بسبب إزالتها لكثير من الأملاح التي تضيفها وزارة الطاقة للمياه واللازمة لصحة الإنسان
د. فاطمة العوضي تحذر من خطورة تركيب وحدات تحلية المياه على شبكة مياه الشرب
حذرت خبيرة المياه في مؤسسة الكويت للتقدم العلمي من عمليات غش تمارسها بعض الشركات المحلية لبيع وحدات تحلية مياه الشرب مشيرة إلى خطورة المياه المنتجة من هذه الوحدات على شبكة مياه المنزلية.
ودعت مدير برنامج موارد المياه في المؤسسة الدكتورة فاطمة العوضي المواطنين الذين قاموا بشراء وتركيب هذه الوحدات في منازلهم إلى إزالتها واستبدالها بالفلاتر العادية.
وأكدت الدكتورة العوضي خطورة تركيب هذه الأجهزة في المنازل والمؤسسات بسبب إزالتها لكثير من الأملاح التي تضيفها وزارة الطاقة للمياه واللازمة لصحة الانسان.
وأضافت "إننا بصدد مخاطبة وزارة الطاقة ووزارة التجارة والصناعة للتحذير من خطورة وحدات تحلية المياه التي خدع بها كثير من الناس وتباع بالأسواق هذه الايام ومنع بيعها والحد من انتشارها وعدم السماح بتسويقها وتضليل المواطنين بها ."
إضافة مواد هامة
وذكرت أن "الوزارة تقوم منذ نهاية الثمانينات بإضافة المواد الهامة مثل ( الكالسيوم والمغنيسيوم والصوديوم والبوتاسيوم ) للمياه المقطرة في محطات تقطير المياه وتصل قيمة أجهزة المعالجة الى 25 مليون دينار في المحطات الجديدة مثل الصبية والزور في الوقت الذي يعمد فيه بعض المواطنين إلى تركيب وحدات تحلية المياه ( التناضح العكسي ) لإزالة تلك الأملاح الهامة لبناء جسم الإنسان و يحتاجها الجسم في عمليات الهضم وبناء الخلايا والعظام وخاصة مادتا الكالسيوم والمغنيسيوم ".
وشددت الدكتورة العوضي على أهمية هذه الاملاح وقالت "إن شرب هذه المياه يقلل من الإصابة بامراض القلب وجهاز التناضح العكسي يزيل تماما المواد الموجودة في مياه الشرب مثل ( بيكاربونات الكالسيوم والمغنيسيوم ) وغيرها من الأملاح وجهاز التناضح العكسي يؤدي إلى انتاج مياه خالية من الأملاح المغذية والتي لاتتطابق مع المواصفات العالمية لمياه الشرب بل ان جهاز التحلية يساهم في هدر للأموال والجهود التي تبذلها الدولة في معالجة المياه المقطرة ."
وكانت بعض الشركات المحلية قد بدأت منذ فترة بتسويق هذه الأجهزة والتجول بين المنازل لإقناع المواطنين والمقيمين بأهمية وحدات تحلية المياه وإجراء تجارب وهمية لبيان مدى تلوث مياه الشرب التي ترد من الوزارة مقارنة بالمياه التي تعالجها تلك الوحدات .
ووصفت الدكتورة هذه التجارب بأنها "غش تجاري" يعتمد على جهل العامة بمكونات المياه مضيفة "أن مندوب الشركة يزعم أنه يقوم بوضع جهاز لقياس درجة النقاء في كوبين من الماء وبعد توصيل التيارالكهربائي في كوب ماءالوزارة يتغير لونه إلى البني أو الاسود مقارنة بماء الشركة الذي يظل كما هو فيصاب المواطن بالذعر لمنظر الماء الملوث ويوافق فورا على تركيب الجهاز دون تردد ."
