بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

الثعابين

الثعابين في الصحراء الكويتية

فاطمة المذكوري

الاسم: صل الصحراء الأسود، البرجيل Walter Innesia Aegyptia

فصيلة: الصلال Elapidae

صل الصحراء الأسود يعد من الثعابين النادرة في دولة الكويت، فقد عثر عليه حديثاً ولأول مرة.. هذا الثعبان الأسود اللون اللامع الذي لم يسجل منه في الجزيرة العربية إلا نحو من عشرة أفراد، مخلق جدير بأن يكون موحياً بالخرافات والأساطير، فهذا الثعبان الذي يضفي عليه التراث الشعبي شتى القوى الخارقة يخشاه البدوي حتى أنه يعتقد أن روح الثعبان المقتول سوف تقنص من قاتله، وصل الصحراء الفاحم السواد يختلف يختلف عما سواه من الصلال في أن لا قلنسوة له، ولكنه بطوله الذي يتجاوز 120 سنتيمتراً ومظهره الأسود الفاحم وفحيحه المرتفع، فيه ما يكفي لإرهاب وصد أي إنسان اللهم إلا المتهور الجسور، وفيما عدا ما نعلمه من احتمال كونه كائناً يمارس نشاطه ليلاً، لا نعرف عن أسلوب حياته سوى النزر اليسير، وأقل من ذلك ما نعرفه عن طبائعه، فبينما يتفق الجميع مثلاً، على أن الثعابين البحرية حقاً ليست عدوانية لا نستطيع أن نقرر تعميماً من هذا القبيل بشأن هذا الصل، فبعض الملاحظين ذكروا أنه كائن وديع بينما يؤكد أآخرون أنه ثعبان عدواني للغاية يستفزه للهجوم أدنى إثارة، ومهما يكن من أمر طبيعته فالأفضل أن يترك وشأنه، كما أن علينا بكل تأكيد ألا نقتله، فصل الصحراء الأسود قد يكون واحداً من حيوانات العالم النادرة المهددة بالانقراض، والثعابين من فصيلة الصلالة (Elapidae) تكون أنيابها على نقيض أنياب الأفاعي مثبتة ولكن تخفيها ثنايا في الفك العلوي عند مستوى فتحتي الأنف تقريباً، ولما كان سم هذه الصلال يفوق في شدته سم الأفاعي بضع مرات، فإنها تعد بحق ثعابين بالغة الخطورة، وسم الصلال على وجه العموم مؤذ للجهاز العصبي وخطر جداً بالنسبة للإنسان، لهذا ينبغي تجنب هذه الثعابين وتركها وشأنها.

بواء الرمل أو الدساس Eryxjayakri

فصيلة: البواء Boidae

بواء الرمل من الثعابين التي تدفن نفسها تحت سطح الأرض، وهي النوع الوحيد المعروف في الكويت من فصيلة البواء Boidae، ويسهل تمييزها بطرفيها الخلفيين الأثريين، اللذين يبدوان كبروزين على جانبي فتحة المجمع، هذه البواء قد يبلغ طولها 50سم، ولها جلد بني شديد اللمعان يميل إلى اللون الذهبي وتظهر عليه أشرطة بيضاء مستعرضة، والتحورات التي تمتلكها هذه البواء وتهيؤها للحفر في الرمل شبيهة بتلك التي للسقنقور، فرأسها إسفينية الشكل، وفتحتا الأنف فيها مزودتان بصمامات، والفكان متداخلان، والحراشف ملساء وهي تشيع بكثرة في المناطق ذات التربة الناعمة، ولو أنها نادراً ما تظهر للعيان؛ لأنها لا تخرج من تحت الرمال إلا لاقتناص فرائسها، وهي كالأصلات العاصرة تقتل فريستها بعصرها بين لفات جسمها بعد أن تمسكها بفمها وتمنعها من الهرب.

الثعبان ورقي الأنف Lytorhynchus Diadema

فصيلة: كولبريدي Colubridae

ينتمي ثلثا ثعابين العالم إلى فصيلة الثعابين كولبريدي وفي دولة الكويت توجد أربعة أنواع من هذه الفصيلة اثنان منها فقط سامان.

وأبرز أنواعها الثعبان ورقي الأنفق وهو ثعبان غير سام وذائع الانتشار، وقد استمد اسمه من وجود درع كبير فوق أنفه، يعيش هذا الثعبان في المناطق الرملية أو حيث تكثر الشجيرات، وعندما يثار فرنه غالباً ما يلف جسمه لفتين، وتتخذ رأسه وضع الهجوم، ويصدر عنه فحيح عال حتى ولو كان صغير الحجم، كما أنه يحاول الانقضاض عدة مرات على مهاجمه، ولكنه بالرغم من كل هذا العرض والتظاهر ثعبان غير سام.

