الأمطار الحمضية وتأثيراتها البيئية
م. ابتسام الرفاعي
مشكلة التلوث وانتقال الملوثات في طبقات الغلاف الجوي لا تعرف حدوداً حيث يمكنها الوصول إلى أي بلد في العالم. دون حاجة لجواز سفر بواسطة الرياح حيث أغلبها ناشئة من احتراق الوقود الأحفوري والمصانع ومركبات النقل المتنوعة ولقد أدت تلك الملوثات وبالأخص الكبريت والنيتروجين وغيرها إلى تكوين ظاهرة الأمطار الحمضية التي عملت على هلك الحرث والنسل وأصبحت مشكلة بيئية يعاني منها كثير من دول العالم وبالأخص أجزاء من أوروبا وشمال أمريكا لتأثيرها على مساحة تتراوح من 5- 10 ملايين كم2 تقريباً منها، وأدى سقوطها إلى حدوث أضرار جسيمة تلقح بالإنسان البيئة من قتل للأسماك والكائنات البرية والبحرية وتأكل للأجسام المعدنية وتلف المباني وهلاك الغابات والمحاصيل الزراعية والإضرار بالآثار التاريخية، ولقد أفادت الدراسات التي أجريت بصدد تأثيرات الأمطار الحمضية بأنها أكثر تأثراً على الأنهار والبحيرات مما أدى إلى اختفاء العديد من الكائنات الحية وتلف بالنظم البيئة (الأيكولوجية)؛ حيث ألحقت ضررا بـ 250 بحيرة في السويد، و1750 بحيرة جنوب النرويج، وكذلك بـ 20% من بحيرات منطقة أو نتاريو في كندا حيث أشارت القياسات بأن نسبة الحموضة ارتفعت بها إلى 30 ضعفاً خلال 25 سنة الماضية وزيادة نسبة الحموضة في المياه تؤدي إلى زيادة نسبة الألمنيوم وذوبان المعادن الأخرى كالكالسيوم والزنك والرصاص والزئبق بها الكفيلة بهلاك العديد من الأسماك والكائنات الحية ودور الأمطار الحمضية السلبي غير مقصور على المياه فحسب بل إنها تعمل على تقليل خصوبة الأرض جراء زيادتها النسبة نترات البوتاسيوم والمنجنيز والكالسيوم بها كما حدث لـ 7,7% من مساحة الغابات في ألمانيا، لذا يتوجب اتخاذ حلول دولية لتلافي هذه المشكلة البيئية الجسيمة لضمان استمرارية البقاء للموارد الطبيعية البيئية.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 3