التغير المناخي يتلاعب بغذاء العالم
دلال جمال
ويقول علماء المناخ أن حلقات الحرارة المرتفعة تصبح اكثر تكرارا وأكثر انتشارا حول العالم وتمثل تغيرات ضخمة لانبات المحاصيل. والقمح هو ثاني أكثر المحاصيل انتاجا في العالم بعد الذرة وتقول منظمة الأمم المتحدة للاغذية والزراعة ان انتاج الطعام عالميا ينبغي ان يزيد بنسبة 70 % بحلول 2050 لإطعام عدد أكبر من السكان الموسرين القاطنين في المدن. واضاف "قررنا رؤية اذا ما كانت تأثيرات هذه الشيخوخة تحدث بالفعل في حقول مزارعين واذا ما كانت تحدث، فهل هي كبيرة بدرجة كافية لاحداث ضرر. وفي كلتا الحالتين الاجابة نعم".وقال لوبل "الجديد هنا هو الفهم الافضل لآلية واحدة محددة لاسباب اضرار الحرارة بالمحاصيل". وقال أنه في الوقت الذي توضح فيه بعض التجارب شيخوخة متسارعة فوق 34 درجة مئوية فان دراسات قليلة نسبية هي التي درست درجات الحرارة بمثل هذا الارتفاع".ودرس واضع الدراسة الرئيسي ديفيد لوبيل وزملاؤه تسع سنوات من قياسات نمو القمح شمالي الهند عن طريق القمر الصناعي وتتبع تأثير التعرض لدرجات حرارة اكثر من 34 درجة مئوية لقياس معدلات الشيخوخة. واكتشفوا تسارعا خطيرا للشيخوخة أدى إلى خفض فترة امتلاء الحبوب. وتفرض بداية الشيخوخة حدا على الوقت الذي يستغرقه النبات لملء الحبوب الرئيسية.ووجد العلماء في الدراسة التي نشرت في دورية طبيعة تغير المناخ أنه اعتمادا على تاريخ وضع البذور فان خسائر الحبوب من الشيخوخة السريعة يمكن ان تصل الى 20 %.أوضحت دراسة أميركية ان الحر الشديد يمكن ان يتسبب في شيخوخة محاصيل القمح بصورة أسرع ويخفض الكمية المنتجة مما يؤكد التحدي الذي يواجه اطعام سكان العالم الذين يتزايدون بشكل سريع مع ارتفاع درجة حرارة العالم. وعرف العلماء والمزارعون منذ فترة طويلة ان ارتفاع درجة الحرارة يمكن ان يضر بالمحاصيل واوضحت دراسة ترأستها جامعة ستانفورد ونشرت الاثنين كيف يحدث الضرر عن طريق تتبع معدلات شيخوخة القمح.يزرع القمح في أكثر بلاد العالم مرة واحدة في السنة وفي بعض البلدان يزرع مرتين. والقمح له أنواع متعددة جداً، فمنها ما يصلح لعمل الخبز ومنه ما يصلح لعمل المعجنات أو المعكرونة. ويزرع بالاعتماد على ماء المطر في السقي، وفي بلدان أخرى يزرع بالاعتماد على الري بالواسطة.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 146