متعة وراحة يحبه ويحترفه الكثيرون

الغوض .. يتطلب المعرفة الكاملة والتدريب

أحمد أشكناني

الغوص، من الحرف القديمة جداً عند العرب عامة وأهل الخليج خاصة،ً فقد كان مصدر الرزق الوحيد، وكان العرب يحترفون الغوص بحثا عن اللؤلؤ، واليوم أصبح الغوص يواكب التقدم العلمي بعد استخدام المعدات والوسائل الحديثة الخاصة به، ولكنه في النهاية متعة وراحة لمن يحبه ويحترفه، فهو من أمتع الرياضات سواء كان للنزهة أو التصوير أو الصيد، ولكن احتراف الغوص يتطلب المعرفة الكاملة والتدريب بما يتناسب مع إمكانيات كل فرد، والدورات التدريبية للغوص تختلف حسب اختيار نوع الغوصة، ومن أمثلتها الكثير ،منها الإجبارية والعميقة وكذلك الليلية وغوصة من أجل البحث والانتشال من تحت الماء، وغوصة المرتفعات وحطام السفن، والغوص الطفوي وغوص الكهوف وغيرها.

دورة غواص متقدم: هذه الدورة ثاني مستوى من مستويات الغوص، وبرنامجها عبارة عن خمس غوصات في البحر المفتوح، وكل غوصة من هذه الغوصات تشتمل على نشاطات مختلفة عن الأخرى، لكن ثمة نوعان من الغوصات إجبارية للمتدرب وثلاث غوصات اختيارية.

غوصات إجبارية

يجب على المتدرب أن يتدرب على الغوص العميق بالإضافة إلى الملاحة باستعمال البوصلة.

أما الغوصات الاختيارية فهي على حسب رغبة المتدرب، وتتكون من ثلاث غوصات من الغوصات التالية:

(الغوص الليلي- التصوير تحت الماء - غوصه بحث وانتشال - الغوص مع التيار- الغوص لحطام السفن - الغوص الطفوي - غوص الكهوف - الغوص تحت الجليد - تخصص صيانة معدات والغوص بالبدل الجافة).

وتتميز دورة غواص متقدم بأنها ترفع رصيد المتدرب من الغوصات في البحر وتكسبه مهارات متقدمة وبعض الخبرة.

غوصة عميقة

لا يقل عمق هذه الغوصة عن 60 قدما ولا تزيد عن 130، وأهمية الغوصة هو التعرف على أخطار الغوص العميق، ومن أهم هذه الأخطار هو استهلاك الهواء بشكل سريع، إضافة إلى مشاكل كسر الأعماق، ومشاكل تعدي الحدود القصوى لجداول الغوص.

غوصة الملاحة

تستطيع بعد هذه الغوصة أن تقدر المسافة بعدة طرق تحت الماء إضافة إلى استعمال البوصلة بشكل جيد في تحديد نقطة الدخول والخروج، ومعرفة اتجاه الشاطئ والذهاب والعودة، وعمل أشكال هندسية تحت الماء مثل مربع أو مثلث وذلك من أجل عمليات البحث.

غوصة ليلية

تتميز هذه الغوصة بمشاهدتك لكائنات بحرية لا تظهر إلا في الليل وأحيانا لظروف الوقت وانشغالك أثناء النهار وتفرغك للغوص أثناء الليل، قد يكون الغوص الليلي في البداية غير مقنع من ناحية الرؤية لكن ستتغلب على هذه المشكلة بعد عدد بسيط من الغوصات الليلية وغالبا ما تكون حالة البحر هادئة أثناء الليل، وعلى الغواص أن لا يغوص غوصه ليليه في منطقه لم ينزلها نهارا من قبل.

بحث وانتشال

بعد الانتهاء من هذه الغوصة سوف تتكون لديك المعرفة لعملية البحث تحت الماء، وفي حالة فقدان أي جسم كبيرا كان أو صغير في البداية يجب تحديد الموقع المراد تمشيطة و البحث فيه مهما كانت المساحة، أما طرق البحث تعتمد على عدد الأشخاص الموجودين، وسوف تتعلم في هذه الغوصة اكثر من ثلاث طرق لعمليات البحث.

غوص مرتفعات

إن أردت أن تغوص في منطقة ترتفع عن مستوى سطح البحر اكثر من 1000 قدم فعليك بأن تتعلم إستخدام الجدول الخاص بغوص المرتفعات والتقيد بالأعماق وأوقات البقاء تحت الماء حسب كل ارتفاع عن سطح البحر، لأن الغوص في المرتفعات يقل فيه زمن القاع عنه في البحار مما قد يعرض الغواص للإصابة بانخفاض الضغط.

