فصل الصيف له محاذيره
محمد الرمضان
أقبل صيف هذا العام بمباهجه كلها ومحاذيره كلها ونشر دفئه وطابعه السياحي علي ربوع أغلب بلاد العالم مؤذنا ببداية طويلة لتجربتنا معه وإذا كنت من المتصفحين لهذا العدد من مجلة بيئتنا فإنك تكون قد قطعت شوطا كبيرا من أيامه ولياليه كان الله في عوننا من أثر حرارته العالية ورطوبته المعهودة.
وسواء كان لنا شرف استضافته أوله شرف القدوم إلينا فيجب علينا الحذر ثم الحذر من سطوته وتجاهل مواطن الخطورة فيه والتعرض لمؤثراته علي الجسم والوجدان.
أن لفصل الصيف الأثر الكبير في نقل المشاعر والأحاسيس لأبلغ حدود التأثر والتقلبات وله تأثير في مزاج الفرد ويؤثر سلبا في منطقتنا علي مجمل نشاطنا وأدائنا.
عندما ينيخ فصل الصيف راحلته فإنه يطيل المقام ويعطينا ما لديه بسخاء ومهما حاول الإنسان الهروب منه والحصول علي قسط من الهواء البارد في الجبال والبحار إلا أنه يعود إليه مرة أخرى وسط ترحيب وانتظار والصيف في كامل عطائه.
فصل الصيف وقت جميل في العديد من الأقاليم الجغرافية فيه تكثر سلة الخضار والفواكه ولربما هو الفصل الذي يكسب فيه أغلب المتشحمين وزنهم ولكنه أيضا فصل لنقاهة والراحة والاستجمام ولكن للمقولة الأخيرة يجب أن نهمس في إذن المستجم أن يكون حذرا من مدة استلقائه المباشر تحت أشعة الشمس لأن فصل الصيف عندما يفتح البحر للمصطافين فهو ليس مجانا والثمن سرطان الجلد والضربة الحرارية المحتملة فالشمس أشعة نافذة هي الأشعة تحت الحمراء التي تتسبب في الإجهاد الحراري والضربة الحرارية والأشعة التي تتسبب في أغلب حالات سرطان الجلد.
نظرا لأن الصيف في دولة الكويت صاحب أعلي درجة قياسية بين الأمم فهذا تلقائيا يقي الناس من التعرض لأشعة الشمس وذلك لأن التعرض للشمس لا يحتمل وكل جزء يذهب إليه المواطن يكاد يكون مكيفا ابتداء من المنزل إلي السيارة إلي مقر العمل إلي بعض الشواطئ ولكننا نتساءل ما الذي تسير باصاتها من عمل مظلات لهؤلاء المساكين الذين يركبون حافلات الشركة انه شيء مؤثر ومؤذ أن تري الوافدين ونفر الباص ينتظرون الباص الذي يطول انتظاره وهم حاسروا الرأس والحرارة عالية في وقت الظهيرة في شهور الصيف والشركة تتجاهل وضع مظلات لحماية هؤلاء فهل يعقل ذلك في بلد الخير والعطاء.
في هذا الفصل الطويل قد يتأثر الفرد بالإشعاع بصورة غير مباشرة وذلك من الإشعاع الساقط علي الموجودات في البيئة ومن ثم إلي البشر الذين هم تحت المظلات أو المباني إذا ليس من الضروري أن يطال الإنسان سرطان الجلد من أشعة الشمس المباشرة فقط.
هذا الفصل الطويل نسبيا يجب استثمار أيامه فيما يعود علي الفرد بالفائدة فالثقافة غذاء للإنسان يجب التزود بها وخير استثمار في هذا المجال هو برنامج الصيف والبيئة الذي يطرح للمواطن قضايا البيئة وأمور الساعة في قالب مشوق تتخلله مسابقات وجوائز.
لقد دأبت الهيئة العامة للبيئة مشكورة علي هذا البرنامج وأصبح له جمهور ومنتفعون وأماكن للريادة تنتشر في شتي ربوع الكويت ومنها الأندية الصيفية الأندية الرياضية المشروعات السياحية والساحات العامة لذلك يا أخي المواطن أنت مطالب بطرح رداء الكسل والانطلاق بحذر نحو صيف دافئ ولكنه ملئ بالأنشطة الثقافية الهادفة التي وضعت لك أصلا ولحصولك شخصيا علي أكبر قدر من الاستمتاع بالصيف والاستفادة من أيامه.
وأيضا نصيحتنا لك أن تضع برنامجا زمنيا يتضمن الزيارة والاطلاع علي المراكز الثقافية والأندية المحلية والمشاركة في الأنشطة المطروحة للجمهور. سوف تجد في فصل الصيف قلة الزحمة وكثرة الفواكه الموسمية وسيمضي فصل الصيف سريعا تاركا لديك مجموعة من الذكريات الحلوة والحصيلة الثقافية.
ونصيحتنا الثالث هي عدم الإكثار من الفواكه خوفا من التعرض لزيادة الوزن وسطوة مرض السكري.
نتمنى لكم صيفا جميلا هادئا، وكل عام وانتم بخير.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 47