من مصادرها السجاد والدهانات ووسائل التنظيف
المركبات العضوية المتطايرة
أمل جاسم عبدالله
هل تشعر بضعف وإرهاق شديدين؟ كسل وخمول؟ صداع؟ تدهور في حالة العين والبشرة والأنف والحلق؟ عدم التركيز؟ الميل إلى القيء؟
ربما يكون سبب هذه الأعراض المركبات العضوية المتطايرة Volatile organic compounds أو الـ VOC.
تعتبر هذه المواد عنصرا رئيسيا يشترك في تكوين الأوزون وهي مواد ملوثة للهواء، وتزداد نسبتها من ضعف إلى خمس أضعاف داخل هواء المنزل عن نسبتها في الهواء الخارجي، نظرا لتواجدها في الكثير من المنتجات المستخدمة في المنزل، فالمركبات العضوية المتطايرة تدخل الآن في حوالي 90 % من المنتجات التي تدخل المنزل، وتزداد خطورة هذه المركبات في فصل الصيف حيث تساعد الحرارة والرطوبة على تحفيز انبعاث هذه المركبات بنسبة 400 % عن الطقس البارد.
من مصادرها مياه الشرب والسجاد والدهانات ومزيلات العرق ووسائل التنظيف والمواد المستخدمة في تلميع الأحذية ومواد التجميل والملابس المنظفة تنظيفا جافا وطاردات العتة ومعطرات الجو وعوادم السيارات.
هناك بعض الغازات غير المرئية التي تنبعث من الطلاء، السجاد، مواد اللصق، الأثاث الجديد ومواد البناء، المذيبات، المنظفات، آلات التصوير وطابعات الليزر ومشتقات البنزين. وأوضحت الدراسات أن المواد العضوية المتطايرة تسبب استثارة للجهاز التنفسي لكل من الإنسان والحيوان، والتعرض لهذه المكونات يسبب الصداع والإرهاق وصعوبة في التركيز بالإضافة إلى الإصابة بأنواع من السرطان.
والذي يزيد من مخاطر هذه المواد أن جزيئات التراب تمتصها وتزيد من تركيزها في الهواء.
وقد أفادت دراسة أمريكية جديدة قام بها فريق من المعهد الوطني لعلوم الصحة البيئية التابع لمعاهد الصحة القومية الأمريكية، أن مركبا كيميائيا موجود في الكثير من معطرات الجو ومنظفات المراحيض ومبيدات العتة وغيرها من مزيلات الروائح الكريهه قد يكون ضارا بالرئتين.
ووجد الباحثون أن التعرض لمركب عضوي متطاير يسمى «دايكلوروبنزين 1٫4» واسمه المختصر «دي. سي. بي. 1٫4» قد يسبب انخفاضا محدودا في وظيفة الرئتين، الأمر الذي يشير إلى ضرر يلحق بهما مهما صغر الإنخفاض في تلك الوظيفة, ذلك وفقا لقائدة فريق البحث الدكتورة ستيفاني لندن.
كما وجد الباحثون أنه من بين فئة المركبات العضوية المتطايرة التي تضم البنزين والستايرين والتولوين والأسيتون، فإن مركب «دي. سي. بي. 1٫4» كان وحدة مرتبطا بانخفاض الأداء الوظيفي للرئة، وقد وجدوا هذا التأثير حتى بعد إحتساب عامل التدخين.
هناك بعض الإجراءات للحد من الآثار السلبية لمركبات VOC:
- في حجرة النوم تستخدم مركبات VOC في الأقمشة وذلك لتثبيت ألوانها والحفاظ عليها من التكسير والإنكماش، لذا من المفيد صحيا غسل مفارش السرير وأكياس المراتب والوسائد قبل الإستخدام. ففي كل مرة تغسل فيها هذه الأقمشة تساعد على إزالة ثلث هذه المركبات. كذلك ينصح بإستخدام خامات القطن الطبيعي للحد من هذه المشكلة.
- في حجرة المعيشة أو المكتب حوالي 85 % من قطع الأثاث والديكور تحتوي على هذه المركبات وبصفة خاصة الخشب المضغوط، لذل ينصح بتغطية الأثاث بمفارش غير ملوثة بهذه المركبات حتى نحد من نفاذها إلى أجسامنا. حفظ الطعام في أوان محكمة الغلق للحد من تسرب آثار هذه السموم إليها. كما أن المنظفات التي نستخدمها تعتبر من أكثر مصادر الـ VOC لذا يوصى باستخدام المنظفات العضوية والتي تقل نسبة هذه المركبات فيها.
- الحرص على تناول الكثير من الخضراوات والفواكهة العضوية وذلك لإزالة تأثير سموم هذه المواد من أجسامنا.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 105