جزيرة بوبيان .. عندما تكون الحياة الفطرية آمنة
أحمد محمد أشكناني
نتناول في موضوعنا هذا أكبر جزيرة كويتية ولنبين تدخل الارسابات الرملية والطينية في تكوين وتشكيل الأراضي.
تعد جزيرة بوبيان ذات حياة فطرية طبيعية وما يميزها هو تربتها الطينية الموحلة ووجود الكثير من الخلجان وبعدها عن المناطق العمرانية وهذا ما جعل المحمية في مأمن من الإتلاف والتغيير.
تعد الجزيرة من الأماكن الآمنة للطيور البحرية والتي فضلت البقاء فيها والتي تجد في الجزيرة المكان الملائم نتيجة توفر الغذاء الرئيسي المناسب لها من أسماك صغيرة وقشريات ورخويات وهو السبب الرئيسي في تواجد الطيور بكثرة في هذه الجزيرة، كذلك موقعها الفلكي سبب وجود فائض في الإشعاع الشمسي في المنطقة خاصة في فصل الصيف والذي تكون في المساء صافية ومدة سطوع الشمس في اليوم طويلة والأشعة الشمسية الساقطة تكون شبه عمودية.
في منتصف شهر مارس من كل سنة يعد هذه الوقت من أفضل الأوقات للطيور البحرية والتي تبني فيه أعشاشها وتضع بيضها على الجزيرة، وعادة ما تضع الطيور بيضها على الجزر الصغيرة المتناثرة على الممرات المائية والخلجان الصغيرة التي تشتهر بها جزيرة بوبيان.
توجد في هذه الجزيرة العديد من أنواع الطيور كـ «البلشون الرمادي»، و «بلشون الصخر» حيث أنها قامت ببناء أعشاشها ووضعت البيض في هذه الجزيرة، كذلك يوجد في الجزيرة طيور الخطاف السريع ( خطاف ) وهذا النوع من الطيور تبني أعشاشها في الجزيرة على هيئة مستعمرات صغيرة، كذلك يوجد طائر الزقزاق آكل السرطان (جويري) ويوجد منه في بوبيان أعداد كبيرة جدا كذلك يوجد طائر الفلامنجو (فنتير) وطائر الفاق الكبير (لوه) وطائر أبو ملعقة بالإضافة إلى طائر النورس والعديد من الطيور الصغيرة.
وتمثل الجزيرة أكبر مستعمرة في العالم لطائر زقزاق السرطان، كما أنها أكبر مستعمرة لتكاثر طائر الخرشنة القزوينية والسريعة.
أما الحيوانات البحرية التي توجد عند سواحلها الطينية كالحيوان البرمائي المسمى: «نطاط الوحل» ونطلق عليه في الكويت «بوشلمبو» ويرى بكثرة على الشريط الساحلي والمسطحات الطينية، وفي أحيان كثيرة يخرج إلى اليابسة عندما تنحسر مياه البحر.
نشأتها
تعد جزيرة بوبيان أكبر الجزر الكويتية التسع وتقع في الشمال الشرقي لدولة الكويت وتبلغ مساحتها 638كم² وتبعد عن مدينة الكويت 100 كم. ترجع نشأة هذه الجزرة إلى الارسابات النهرية النهرية من شط العرب حيث أن جزيرة بوبيان لا يزيد ارتفاعها عن 4 أمتار حيث أنها تتميز بالاستواء لذا نجد أن ظاهرة المستنقعات منتشرة على سطح الجزيرة أيضا ذلك بسبب مشكلة سوء الصرف الطبيعي بسبب اقترابها من مستوى الماء الجوفي المالح من السطح وبسبب الخاصية الشعرية جعلت تربة الجزيرة عالية الملوحة حيث تتراوح ملوحتها ما بين 70 – 100 ألف جزء في المليون وهذه النسبة تزيد على ضعف ملوحة مياه الخليج العربي.
الحياة الفطرية
على الرغم من أن كمية الأمطار الساقطة على الجزيرة قد تكفي لنمو الأعشاب والحشائش الصحراوية ولكن الغطاء في بوبيان يكاد يكون معدوما بسبب شدة ملوحة التربة ولكن باستثناء بعض النباتات والتي تتحمل الملوحة العالية مثل الرغل والزملوح والإشنان. البيئة البرية تتكون الحياة البرية لجزيرة بوبيان غالبا من الطيور خاصة الأنواع الساحلية، كما لوحظ تواجد الورل، السحلية قصيرة الأنف، وزغ الصخور، سحلية الطحن، القنفذ طويل الأذنين، جرذ ساندوفال والجزيرة غنية بأعداد كبيرة من العناكب واللافقاريات الأخرى.
ما يميز هذه الجزيرة
تتميز هذه الجزيرة بضحولة المياه الجوفية، والتي أدت بدورها ضعف التربة وملوحتها الزائدة، كذلك تنتشر في السبخات والمستنقعات وتداخل مياه البحر المالحة والفيضانات بمياه المد العالي أيضا هذه الجزيرة لا يوجد بها أية تضاريس ومرتفعات تذكر فهي مستوية إلى حد ما. وتعد المياه حول جزيرة وربة و بوبيان من أكثر المناطق إنتاجية في الكويت ان لم تكن في كافة منطقة الخليج العربيِ فهي موطن حضانة غني لعدد من أنواع الأسماك التجارية وغير التجارية فهي موطنا لحضانة الربيان ومن ضمنها ربيان. وأيضا يتواجد الدلفين الأحدب (ويسمي الدقس) وهو دلفين كبير الحجم بالإضافة إلي نوعين آخرين من الدلافين المعروفة بالمياه الإقليمية.
مشاكل تعاني منها الجزيرة
مشكلة الرمال الزاحفة، وهذه يمكن التصدي لها عن طريق تثبيت المصادر المحلية للرمال والأتربة بطرق بيولوجية وفيزيائية إلى جانب إعداد برنامج تنفيذي لوقاية المنشآت في الجزء الجنوبي من الجزيرة من الرمال الزاحفة وذلك باستخدام الطرق الميكانيكية.
من الممكن أن تستثمر هذه الجزيرة زراعياً وسياحياً نظرا لطبيعة أرضها المشبعة بكميات كبيرة من الطين والطمي، وانخفاض نسبة الملوحة في مياه البحر المحيطة بهما، كل ذلك يساعد ويزيد من إمكانية نجاح البحوث الزراعية على المياه. كذلك من الممكن إنشاء أماكن تستخدم كملاذ طبيعي للطيور والحياة البرية وذلك من حيث استخدام أشجار مقاومة للملوحة لتوفير الظل وذلك لجذب الطيور المهاجرة والمحافظة عليها.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 110