الثعبان أرقط البطن: ثعبان الفأر Coluber Ventromaculatus

فصيلة: كولبريدي

الثعبان أرقط البطن Coluber Ventromaculatus ثعبان غير سام ينتشر في كل أنحاء شبه الجزيرة العربية، ويعيش عادة في المناطق الصخرية وداخل المباني القديمة، ويسهل التعرف على هذا العثابن الطويل النحيل من خلال العلامات الداكنة الممتدة على رأسه بين عينيه والتي تنتهي بما يشبه علامة الفاصلة (،) أسفل كل عين.

الثعبان يهاجم عادة الثدييات الصغيرة والطيور والسحالي ويفترسها بأسنانه الصغيرة الحاد.

الاسم الشائع: الأفعى المقرنة Cerastes Cerastes

تعد الأفعى المقرنة أكثر الثعابين الأرضية سمية في الكويت هذه الأفعى تنثني أثناء حركتها بحيث تصنع بجسمها القوى مجموعة من الثنيات أو الطيات الجانبية إلى اليمين وإلى اليسار، تكون متعامدة على اتجاه الحركة، بينما تبقى رأسها دائماً متجهة إلى الأمام، وهكذا تبدو هذه الحية وكأنها تتدحرج على الرمل، مخلة ورائها آثاراً منجلية الشكل على سطحه، وقد استمدت هذه الحية اسمها من وجود حراشيف خلف عينيها على هيئة قرون، ولذا يشار إليها عامة بأفاعلي الرمل، ولكلا الشكلين من الحيات جسم ممتلئ، وذيل قصير مستدق، ورأس عريضة سهمية الشكل. كما أن الأعين فيها كبيرة، وتكون مرفوعة عالياً على جانبي الرأس، ويظهر بها البؤبؤ على هيئة شق عمودي، ويتدرج لون الحية المقرنة من الرمادي المصفر إلى البني المحمر، مع وجود أشرطة داكنة بعرض الظهر، وهي تتصف بالكسل وبطء الحركة، وتوجد عادة مدفونة في الرمل، أو ملتفة وراقدة تحت الشجيرات، ولذا من الخطر التجول في مناطق الرمال الناعمة التي تتواجد فيها هذه الحية دون اتخاذ سبل الوقاية المناسبة والقدر الكافي من الحيطة.

وعندما تكون هذه الحية مدفونة كلية في الرمل، بحيث لا يظهر منها غير عينيها، يظل مكانها ملحوظاً بوضوح، بسبب الدوائر التي تظهر على سطح الرمل من فوقها ،والتي تنشأ أثناء غوصها فيه، فهي عندما تدفن نفسها في الرمال، تلف جسمها أولاً، ثم تحرك ضلوعها على الجانبين بالتناوب لتزيح الرمل من تحتها إلى أن تغوص كلية تحته والحيات عامة إذا ما أثيرت تراجعت إلى الخلف قليلاً، ثم أصدرت فحيحاً مميز للتحذير، تصنعه باحتكاك لفات جسمها ببعضها ببعض، كما أنها قد تفتح فمها في الوقت نفسه لتكشف عن باطنه القرمزي الناصع.

إلا أن ذلك كله لا يعد استعدادها للهجوم، ولا ينبغي للمرء أن يسيء التقدير معتقداً أن البعد اللازم لهجوم هذه الحية لا يتعدى طول اللفة الأولى من لفات جسمها؛ لأن باستطاعتها الهجوم بطول جسمها كله دفعة واحدة، وهي أيضاً لا تحتاج لعضة كاملة بكل فمها لكي تتمكن من حقن سمها؛ لأن لها جهازاً معيناً وأسلوباً خاصاً فعالاً في توصيل السم بسهولة أكثر إلى جسم الفريسة أو المهاجم فهي تمتلك نابين أجوفين كبيرين، ويمكن إبرازهما خارج الفم وغرسهما في جسم الفريسة، وبمجرد ملامسة هذين النابين للفريسة، ينقبض كيسا السم ليندفع السم منهما في جسمها، وإزالة هذه الأنياب لا تبقى الحية غير سامة بصفة دائمة؛ لأن أنياباً جديدة تنمو لها لتحل محل الأنياب المنزوعة.

المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 59