10 آلاف عينة لعزل البكتيريا والفطريات
المضاد الحيوي يحطم جدارها الواقي
دلال جمال
كان أساس علاج كثير من الأمراض المعدية قبل بداية القرن العشرين هو الفولكلور الطبي. فقد عولج الالتهاب في الطب الصيني القديم باستخدام نباتات لها خصائص مثل المضادات الحيوية بدأ وصفها منذ أكثر من 2500 سنة مضت. وفي كثير من الثقافات الأخرى القديمة، بما في ذلك قدماء المصريين والإغريق والعرب في العصور الوسطى استخدمت بالفعل العفن والنباتات لعلاج العدوى.
كان لحاء شجرة الكينكينا علاجا فعالا للملاريا على نطاق واسع في القرن السابع عشر، والمرض ناجم عن الطفيليات من جنس المتصورة. الجهود العلمية لفهم ما يسبب هذه الأمراض، وتطوير العلاج الكيميائي للمضادات الحيوية التركيبية، والعزلة المفروضة على المضادات الحيوية الطبيعية ملحوظ معالم التنمية في المضادات الحيوية.
عزل البكتيريا
وفي عام 1944، أجرى العالم الأمريكي سلمان واكسمان «Selman Waksman»، عددا من التحاليل على 10.000 عينة، أخذت من التربة، تم خلالها عزل عديد من البكتيريا والفطريات. ولاحظ واكمان ومساعدوه أن أحد هذه الفطريات، هو فطر الإستربتوميسيس، يفرز مادة قاتلة للبكتيريا، أطلق «الإستربتوميسين» «Streptomycin»، وقد كان لاكتشاف هذه المادة ضجة كبيرة، في ذلك الوقت، نظرا إلى قدرتها على قتل بكتيريا السل، فاستخدم في علاج الدرن الرئوي ثم توالى اكتشاف المضادات الحيوية، بعد ذلك، حتى صار عددها الآن 70 مضادا حيويا مستخدما في علاج أمراض الإنسان، فضلا عن تمكن العلماء من تخليق عدد كبير من المضادات الحيوية كيميائيا.
ضد الحياة
والمضادات الحيوية هي أدوية التي تقوم بإجراءات ضد البكتيريا. ومصطلح التضاد الحيوي antibiosis يعني «ضد الحياة» صاغه عالم البكتيريات الفرنسي فيوليمين كاسم وصفي لهذه الظاهرة التي أظهرتها وانتجتها العقاقير. وصف Antibiosis التضاد الحيوي لأول مرة عام 1877 في البكتيريا عند لويس باستور وروبرت كوخ
وتقتل المضادات الحيوية، البكتيريا الضارة بالإنسان، عن طريق عملية كيميائية، يمنع فيها المضاد الحيوي، هذه البكتيريا من بناء جدارها الواقي. في الوقت الذي لا يؤثر فيه المضاد الحيوي على خلايا الإنسان، نظرا إلى اختلاف تركيب جدر هذه الخلايا كيميائيا عن مثيلتها في خلايا البكتيريا والفطريات، أو تحول دون تكاثرها أو تخليق البروتين اللازم لها، وإنتاج الطاقة. وبعض المضادات الحيوية تقتل البكتيريا، عن طريق إيقاف بعض أنشطتها الحيوية، مثل: بناء إنزيم هام، أو جزء معين، من أجزاء الخلية. ولحسن الحظ أيضا فإن المضادات الحيوية، لا تؤثر على أنشطة خلايا الإنسان.
تناول المضادات
المضادات الحيوية عن طريق الفم هي ببساطة بلعها، في حين يتم استخدام المضادات الحيوية في الوريد في الحالات الأكثر خطورة، مثل عميقة الجذور. النظامية العدوى قد توضع أيضا المضادات الحيوية في بعض الأحيان موضعيا، كما هو الحال مع قطرة العين أو مرهم. وتؤخذ المضادات الحيوية، بصفة عامة عند خلو المعدة، لتسهيل، وإسراع امتصاصها. ويستثنى من هذا الكلورمفينكول، الذي يتناوله المريض بعد الأكل، وعلى الرغم من أن التتراسيكلين والأرثرسلين يكون مفعولهما دائما أفضل إذا تعاطاهما المريض قبل الأكل، إلا أنهما يعطيان بعد الأكل لأنهما يسببان تهيجا لأغشية المعدة.
آثار ضارة
على الرغم من المضادات الحيوية تعتبر عموما آمنة، فقد ارتبطت بسلسلة واسعة من الآثار الضارة. والآثار جانبية عديدة ومتنوعة ويمكن أن تكون خطيرة جدا على حسب استخدام المضادات الحيوية والكائنات الميكروبية المستهدفة. ومظاهر سلامة الأدوية الأحدث قد لا تكون معترف بها مثل تلك الأدوية التي تم استخدامها لسنوات عديدة. ويمكن أن تتراوح آثار ضارة من الحمى والغثيان إلى الاصابة بحساسية كبرى مثل التهاب الجلد الضوئي. واحد أكثر الآثار الجانبية شيوعا هي الاسهال، وأحيانا بسبب البكتيريا اللاهوائية المطثية العسيرة، والتي تنتج من إخلال المضادات الحيوية بالتوازن الطبيعي للفلورا المعوية، النمو السريع لهذه البكتيريا المسببة للأمراض قد يخفف عن طريق ادخال البروبيوتيك خلال دورة من المضادات الحيوية. ومن الممكن ان يسبب المضاد الحيوي اختلالا في تعداد البكتيريا في الأجسام. وتعتبر حساسية بعض المرضى للمضادات الحيوية من أخطر الآثار الجانبية المحتمل حدوثها. وتتراوح أعراض الحساسية من طفح جلدي خفيف إلى ارتفاع في درجة الحرارة. إلا أنه في بعض الحالات قد تؤدي الحساسية إلى إيقاف التنفس ثم الوفاة المفاجئة بعد تناول المضاد الحيوي.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 141