ثقب الأوزون يعيد رسم خرائط البلد
حنان القلاف
يغلق الأوزون الكرة الأرضية بعباءته الوقائية ويحميها بنفسة ضد الأخطار الخارجية وبالرغم من عدم تمكننا من رؤية هذا المدافع القدير فإن وقوفة في وجه الأشعة فوق البنفسجية المؤذية والمرسلة من الشمس يستلزم منا أن نقدر عمله الجليل ونشكر صنيعه العظيم ... ولكن مع الأسف الشديد فإن صموده الطويل يكاد ينفذ ومحاربته لتلك السهام الضارة ضعفت نتيجة لحدوث خلل في جوفه أنهكه متمثلا بثقب يتسع ويكبر فاتحا المجال أمام الأشعة فوق البنفسجية للوصول الي جو الأرض تخربه وتعبث به .
وساهمت يد الإنسان في حدوث هذا الثقب وربما بدأت به مكافأة سخية منها لثبات الأوزون علي موقفه النبيل ووقوفه في رد عدوان حجافل الأشعة الخطيرة القادمة نحو الأرض ... واذا ما استمر الإنسان علي هذا التخريب بعناده وعنجهيته فإن النتائج ستكون وخيمة علي صحت وعلي بيئته ومياهه وحتي علي خرائطه الجغرافية ... فاتساع ثقب الأوزون معناه وصول الأشعة الشمسية الحارقة الي الأرض وارتفاع درجة حرارة الجو وتسخين الكرة الأرضية مما يؤدي الي تحرك المناطق الزراعية الكبري والتسبب بهبوب عواصف قوية متتالية ...
كما أن الارتفاع الحراري الجوي بامكانة أن يذيب كميات كبيرة من الصفائح الجلدية في كلا القطبين علي نحو يرفع من منسوب مياه البحار والمحيطات ومما يترتب علي هذا الارتفاع غرق المدن الساحلية المنخفضة وغمرها بالمياه وخاصة المناطق الزراعية الأمر الذي يؤدي الي خسارة محاصيلها وفقدان إنتاجها وأيضا إعادة رسم خرائط البلد التي ستغمرها المياه .
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 15