رئيس فريق غواصي الكويت ...
حسين القلاف : 100 انجاز بحري لـ 45 غواصا بطراد واحد!
حامد الابراهيم
قال رئيس فريق غواصي الكويت حسين القلاف أن عدد الغواصين في الفريق وصل إلى 45 غواصاً من بينهم 5 مدربين يعملون جميعا على دعم العمل التطوعي ويقدمون فكرا جيدا للمحافظة على البيئة. وأكد القلاف في لقاء خاص لـ «بيئتنا» أن انجازات فريق غواصي الكويت تجاوزت المائة انجاز وأصبحنا نطبق أساليب جديدة في التعامل مع البيئة البحرية مشيراً إلى أن أهم المعوقات والمشاكل التي تواجه الفريق تتمثل في نقص الدعم المادي حيث تحتاج إلى هذا الدعم في زيادة معداتنا البحرية وأجهزة الغوص لمواصلة مسيرتنا وتطوير قدراتنا. وذكر أن حملة «سنيار» التي أطلقها مركز العمل التطوعي برئاسة الشيخة أمثال الأحمد الصباح تهدف إلى وقف التلوث البحري بجميع أشكاله مشيراً إلى أن «سنيار» هي فريق غواصين الكويت وسنعمل على استمرارها كي تحقق كافة أهدافها. وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
متى تأسس فريق غواصي الكويت؟
تأسس الفريق في عام 2005 ويضم مجموعة من الغواصين الكويتيين وغير الكويتيين وعددهم حتى اللآن 45 غواصاً بينهم 5 مدربين عالميين.
لماذا اخترت الانضمام إلى مركز العمل التطوعي؟
الغواصون الذين انضموا للمركز كانوا أساساً يعملون مع الشيخة أمثال الأحمد الصباح في مجال العمل التطوعي البحري وبمجرد صدور مرسوم أميري بإنشاء مركز العمل التطوعي قمنا بالانضمام إلى المركز بدون تردد لأننا نعلم أساس العمل ومصداقيته في مجال العمل التطوعي.
ما هي الأهداف التي يسعى الفريق لتحقيقها؟
أهدافنا عديدة أهمها التشجيع على العمل التطوعي في مجال البيئة البحرية والمحافظة على البيئة البحرية وإعداد كوادر جديدة تنضم إلى الفريق الحالي حتى يتسلموا الراية ويكملوا المسيرة وحاليا تقدم فكرا جديدا للبيئة حيث أن كل فرق الغوص الموجودة حاليا على الساحة تعمل على التخلص من الدمار البيئي ونحن نطبق نظام جديد لنشر الثقافة البيئية على مبدأ «الوقاية خير من العلاج»، وقد طبقنا نظام العلامات البيئية «إشارات بحرية»وتسمى إشارات الإحساس بالمسئولية البحرية وهي لأول مرة تطبق في الكويت وكذلك استطعنا من خلال حملة سنيار الاجتماع مع جميع الجهات المعنية بالبيئة البحرية من خفر السواحل وهيئة البيئة وهيئة الزراعة والثروة السمكية وإدارة التحقيقات في الداخلية وشركة نفط الكويت والإنقاذ البحري وبحثنا معهم المشاكل التي تواجههم في البحر وتطبيق القانون على المخالفين.
ماذا عن انجازات فريق غواصين الكويت؟
تجاوزنا المائة انجاز ولكن كل مايهمنا ليس هو عن الانجازات وإنما يهمنا أننا قد وصلنا إلى مرحلة اكتسبنا منها الخبرات الكبيرة وأصبحنا نطبق أساليب جديدة في التعامل مع البيئة البحرية ومن خلال العمل في انتشال السفن الغارقة والتخلص من شباك الصيد العالقة في الشعاب المرجانية وانقاذ الكائنات البحرية.
ما هي المشاكل التي تواجهكم كفريق غوص؟
من أهم المشاكل التي تواجهنا هي الدعم المادي الذي يعتبر ضروري جداً ونحن كفريق نملك طرادا واحدا ونحن 45 غواصا وعندما تحدث عملية كبيرة يكون الفريق عاجز عن المشاركة الكامله في مثل هذه العمليات وحيث أننا نحتاج طراريد ومعدات حديثة لتطوير أنفسنا فضلاً عن معوقات في العمل تتمثل في التيارات المائية والخطورة في التعامل مع «اللنجات الغارقة» التي تقوم بانتشالها في الخارج شركات مقابل مبالغ مادية طائلة.
