أكدت على أهمية إجراء دراسة دورية لكيميائية المياه الجوفية
د.فوزية الرويح: الشحن الاصطناعي يؤمن مخزونا استراتيجياً لمياهنا الجوفية
أوصت دراسة أكاديمية كويتية بأهمية الحفاظ على المياه الجوفية كونها مياه ناضبة غير متجددة لقلة الأمطار من خلال إيجاد مصادر أخرى للموارد المائية كتحلية مياه البحر واستخدام مياه الصرف الصحي المعالجة وخفض معدلات السحب من المياه الجوفية .
وأكدت الدراسة التي أعدتها الأستاذة بقسم علوم الأرض والبيئة بكلية العلوم بجامعة الكويت الدكتورة فوزية الرويح والأستاذ بقسم الجغرافيا بكلية العلوم الاجتماعية الدكتور محمد الخزامي على أهمية إجراء دراسة دورية لكيميائية المياه الجوفية واعتماد تقنية الشحن الاصطناعي للمياه الجوفية لعمل مخزون استراتيجي للمستقبل، وتعميم الدراسة على جميع الحقول المائية في الكويت.
وبهذا الخصوص التقت بيئتنا الدكتورة فوزية الرويح وكان هذا اللقاء.
في البداية ما هي معوقات تكوين مياه سطحية في الكويت؟
الكويت فقيرة في مواردها المائية الطبيعية بسبب الأمطار القليلة التي يبلغ معدلها 155ملم / فى السنة إضافة إلى أن نسبة التبخر عالية ولا تسمح بتكوين المياه السطحية التي إن وجدت يقتصر وجودها على فصل الشتاء كمياه سطحية مؤقتة .
وكيف يمكن تقسيم حقول إنتاج المياه الجوفية؟
قسمت الدراسة حقول إنتاج المياه الجوفية إلى قسمين رئيسيين حسب نوعية المياه المنتجة: الأول مياه جوفية عذبة والثاني مياه جوفية قليلة الملوحة. وأشارت إلى أن حقول المياه الجوفية العذبة توجد في شمال الكويت وفي تكوين الدبدبة من مجموعة الكويت في منخفض الروضتين ومنخفض أم العيش.
وكيف يمكن تقسيم حقول إنتاج المياه الجوفية؟
وقالت إن حقل الروضتين اكتشف في شهر مايو 1960وتبلغ مساحته 50كيلو متراً مربعاً وهو مستطيل الشكل ويتراوح امتداده من الشرق إلى الغرب بين 4 - 5 كيلومترات أما طوله فيبلغ من الشمال إلى الغرب حوالي 15 كم في حين ارتفاع المنخفض يصل إلى 38 مترا فوق سطح البحر.
ويتكون الحقل من 113 بئراً منها 26 بئراً منتجة و87 بئراً منتجة تجريبية ومراقبة بطاقة تصميمه للحقل 5.3 مليون جالون إمبراطوري من تكوين الدبدبة المكون من صخور رملية وحصوية وتفــصلها طـــــبقات رملية ناعمة وطبقات طينية قليلة المسـامية ويصل المجموع الكلي لسمك الطبقات إلى 21 مترا ويتراوح مجموع الأملاح الذائبة ما بين 300-2000جزء في المليون.
نود إلقاء الضوء على مجموعة الكويت وتكوين الدمام.
المصدر الرئيسي لموارد المياه الطبيعية هي المياه الجوفية وتوجد المستغلة منها في طبقات مجموعة الكويت وتكوين الدمام وتنساب حركتها من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي اضافة الى أن مجموع الاملاح الذائبة (تي.اس.دي) في كل من خزان مجموعة الكويت وتــــــكوين الدمام يزداد من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي في اتجاه حركة المياه الجوفية ويتراوح ما بين 2500– 15000جزء في المليون .
إذاً لماذا انخفض معدل انتاج حقل الروضتين؟
إن ارتفاع الملوحة في الآبار القريبة من الحد الفاصل بين المياه العذبة وقليلة الملوحة ما أدى إلى تخفيض معدل الإنتاج من الحقل، كما أن نوعية المياه الكيميائية هي كبريتات الصوديوم وبيكربونات الكالسيوم وكبريتات الكالسيوم وكلوريد الصوديوم وبيكربونات الصوديوم مما يدل على أن مياه حقل الروضتين مياه عذبة تكونت نتيجة لتجمع مياه الأمطار الغزيرة غير المنتظمة في العصر البليستوسين المطير .
مارأيك في بناء وحدات تقطير مياه البحر
دولة الكويت وبسبب محدودية مصادر المياه العذبة الطبيعية أمنت حاجات السكان من المياه العذبة من خلال بناء وحدات تقطير مياه البحر السعة المركبة لمحطات التقطير بلغت 315 مليون جالون امبراطوري يومياً بينما بلغ أقصى استهلاك 104680 مليون جالون يوميا وسجل في عام 2004 ما يعكس التطور الكبير الذي حدث في البلاد ويعتبر أحد المقاييس والمؤشرات على الرقي والتطور في الكويت .
التركيب الجيولوجي
استعرضت الدراسة التركيب الجيولوجي العام لحقل الروضتين ومنها حقل أم العيش الذي تم اكتشافه عام 1963 مشيرة إلى أنه يتم إنتاج المياه العذبة من تكوين الدبدبة المكون من صخور رملية وحصوية تفصلها طبقات رملية ناعمة وطبقات طينية قليلة المسامية.
ويتكون الحقل من 61 بئرا منها 26 بئرا منتجة و35 بئرا تجريبية ومراقبة بطاقة تصميمه 5.1 مليون جالون إمبراطوري يوميا وتتراوح ملوحة المياه الجوفية ما بين 300-2000جزء في المليون، مشيرة إلى أن التصنيف الكيميائي لمياه أم العيش أظهر أن هناك أربعة أنواع من المياه العذبة هي بيكربونات الكالسيوم وكلوريد الكالسيوم وكبريتات الكالسيوم ، كما تبين من التحاليل الكيميائية لمياه أم العيش أن تركيز القلويات الأرضية (كالسيوم وماغنسيوم) يزيد عن تركيز القلويات (الصوديوم والبوتاسيوم) وأن تركيز الأحماض القوية أكبر من تركيز الأملاح الضعيفة.
وحول حقول المياه قليلة الملوحة أكدت أنها توجد في كل من طبقات تكوين الدمام وطبقات مجموعة الكويت في النصف الجنوبي والجنوبي الغربي من الكويت ويعتبر حقل الصليبية والشقايا وأم قدير أكبر الحقول إنتاجاً لهذه المياه التي تستعمل لأغراض الزراعة والخلط مع المياه المنتجة من التقطير لأغراض الشرب . وتتحرك المياه الجوفية في مجموعة الكويت وتكوين الدمام بصفة عامة تحت ضغط من الاتجاه الغربي إلى الشمال الشرقي من دولة الكويت .
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 90