هذه الكائنات العجيبة
م. عبدالوهاب السيد
في منتصف عام 1976 وعلي سطح مياه المحيط الأطلنطي انهمك بحارة إحدى السفن التابعة للبحرية الأمريكية في مجحاولا جبارة لجذب مرساه سفينتهم استعداد للعودة إلي الشاطئ الذي يبعد عدة مئات من الأميال البحرية وشعر الضابط المسؤول كما شعر جميع البحارة علي متنن السفينة أن شيئا غير عادي يحدث لأن المرساة كانت أثقل بكثير مما كانت عليه كما لو أن شيئا ما قد تعلق بها ما جعل من رفعها مهمة بالغة الصعوبة فطلب الضابط عددا أخر من البحارة لمعاونة زملائهم وراح الجميع يبذلون قصاوي جهدهم لرفع المرساة وهو يشعرون في دهشة وقلق بالغ من السبب الذي جعل من هذه المهمة الروتينية السهلة لهذه الصعوبة وقد ازدادت دهشتهم عندما تم رفع المرساة فقد وجدوا أمامهم كائنا بحريا متوحشا يبلغ طوله أكثر من اربعة أمتار ونصف ويزن حوالي ثلاثة أرباع الطن وكان له فم هائل الحجم به سبعة صفوف من الأسنان الشبيهة بالمسامير اشتبكت مع المرساة وسببت للبحارة كل هذا الاضطراب وعلي الرغم من دهشتهم الشديدة عاد البحارة بذك الكائن إلي الشاطئ وسلموه العلماء لفحصه وتحديد نوعه وفصيلته ولكن العلماء كانوا دهشة من البحار فبعد فحص ذلك اكائن تبين أنه لا ينتمي إلي أي نوع أو فصيلة معروفة من الكائنات الحية التي يزخر بها كوكبنا لقد كان كائنا جديدا أطلقةا عليه أسم (Mega Mouth) أو الفم العملاق.
وعلي الرغم من غرابة هذه القصة المسجلة في جميع المراجع البحرية الرسمية إلا أ،ه ليست أول أو آخر مواجهة للبشر مع كائنات غريبة لم يتم مشاهدتها من قبل فهناك الكثير من المراجع القديمة التي تتحدث عن كائنات بحرية عجيبة بعضها يعرفه العلم الحديث والبعض الآخر مازال مجهولا حتي يومنا هذه ولعل أشهر الوحوش البحرية التي تحدجيث عنها كل الكتب القديمة تقريبا هو الأخطبوط أو الحبار ووهو الكائن البحري الرخوي والذي يوجد في البحار الدافئة كيسي الشكل له ثماني أذرع ذو لعاب سام وفي حالة الخطر يفرز مادة تشبه الحبر تنتشر حوله فتخفيه عن الأنظار تماما.
هذا ما تذكره الموسوعات العلمية باختصارعن الحبار ولكن ما يوله التاريخ والبحارة يختلف كثيرا ففي عام 1966 شاهد العشرات من بحارة سفينة (سان باولو) معركة عنيفة علي قيد مائة متر فقط منهم بين أخطبوط هائل الحجم وحوت ضخم من حيتان العنبر انتهت بغوص الأثنين في الأعماق أما في الثلاثينات فقد انقض أخطبوط هائل الحجم علي السفينة (بيرل) والتي تزيد حمولتها علي مائة وخمسين طنا ولف أذرعه الضخمة حولها ثم جذبها بما عليها إلي الأعماق أما الأعين المذعورة للعشرات من بحارة سفينة (سترايثون) التي كانت تبعد عنها آنذاك ستين مترا فحسب.
وعلي شاطئ نهر (كلايد) في (اسكتلندا) استقرت جثة كائن هائل الحجم يغطي جسده فراء كثيف وله رأس صغير مقارنة بجسمه وذيل وعنق طويلان وقد كان لحم ذلك الكائن قاسيا جدا حتى أن الرجال اضطروا ولاستخدام الفئوس لتقطيعه بعد عجزهم عن تحريكه بسبب وزنه الذي يبلغ أكثر من ثلاثة أطنان.