هل لديكم تطلعات بالمشاركة في دورات تخصصية لاكتساب المزيد من الخبرات؟
الفريق ينظم دورات تدريبية لتطوير الأعضاء عن طريق مدربين لدينا وإذا تطلب الأمر أن يكون هناك دورة خارج البلاد سنسعى إلى المشاركة فيها والحصول على خبرات جديدة يستفيد منها الأعضاء الجدد والقدامى.
هل تشاركون في أعمال الغوص للبحث عن جثث الغرقى؟
البحث عن الجثث يحتاج إلى شخص مؤهلا نفسيا قبل أن يكون مؤهلا علمياً ونحن كمتطوعين لا ندخل في هذا المجال وهو ليس مجال العمل التطوعي إلا في حالة الكوارث لا سمح الله أما في الظروف العادية فإن هناك فرقا خاصة ونحن على أتم الاستعداد للعمل إذا تم استدعاؤنا من قبل الجهات المختصة.
ما هي تطلعاتكم المستقبلية لتطوير فريق غواصين الكويت؟
تطلعاتنا انصبت في الحملة الوطنية للحفاظ على البيئة البحرية التي أطلقنا عليها حملة «سنيار» ونتمنى أن تكون مستمرة وسيتم تجديدها كل عام ونحن مستمرون ولدينا مشاريع كبيرة ستطبق من خلال «سنيار» وأنا أرى أن «سنيار» هي فريق غواصين الكويت وهي حملة وطنية سيكون فيها الكثير من الإنجازات، وعندنا مشاريع عديدة نستعد لتنفيذها حسب الأولوية خلال المرحلة المقبلة وطلبنا بدل غوص خاصة لفترة الشتاء حتى لا تكون عائقاً أمامنا.
وماذا عن الحملة الوطنية للحفاظ على البيئة البحرية «سنيار»؟
لازالت البيئة البحرية تشكو من التلوث، وبات الإنسان وحده هو العنصر الأساسي في تهديد هذا النظام البيئي، وبين الحين والآخر نفقد أحد العناصر البيئية. وأصبح هاجس لدى المهتمين بأمور البيئة فقد كان البحر هو الممر الأول للحياة على الأرض، ولايخفى علينا دور البيئة وأثرها في حياة المجتمع والإنسان المعاصر إذ أنها تشكل عنصراً من عناصر الإستقرار ومظهراً من مظاهر الرقي والحضارة.
والاهتمام بالبيئة البحرية واجب وطني سامي يفرضه علينا حب الوطن، ونحن نرى أن الوقت قد أزف لا سيما بعد الكوارث البيئية التي مرت علينا إبتداء من الغزو العراقي الغاشم وانتهاء بحوادث تسرب النفط ونفوق الأسماك إلى آخره مما ترتب عليه تدمير للبنية التحتية للبيئة البحرية والاستنزاف المستمر لخيرات البحر نتيجة لأساليب الصيد الجائر وخصوصا بعد ازدياد عدد مرتادي البحر من صيادين ومتنزهين، وكل هذه الأمور أدت إلى حدوث خلل في سلسلة الحياة البحرية وإننا على يقين بأن هناك من رجال الكويت المخلصين من يقفون وقفة جادة للحفاظ على الثروة القومية. وإننا إذا لم نستطع أن نقف معهم ضد هذا التيار المدمر فلا أقل من أن نعمل على الموازنة الفعلية وتعويض البيئة عما فقدته نتيجة هذه الممارسات الخاطئة، وحتى لا نأتي يوما ونجد بحرنا وقد تحولت شواطئه وقيعانه إلى صحراء قاحلة لا حياة فيها فعندها ندرك أننا فرطنا في الأمانة التي حفظها لنا الأجداد على مر العصور.
لذا ومن منطلق الأهداف السامية والتي جاء ذكرها بعجالة في السطور السابقة فقد أخذنا على عاتقنا نحن مركز العمل التطوعي المساهمة مع الجهود الوطنية المخلصة وحماس الشباب في بدء حملة لحماية البيئة البحرية تحت شعار «سنيار».
ومن خلال هذه الحملة وبالنظر إلى الواقع العملي أدركنا أن العمل لا يقتصر على إبراز الدمار والجانب السلبي وإنما يجب أن يطرح بعض الحلول والمشاريع الإيجابية والمساهمة الفعالة لإعادة إعمار تلك البيئة، ومن أجل تحقيق هذا الهدف نقوم بالإعلان عن حملة «سنيار».
