الكويت والطاقة النووية السلمية
الطلب على الكهرباء يزداد 8% سنويا
أمل جاسم
الطاقة النووية هي الطاقة التي يتم توليدها عن طريق التحكم في تفاعلات انشطار أو اندماج الأنوية الذرية. تستغل هذه الطاقة في محطات توليد الكهرباء النووية لتسخين الماء لإنتاج بخار الماء الذي يستخدم بعد ذلك لإنتاج الكهرباء. ينظر العلماء إلى الطاقة النووية كمصدر حقيقي لا ينضب للطاقة. ومما يثير المعارضة حول مستقبل الطاقة النووية هو التكاليف العالية لبناء المفاعلات، ومخاوف عامة متعلقة بالسلامة، وصعوبة التخلص الآمن من المخلفات عالية الإشعاع. بالنسبة إلى التكلفة فهي عالية نسبيا من حيث بناء المفاعل ولكن تلك التكاليف تعوض بمرور الوقت حيث أن الوقود النووي رخيص نسبيا، وقد تقدمت الصناعات النووية كثيرا بحيث أن لديها الاستعدادات لحل مسائل سلامة تشغيل المفاعلات والتخلص السليم من النفايات المشعة.
محطات الطاقة النووية
تعتبر محطات التوليد النووية نوعا من محطات التوليد الحرارية البخارية، حيث تقوم بتوليد البخار بالحرارة التي تتولد في فرن المفاعل. الفرق في محطات الطاقة النووية أنه بدل الفرن الذي يحترق فيه الوقود، يوجد الفرن الذري الذي يحتاج إلى جدار عازل وواق من الاشعاع الذري وهو يتكون من طبقة من الآجر الناري وطبقة من المياه وطبقة من الحديد الصلب ثم طبقة من الأسمنت تصل إلى سمك مترين، وذلك لحماية العاملين في المحطة والبيئة المحيطة من التلوث بالإشعاعات الذرية.
الماء المضغوط
والمفاعل النووي تتولد فيه الحرارة نتيجة انشطار ذرات اليورانيوم بضربات النيوترونات. وتستغل هذه الطاقة الحرارية الهائلة في غليان المياه في المراجل وتحويلها إلى بخار ذات ضغط عال ودرجة حرارة نحو 480 درجة مئوية. ثم يسلط هذا البخار ذو الضغط المرتفع على زعانف توربينات بخارية صممت ليقوم البخار السريع بتدوير محور التوربينات وبذلك تتحول الطاقة البخارية إلى طاقة ميكانيكية على محور هذه التوربينات. ويربط محور التوربين مع محور المولد الكهربائي فيدور محور المولد الكهربائي بنفس السرعة فتتولد على طرفي الجزء الثابت من المولد الطاقة الكهربائية.
الكويت والطاقة النووية السلمية
صرحت مديرة قسم الدراسات والبحوث في وزارة الكهرباء والماء سهيلة معرفي، أن الكويت عينت شركتين استشاريتين أمريكية وفرنسية لتقديم توصيات بشأن تطوير مشاريع الطاقة النووية، هذا وقالت إننا لا نزال نجري دراسات جدوى وننتظر صدور تقرير اليابان، وذلك في قمة المياه والكهرباء العربية التي تنظمها «ميد» في أبو ظبي.
ويواجه الطلب على الطاقة الكهربائية والماء في الكويت التزامات متزايدة، حيث نما في السنوات الأخيرة الطلب على الكهرباء بمعدل %8 سنويا وذلك وفق التقديرات الرسمية، وحتى مع الترشيد سيظل النمو بمعدل نصف ذلك وهو كبير جدا. ووفق التقديرات الرسمية، ستحتاج الكويت إلى مضاعفة قدرة محطاتها الحالية مع حلول عام 2020. مواجهة هذا الطلب لا تتم ببناء المزيد من المحطات التي تعمل بالطاقة الحرارية، أي النفط ومشتقاته، لأنها جميعها مواد خام ثمينة، والمحافظة على مخزونها أمر مهم لصالح الأجيال القادمة. هنا تبرز الحاجة إلى البحث عن مصادر بديلة، وأبرز هذه المصادر هي الطاقة النووية.
المحطات النووية
أفاد الدكتور أحمد بشارة في لقاء بجريدة القبس عام 2009، بأنه قد توسع استخدام المحطات النووية لتوليد الطاقة، حتى وصل عددها مع مطلع عام 2006 إلى قرابة 460 محطة بأحجام مختلفة منتشرة في 44 دولة. توفر قرابة 16% من مصادر الطاقة الكهربائية في العالم. بينما هناك عدد مماثل في طور التشييد أو التخطيط. وقد بين الدكتور بشارة أن الطاقة النووية تعد من أفضل مصادر الطاقة في العالم، ففي السنوات الأخيرة ومع تقدم التقنيات وزيادة الخبرة وارتفاع أسعار النفط العالمية تحسنت الأسعار التنافسية لإنتاج الكهرباء بالطاقة النووية. والطاقة النووية الأكثر كفاءة في استخدام الموارد الطبيعية لإنتاج الطاقة. ونسبة التشغيل في المحطات النووية تصل إلى %90 مقارنة بحوالي %70 في محطات الفحم، وأقل من 50% لمحطات النفط والغاز، وأسعار وقودها النووي مستقرة عالميا ومنخفضة نسبيا.
كما أشار الدكتور بشارة إلى أن الكويت في أولى مراحل برنامجها النووي للأغراض السلمية، وعليها قطع خطوات متعددة ومحددة ومعروفة وفق العهود الدولية والاجراءات الفنية المطلوبة. وان الكويت سوف تحضر المفاعل بطريقة تسليم المفتاح. وعن حاجة الكويت لهذه الطاقة، أفاد بشارة بأن الطاقة النووية واستخدامها في المجالات السلمية مثل توليد الطاقة الكهربائية، أمر له فوائده، أنها نظيفة لا تضر البيئة، وهي وإن كانت مكلفة تبقى نظيفة وبديلة عن الطاقة الناضبة مثل النفط والغاز.
وزارة الصحة الكويتية
في العام الماضي2011، وقعت وزارة الصحة الكويتية مع هيئة الطاقة الذرية المصرية مذكرة تفاهم يتم بموجبها التعاون في مجال استخدام الطاقة النووية وسب التعامل مع الكوارث والطواريء الاشعاعية والوقاية منها. أوضح وكيل وزارة الصحة للشئون الفنية الدكتور خالد السهلاوي، أن هيئة الطاقة الذرية المصرية وبموجب مذكرة التفاهم ستقوم بعقد وتنفيذ دورات تدريبية وورش عمل للكوادر الكويتية من أطباء ومسعفين في مجال التعاون مع الكوارث والطواريء الاشعاعية بهدف حماية الأفراد والمنشآت من هذه المخاطر. وأكد السهلاوي أن دولة الكويت عملت منذ سنوات على الاهتمام بالطاقة البديلة والمتمثلة في استخدام الطاقة النووية حيث بدأ التوجه نحو هذه الطاقة في وزارة الصحة الكويتية منذ نحو ثلاث سنوات بالعمل على تدريب الاطباء والمسعفين على سبل التعامل مع الحوادث الاشعاعية.
المصدر: مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 147