حطام السفن

الكثير من هذه السفن الغارقة تقبع في الأعماق السحيقة التي من الصعب جدا في وقتنا الحاضر الوصول إليها، وأن الغوص لحطام السفن يحتاج إلى تعلم بطريقة صحيحة، وأما نوعية المشاكل التي تواجه غواصي حطام السفن هو وجود تيارات قوية من أحد جوانب السفينة الغارقة، ومن كل فتحات السفينة، إضافة إلى تواجد اسماك القرش بكثرة بجوار الأجسام الحديدية، وأما اخطر المشاكل فهو انحشار أو تعلق الغواص بين أنقاض السفينة المتهالكة أو انهيار جزء من السفينة بسبب خروج الفقاعات الهوائية من عملية الزفير التي تؤدي إلى خلخلة الحديد المتآكل.

غوص من القارب

يعتبر الغوص من القارب من افضل الغوصات لأنها لا تحتاج إلى مجهود كبير مثل الغوص من الشاطئ، إضافة إلى أن الغوص من القارب يعطيك الفرصة لاكتشاف أماكن اكثر جمالا من التي على الشاطئ، ولكن هناك بعض النصائح وهي لابد من وجود شخص على القارب أثناء الغوص، إضافة إلى عدم الغوص بعيدا عن القارب، ويتعرض الغواصون إلى فقدان اتجاه القارب حيث لا جدوى من استعمال البوصلة لمعرفة اتجاه القارب، كما يجب استعمال الملاحة الطبيعية بالتعرف على أشكال الشعاب بعد نزولك من القارب مباشرة أما في حالة فقدان الاتجاه اصعد إلى السطح لتحديد اتجاه القارب حتى لو كنت في منتصف الغوصة، وأما إذا كان عدد الغواصين كبيرا فهناك فكرة استعمال جهاز استدعاء الغواصون من تحت الماء كل ربع ساعة ليعرف الغواصين انهم لازالوا قريبين من القارب، والجهاز عبارة عن معدنين يمكن طرقهما ببعض «دقات متعارف عليها مسبقا».

غوص طفوي

إذا كنت من المحافظين على البيئة سوف تختار هذا النوع من الغوصات، لأنها سوف تحسن وبشكل سريع في التحكم بالطفو، ولا تحتاج أبدا إلى الوقوف على الشعاب المرجانية الهشة لضبط عملية الطفو وسوف تستعمل اقل ما يمكن من الأوزان وقد يحتاج الغواص إلى وقت طويل ليحسن ويرفع بشكل رائع درجة التحكم بالطفو.

غوص الكهوف

يحتاج هذا النوع من الغوصات إلى التخطيط الجيد وذلك لتفادي المشاكل المحتملة مثل الانهيارات الصخرية بسبب الفقاعات الهوائية أو فقدان خط العودة أو وجود كائنات بحرية قد تقابلها في منطقة ضيقة مما تؤدي إلى الاصطدام بالغواص، إضافة إلى عدم وجود إضاءة احتياطية، وأما في حالة نفاذ الهواء فان الغواص لا يستطيع الصعود بل العودة من حيث أتى.

إن عبارة ( غواص مياه مفتوحة ) تعني أن الغواص يستطيع الخروج في أي وقت يشاء على شكل عمودي إلى السطح، بمعنى أنه ( ليس هناك حاجز بين الغواص والهواء الجوي سوى الماء)، أما غوص الكهوف أو الغوص تحت الجليد فهناك حاجز فوق الغواص عبارة عن صخور أو طبقة من الجليد، أما عبارة (البحر المفتوح) تعني أن هذا البحر مرتبط ببحار أخرى أو هذا البحر واسع جدا وان الكائنات البحرية حرة الحركة فيه بالذهاب والعودة والهجرة أما مياه هذا البحر فتتم عملية التجديد فيها.

تصوير تحت الماء

إن التصوير تحت الماء ليس بالمهمة الصعبة كما يتصورها البعض ولكن مع التدريب والتركيز و بالممارسة على معدات التصوير لأخذ صورة مميزة لابد أن تكون الكاميرا قريبة. لأن المسافة البعيدة تعكس غشاوة علي الصورة والعدسات الواسعة الزاوية ضرورية لإظهار الألوان علي حقيقتها ولابد أن يكون نظام الإضاءة خاص وتتأثر الألوان عادة بتأثير التنقية الضوئية بالماء أما سرعة انغلاق العدسة يجب أن تكون بطيئة قدر الإمكان في حالة عدم توفر ضوء كافٍ.

المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 124