وما هي أهداف المشروع؟
تأتي أهداف مشروع الحملة من ضمن الأهداف الأساسية التي رسمها مركز العمل التطوعي من خلال فريق غواصي الكويت، وهي وقف التلوث البحري، تشجيع العمل التطوعي، إعداد كوادر وطنية، توعية المجتمع بأهمية العمل التطوعي، ويأتي ضمن أهم أهداف حملة “ سنيار “ هدف توعية وإعادة للفكر البيئي وإعمار البنية التحتية لبيئتنا البحرية ووقف التعديات عليها من إتلاف الشواطئ أو تكسير الشعاب المرجانية والصيد الجائر والممارسات الخاطئة بكافة أنواعها، وتفعيل القوانين وتطبيقها على كل من يدمر البيئة البحرية.
وما حاجة البيئة البحرية لمثل هذه الحملة؟
نعلم جميعاً أهمية الدور الذي يلعبه الخليج العربي في المنطقة، وما نحن بصدده هنا هو أهميته لدولة الكويت على وجه التحديد، فالبحر الكويتي في المنطقة الشمالية زاخر في الخيرات رغم أنه يفتقر إلى المواقع المرجانية وذلك بسبب الترسبات الطينية القادمة من شط العرب والتي جعلت الضوء وهو العنصر الأساسي لنمو المرجان شبه منعدم وبالكاد يصل إلى القاع، أما في المناطق الجنوبية فهناك مصافي البترول ومحطات توليد الكهرباء وتقطير المياه كما تتعرض السواحل بشكل عام لرمي المخلفات، مما يترتب عليه إلحاقاً كبيراً بالضرر على البيئة البحرية، إذ تظل الحاجة ماسة لإيجاد حلاً ينقذ البقية الباقية من بحر المنطقة، من هنا جاءت الحاجة لمثل هذا المشروع الوطني الذي نهدف من وراءه إلى انقاذ البحر والبيئة البحرية وإعادة إحيائها وتأهيلها وبهذا يقوم المركز بالإعلان عن الحملة وما سوف يصاحبها من أنشطة وفعاليات.
حدثنا عن تجربة مركز العمل التطوعي؟
حرص المركز على تواجده في كافة الميادين بما فيها الجانب البحري فقد قان المركز بالعديد من الحملات التطوعية وقام بحملة تنظيف ساحل عشيرج سنة 2000 وقام بانتشال أطنان من المخلفات بالتعاون مع الكثير من الجهات.
كذلك تنظيف ساحل الجامعة عام 2001، تنظيف نقعة الصقر عام 2001، كان للمركز مشاركة فعالة في كارثة نفوق الأسماك عام 2001، وحملة تنظيف جزيرة كبر عام 2005، إنشاء محمية صباح الأحمد الطبيعية، إنشاء محمية جابر البحرية، الحملة الوطنية للحفاظ على المياه، الحملة الوطنية للعلم الوطني، مشروع سقيا الماء، فكل هذه المشاريع جعلت للمركز الفكر الخاص به وهو التميز وإعطاء كل مشروع طابع وبصمة خاصة به.
ماذا تعني كلمة سنيار «سنجار»؟
هي كلمة صغيرة بحجمها كبيرة بمعناها كان يستخدم هذا المصطلح على السفن الكثيرة الراسية في ميناء ما أو على مغاص ما، ويقال سنجار كبير في ميناء كذا أو في المغاص الفلاني، ويطلق السنيار أيضاً على السفينتين اللتين تتفقان على قطع المحيط معاً لاتفاق أحداهما الأخرى. ويجوز أن يكون ذلك بين أكثر من سفينتين وذلك للإطمئنان على سلامتها فيما لو أصاب إحداهما حادث ما.
أما اليوم نحن والبيئة البحرية سنيار والهدف هو أنه لا يمكن للمرء أن يعيش بدون بيئة صالحة نقية وهذا يتطلب أن تكون سنيار مع البيئة لكي نحميها وتوفر لنا البيئة المناسبة للعيش ونوفر لها الفرصة لكي تجدد نفسها وتوفر لنا الحياة السليمة.
وما هي مجسمات سنيار؟
لقد تم وضع ثلاث مجسمات تم توزيعها على الجزر الثلاثة الجنوبية وتم تسمية مجسم جزيرة قاروه باسم «سنيار» وذلك على اسم الحملة ومجسم جزيرة أم المرادم أطلق عليه اسم «سواحل» وذلك لما قامت به إدارة خفر السواحل من جهد لإنجاح الحملة.
أما مجسم جزيرة كبر أطلق عليه «دفاع» وذلك لما تقدمه وزارة الدفاع من خدمات ودعم أنشطة المركز.
جميع الغواصين في حملة سنيار من خلال ملاحظة المجسمات الخرسانية ووضع قطع المرجان المتكسرة من جراء إلقاء المرسات عليها ونقلها إلى المجسم ووضعها في الثقوب المخصص لزراعة المرجان.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة الاعمة للبيئة - العدد 93