الميكروبات وتلوث المياه
مخاطر التلوث الجرثومي للمياه
فاطمة مال الله
لم يرد ذكر في مادة كتاب الله بتعداد ما ذكر الماء فقلقد ذكره الحق تبارك و تعالي في ثلاثة و ستين موضعا قي القرآن الكريم و باركه سبحانه و تعالي فجعل منه صور الحياة كلها " و جعلنا من الماء كل شئ حي " الأنبياء /30 فالماء سائل ضروري للحياة ولا غني عنه لجميع الكائنات الحية و تأتي أعمية الماء للإنسان بعد أكسجين الهواء مباشرة فالإنسان يحتاج الي بضع لترات منه كل يوم . و هو إضافة لتكونه مادة للشرب يستعمل في العديد من الأنشطة التي يقوم بها الأنسان كالطهي ، الغسيل و تصريف الفضلات و الاغراض الترفيهية و غيرها من أمور الحياة لذا لابد من أن يكون هذا الماء نظيفا نقيا في حدود معقولة ، و إلا أصيب الإنسان عن طريقة بكثير من الأضرار ، و تعرض لكثير من الأمراض فالماء يبقي أهم ناقل للأمراض الوبائية ، و خاصة في البلدن النامية ، و تشهيد تقارير الامم المتحدة أن أستخدام المياه الملوثة و غير الصحية يؤدي الي أصابة 3.35 بليون نسمة بأمراض متعددة ووفاة حوالي 5.3 مليون شخص سنويا في العالم . و يمكن الرجوع الي المعلومات التالية كدليل علي معرفة حجم مشكلة تلوث المياه في العالم :
* كل 8 ثوان يموت طفل نتيجة لمرض له علاقة بالمياه.
* يقضي الإسهال وحده علي 4 ملايين طف سنويا .
* 50 % من سكان الدول النامية يعانون من أمراض لها علاقة بالمياه.
* 80 % من جملة الامراض في الدول النامية تعود الي تلوث المياه.
* 50 % من سكان الأرض مصابون من عدم وجود خدمات الصرف الصحي.
* 20 % من أنواع الأسماك التي تعيش في المياه العذبة في سبيلها للأنقراض نتيجة التلوث.
يتلوث الماء بكل ما يفسد خصائصه او يغير طبيعته فأي تغيير في مكونات الماء الكيماوية و الفيزيائة و الحيوية او في حالته ( مثل التجمد ) يعتبر تلوثا بحيث يكون هذا التعبير خارج مجال أي من هذه المكونات . و يعرف تلوث الماء بأنه : " أحداث تلف أو إفساد لنوعية مما يؤدي الي خلل في نظامها الأيكولوجي بصورة أو بأخري مما يقلل من قدراتها من أداء دورها الطبيعي بل تصبح ضارة مؤذية عند أستعمالها أو تفقد من قيمتها الأقتصادية و بصفة خاصة مواردها من الاسماك و الاحياء المائية .
و بعبارة أخري فان المقصود بتلوث الماء هو تدنيس مجاري الماء من أنهار و بحار و محيطات أضافة الي مياه الامطار و الأبار و المياة الجوفية مما يجعل هذه المياه غير صالحة للإنسان أو الحياون أو النبات أو الأحياء الأخري التي تعيش في المسطحات المائية .
و هناك عدة صور لتلوث الماء منها :
1- ألأستنزاف كميات كبيرة من الاكسجين الذائب في مياه المحيطات و البحار و البحيرات و الانهار ، مما يؤدي الي تناقص أعداد الأحياء المائية .
2- زيادة نسبة المواد الكيماوية في المياه مما يجعلها سامة للأحياء .
3- أزدياد و نمو البكتريا و الطفيليات و غيرها من الاحياء الدقيقة في المياه مما يقلل من قيمتها كمصدر للشرب وري المحاصيل أو السباحة و الترفيه .
4- قلة الضوء الذي يعد ضروريا لنمو الأحياء النبياتية ( كالطحالب و الهوائم ).
مصادر تلوث المياه
و يتلوث الماء عن طريق المخلفات الأنسانية أو النباتية أو الحيوانية أو المعدنية أو الصناعية أو الكيماوية التي تلقي أةو تصيب في المسطحات المائية من محيطات و بحار و بحيرات و أنهار ، كما تتلوث المياه الجوفية نتيجة لتسرب مياه المجاري و مياه التصريف اليها بما فيها من مكروبات و مركبات كيميائية .
