2010 .. السنة الدولية للتنوع البيولوجي
التنوع البيولوجي هو أساس الحياة على كوكب الأرض وأحد ركائز التنمية المستدامة، وبدون المحافظة على هذا التنوع البيولوجي لن يتمكن العالم من تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، كما ذكر أمين عام الأمم المتحدة. وقد شهد العالم في السنوات الأخيرة فقدان التنوع البيولوجي بصورة خطيرة، مما دعى الأمم المتحدة وفقا لإعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة في القرار 61/203 العام 2010 كسنة دولية للتنوع البيولوجي.
خطورة الوضع
تتركز نسبة 80 % من التنوع البيولوجي في الغابات المدارية، وهناك حوالي 13000 هكتار من الغابات تختفي. وبالطبع سوف تعقد الجمعية العامة فاعلية خاصة في الثامن والعشرين من سبتمبر من عام 2010، وسوف تكون المرة الأولى في تاريخ الأمم المتحدة منذ إنشائها، التي يناقش فيها جميع قادة الدول المشاركين في الدورة الخامسة والستين للجمعية العامة، موضوع التنوع البيولوجي، وسوف يحدث ذلك قبل أربع أسابيع من إنعقاد قمة ناجويا.
وتعتبر قمة ناجويا التي ستعقد في شهر أكتوبر من العام القادم في اليابان فرصة جيدة لإحراز خطوات هامة في سبيل المحافظة على التنوع البيولوجي، ويقوم الدكتور جاغلاف عن أهداف القمة:
«سوف تناقش الأطراف المشاركة معاهدة جديدة، ونظاماً دولياً جديداً لمشاركة في المعلومات والمنافع، وسوف يتم تبني هذا النظام أيضاً في قمة ناجويا، وسوف يعد ذلك مساهمة كبيرة نحو تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، لأن التنوع البيولوجي يعد أداة رئيسية للتنمية، وأداة رئيسية لتحقيق التنمية المستدامة، وكذلك مكافحة الفقر».
ثلاثة مليارات
حوالي مليار وستمائة مليون شخص يعتمدون في معيشتهم على الغابات، كما أن ثلاثة مليارات من البشر يكسبون قوت يومهم من الموارد البحرية والساحلية، وفقدان التنوع البيولوجي سيؤثر بلا شك على مصدر معيشة هؤلاء. ولا يؤثر فقدان التنوع البيولوجي فقط على موارد العيش للبشر، بل له أيضا تأثيرات خطيرة على الصحة.
إن ضعف التنوع البيولوجي يشكل مشكلة هائلة بالنسبة للصحة البشرية، فهناك ما يقرب من ثلاثين مرضا ظهرت منذ عام اثنين وستين، ولم تكن معروفة لدى منظمة الصحة العالمية. وذلك بسبب ضعف النظام الإيكيولوجي، فالنظام الإيكيولوجي السليم يعد شيئاً جيداً للصحة البشرية وكذلك للغلاف الجوي». فهناك علاقة وثيقة بين التنوع البيولوجي ومشكلة تغير المناخ، وإن تغير المناخ يعد مشكلة، ولكن التنوع البيولوجي هو جزء من الحل، فالغابات والمحيطات والبرك، والمستنقعات، تساهم بصورة كبيرة في استقرار المناخ وامتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون.
إن الجنس البشري كان يستخدم حتى أواخر القرن الماضي ما يقرب من أثنى عشر ألف نوعاً مختلفاً من المحاصيل في الغذاء اليومي، والآن نعتمد فقط على ثلاثة أنواع وهي القمح والأرز والذرة.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 121