حافظوا على البيئة خلال موسم البر
محمد الرمضان
في هذا الوقت من كل عام تنشط لدى الهيئة برامج التوعية البيئية الموجهة لحملات المحافظة على البيئة البرية وإقامة خيام الربيع، وهذه الحملات التي تخدم جميع فئات المواطنين في كل مجالات التسلية والترويج والممارسات المرادفة لها أمر له أهميته وأهدافه.
ولعل من أبرز حملات التوعية في اعتقادي تلك التي تتناول تعريف المواطن بهيئته وغرس حب الأرض وروح الانتماء لديه، والسبب الجلي وراء هذا النشاط التوعوي الزائد هو عشق الصحراء المتأصل في النفوس، وتوجه المواطنين إلى استكشاف هذا المرفق المترامي الذي يعج بسحر الماضي وتوجه الحاضر وأمل المستقبل، ألا وهو البر.
لذا في هذا الوقت بالذات يتدفق المواطنون على البر جماعات وأفراداً ضمن عوائل.. وأندية وتجمعات دينية وثقافية وغيرها، كأمواج متتابعة ومؤجلين الاستمتاع بوسائل لحاضر المريحة في المنزل لما بعد الربيع، وهذا إجراء فيه كسر للروتين المطبق على الأنفاس أحياناً.
إن عملية خروج المواطن إلى البر تعتبر من الممارسات المحببة إلى النفوس المطعمة بشيء من الفوضى المنظمة وهي الفوضى الوحيدة التي يلت ذبها الإنسان، ولا مانع أبداً من الانخراط في تفاصيلها.
ولا تعني هنا بالفوضى عملية التمادي وجعل موسم البر موسما للحوادث والتعرض لأشكال العدوى وحالات التسمم والإساءة للبيئة، إذا لا يجب أن تخرج ممارستانا الترويحية عن طبيعة التمدن المكتسبة والمستمدة من واقع نهضتنا الفنية، ولا يجب أيضاً لممارساتنا أن تخرج عن طبيعتنا الإنسانية المتعلقة.
لابد لكل من يتجه إلى البر أن يطرح على نفسه سؤالاً عن دوافع اتجاهه إلى البر، هل ذهابه إلى البر بقصد مرافقه الأسرة أو فرد معين. أم أن أخروجه إلى البر بسبب قدوم موسمه الذي طال انتظاره بنفسه وبالتالي حان موعد استمتاعه به.
نقول لزميلنا الأول الذاهب إلى البر رغماً عنه أنك في مكان لا ترغب أصلاً في التواجد به، فرفقاً بهذا المكان المضياف، لقد دلت مشاهداتنا إن المشاغبة في البر تأتي من حالة عدم الرضا بالبر وعدم الاستمتاع به.
أما بالنسبة لرفيقنا الثاني فنقول: نتمنى لك موسماً خلوياً جميلاً، ولتكن مثلاً وقدوة حسنة لمرتادي البر، ولنا رجاء أترك موقع خيمتك نظيفاً جميلاً، كما وجدته أصلاً، وكما تحب أن تجده في العام القادم.
وفي الختام لا تنس أخي المواطن الجهد الكبير المشكور والجهود المادية والمعنوية التي تقدمها الجهات الحكومية المصاحبة لمخيمات الربيع والمتمثلة في لجنة خدمات حماية البيئة البرية. إن هذه اللجنة مهما بلغ عدد أعضائها لا تستطيع الوصول لكل مخيم. لذا فإن تعاونك ضروري، ووصولك لهم ربما يكون أسهل وأبلغ من وصولهم لك، وإذا تعذر ذلك فأهلاً وسهلاً بك في مقر الهيئة العامة للبيئة، وستجد إن شاء الله أكثر من صديق يرحب بك ويرغب بمساعدتك، وفي النهاية ستجعل من مخيمك مكاناً آمنا وأكثر متعة وإشرافاً.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 42