فمصادر تلوث المياه إذن كثيرة و متنوعة و من المحتمل ان تظهر في المستقبل مصادرا جديدة نتيجة للتقدم المستمر في مجال العلم و التكنولوجيا و الصناعة . و يمكن حصر هذه المصادر بصورة عامة فيما يلي :
علي الصحة العامة و سبل الكشف عنها
1- صرف مخلفات المدن التي تشمل مجاري المنازل و المبانيالعامة و المستشفيات و غيرها .
2- صرف مخلفات المصانع السائلة بما فيها التلوث الحراري و الفضلات و الإشعاعية .
3- صرف مياه الأرض الزراعية بما فيها الأسمدة الكيماوبة و المبيدات الحشرية .
4- التلوث بالنفط .
5- الامطار الحمضية .
التلوث الجرثومي للمياه
و هو يعني وجود كائنات حية دقيقة و طفيليات مسببة للأمراض بحيث تتسبب و نوعيتها و سلامتها .
إن الامراض المنقولة بالماء كالكوليرا و التيفود و الدوسنتاريا بقيت حتي نهاية القرن المنصرم مسئولية أنتشار أوبئة خطيرة أجتاحت مناطق كاملة كوباء ، الكوليرا الذي أنتشر في مدينة لندن في منتصف القرن التاسع عشر و ادي الي مقتل ونحو عشرين ألف من الأفراد . و قد أثبتت العالم سنو snow أن الماء الملوث هو الذي تسبب في أنتشار هذا الوباء . و لم تكن مدينة لندن هي الوحيدة التي أنتشرت فيها الاوبئة نتيجة تلوث المياه ، فقد تكرر هذه المأساه في كثير من المدن الأوروبية ، كما أن بعض المدن الأمريكية قد أنتشرت فيها وباء في الفترة نفسها .
و قد أجري العالم ( كروان ) دراسة أحصائية مميزة عن الامراض الوبائية التي تسبب بها المياه في الولايات المتحدة الأمريكيى علي مدي ستين عاما أبتداء من عام 1920 الي عام 1980 و أظهرت الدراسة أنتشار 1480 أنواع أوبئة تسببت في إصابة حوالي أربعة ملايين شخص . و معظم حالات الوفاة قبل عام 1954 كان سببها حمي التيفود و بعد عام 1945 قلت الوفيات الدستوريا الباسيلية ( shigillosis ) خاصة .
مصادر التلوث الجرثومي
إن مصادر المياه الطبيعية سواء كانت سطحية أو جوفية يصيبها التلوث الجرثومي عن طريق مخلفات الإنسان و الحيوان غير المعالجة علي نح كاف أو نتيجة رميها في الوسط الطبيعي ضمن شروط سيئة و يصبح استهلاك مثل هذه المياه أمرا خطيرا علي الصحة العامة و لتفادي هذه المخاطر يجب أخضاع المياه المعالجة قبل توزيعها في الشبكة العامة . و تجدر الإشارة الي أن مياه الشبكة المعالجة قد تتعرض للتلوث من جديد . و لكن هذه المرة عن طريق شبكة الصرف الصحي حيث تدخل مياه المجاري الي مياه الشرب لتصل الي المستهلكين ملوثة ، فتعترضهم لخطر الإصابة بالمرض ,
و هناك نوعان من الأضرار التي تلحق بالإنسان بسبب تلوث الماء بالكائنات الحية الدقيقة :
أ- الأول مباشر يتمثل في إصابته بالأمراض و العلل المختلفة .
ب- و الثاني غير المباشر و يتمثل في تدني خواص مياه الشرب و أتلاف نظم توزيعها .
الأمراض الجرثومية المرتبطة بالماء
إن الجهاز الهضمي للإنسان و الحيوانات ذات الدم الحار الخزان الأساسي للجراثيم الممرضة التي تتقل بواسطة الماء و معظمة هذه الجراثيم تتكاثر في الجهاز الهضمي ثم تخرج عبر الفضلات .
و هناك عدة صور للأمراض المرتبطة بالمياه :
1- الامراض التي تسللها الكائنات الحية التي تستخدم الماء وسيلة للأنتقال من مكان الي آخر ( Water –Bone Diseases ) و من أمثلتها الكوليرا و الدوسنتاريا والتيفوئيد و شلل الأطفال .
2- أمراض قاعدتها الماء و هي الامراض التي تنتشر بواسطة طفيل الطفيليات التي تستخدم الماء خلال أحد اطوار حياتها مثل طفيل البلهارسيا ( schistominsts ) الذي يستخدم أحد أنواع القواقع المائية كعائل ( Water –Bone Diseases ) .
