2000 راس تدمر 3200 شجرة صفصاف في النويصيب
خالد الكليب: الإبل التهمت 70% من "واحة الكويت"
رجب أبو الدهب
التقيناه قبل عدة أشهر.. تحدث عن مشروع واحة الكويت بكل فخر.. وبوطنية كبيرة.. مبيناً أن فكرة المشروع شخصية وبجهود تطوعية مشاركة بينه وبين زميله عبدالعزيز الرفاعي.. وكيف أنهما ينفقان على الواحة من أموالهما الخاصة.. والآن تحدث لمجلة بيئتنا بنبرة حزن وأسى.. حيث أوضح أن المشروع وبعد أن بلغ نحو 5 آلاف شجرة سدر وصفصاف.. ويمتد على مساحة تبلغ 8 كيلو مترات مربعة.. ويضم 3 واحات... وعشرات المشارب المائية للطيور والحيوانات البرية.. وعمل به أكثر من ألف متطوع.. بعد كل تلك الجهود والتكاليف.. تأتي نحو 2000 من الإبل لتلتهم نحو 70 ٪ من الواحات.. ما بين الفخر وبين الأمل والحسرة.. تحدث إلينا خاد الكليب عن مشروع «واحة الكويت».. قبل وبعد.. فمع المزيد.
* في البداية، صف لنا مشروع واحة الكويت؟
تم زراعة نحو 5 آلاف شجرة من السدر والصفصاف في صحراء الكويت، وتحديداً في منطقة النويصيب، وواحة الكويت موزعة إلى ثلاث واحات، الأولى وتسمى «واحة السيد» نسبة إلى من قام بزراعتها بنفسه وهو السيد عبدالعزيز أحمد الرفاعي، وقوام هذه الواحة نحو 700 شجرة تغطي مساحة كيلو ونصف الكيلو متر مربع، ويتم ريها بالطرق التقليدية باستخدام «تناكر المياه»، وذلك لعدم توفر الإمكانيات المالية لتركيب شبكة ري بالتنقيط، وحالياً العمل جارٍ لتوفير المخصصات المالية اللزمة لذلك، وكما أن تلك الواحة تحتوي على نحو ثلاثين مشرب مياه للطيور والحيوانات البرية.
أما بخصوص الواحة الثانية فهي واحة «نيثنس» نسبة إلى سلسلة مطاعم قامت بالتبرع لزراعة 500 شجرة صفصاف وسدر ومن ثم تجهيزها بشبكة ري بالتنقيط، والواحة عبارة عن أحواض أشجار وتمتد لنحو واحد كيلو ومائتي متر. وفيما يتعلق بالواحة الثالثة فهي واحة فيفا، وقوامها 3 آلاف شجرة، وبها نحو خمسين مشرب مياه للطيور والحيوانات البرية، وتلك المشارب تمتد لنحو ثلاثين متراً، والواحة تقع على مساحة ستة كيلو مترات مربعة.
* وهل كانت تلك البداية الفعلية للمشروع؟
لقد قمنا بزراعة 700 شجرة قبل انطلاق المشروع بشكل رسمي، وذلك على فترات زمنية متفاوتة، وتقع تلك الأشجار في عشرة مواقع جنوب البلاد، ولقد كانت الانطلاقة على المستوى الشخصي عام 1998، ومن ثم الإعلان الرسمي عن بدء العمل في الواحة عام 2011، ومنذ ذلك الوقت تحقق للمشروع التواصل مع الجهات الحكومية المعنية والقطاع الخاص الداعم.
* تلك الواحات الثلاث وهذا العدد الكبير من الأشجار والمشارب، كيف عرفت طريقها للانتشار المجتمعي؟
المشروع بدأ بشخصين اثنين فقط وهما خالد الكليب وعبدالعزيز الرفاعي، وأصح اليوم له هيكلية خاصة تشمل منسقاً عاماً وخمسة فرق رئيسية معنية بالشؤون المالية، والدعم الالكتروني، والتسويق، والإعلام، وأخيراً الفريق البيئي.
وكما أن إجمالي المتطوعين المشاركين في مختلف أنشطة المشروع بلغ نحو ألف متطوع من فئات عمرية متفاوتة، وجميعهم شاركوا في أعمال عديدة، ومنها ري واحة السيد، وزراعة واحة فيفا، وزراعة واحة نيثنس، فضلاً عن المشاركة في المناسبات الوطنية والمعارض البيئية.
* شهد مشروع «واحة الكويت» انتشاراً محلياً كبيراً في الآونة الأخيرة، فهل تحقق له مثل ذلك الانتشار والصدى الإقليمي كونه مشروعاً بيئياً كويتياً؟
في البداية أود أن أشير إلى أن المشروع أصبح يغطي نحو 8 كيلو مترات مربعة من الصحراء التي اكتست باللون الأخضر والغطاء النباتي مما أهّل جانباً من التنوع البيولوجي في تلك المنطقة، وهذا ما وفّر للمشروع الانتشار المحلي. أما فيما يتعلق بالانتشار الدولي، فقد تعددت شهرة الواحة الحدود من خلال التعاون فيما بينهما وبين مركز للعمل التطوعي في دولة قطر، عبر تنفيذ مشاريع بنفس الآلية هناك، بعدما طلبوا الاستعانة بخبراتنا، وبالفعل انتقلنا إليهم وتبادلنا الآراء وقدمنا المساعدة في مجال تحديد الأهداف والآليات اللازمة ورسم خطط وبرنامج العمل.
