أسباب تراجع الزراعة ونقص الغذاء

إنتاج الغاز الحيوي يهدد الأمن الغذائي

سلوى القبندي

المساحة المخصصة للزراعة

تغطي الحقول 12% من سطح الأرض لكنها لا تستخدم كلها لزراعة المحاصيل الغذائية بل يخصص جزء مهم منها للعلف الحيواني، وإنتاج الوقود الحيوي، والكهرباء.

الدواجن تنافس الإنسان على الغذاء

ثلث الحقول الزراعية في العالم مخصصة للمزروعات التي يتم استخدامها في إنتاج الأعلاف. وإذا أضفنا إليها أيضا المراعي فستصبح حوالي ثلثي الأراضي الزراعة هي فقط لإنتاج اللحوم ومشتقات الألبان والبيض.

قطع الأشجار وأراضي الري

تحول أكثر من ثلثي المنطقة التي أزيلت منها الغابات في حوض الأمازون في أمريكا اللاتينية إلى أراضي رعي، كما خصص أكثر من الثلث الباقي لزراعة المحاصيل التي تستخدم في إنتاج الأعلاف.

الصويا البرازيلية تذهب للحيوانات الأوروربية

الصويا من أهم المحاصيل الزراعية. وتنتشر زراعة هذه النبتة الغنية بالبروتين في أكثر من ثلث الأراضي الصالحة للزراعة في البرازيل، لكنها تجلب في الغالب إلى أوروبا لتغذية الدجاج والخنازير والأبقار.

%60 من الذرة تستهلكه الماشية

ينتج المزارعون في جميع أنحاء العالم سنويا حوالي 900 مليون طن من الذرة وهي أكبر كمية تنتج من الحبوب. غير أن حوالي 15% من محاصيل الذرة تذهب للاستهلاك الآدمي أما حوالي 60% منها فتستهلكها الماشية.

%20 من القمح يذهب للحيوانات

القمح مكون أساسي للنظام الغذائي لا يمكن الاستغناء عنه. غير أن ثلث محاصيل القمح تستخدم في إنتاج علف للحيوانات، وإن كان بطبيعة الحال يعود على الإنسان بالفائدة بشكل غير مباشر عبر استهلاكه للحوم والألبان ومشتقاته.

محاصيل زراعية لإنتاج الوقود الحيوي

سعيا منها لفك الارتباط الكبير بالنفط، أصبحت العديد من الدول تعتمد على الموارد المتجددة في إنتاج وقود السيارات. فبين عامي 2000 و2009، تضاعف الإنتاج العالمي من الإيثانول أربع مرات، أما إنتاج وقود الديزل الحيوي فتضاعف خلال هذه الفترة بعشرة أضعاف.

قصب السكر ينتج الوقود الحيوي

لا يوجد بلد في العالم أكثر زراعة لقصب السكر من البرازيل. غير أن محاصيل قصب السكر لا تستخدم فقط في صناعات الحلويات، بل إن الشركات البرازيلية تعتمد عليه كثيرا في إنتاج الايثانول. ويشترط في البرازيل أن يتضمن البنزين 22% من الإيثانول الحيوي.

ارتفاع سعر الذرة لاستخدامه في الوقود

تفوق كمية الذرة المستخدمة في إنتاج الوقود، الكمية التي تقدم للماشية، فحوالي 40% من الذرة تجد طريقها إلى محطات التزود بالوقود. وحسب دراسة أجريت بهذا الخصوص فإن السعر العالمي للذرة ارتفع بين عامي 2007 و2008 بنسبة 70% بسبب استخدامه في إنتاج الوقود الحيوي. وقد تسبب الارتفاع الكبير لسعر الذرة في تفاقم مشكلة المجاعة في الكثير من البلدان، وأدى إلى وقوع اضطرابات اجتماعية.

السلجم يغزو الأراضي الزراعية

يقـــــوم المـــزارعون في أوروبا بزراعة بـــــذور السلجـــــــــم لاستخدامها بالدرجة الأولى في إنتاج الوقود الحيوي. وفي ألمانيا تضاعفت مساحة الأراضي الزراعية المخصصة للسلجم سبع مرات في السنوات الثلاثين الماضية، وهو ما ينعكس سلبا على المحاصيل الزراعية الأخرى. فقد ارتفعت واردات ألمانيا من القمح ثلاثة أضعاف بالمقارنة مع ما كان عليه الوضع قبل 20 عاما.

التوجه نحو إنتاج الغاز الحيوي

الغاز الحيوي هو مصدر مهم للطاقة المتجددة، غير أن إنتاجه لا يعتمد فقط على النفايات الزراعية بل أيضا على نسبة كبيرة من المحاصيل الزراعية. وهو ما جعل الكثير من المزارعين يخصصون كل محاصيلهم الزراعية للإنتاج الغاز الحيوي.

كل ثلاث ثوان يمون إنسان جوعا

أدى الإقبال على زراعة الذرة والصويا والسلجم وغيرها من المواد الزراعية المستخدمة في إنتاج الأعلاف والطاقة إلى تراجع مساحة المزروعات المخصصة للاستهلاك الغذائي. فبالرغم من وجود أراضي زراعية كافية لضمان غذاء كل الناس، إلا أن شخص كل ثلاث ثوان يموت بسبب الجوع.

المصدر: مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 151