3- الأمراض الناجمة عن استيطان الحشرات الناقلة للأمراض في الماء كبعض أنواع الباعوض الذي يتوالد في الماء و ينقل أمراض الملاريا و الفلاريا و الحمي الصفراء ( Water –Related Diseases )
4- كما يؤدي نقص المياه النظيفة أو عدم توافرها الي أمراض عديدة نتيجة صعوبة الثيام بالنظام كالأغتسال ، فتنتشر الأمراض الجلدية و الأسهال و أمراض العين كابتراخوما ( Water –Washed Diseases )
أ- ناقلات العدوي و مسببات الأمراض
ولا بد من توقر عاملين أساسين للإصابة بالأمراض الميكروبية و هما :
1- وجود العامل الممرض لأهداد كافية قادرة علي أحداث الإصابة و المرض .
2- تعرض أفراد لهم قابلية للإصابة بالعمل الممرض بطريقة و نمط يساعد علي الإصابة و المرض .
و فيما يلي نذكر بعض الكائنات الحية الممرضة الني تسبب أمراضا تنتقل الي الإنسان بسبب تلوث المياه سواء مياه الشرب أو المياه المستخدمة في الأغراض المنزلية او في الاغراض الترفيهية كالسياحة و المياه المستخدمة في الري .
أولا : البكتريا : Becteria
تهاجم البكتريا الممرضة (Partogens) جسم العائل المصاب و تفرز سموما او ديفانات (Tocins) و يستحوذ بعض أنواع البكتريا علي كامل الجسم بينما يتمركز بعض الأنواع في جزء محدد من الجسم و تعمل هذه البكتريا علي تدمير جسم العائل بنشر سمومها في تيار الدم . و تنقسم هذه السموم الي نوعين :
1- السالمونيلا Salmonella :
يتضمن هذا الجنس أنواعا عديدة تكون مسؤولة عن عوارض عدة منها حمي التيوفوئيد ، الباراتوفيد و السالمونيللوسيس .
و تحدث الإصابة بمرض السالمونيللوسيس عند تناول مياه أو اطعمة ملوثة بالانواع المسئولة عن الإصابة ، و هي غالبا ما تنقل من الحيوان الي الإنسان ، في حين أن حمي التيفوئيد و الباراتيفوئيد أشد قسوة من مرض السالمونيللوسيس و هما لا يصيبان إلا الإنسان و من اعراض الإصابة بالسالمونيلا القيئ و الأسهال .
و تسطيع السالمونيلا البقاء لعدة اسابيع وتوجد بصورة عادية في المخلفات المائية خاصة في وقت الأوبئة . و قد تنتقل للإنسان من الطيور التي تتناول هذه المساه الملوثة و تهاجم الجهاز الهضمي و المعوي . و لأحداث الإصابة لابد من ابتلاع حرعة عالية من هذه البكتريا ( 10.5 خلية بكتيرية ) ( High infective – dose ) .
2- الشيجيلا Shigella :
و هي تسبب الدوسنتاريا الباسيلية . ولا يعرف من ميكروبات الشيجيلا إلا عشرة أنواع مقارنة بما هو معروف كمن ميكروبات السالمونيلا . و أهم هذه الأنواع شيجيلا دوسنتاريا Shelgella Dysenteria الذي يسبب مرضا أقسي بكثير من أي الامراض التي تسببها ميكروبات السالمونيلا و بقية ميكروبات الشيجيلا الأخري . و نستطيع الشيجيلا البقاء في المياه من ساعات لعدة أيام . فهي أقل مقاومة من السالمونيلا إلا أن الجرعة للازمة للإصابة أقل من السالمونيلا ( 100 خلية بكتيرية ) . و قد تنتشر بصورة و بائية في المناطق الأستوائية الممطرة ويقل أنتشارها في الشتاء .
3- قيبويو كوليرا و شبيهاتها Vibrio cholera :
و هي تسبب الكوليرا و تعد من أشهر الأوبئة في التاريخ و من أخطر الامراض الؤبائية التي تنتثل عن طريق الماء و تسبب حالات لاسهال خطيرة جدا يفقد المريض خلالها كميات كبيرة من سوائل جسمه و التي إن لم تمرض بسرعة تؤدي الي الوفاة و النوع المسؤول عن هذا المرض هوvibrio cholera و تتم العدوي بالمخلفات المائية و المياه الملوثة و قد تستطيع الحياة لأسابيع في هذه المياه إذا توافرت لها الظروف المناسبة من قلوية و تركز للملح . و هي تهاجم الأجزاء السفلي من الأمعاء . ولاحداث الإصابة لابد من التعرض لجرعة كبيرة من البكتريا ( 810 خلايا بكتيرية ) .
4- البكتريا العنقودية المرضية Staplylococcous aureus :
هذا النوع من البكتريا يسبب عدة أنواع من الإصابات منها الإصابات الجلدية ، الحصف ، تسمم ، الدم ، التهاب ، عضلة القلب التهاب العظام .
