بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

حياة الطيور في البيئة الكويتية

حياة الطيور في البيئة الكويتية

 

جوانب من حياة الطيور فى البيئة الكويتية

 

 

 

الأستاذ مساعد جاسر الصالح

 

ولهذه الطيور اسماء محلية جميلة مرتبطة بسلوكياتها أو بألوانها، وكانت فى السابق معروفة عند الجميع حتى إنك لا تجد إنسانا لا يعرف هذه الأسماء ولكن مع مرور الزمن والتقدم الحضارى انتست هذه الأسماء إلا عند القليل من المهتمين، حتىإن أبناء هذا الجيل الحالى لا يعرف هذه الطيور وأسماءها المحلية ولا التمييز بينها.

ومن منطلق حبى واهتمامى بالطيور بدأت منذ فترة طويلة أبحث عن سلوكياتها وأنواعها بالقراءة والبحث ميدانيا ومكتبيا، فوجدت أن علم الطيور ملئ بالأسرار الدقيقة، وهذا من عظمة الخالق سبحانه وتعالى.

ولتوثيق هذه الطيور يحتم على الباحث وجود صور لها بواسطة التصوير الفوتوغرافى أو بالرسم ونلاحظ أن معظم المراجع اعتمدت على رسامين مهرة لتصوير هذه الطيور لأن التصوير الفوتوغرافى يعتبر صعبا جدا لما فيه من بذل جهد كبير حتى تلتقط صورة واضحة ومعبرة، وهذا يأخذ وقتا طويلا يقدر بالسنوات.

ولصعوبة الرسم بالنسبة لى اتجهت إلى تعلم التصوير الفوتوغرافى، وهذا أخذ منى وقتا كبيرا حتى بدأت اتقن التصوير واحصل على صور واضحة ومعبرة وكل هذا من فضل الله سبحانه وتعالى.

ويعتبر الخليج العربى أحد المسالك المهمة فى طريق الهجرة لكثير من الطيور القادمة من أواسط أسيار وشرق أوروبا وسيبيريا إلى أفريقيا وباكستان والهند، ولموقع دولة الكويت المهم من خطوط الهجرة، فهى تقع فى شمال غرب الخليج العربى، وهى عند مفترق مسلكين مهمين جدا من مسالك الطيور المهاجرة، فتعبر على دولة الكويت أعداد وأنواع كثيرة من الطيور فى الربيع وتقل عنها فى فصل الخريف، وسبب هذه الظاهرة هو أن بعض هذه الأنواع تسلك فى الربيع طريقا مخالفا لطريق الهجرة فى الخريف.

وأحد مسالك الهجرة فى دولة الكويت يبدأ من شرق أوروبا ليمر بتركيا وسوريا والعراق ثم يتجه شرقا إلى باكستان والهند، ويبدأ المسلك الثانى من أواسط وجنوب روسيا ويتجه بمحاذاة الجانب الغربى من جبال زاجروس بمحاذاة الجانب الغربى من جبال زاجروس وينتهى جنوب شبه الجزيرة العربية أو شرق ووسط أفريقيا.

وتتفادى الطيور المهاجرة فى هجرتها المرور فوق الجبال العالية أو عبور المسطحات المائية الشاسعة وهذا ما يفسر عبور الطيور المهاجرة فوق الكويت لموقع الكويت فىالزاوية الشمالية الشرقية للجزيرة العربية.

ومن الملاحظ أنه تزداد أعداد الطيور المهاجرة فى بعض السنوات وتقل عنها فى سنوات أخرى، وسبب هذه الظاهرة هو إذا كان الشتاء شديد البرودة فى موطنها الأصلى فإنه يجبر الطيور الأكثر تحملا للبرد إلى الهجرة جنوبا، وكذلك إذا كان الشتاء غير ممطر فى الجزيرة العربية زاد من توقف الطيور فى الكويت لتور الماء بصورة مستمرة على مدار السنة وتصنف طيور الكويت من طيور منطقة الهضبية الغربية القديمة VEST- ERN PAEAREIC وموقع دولة الكويت من هذه المنطقة وموقع الزاوية الجنوبية الشرقية؟

ويقدر عدد أنواع الطيور التى تمر على دولة الكويت بأكثر من ثلاثمائة نوع من الطيور أغلبها تحط رحالها فى دولة الكويت، وهناك عدد قليل من الطيور التى لا تتوقف بل تفضل تكملة رحلتها وأغلبها من الجوارح.

وتعتمد الطيور المهاجرة فى تحديد اتجاهاتها على النجوم إذا كان طيرائها ليلا، وعلى الشمس والمجال المغناطيسى إذا كان طيرانها نهاراً. فإن الدقة مطلب أساسى فى تحديد الاتجاه لكل طائر فإن أقل درجة من الخطأ فى تحديد الاتجاه يعنى ذلك الهلاك والموت للطائر.

وتقطع الطيور المهاجرة مسافات كبيرة تقدر بأكثر من ثلاثة آلاف كيلو متر وأحيانا دون توقف لبعض أنواع الطيور مثل طيور الزقزاق PLOVER لعدة أيام معتمدة فى طيرانها على مخزونها الدهنى.