أما أكثر الوحوش المائية شهرة علي الإطلاق فهو وحش بحيرة (لوخ نس) الشهيرة و (لوخ نس) هذه بحيرة في شمال اسكتلندا حصلت علي هرتها كليها تقريبا بسبب ذلك الوحش الذي ضرب رقما قياسيا ف يعدد مشاهديه والذي بلغ 5000 شخص وبلغ عدد الصور التي تم التقاطها له أكثر من الفي صورة لم يعترف الخبراء بصحة أكثر من اربع وثلاثين وصورة منها وقد أفردت دائرة المعارف البريطانية دراسة خاصة عن ذلك الوحش قام بها (جورج زاج) رئيس قسم الزواحف والبرمائيات في متحف الترايخ البريطاني وهي دراسة تطرح أمر الوحش بشكل علمي معتمد.
وأفضل صورة تم التقاطها للوحش هي التي التقطها الطبيب (روبرت ويلسون) وفيها يبدو الوحش أشبه بأحد الديناصورات النباتية من عصورها ما قبل التاريخ.
وأمر الكائنات الغريبة لا يقتصر علي العالم المائي فقط بل ينتش علي اليابسة ايضا ففي أفريقيا وفي عام 1941 أوقع الصيادون في شباككهم حيوانا مفترسا ذا تركيب مدهش ليس له مثيل في العالم يجمع بين صفات النمر والأسد معا أطلقوا عليه أسم (ناندا) وقد أثار هذا الحيوان حية العلماء كثيرا حينما تم فحصه بسبب تركيبته الغريبة لأن النمر كما قد لا يعلم اكثيرون حيوان استوائي وليس افريقيا وقد عجز العلماء عن الاحتفاظ بجثته مع الأسف كما أوقع الصايدون في شباكهم حيوانا يبدو كخيط من الزرافة والحمار الوحشي أطلقوا عليه اسم (اوكابي).
أما في روسيا حيث الجبال والثلوج وفي عام 1925 أطلق بعض الجنود النار علي كاننا عجيبا أثار ذعرهم كثيرا حيث كان اشبه بالبشر من حيث القامة وملامح الوجه وتناسق الأعضاء ولكن جسده كله كان مغطي بالشعر كالقرود أي أنه كان اشبه بحلقة وصل بين الإنسان والقرد كما أنه كان يطلق نداءات مخيفة تجمع بين اصوات البشر والحيوانات وقد أطلق العلماء عليه فيما بعد اسم القدم الكبيرة أو رجل الثلوج.
وهناك مشاهدات عديدة لرجل الثلوج هذا كان أخرها ما سجلته إحدى ابعثات البريطانية في عام 1979 في جبال الهمالايا وعلي ارتفاع اكثر من أربعة آلاف متر حيث رصد رجال البعثة أثار أقدام كبيرة علي الجليد كما سجل أفراد البعثة طول أثار أحد الأقدام والذي بلغ 36سم وطبقا لتقديرات العلماء فهذا يعني أن طول (رجل الثلوج) هذا يتجاوز المترين وربع المتر علي الأقل.
وقد سمع أفراد ابعثة الكثير من النداءات المخيفة التي كان يطلقها رجل الثلوج مما يؤكد وجود أكثر من رجل ثلوج واحد. كل هذه الكائنات التيتم ذكرها ما هي إلا عدد قليل من الكائنات الغربية اليت لا يجد العلماء تفسيرا لوجودها.
والسؤال الحقيقي هو هل تم استخدام الهندسة الوراثية لإنتاج مثل هذه المخلوقات علما بأن الهندسة الوراثية لم تكن حتي مجرد فكرة في الأذهان في السنوات التي تم ذكرها.
ولكن هذا السؤال وأسئلة كثيرة غيره ستظل طويلا بلا أجوبة شافية وعندما يتوصل العلماء إليها ستظهر أمامهم كائنات أخري وأخرى.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 43