5- ييرسينيا أنتيروكوليتيكا Yersinisia enterocollitica :
و هي مسؤولة عن عدد من الأسهالات و خاصة عند الاطفال ، و تنتقل عن طريق مياه الشرب ، و عبر مياه ري الخضروات و تعيش لمدة طويلة عند درجات الحرارة المنخفضة . وقد تنتقل للأنسان من الحيوانات الأليفة .
6- ليبوسبيريا Leposipra :
و هي تسبب إصابات و بائية لدي بعض التجمعات الحيوانية ( القوارض و في مناطق عدة مخن العالم تصيب الإنسان و ينتقل المرض عادة عبر الجلد و الاغشية المخاطبة بعد التعريض للماء الملوث يبول الحيوانات المصابة و تسبب إصابات حادة تطال الكلي و الكبد و الجهاز العصبي المركزي و في الحالات الحادة تعرف الإصابة بمرض " ويل " و علي العاملين في محطات المجاري أخذ أقصي بدرجات النظافة الشخصية لتفادي الإصابة .
7- ميكوباكتريام تيوبر كلوسيس Mycobacterium tuberculosis :
و تسبب التدرن الرئوي و السل . و قد يعيش لشهور طويلة في المياه الملوثة . ولابد من العناية بالمخلفات المائية خاصة من المستشفيات في أوقات أنلادع الأوبئة و تتميز مقاومتها الكبيرة و تهاجم الرئة و الأعضاء الأخري .
8- ليجيونيلا نيوموفيلا Legionella pneumophila :
و تسبب مرض ليجويلا و تظهر اعراض الإثابة خلال 2 : 10 أيام في صورة عطش ترافه حمي و برودة و صداع و التهاب رئوي و قد تؤدي الي الوفاة . و تعيش هذه البكتريا في المخالفات المائية و المياه الملوثة . و قد ترتبط أحيانا ببعض البيئات غير المائية .
وقد تم أكتشاف مرض الليجونيلا لأول مرة عام 1976 لدي انعقاد مؤتمر قدامي المحاربين في فيلادفيا حيث أصيب 221 شخصا بمرض يشبه الألتهاب الرئوي ( ألنومونيلا pneumonia) مات منهم 24 شخصا . و تعيش هذه البكتريا في نظم تبريد المياه . و تنظم تدفئة المياه و يمكن الإصابة بها عن طريق استنشاق بخار الماء . و تتكاثر بسرعة في درجة 37 مئوية . و في شهر يوليو /1999 ثم العثور علي هذه البكتريا في خزانات مطار وراسي . شارل ديغول بفرنسا . مما أدي الي قطع المياه الساخنة عن بعض الأبنية و منها أبنية شرطة المطارات .
9- كاميلوباكتر فيتاس Campylobacter Fetus :
و تسبب النزلات المعوية و المعدنية . و تعيش في المياه الملوثة و لها القدرة علي مقاومتها الكلور . و قد توجد في الحيوانات الراعية و الألفية . و تنتشر بصورة وبائية .
10- أيكولاي Escherichia coli :
أحد أكثر أنواع البكتريا التي تعيش في الجهاز الهضمي للإنسان و هي عادة غير ضارة ، و لكن هناك عدد قليل من السلالات الممرضة . و هذه السلالات تنقسم الي ثلاث مجموعات هي :
1- مجموعة انتيروباثوجينيك Enteropathogenic E. coil
2- مجموعة انتيروانفاسيف Enteroinvansive E.coli
3- مجموعة أنتيرو تو كسيجينك Entertoxigenic E . coli
وتواجد هذه البكتريا في الجزء السفلي من الأمعاء و تحدث النزلات المعوية .
ثانيا الفيروسات Cinsis
الفيروسات المعوية Enterviruses
و تسبب الفيروسات العديد من الامراض نتيجة إتلاف و تدمر خلايا العائل المصاب أو بإثارة أحد انواع تفاعلات الحساسية .
و الفيروسات متناهية في الصغر و حمضها النووي مغلف بغلاف بروتيني و كثيرا و ما تنجو هذه الفيروسات خلال عملية معالجة مياه الصرف الصحي ، تحتوي مياه المجاري ما يزيد عن 114 نوعا من الفيروسات المعوية .
