يشبه القمح والشعير
الجاودار .. حتى لا تشتد سمرة الخبز
أمل جاسم
هو نبات من الفصيلة النجيلية، له عدة أسماء مثل الشيلم، الشولم، وجويدار. وهو يأتي بعد القمح مباشرة من حيث أهميته الغذائية. يحتوي الجاودار على ماء الفحم، آزوت، الحديد والكالسيوم.
الجاودار يشبه القمح والشعير، له سنابل حب ذات زوائد إبرية في رأس السنبلة. والسنابل في أكثر أنواعه شيوعا لونها أخضر ضارب إلى الزرقة قبل نضوجها، ثم يتحول اللون عندما تنضج إلى رمادي ضارب للصفرة. تنمو الحبوب أزواجا وتفصل الحبوب عن الغلاف عند دراسها مثل حبوب القمح. زهرة الجاودار قابلة للتلقيح الخلطي، حيث تنثر حبوب اللقاح في الهواء فتحملها الرياح وتوزعها. نظرا لانتقال حبوب اللقاح من نبات لآخر وقد يتعذر الحفاظ على بقاء أنواع الجاودار نقية. وقد عرف الإنسان زراعة الجاودار كنوع من الحبوب منذ عصور الرومان، وينمو الجاودار في أوروبا الشرقية وآسيا وفي شمالي أفريقيا.
استعمالاته
يصنع الخبز الأسمر في أوروبا من الجاودار، ولا يحتوي هذا النبات على قدر كبير من الغرويات كالقمح، فيصبح الخبز المصنوع منها ثقيلا ومتماسك وذا لون داكن أكثر من خبز القمح. وفي بعض البلدان يضيف الخبازون دقيق القمح للجاودار حتى لا تشتد سمرة الخبز.
يستخدم قش الجاودار في طرود الشحن وصناعة القبعات والورق والحصير وحشو المراتب، وذلك لأن قش الجاودار طويل وناعم ويثنى بسهولة.
يستخدم جريش طحن الجاودار ونخالته علفا للحيوانات في كثير من الأحيان. كما تعد نباتات الجاودار الصغيرة مراعي طيبة في الربيع والخريف، ولكن الأبقار التي ترعى الجاودار تدر أحيانا ألبانا ذات نكهة قوية غريبة.
يصنع من الجاودار شراب مرطب ومطهر، كما يفيد المصابين بارتفاع ضغط الدم والمصابين بتصلب الشرايين وأيضا مسكن للآلام.
في بعض البلدان الأوروبية يستخدم قش الجاودار في صناعة سقوف القش وذلك لأنه يقاوم التحلل أكثر من معظم أنواع القش الأخرى. كما يستخدمه عمال البناء أحيانا لحماية التربة، حيث يزرعون الجاودار في التربة العادية على امتداد أساسات الطرق الجديدة، وينمو النبات في طبقات التربة السفلى غير الخصبة فيحول دون تآكلها.
يطلق على الجاودار أحيانا محصول واق وذلك عندما يقوم الفلاحون بزراعة الجاودار لتحسين التربة أو حمايتها، حيث يزرعون الجاودار بالتبادل مع محاصيل أخرى. كما يطلق عليه سماد أخضر إذا حرث وخلط بالتربة قبل أن ينضج.
يعتبر الجاودار من المحاصيل المهمة في المناطق الباردة في شمالي أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية، وتقل زراعته نسبيا في نصف الكرة الجنوبي، باستثناء الأرجنتين. وتعتبر بولندا أكبر منتج للجاودار، كما تعتبر روسيا وألمانيا وروسيا البيضاء وأوكرانيا والصين من البلدان المنتجة. يبلغ متوسط الإنتاج العالمي حوالي 30 مليون طن متري من الجاودار سنويا.
زراعة الجاودار
ينمو الجاودار بصورة طبيعية في أنواع فقيرة من التربة لا تجود فيها زراعة معظم الحبوب. لذا فإن الجاودار يعتبر محصولا مهما خاصة في المناطق التي تمتزج فيها التربة بالرمال أو الخث. يعد الجاودار أكثر أنواع الحبوب الصغيرة المقاومة للبرودة، حيث يزرع معظم الفلاحين الجاودار الشتوي الذي يزرع وينبت في الخريف، وعندما يهل الربيع ينمو النبات ويثمر محصوله.
كثيرا ما يهاجم الإرجوت وهو طفيل فطري سام حبوب الجاودار حيث يحل محل الحبة العادية جسم أسود قرني أكبر منها ببضع مرات. ويصيب هذا الفطر بالتسمم الحيوانات والبشر عند تناوله أو أكل طعام مصنوع منه، ويطلق على حالة التسمم هذه الإرجوتية أو التسمم الإرجوتي. كما يستخدم الفطر الإرجوتي لصناعة دواء مهم ، حيث يستخدم الأطباء جرعات صغيرة من العقاقير المصنوعة منه لتخفيف آلام الصداع النصفي ولإيقاف النزيف وكذلك للمساعدة في حالات الولادة.
الجاودار نبات حولي يجب زراعته كل عام. يستخدم الكثير من الفلاحين مثاقب الحبوب لزراعته، حيث تغرس هذه الآلات الحبوب في صفوف يبعد كل منها عن الآخر مسافة تتراوح بين 15 و 18 سم، تتراوح كمية البذور اللازمة لغرس هكتار من الأرض ما بين 93 و 124 كجم.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 125