم وهذه الأسماك تأكل يوميا ما يعادل %40 من وزنها من الأعشاب الطافية وأعشاب القاع والأعشاب النامية على الضفاف. تستخدم ياقوتية الماء كعلف للماشية والدواجن كما تستخدم لإنتاج الغاز الحيوي. كما يصنع الورق من سيقان هذا النبات وذلك بإضافتها إلى بقايا الورق أو القنب الهندي، حيث تضاف إلى هذا المزيج المواد المبيضة مثل كربونات الكالسيو وكربونات الصوديوم. وتصنع بعض أنواع الخيوط والألياف من سوق هذا النبات، وتتم معالجة هذه الخيوط والألياف بعد ذلك بمركب صوديوم ميتا بيسولفات وذلك لحمايتها من التآكل والتلف بفعل العوامل الجوية. تستخدم ياقوتية الماء أيضا لإنتاج الفحم، ونظرا للمحتوى العالي من الماء والهواء في أنسجة هذا النبات فإنه يتطلب 1300 طن من النباتات الرطبة لإنتاج 40 طناً من الفحم.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 133