و تفرز هذه الفيروسات بكميات كبيرة عبر البراز و تسبب أمراضا عديدة منها الحمي السحائية شلل الاطفال الطفح الجلدي الجفاف و الإسهال و التهاب عضلة الكبد و التهابات تنفسية و كبدية و هي شديدة المقاومة في البيئة المائية . و تعيش فترات أطول من البكتريا القولونية البرازية . و جرعات الغصابة بالمرض . و تسبب هذه الفيروسات مرض اليرقان الوبائية ، و التهاب الكبد الوبائي فئة ( 1 ) و هو ينتشر في كثير من البدان النامية و منها الهند التي سجلت 30 الف حالة في مدينة دلهي خلال سنة واحدة . و من أنواع الفيروسات المعوية أديتوفيروس Adenovirus الذي يرتبط وجودة عادة بحمامات السباحة . و يسبب التهاب ملتحمة العين ، و التهابات الجهاز التنفسي.
ثالثا : الطفيليات Parasites
و أهمها البروتوزوا ( الأوليات الحيوانية Protozoans و الديدان Helminths )
أ- البروتوزوا Protozoans :
وتقوم بإيذاء العائل نتيجة التصاقها بالجدار الداخلي للقناة الهضمية مما يمنع الجسم من أمتصاص الطعام المهضوم أو بتدمير كريات الدم .
1- أنتاميبا هيستوليتيكا Entamoeba histolytica
و تسبب الدوسنتاريا الأمبية ، و يكثر أنتشارها في البلاد الحارة ولا تحتاج الي عائل وسيط وتنتقل بالمياه الملوثة و الحماه المستخدمة في السماد . و تتميز بوجود حويصالات مقاومة ( Cyest) ، و قد تكتفي حويصلة واحدة للإصابة بالطفيل و تختلف شدة المرض الأميبي في عوارضه من مريض الي آخر . كما تختلف شدته دوريا بالنسبة الي المريض نفسه ، و يعد الأسهال أهم عوارض الإصابة .
و قد يصاحب الأسهال آلام في البطن . و هناك نوع آخر من الأميبا من جنس Neogleria التي تعزل بكثرة في كل بلدان العالم من مياه البحيرات و المسابح و هذه الأميبا قادرة علي أحداث التهاب سحاقيا يؤدي سريعا الي الوفاة .
2- الجيارديا Giradia :
و يسبب طفيل جيارديا لاميليا Giradia lamblia مرض الجيارديا الذي يسبب اسهالا شديدا و يتنتقل عبر مياه الشرب الملوثة و يبقي الطقيل علي شكل متكيس ( حويصلات ) و يقاوم تأثير الكلور . و الجرعة اللازمة للإصابة بالمرض منخفضة .
3- كريبتوسبورديام Cyrptospordium :
يسبب هذا الطفيل مرض كريبتوسبوروسيس crytosporosis و يسبب إسهالا . و ترفع نسبة الغصابة في البلدان النامية . و في عام 1993 أجتاح طفيل الكريبتوسبورديام و طفيل الجيارديا ولاية ميلووكي الأمريكية . و عجزت المستشفيات عن أستقبال المصابين الذين تجاوز عددهم 400 الف مريض ، معظمهم من الاطفال و كان بينهم عدد كبيرمن الإصابات الحادة . أنتهت مائة منها بالوفاة و أعلنت الإدارة الصحية في تلك الولاية الأمريكية أن السبب وراء ذلك الأجتياح الوبائي كان تلوث مياه الشرب بهذين الطفلين المنزعجين القادرين علي الحياة بحالة نشطة في المياه لمدة شهر عند درجة 21 مئوية . فإذا قلت الحرارة الي 8 درجات مئوية طال بقاؤها الي شهرين . و أهم اعراض الإصابة بهذين الطفلين الإسهال الحاد الذي يستمر لمدة أسبوعين يصحبه انتفاخ وارتكاريا . و يفحص مخلفات أعداد كبيرة من الكلاب في ميلووكي وجدت كل الأطوار من طفيل الكريبتوسبورديام في 7.3 % منها . لذا يجب الحذر علي أولئك الذين يتعاملون مع الكلاب المنزلية و خاصة الاطفال .
ب- الديدان المتطفلة Helminths :
تسبب الإصابة بالديدان المتطفلة إضعاف العائل نتيجة لفقد الدم ة الغذاء ، بسبب مشاركة الديدان للعائل في غذائه ، هناك عدد الديدان المنطقة التي تنتقل عبر الماء و تسب الأمراض للإنسان و منها :
1- الديدان الشريطية Cestodes و منها Taenia seginata :
و تسبب مرض الديدان الشريطية في الجهاز الهضمي و تحتاج هذه الديدان الي عامل وسيط توجد في حماة المخلفات المائية و المياه المصروفية . و هي تشكل خطرا علي الماشية التي ترعي علي الأرض المرورية بالمخلفات المائية .