وتعتبر دولة الكويت كما هى دولة الخليج العربى محطات توقف لأنواع كثيرة وعديدة من هذه الطيور المهاجرة لتستعيد قواها وتتغذى فيها لتعيد تكوين مخزونها الدهنى من جديد الذى يعتبر وقودها فى الطيران.

ولأن مناخ دولة الكويت شديد الحر صيفا تصل درجة حرارته احيانا فى المناطق المفتوحة إلى أكثر من خمسين درجة مئوية فى منتصف النهار، فإنه كان فى السابق يصعب على الطيور أن تقيم فى الكويت على مدار السنة، حتى إن طائر عصفور المساكن (Howes parrow) يقضى فترة الصيف الحار ى مناطق قريبة من دولة الكويت حيث النخيل والزرع والماء، وفترة بداية الستينيات وما قبلها كانت الناس تتبشر بقدوم أسرايها إلى الكويت لأن فى ذلك مؤشر على انتهاء فترة الصيف الحار وبداية موسم السهيل "دلوعة نجم سهيل" لكن فى الفترة الحالية بدأت تلاحظ أن هناك طيورا تقيم على مدار السنة وخاصة فى فترة الصيف، وهذا بسبب انتشار الرقعة الخضراء فى دولة الكويت وتوفر الماء لهذه الطيور على مدار السنة، كذلك لأن هذه الطيور من الأنواع التى تتكيف مع الأجواء الحارة.

ومن أنواعها:

1-  طائر الدرج crean – coloured courser الذى استوطن فى دولة الكويت ويعشش فيها وأعداده فى تكاثر بشكل ملحوظ ى السنوات الأخيرة، وقد وسع هذا الطائر انتشاره فى شبه الجزيرة العربية فى الآونة الأخيرة كطائر مفرخ بعد أن أخلى مواقع تفريخه فى إيران وشمال العراق وسوريا والأردن بشكل جزئى.

2-  الزقزاق الانجليزى kenish plaver يشاهد هذا الطائر بكثرة على السواحل وأحيان كثيرة فى الداخل حيث توجد برك الماء والمستنقعات وهو يعشش فى الكويت ويلاحظ طوال أيام السنة، وقد ذكر فى أحد المراجع العامة أن أعداده فى الكويت تقدر من خمسين إلى مائة زوج، وهى فى تناقص بشكل خفيف منذ منتصف 1970، ولكن تبين من خلال المشاهد فى السنوات الأخيرة أنه بدأ يوسع انتشاره على السواحل الكويتية ومن السهل مشاهدته ولهذا الطائر سلوك غريب، فعند الاقتراب من أماكن تعشيشه يبدأ هذا الطائر بالابتعاد عن عشه بسرعة والتظاهر بحركات تدل على أنه جريح ليبعد أىشخص يحاول الاقتراب من عشه.

ولصغار هذا الطائر قدرة كبيرة على التخفى والتمويه حتى لو كنت قريبا منها لا تستطيع رؤيتها بسهولة لأن لونها من لون بيئتها.

3-  الهازجه الرشيقة crecelut warbler هذا الطائر لم يكن موجودا فى الكويت فى السابق، فهو استوطن اراضى دولة الكويت فى السنين الأخيرة قادما من الحدود العراقية الجنوبية، وهو طائر صغير جدا له صوت عال مسموع من بعيد حيث يمكن الاستدلال على وجوده من صوته العالى المستمر وكذلك لهذا الطائر تغريد جميل.

وهذا الطائر يكثر فى النصف الشمالى لدولة الكويت حيث الأماكن التى يوجد فيها برك الماء وبنات القصب، وقد سجل أول تفريخ له فى سنة 1990م ومن الملاحظ أن أعداده فى تكاثر مستمر.

4-  دجاج الماء mochen  هذا الطائر انتشر بتوسع بين نبات القصب الموجود فى برك محميات الجهراء والأماكن القريبة منها فى السنين الأخيرة، وحجمه من حجم البطة الصغيرة تقريبا وهو سريع الفرغ عند الاقتراب منه، فيختفى بسرعة بين نبات القصب وهو مقيم ومعشش فى دولة الكويت، ويشاهد فى معظم أيام السنة وقد قدرت أعداده من مائة وخمسين وهى فى ازدياد مستمر.

5-  الطول الأسود الجناح أو الكرسوع blacke- winged silt احتمال أن يكون هذا الطير مقيما طوال السنة ولكن تم تأكيد تعشيشه فى دولة الكويت وأول تسجيل تم لثمانية أزواج فى برك محمية الجهراء سنة 1993م وكذلك سنة 1994 على الأقل لثلاث أزواج، ومن المحتمل أنه عشش منذ سنة 1991م ولهذا الطير أرجل طويلة لونها أحمر تحتوى كل رجل على ثلاث أصابع فقط ولقد شاهدته على فترات عديدة من السنة، وعند الاقتراب من مواقع تعشيشه يطير ويطلق صوتا عاليا تحذيريا مستمرا.

المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 24