جهاز القياس
وقالت الدكتورة العوضي "إن جهازالقياس هو الذي يسبب تلون ماء الوزارة لوجود أملاح فيه بينما لاتوجد الأملاح في ماء الشركة المقطر وتكمن الخدعة في قيام الجهاز بإذابة الحديد في ماء الوزارة ويرتبط بأيون الهيدروكسيد الموجود بالماء مكونا هيدروكسيد الحديديك بني اللون."
وأضافت "ونظرا لعدم وجود الأملاح في ماء الشركة فان الماء لا يتأين ( أي لا يفصل أيونات الهيدروكسيد عن أيونات الهيدروجين المكونة للماء ) ومن ثم فان الحديد لا يتفاعل مع الهيدروكسيد ولا يتكون هيدروكسيد الحديديك إلا بكميات قليلة لا تظهر بالعين المجردة."
وتدعي الشركات أن أجهزتها تحظى بتزكية من معهد الكويت للابحاث العلمية ومن وزارة الصحة تفيد بجودة الجهاز وتستخدم في حملتها الدعائية عبارات تستثير بها اهتمام المستهلكين وتستدرجهم لشراء جهاز التحلية مثل ( لاتساوم على صحتك وصحة عيالك وفر نقودك واشتر راحة البال صحة أولادك أمانة جهازنا لهم وقاية لأصحاب الكلى والأملاح الزائدة ) وتمكنت خلال فترة وجيزة من بيع كميات كبيرة من هذه الأجهزة بأسعار تتراوح بين 50 و150 دينار للجهاز الواحد.
وعزت الدكتورة العوضي انتشار هذه الظاهرة إلى عدة عوامل منها "تساهل الجهات الرقابية في الترخيص لمثل هذه الانشطة دون متابعتها واستغلال الشركات وجود بعض الشوائب في خزانات المنازل مما يوحي بتلوث المياه إضافــــــة الى جهــــــــل المستهلك بكيفية إنتاج الميـــــاه بدولة الــــكويت وكيفية ضبط الجودة في المختبرات ومتابعتها حتى وصولها للمستهلك ."
وفي ردها على سؤال حول البديل المناسب قالت الدكتورة العوضي "أنصح باستخدام الفلاتر العادية فهي تفي بالغرض ." لبعض المناطق فقط.
وبينت الدكتورة العوضي إن جهاز تحلية المياه خصص لاستخدامه في تحلية المياه الجوفية كما هو الحال في بعض الولايات الامريكية التي تعتمد على مياه الآبار وهي مياه قليلة الملوحة او المناطق الزراعية وغيرها من الأماكن التي لا تتوافر فيها مياه شرب عذبة وهي مياه تحتاج لعمليات التحلية بشرط ان تكون أغشية جهاز التناضح العكسي ملائمة لتحلية مياه الآبار.
وأشارت الدكتورة العوضي إلى عدم الحاجة لتركيب فلتر مركزي في البيت وقالت "إننا نحتاج لمياه نقية فقط للشرب وللطبخ بينما الفلتر المركزي يعمل على تصفية تنقية المياه لاستخدامات لاحاجة لها مثل الزراعة ودورات المياه وهي كلها تستهلك طاقة الفلتر وتؤدي إلى تكرار عملية الغسيل الاوتوماتيكي للفلتر دون داع مما يسبب هدرا كبيرا للمياه. "
وتطرقت إلى بعض الممارسات الخاطئة في أنظمة المياه المنزلية وقالت "أبرز هذه الممارسات الخاطئة هي استخدام برادات مياه تحتوي على اجهزة تناضح عكسي وجهاز تعقيم وتركيب اجهزة التبادل الايونــــي وفــــلاتر لمياه الاستحمام واخرى تحـــــــتوي على مركبات السيليكات والفوسفات ."
وبينت الدكتورة العوضي من هذه الاخطاء أيضا "ربط أنابيب النحاس بوصلات من الحديد او تغليف خزانات الماء بمواد غير مصرح بها لمياه الشرب وكذلك تركيب خزانات كبيرة لا تتناسب مع احتياجات المنزل لان ذلك يعني ركودالماء وقلة دورانه."
المصدر: مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 80