2- الديدان الخطية Nematodes :
و منها دودة الأسكارس و هي منتشرة بكثرة في أنحاء العالم . و تعيش في المياه الملوثة و في حماة المجاري لا تحتاج الي عامل وسيط و تتميز بويضاتها للظروف البيئية السيئة .
3- الثاقيات Trematodes :
و منها دودة الشيزوستوما Schistosoma التي تسبب البلهارسيا و هي تخترق جلد الإنسان عند ملامستها المياه و تؤثر علي المثانة بشكل خطير ، و تحتاح الي عائل وسيط .
المخاطر الصحية لاستخدام مياه الصرف الصحي في الزراعة
تقوم خطة معظم الحكومات و المجتمعات العمرانية الآن علي أساس تجميع مياه الصرف الصحي علي مستوي المدن و القري استخدام مياه الصرف الصحي في الزراعة التي تحقيق ما يلي :
1- زيادة محتوي الأراضي من العناصر الغذائية الأساسية لنمو النبات ( مثل النتيروجين و الفوسفور و البوتاسيوم و العناصر الصغري و غيره )
2- تساعد علي تحسين الخواص الطبيعية و الكيمياوية و البيولوجية للأراضي و ذلك عن طريق رفع محتواها من المادة العضوية .
و لكن أثبتت الابحاث علي أن مياه الصرف الصحي تحتوي علي ميكروبات عديدة (خصوصا المسببة لأمراض التيفود و الباراتيفوئيد و الكوليرا و الدوسنتاريا و النزلات المعوية ) وكذا الطفيليات الممرضة ( مثل الأسكارس و غيره ) بالإضافة الي الفيروسات المسببة للامراض الخطيرة و يتراوح عدد الميكروبات الممرضة في المياه قبل معالجتها من 710.510 خلية ميكروبية في كل سنتيمتر مكعب مياه . و بعد معالجتها ينخفض عددها بنسبة 90 % . . 99 % كما ان العديد من المسببات المرضية و الموجودة بالمياه يستمر نشاطها و مدة بقائها بالتربة عدة أشهر أو شهور ، كما تنتقل تلك الميكروبات الي المحاصيل المزوعة مما يزيد أنتشارها و إصابة الإنسان بها ، و يتوقف ذلك علي عوامل كثيرة مثل التربة و المحتوي الرطوبي لها و حموضه التربة و نوع المحصول المزروع و درجة حرارة المويم الزراعي ، و كميات الأسمدة المضافة و غيرها . و لذا يجب معرفة موعد أخر رس قبل جني المحصول للأستهلاك حتي نقل من أحتمال تلوث المحصول بمسببات الامراض و الجدول التالي يوضح مدة بقاء بعض مسببات الامراض علي المحاصيل و التربة . و من الجدول يتضح نوعية المحاصيل التي يمكن زراعتها باستخدام مياه الصرف الصحي و يظهر ضرورة استبعاد الخضروات الورقية أو تلك التي تؤكل بدون طهي نظرا لخطورة أستخدامها .
ب تدني خواص مياه الشرب و إتلاف نظم التوزيع .
إضافة الي الكائنات الحية الدقيقة الممرضة هناك بعض الكائنات الدقيقة تسبب في تدني خواص مياه الشرب و تلف نظم توزيعها و هذه المشكلة مرتبطة بعدة عوامل مثل تلوث مياه الشرب بالمواد العضوية أو غير العضوية التي تعتبر مذيبات لهذه الكائنات , و عدم كفاءة نظم المعالجة بالكلور و طول مدة تخزين المياه فضلا عن أرتفاع درجة الحرارة خاصة في الصيف .
و تتلخص ابعاد المشكلة فيما يلي :-
1- التأكل في نظم التوزيع بسبب نشطات بعض الكائنات الدقيقة منها :
أ- تسبب بكتريا اختزال الكبريتات في تكوين حفر و ترسيبات داخل الانابيب الحديدية مما يؤدي الي تقليل سمعتها .
ب- تسبب بكتريا اختزال النترات في أنتاح غاز كبريتيد الهيدروجين المسبب للتأكل و الكريه الرئحة .
ج- تسبب ابعض البكتريا القادرة علي تغيير الرقن الهيدروجيني و القادرة علي القيام بتفاعلات الأكسدة و الأختزال في تكوين تراسيب حديدة غير ثابته في نظام التوزيع .
2- المياه القذرة في نظام التوزيع : و هذه تنتج بفعل بكتريا الحديد .
3- تناقص الأكسجين الذائب في نظم التوزيع بسبب تواجد الكائنات متباينة التغذية مما يؤدي الي عفن الماء و أكتسابه رائحة و طعما كريهين .