بالإضافة إلى أننا سنقوم بتزويدهم بتصميم الموقع الالكتروني الخاص بنا ليكون موقعاً الكترونياً لواحة الدوحة، فضلاً عن تزويدهم بالمواد الاعلامية اللازمة لترويج فكرة "واحة الدوحة".
* مشروع كبير مثل واحة الكويت يشمل حتى الآن نحو 5 آلاف شجرة من المؤكد أنه مكلف حالياً، فما هي أبرز سمات خطتكم المالية؟
تكاليف الواحة بلغت نحو 15 ألف دينار، وهي مصاريف التأسيس وزراعة 5 آلاف شجرة سدر وصفصاف والري والصيانة التي تبلغ شهرياً نحو 120 ديناراً قيمة مياه مشارب الطيور والري فقط.
* شهدت تلك المنطقة خلال الأشهر القليلة الماضية تعديات من قطعان من الإبل الأمر الذي خلف خسائر كبيرة، فكيف تصف لنا تلك التعديات ومن ثم الخسائر المادية والبيئية؟
في البداية أود الإشارة إلى أن تلك الواحات التي قمنا بزراعتها حصلت على موافقات رسمية مسبقة من الجهات الحكومية المعنية، مثل بلدية الكويت، وهيئة الزراعة التي تدعمنا بأشجار مجانية. وكما أن الواحات تقع في المناطق الممنوع الرعي بها، إلا أننا فوجئنا بنحو 2000 من الإبل تدخل تلك المناطق ومن ضمنها الواحة، وعلى الفور قمنا بلقاء أصحابها وقدمنا لهم فكرة عامة عن فائدة ذلك المشروع التطوعي الوطني، وذلك بغية إبعاد الرعي عنها، خاصة وأن الشتلات كانت في مراحل نموها الأول، وبالفعل استجابوا لعدة أسابيع ومن ثم عادت الإبل إلى المنطقة واعتدت على أشجار ذات ارتفاعات تصل لنحو متر ونصف المتر مسببة تلفاً ودماراً لهذه الأشجار إلى أن تقلصت أطوالها إلى ما بين 30 - 50 سم. والضرر بلغ نحو 70 ٪ من المشروع ككل، بمعنى نحو 3200 شجرة تقريباً.
والمؤلم في الأمر أن الضرر في المقام الأول اعتبره بيئياً نظراً لانتشار الغطاء النباتي في تلك المناطق الصحراوية، فضلاً عن الخسارة المالية، سواء في تكاليف الزراعة والري أو إعادة الصيانة وشتل بعض الأشجار مرة أخرى.
وأعود وأؤكد أن هذا المشروع في النهاية سوف يعود بالنفع على الماشية عموماً ولكن بعد أن تمر الأشجار بعملية النمو الكاملة، حيث أنها ستكون مصدراً للغذاء والظلال لهذه القطعان من الماشية.
وأعلم أن أصحاب الإبل جاءوا لمنطقة غير مسموح الرعي بها نظراً لارتفاع أسعار الأعلاف ولكن الضرر البيئي عواقبه أشد وأعظم من قيمة ارتفاع أسعار الأعلاف لأنه سيمتد لسنوات طويلة.
* وماذا عن المركز الإعلامي لفروسية الكويت والذي قمت بتأسيسه أخيراً؟
في مبادرة تطوعية جديدة أطلقنا المركز الإعلامي لفروسية الكويت وهو عبارة عن موقع الكتروني يسلط الضوء على رياضة الفروسية في الكويت، حيث أنها رياضة حققت الكثير من الإنجازات الوطنية والإقليمية والعالمية، وسجلت إنجازات باسم دولة الكويت إلا أنها لم تحظ بالتغطيات الإعلامية المنشودة مما ولّد لدينا دافعاً للمساهمة في نشر الوعي بهذه الرياضة وتوثيق الإنجازات المذكورة. ومما يستحق الذكر بأن دولة الكويت كانت من الدول الرائدة في هذه الرياضة، ففي الأولمبياد الآسيوي 1982 حققت الكويت المراكز الثلاث الاولى في قفز الحواجز عن طريق ثلاث فارسات وهن نادية المطوع وشقيقتها جميلة والشيخة بارعة الصباح.
* وما هي الأهداف الرئيسية للمركز؟
- تسليط الضوء على الإنجازات الكويتية في هذه الرياضة.
- توفير مصدر للمعلومات والأخبار والإرشيف الإعلامي الخاص بهذه الرياضة في موقع واحد.
- إبراز الدور الريادي لدولة الكويت في هذه الرياضة وإظهاره للعالم.
المصدر: مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 153