بيئتنا بيئتنا البوابة البيئية الرسمية لدولة الكويت

الطاقة الشمسية

الطاقة الشمسية

لتدفئة المدارس وتشغيل أفران الخبز

الأرجنتينيون يصادقون الطاقة الشمسية

أحمد أشكناني

يتم سنويا في منطقة المرتفعات شمال غربي الأرجنتين حرق آلاف الأطنان من الأشجار لأغراض الطهي والتدفئة. وتحاول المنظمة الأرجنتينية الناشطة في مجال حماية البيئة «أيكوأندينا EcoAndina» منذ سنوات طويلة تخفيف حدة عملية القطع الجائر للغابات، وذلك من خلال إدخال أنظمة الطاقة الشمسية في تلك المنطقة. واليوم تستخدم مئات العائلات الطاقة الشمسية في الطهي، كما أصبحت العديد من القرى تستخدم هذا النوع من الطاقة المتجددة في تشغيل أفران الخبز ولتزويد الحمامات بالمياه الدافئة وإلى جانب هذا النوع من أنظمة التدفئة بالطاقة الشمسية البسيطة والفعالة في نفس الوقت، تم تجهيز العديد من مدارس هذه القرى بهذه التقنيات بهدف توفير التدفئة في فصل الشتاء.

إن جهود تطوير أنظمة الطاقة المتجددة لا تقتصر على الدول الصناعية المتقدمة، بل تتعداها إلى الدول الصاعدة والنامية كذلك. ونجد اليوم أن الكثير من الدول تتجه الآن بشكل متنام لإنتاج تلك النظم بنفسها عوضا عن استيرادها من أوروبا.

أشعة الشمس

إذا كان سكان المرتفعات غرب الأرجنتين يملكون شيئا واحدا يتعدى احتياجاتهم، فهذا الشئ هو أشعة الشمس. وفي تلك المنطقة القاحلة التي يصل ارتفاعها إلى عدة آلاف من الأمتار، يكون تركيز الأكسجين في الهواء قليلا، وتصبح قوة أشعة الشمس طبقا لذلك مركزة بشكل كثيف حيث تقدر الأشعة المسلطة على مدار السنة على كل متر مكعب بأكثر من 2200 كيلوواط / ساعة، أي ما يغطي متوسط الاستهلاك السنوي من الطاقة لأسرة مكونة من شخصين. ومن هنا فإن الشروط اللازمة لاستغلال الطاقة الشمسية متوفرة في هذه المنطقة بشكل مثالي وذلك من الناحية النظرية على الأقل، إذ يصعب الوصول إلى منطقة المرتفعات في شمال غرب الأرجنتين التي تمثل جزاء من سلسلة جبال الأنديز، لذا فهي غير موصلة بشبكة الكهرباء.

إلا أنه يتم الآن تزويد القرى بشكل تدريجي بتكنولوجيا الطاقة الشمسية. وهذه التكنولوجيا لا توفر إمدادات الطاقة اللازمة للقرى فحسب، وإنما تساهم أيضا في توفير فرص جديد للعمل في قرى المنطقة الفقيرة. فالشركات المحلية هناك تتولى كل الجوانب المرتبطة بهذا النوع من الطاقة، كإنتاج نظم الطاقة الشمسية وتركيبها وصيانتها، وهي بالتالي بحاجة إلى أيدي عاملة.

النظم المحلية

تعتبر ألمانيا مصدر المعرفة التقنية في مجال أنظمة الطاقة الشمسية، تنقل إلى العمال من خلال الجهود التي تبذلها منظمة «أيكوأندينا EcoAndina»، إذ أصبح بإمكان العمال الآن إنتاج أجزاء كبيرة من أنظمة الطاقة الشمسية بأنفسهم، ومنها على سبيل المثال الأسطح اللامعة التي تقوم بعكس أشعة الشمس، وبذلك تنتفي الحاجة لاستيرادها من الخارج. أما بعض الأجزاء الأخرى مثل الشرائح وخزانات المياه فيتم إحضارها من العاصمة بوينس آيرس. ويعتبر هذا الأسلوب الهادف إلى مساعدة الناس حتى يتوصلوا إلى مساعدة أنفسهم، يسعى في جوهره إلى دعم نهوض صناعة محلية في المنطقة. فإن هذه الصناعة المحلية هي الأساس لنجاح المشاريع التي يتم إنجازها هناك. فالإنتاج في عين المكان أقل تكلفة بكثير مقارنة بالاستيراد، وهذا ينعكس على انخفاض سعر نظم الطاقة الشمسية المنتجة المحلية، ويجعلها متاحة بالنسبة للكثيرين.

تجربة هندية

ويوضح مثال المنظمات الإنسانية في الهند الكيفية الصحيحة لوضع أسس للإنتاج المحلي، فمنظمة «ميسيريور MISEREOR» الألمانية تقوم بالتعاون مع منظمة «لايا LAYA» الهندية بإدخال مصابيح الإنارة التي تعمل بالطاقة الشمسية إلى القرى النائية وهذه المصابيح يتم إنتاجها محليا كما تقوم شركة أخرى تتخذ من المنطقة مقرا لها، بإنتاج المكونات اللازمة لمحطات الطاقة المائية، ومنها يتم تزويد القرى المحيطة بالكهرباء.

القارة الإفريقية

وعلى النطاق الإقليمي تسعى المنظمات والشركات للتعاون على مستوى القارة الإفريقية إلا أن ذلك ليس بالأمر اليسير، إذ إن مصدر التكنولوجيا في هذه الحالة هو أوروبا. وتنتقد المنظمات الإنسانية هذا مؤكدة على أن الحاجة ماسة إلى نقل الخبرة التقنية وليس إلى نقل مواد عينية.

وبالرغم من أن السكان يشتركون في تنفيذ تلك المشروعات، إلا أن التقنية تأتي غالبا بالدرجة الأولى من أوروبا وآسيا، فإن إنتاج محطات الطاقة المتجددة محليا، هو أمر مرغوب به، إلا أنه لا توجد حتى الآن شركة تقوم بذك. إن هذا النقص في الصناعة التحويلية يمثل أيضا مشكلة بالنسبة للشركات المتخصصة في مجال الطاقة المتجددة. وتنتج شركة «ماديسون» لهندسة الطاقة الشمسية في زيمبابوي بشكل أساسي النظم الكهربائية الضوئية وهي تنفذ عمليات التجميع والتركيب في المواقع المعنية، إلا أن مكونات نظم الطاقة الشمسية نفسها فهي مستوردة من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، أو حتى من الهند أحيانا، إن تكاليف الاستيراد باهظة.

إن الالتزام بدعم الإنتاج المحلي من أجل استغلال الطاقة المتجددة، قائم بغض النظر عن المكان. فالجهات الداعمة مجمعة على إمكانية أن تكلل هذه المساعي بالنجاح، في زيمبابوي أو في بلدان إفريقية أخرى أسوة بالتجربة في كل من الأرجنتين والهند. لهذا يجب الترويج لفكرة مساعدة الناس ليصبحوا قادرين على الاعتماد على أنفسهم ونشرها.

هدف وأرقام

هدف المشروع : الحد من القطع الجائر للغابات وتحسين المستوى المعيشي للسكان.

حجم المشروع : إدخال الطاقة الشمسية إلى ثماني قرى ومن ضمنها 350 موقدا شمسيا، ومنها إدخال 81 من نظم تدفئة المياه وعشرة أخرى لتدفئة المدارس.

الكمية المنخفضة من ثاني أكسيد الكربون : حوالي 1100 طن سنويا في الوقت الحالي في ثماني قرى.

المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 130