4- التحلل البيولوجي للمواد البلاستيكية و المطاطية الموجودة في الصهاريج و نظام التوزيع ، بسبب وجود بعض الفطريات و بعض أنواع البكتريا مثل نوكارديا Nicardia
5- تكون بعض المواد المسرطنة كالنيترتات و الكلورامينات : يسبب قيام بعض الانواع البكترية بأختزال النترات ( التي قد تتواجد في المياه ) الي نتريات وأمونيا ثم تتفاعل الامونيا مع الكلور ( الموجود في المياه ) لتتكون الكلورمنيات .
6- النمو البكتيري علي الأدوات المنزلية مثل الصنايير و الأجزاء المطاطية مانعة تسرب المياه : بسبب بعض الكائنات كالقولونيات و بعض الخمائر و الفطريات .
7- نمو الطائرات البيولوجية في الصهاريج الرئيسيو و أجهزة تحلية المياه :
بسبب العدبد من البكتريا و الفطريات مما يؤدي في الحالات الشديدة لأن يصبح الماؤ في حالة جيلاتينية و قد تنشأ فيه أمراض معدية .
8- هناك بعض الكائنات الدقيقة التي تقاوم المعالجة بالكلور و قد تصل في النهاية الي المستهلك و منها : البكتريا المتجرثمة ، بعض الخمائر و بعض الحويصلات الاميبية .
إذا تعرض الماء للتلوث بالمخلفات البرازية و إذا كان هناك أشخاص أصحاب حاملين للجراثيم المسئولية عن بعض الإمراض المذكورة سابقا فان الماء الملوث يمكن أن يحتوي علي جراثيم هذه الامراض و بالتالي سوف يمرض استهلاكه المستهلكين لخطر الإصابة .
تهدف الفحوصات البكتريولوجية الي التاكد من خلو الماء المستهلك من الجراثيم الممرضة لحظة استهلاكه . و تعد مراقبة المياه و معالحتها من أهم الامور بالنسبة الي الصحة العامة فتأمين مياه نظيفة و سليمة بات واجبا مستمرا للأسباب التالية :
1- تحسين ظروف النظافة للمأكل و المشرب ة له دور في خفض مناعة الإنسان ؟
2- مازال المثير من الامراض الزوبائية موجودا في معظم البلدان النامية و أنتقالعا بات سهلا مع سهولة المواصلات و الأنتقال .
3- أخيرا إن تجمع عدد كبير من الناس في المدن يترتب عليه ارتفاع عدد الإصابة و الضحايا عند أنتشار أحد الامراض الوبائية .
مبدأ المراقبة : توجد الجراثيم الممرضة غالبا بكمية قليلة . كما أن مقارنتها للعوامل الفيزيو . كيميائي تكون أضعف من غيرها و لهذا السبب ينخفض عددها سريعا و يصعب بالتالي البحث عنها مختبريا كما أن البحث عن كل الجرائيم الممرضة يعد أمرا صعبا بل مستحيلا . ومن هنا كانت الفكرة الاعتماد في هذا الامر علي الجراثيم التي تعيش في امعاء الإنسان و الحيوان فعملية البحث عنها تكون أسهل كثيرا مقارنة بالجراثيم الممرضة ككل.
و هناك شروط يجل أن تتوافر في الدال أو المؤشر علي التلوث هي :
1-يجب أن يوجد المؤشر حيث يكون العامل الممرض موجودا .
2- يجب أن يوجد المؤشر بكمية أكبر من العامل الممرض
3- يجب أن يكون المؤشر أكثر مقاومة في المحيط المائي و كذلك لتأثير المواد المعقمة مقارنة بالعامل الممرض .
4- يجب أن يتم التعرف علي المؤشر بسهولة دون غموض .
5- يجب أن لا يتأثر نمو المؤضر بوجود جراثيم أخري .
6- يجب أن لا يكون المشر ممرضا للإنسان .
7- يجب أن يكون يكون توزيع جيدا في العينة .
و مؤشرات التلوث الميكروبي الذي يتم البحث عنها :
1- مجموعة بكتريا القولون Coliforms :
و هي عبارة عن مجموعة من البكتريا تنتمي الي عائلة البكتريا المعوية و تتميز هذه المجموعة بقدرتها علي تخمير سكر اللاكتوز مع انتاج الغاز و بحسب المعايير الأوروبية الخاصة بمياه الشرب فأن هذه المجموعة تتميز بأنها بكتيريا عصوية سالبة لصيغة بمياه الشرب فإن هذه المجموعة تتميز بأنها بكتيريا عصوية سالبة لصيغة جرام غير متجرثمة ، تخمر سكر اللاكتوز عند درجة 37 مئوية خلال 48 ساعة مع إنتاج احماض و غاز . و يعيش عدد كبير من أفراد هذه المجموعة بوفرة في براز الحيوانات ذات الدم الحار . لذا يمكن اتخاذها كمؤشرات علي التلوث البرازي .
