مصادر الملوثات في جون الكويت
عبير العبري
تتأثر البيئة البحرية الكويتية بما يحدث حولها من متغيرات اقتصادية واجتماعية وثقافية، ولكن الزيادة الكبيرة في عدد السكان في الفترة التي تلت اكتشاف النفط في الأربعينات من القرن الماضي، وكذلك الزيادة الهائلة في المنشآت الطرق والتغير الأقتصادي الجذري الذي صاحب ظهور النفط وتركيز النشاطات السكانية في المنطقة الساحلية والملاصقة للبيئة البحرية واقامة الموانئ التجارية والنفطية ومنشآت تحلية المياه وشبكات المجاري، كل ذلك أدى إلى خلق اوضاع جديدة أثرت تاثيرا مباشرا على التوازن البيئي القائم للبيئة البحرية الكويتية، وفيما يلي أهم المصادر الحالية لتلوث البحري في جون الكويت:
عمليات نقل النفط وتسرباتة
تتعرض المناطق الساحلية باستمرار لخطر التلوث بالنفط بسبب ازدحام حركة مرورالناقلات النفط فيه، وكذلك بسبب انتشار عمليات التنقيب باستخراج النفط داخل مياهه، وخاصة أن جون الكويت يأخذ بعدا خاصا من ناحية التلوث النفطي باعتباره بيئة مائية شبه مغلقة من جهه ولأهمية مياه الجون كمصدر للغذاء والماء من جهة أخرى.
والملوثات النفطية التي تصل بفعل الأمواج الى المناطق الساحلية تمتزج برمال الشاطئ، وهذا النوع من التلوث قد يدوم عشرات السنين لعدم تأثر مركبات البترول المدفونة تحت الرمل ببعض عوامل التعرية مثل الأكسدة والتبخر والتحلل، وبذلك يشكل خطرا دائما للكائنات البحرية التي تعيش في المناطق الضحلة على امتداد السواحل.
الصناعات الكبري
انتشرت في الآونة الأخيرة العديد من الأنشطة الساحلية والمشاريع على الشريط الساحلي لدولة الكويت والتي كان لها تأثير على خصائص ومكونات البيئة في المنطقة الساحلية سواء من الناحية الفيزيائية أو الأجتماعية أو الحضارية أو الإقتصادية وحتى الجمالية مما يتطلب إعادة النظر والتفكير، فعلي سبيل تحقيق الاستخدام الأمثل للشريط الساحلي مع محاولة الإقلال من المردود البيئي المصاحب لتلك المشاريع والأنشطة بشكل يحقق التطوير المطلوب ويحافظ على الإتزان الساحلي للمنطقة في الوقت نفسه.
وأدى التطور الصناعي إلى ظهور صناعات مختلفة حيث تم إنشاء العديد من المناطق الصناعية في مختلف مناطق البلاد حيث تركزت الصناعات التحويلية في منطقة الشويخ التي تنتشر بها عدد من المنشآت الصناعية الكبرى مثل مطاحن الدقيق الكويتية ومحطة تقطير المياه ومصنع الملح والكلورين وتضم أنشطة صناعية مختلفة تشمل صرف خدمات للمواطنين وأغراض تجارية، وهذاالنمو في النشاطات الصناعية أظهر العديد من المشاكل المتعلقة بالتخلص من النفايات الصناعية الصلبة سواء كانت معمارية أوصناعية أو نفطية.
وتتكون النفايات الصناعية من الحماة الطببيعية والزيوت والشحوم والمواد الحفازة ومن بقايا المواد الخام المستخدمه في الصناعة مثل بقايا البلاستيك والزجاج والأوراق والأخشاب والبلاستيك وصفائح الحديد والألومنيوم، كما تشمل المخلفات الناتجة عن عمليات التصنيع مثل برادة الحديد وبرادة الخشب وقصاصات الورق وخيوط النسيج وقصاصات الأقمشة و وقطع الجلود وتضم المخلفات الصناعية مواد البناء ومواد معدنية.
الصناعات الصغري
تنتشر عدد من المنشآت الصناعية الصغرى في منطقة الشويخ الصناعية، مثل محطات وخدمات السيارات المختلفة والمسلخ المركزي ومصانع المشروبات الغازية وغيرها والمطاعم والمراكز الترفيهية المنتشرة على طول الواجهات البحرية الممتدة على طول شاطئ الكويت.
مياه الصرف الصحي
مياه الفضلات والصرف الصحي، وهي المياه الناجمة عن مختلف الاستخدامات المنزلية والتجارية والصناعية والتي تصب في شبكة المجاري سواء أجريت عليها معالجة خاصة مسبقة أو لم تجرعليها أي معالجة وتحتوي مياه الفضلات على حوالي 99% مياه وحوالي %1 من الشوائب والملوثات البيولوجية وبقايا الحيوانات الميته والنباتات بالإضافة الى الكائنات الدقيقة والمواد الصلبة، وهذه الشوائب تعتبر مصدرا هاما للتلوث البيئي، كما تسبب معظم الأمراض السارية التي تشكل خطرا على صحة العامة حيث وصل عدد سكان في الكويت حوالي 3 ملايين نسمة، فمعدل انتاج المياه الفضلات اليومية حوالي 560000 متر مكعب كل عام (العوضي، 2002).
وتعتبر محطة العارضية أول محطة لمعالجة المياه الصحية بدولة الكويت، وتقع في الجزء الجنوبي الغربي لمدينة الكويت وتبلغ طاقة الأستيعاب التصميمية لهذه المحطة حوالي 150000 متر مكعب كل يوم، وحاليا تستقبل أكثر من 170000 متر مكعب كل يوم ونظرا لإرتفاع كمية المياه الصحية فإنه يتم صريف جزء منها من خلال مخارج الطوارئ المنتشرة على طول الساحل الكويتي بدون معالجة (ميساك والمجموعة، 2000).
تأثير مياه الفضلات على طبيعة السواحل
من خلال التقارير السنوية التي تصدرها إدارة تلوث المياه التابعة للهيئة العامة للبيئة بشأن دراسة أنواع البكتيريا المضرة بالصحة (القولونية، السبحية، القولونية البرازية) لمواقع z4، z5،z6، الخاصة بمدينة الكويت.
قام (السنافي، 2002) بدراسة نتائج البكتيريا المضرة بالصحة لعام 1993-وحتى2000 بعد مقارنتها بالمعدلات القياسية للهيئة العامة للبيئة تبين أن معدل الملوثات البكتيرية خلال عامي 1999-2000 في انخفاض ملحوظ بالقراءات للملوثات البكتيرية عن المعدلات المسموح بها.
بينما ذكر (المرموش والمجموعة، 2000) في دراسته عن الإدارة الكاملة للبيئة الساحلية انتشار مخارج الصرف الصحي على طول مدينة الكويت وهى (السلام، الأميري، وبنيد القار، الشعب، رأس الأرض، السالمية) بدراسة المؤشرات البكتيرية ل z5 خلال سنوات (1993-1997)، ومن خلال التقارير السنوية التي تصدرها الهيئة العامة للبيئة أن معدلات الشهرية بالمقارنة مع المعدلات القياسية التي وضعتها الهيئة تبين أن أعلى مستويات البكتيرية سجلت في منطقة السلام والأميري.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 90