حظر وتجريم دولي للاتجار بها
الحيوانات والنباتات النادرة .. اقتصاد عالمي وازدهار سريع
عنود القبندي
قتل الحيوانات
وحجم الأموال التي يتم جنيها لا يستهان به، ويتم نقل كميات ضخمة من البضائع المحظورة من بلد إلى آخر من خلال بنية تحتية تمت إقامتها وترسيخها في وقت سابق، كنا أن المسؤولين الفاسدين يسهلون عمل شبكة خدمات النقل السرية هذه المستخدمة في الإجرام، وما أن يتم فتح أنبوب نقل السلع هذا من بلد المنشأ حتى بلد المقصد حتى يصبح بالإمكان تهريب أي شيء تقريباً عن طريقه. وعليه فإنه عندما لا يكون بالإمكان الحصول على الحيوانات والنباتات البرية من مصدرها لنقلها اليوم. وعلى سبيل المثال، يتسلم وسيط عظام نمر أو قرن كركدن (وحيد القرن) من صيادين لصوص قتلوا الحيوانات المحظور قتلها وسرقوا تلك الأشياء في الهند. ويقصد، لنقل هذه البضائع، مختصاً بترتيب أمر شحن السلع المحظورة. ويكون لدى هذا الشخص علاقات في البلد (ب) لتمرير شيء ما. هناك شخص ما في جيبه أو أن هناك نظاماً يمكنه من تمرير بضائع غير مشروعة عبر الحدود. وإن لم تكن السلعة المحظورة عاجاً أو جلد نمر أو قرن كركدن، من الممكن أن تكون سلعة مختلفة أخرى.
أطنان العاج
ونشاطات جماعات تهريب العاج من غرب إفريقيا إلى جنوب شرق آسيا عمليات سلسة منظمة، وإن أكثر هذه الجماعات، تضع هيكلية متطورة جداً ومعقدة جداً لنقل ذلك العاج، فالشحنة يبلغ حجم الواحدة منها 3 أطنان من العاج، وهذه بالطبع كمية لا يمكن للمرء أن يخفيها داخل حقيبة الملابس وينقلها على الطائرة، لذا تم شحن العاج في حاويات أخفي فيها على أنه سلع يجوز استيرادها وتصديرها قانونيا، كما أن كانت هناك مؤسسة أعمال قانونية تقوم بدور الواجهة التي يتم إخفاء الاتجار غير المشروع خلفها، فمن المرجح أن العشرين طناً التي اكتشفها الإنتربول كانت ستدر، لدى بيعها بالجملة، مبلغ حوالى 26 مليون دولار. وهذا النوع من التجارة معقد جدا، يتعين أن يخرج شخص ما إلى الصحراء ويصطاد هذه الحيوانات، وبما أنه لا يتم العثور عليها واصطيادها جميعاً في نفس المكان، فمن الضروري أن تكون هناك نقطة محددة يتم تجميع السلع فيها، وأن تكون هناك عملية شحن محلية داخل البلد، وكذلك أن تكون هناك عملية إخفاء، ومن الضروري كذلك أن يكون هناك اتجار دولي، فضلا عن أن تكون هناك شبكة توزيع في بلد الاستهلاك، وهي تتضمن نقل السلع إلى معامل ومشاغل لتحويلها إلى سلع يرغب السياح في شرائها.
جغرافية المشكلة
والمناطق التي تنشط في تهريب الحيوانات والنباتات البرية موجودة في كل مكان في العالم، بما في ذلك في روسيا وأوروبا الشرقية وأمريكا الوسطى والجنوبية وجنوب آسيا وإفريقيا وإندونيسيا وهذه التجارة لا تتمحور في منطقة جغرافية معينة، وهذا الازدهار السريع الذي شاهدناه في كل هذه التجارة يعود إلى اللوجستيات أكثر مما يعود إلى خبراء المنتجات. ففيما يتعلق بأنواع النباتات والحيوانات البرية المعرضة للانقراض، نجد أن المصدر تحدده الجغرافيا، أما الأسواق فمتصلة ببعضها من خلال خبراء عمليات لوجستية مختلفين غير متخصصين بالضرورة بهذه السلع بالذات. أن تكنولوجيا النقل الأفضل والإنترنت تشكلان حافزين لا يستهان بهما في مجال التجارة الإجرامية. كما يوجد مواقع بيع بالمزاد على الإنترنت، مثل eBay، الذي قال إنه يسهل الاتجار بالعاج غير المشروع نظراً لعدم وجود عملية تدقيق كافية بما يتم بيعه من خلاله. وكان الصندوق الدولي لرعاية الحيوانات قد طلب من موقع eBay حظر بيع العاج عن طريقه في العام 2007. وقد استجاب بعض المواقع التابعة لـ eBay في مختلف أنحاء العالم للطلب، ولكن مقر eBay الرئيسي في الولايات المتحدة لم يستجب. وقال الصندوق إن مبيعات العاج في أمريكا الشمالية عن طريق eBay شهدت ارتفاعاً كبيراً وسريعاً خلال العام الماضي. ونظراً لقلة عدد المسؤولين في أجهزة تطبيق القانون الذين يكرسون جميع جهودهم لقضية المتاجرة بالحيوانات والنباتات البرية دون غيرها يتعين على المنظمات غير الحكومية ملء الفراغ، كما أنه ينبغي النظر إلى معدلات النجاح على ضوء الموارد المتوفرة للقيام بالعملية، وأن الأمر صعب جداً بدون تعاون الدول.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 119