و جدير بالذكر أنه ليس كل أفراد هذه المجموعة يعيش في البراز فهناك أنواع تعيش في الماء و التربة .
و تعد بكتريا الأيشيريشا كولي ( E.Coli ) النموذج المثالي لمجموعة القالونيات التي تعيش في البراز فقط و بالتالي يعد البحث عنها ذا أهمية أساسية . و تشمل مجموعة القالونيات البرازية ( Feacal Cliform ) البكتريا القالونية البرازية التي تتمتع بنفس الخصائص العامة لمجموعة القولونيات بعد تحضين عند درجة 44 مئوية و تنتج بكتريا ( E.coli ) الأندول ( Indole ) من خلال الحمض الأميني التريبتتوفان عند درجة 44 مئوية .
2- العقد السيحية البرازية Feacal streptocci :
و هي مجموعة البكتريا العقدية السبحية التي يمتلك أفرادها المستضدات الخاصة بمجموعة (D) بحسب تصنيف لنسفيلد .
و مواطن هذه المجموعة هو براز الإنسان و الحيوان لذا يدل وجودها علي تلوث برازي . و حين تكون العلاقة بين القولنيات البرازية و العقديات البرازية أكبر من 4 فإن التلوث يكون في الغالب بشريا ( شبكة المجاري مثلا ) و حين تكون أصغر من 0.7 فإن التلوث غالبا ما يكون حيوانيا و خاصة من القطعان و تحديدا الخراف التي تلوث المياه الجارية في المراعي :
3- البكتريا المختزلة للكبريت Sulphite reducing bacteria :
تعد بكتريا الكلوستريديم ( Colstridium ) المختزلة للكبريت من البكتريا الدالة علي حصول تلوث برازي .
إن أببلوغها (Sporers ) تقاوم بشدة العوامل الفيزيو . كيمائية و يدل وجودها علي وجود تلوث برازي قديم . و النوع الاكثر علاقة بالتلوث البرازي هو Clostridium Pertringens .
4- الفيروسات المعوية Enteroviruses :
توجد هذه الفيروسات دائما في برازه الإنسان و الحيوان . لذا كان وجودها في الماء دليلا علي حدوث تلوث برازي . و جدير بالذكر أن البلدان المتقدمة تتجه حاليا لاعتماد الفيروسات المعوية كوسيلة متطورة في تحديد جودة المياه و خلوها من البكتريا القولونية ( Coliphages ) و هي عبارة عن بكتريا متخصصة في مهاجمة البكتريا القولونية و تحليلها .
يعد وجود هذه العلاقات مؤشرا لتلوث قديم أو متناوب و عزلها من مصادر مياه جوفية يمثل أنذارات لحدوث تلوث برازي خاصة انها تقاوم تأثير المعالجة بالكلور كما يمكن ان تعزل من مياه الشبكة و تكون بالتالي المئشر الوحيد لحدوث تلوث سابق .
مما سبق يبدو لنا جليا دور الماء في نقل الأمراض الوبائية الامر الذي يتسبب في حدوث العديد من الإصابات التي يكلف علاجها الاموال الطائلة ناهيك عن الخسارة في الأرواح التي قد تنتج من بعضها و خاصة عند الاطفال .
و ختاما لا يفوتنا الغشارة الي بعض ما حفلت به الشريعة الإسلامية من نصوص كثيرة تحت علي حماية الماء من التلوث .
ثال تعالي : " كلوا و أشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين " البقرة /60
و عن جابر رضي اللع عنه عن النبي صلي الله عليه و سلم قال :
" لا يبولن أحدكم في الماء الراكد ثم يغسل فيه " .
وزيد : نهي أن يبال في الماء الجاري .
و في حديث آخر عن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال :
" أتقوا الملاعن الثلاث : البراز في الماء وفي الظل و في الطريق .
كما أمرنا رسول الله صلي الله عليه و سلم بعدم ترك و عاء الماء و غيره مكشوفا للميكروبات حيث قال صلي الله عليه وسلم .
" أوكئوا قريكم و أذكروا اسم الله و غطوا أنيتكم و أذكروا اسم الله .
كما روي عن عائشة رضي الله عنها قالت :
" نهي رسول الله صلي الله عليه و سلم عن أن يشرب من السقاء لأم ذلك ينتنه " .
و أخيرا لا بد من التأكيد علي أن تأمين المياه النظيفة لكل مواطن و مراقبة سلامة المياه علي الدوام أمر حيوي و ضروري لا يجوز التهاون فيه .
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 18