وصفوها بالوحش وتفوق حجم مانهاتن مرتين
مليار طن جليدي تربك دورة المحيطات
دلال جمال
حذر علماء أن كتلة جليدية ضخمة بحجم دولة لوكسمبورج الأوروبية انفصلت عن نهر جليدي في القطب المتجمد، وقد تربك أنماط دورة المحيطات.
حيث أدى ارتطام كتلة جليدية بنهر ميرتز المتجمد الذي يمتد على شكل لسان عائم مساحته 100 ميل 160كم داخل المحيط الجنوبي، لانفصال الكتلة المتجمدة التي تبلغ مساحتها 965 ميلاً مربعاً 2500 كم.
ولم يطلق العلماء بعد أي اسم على الكتلة الجليدية التي يقدر وزنها بمليار طن وسمكها بـ400م.
وقد ذكر كبير العلماء بمركز الأبحاث التعاونية للمناخ والأنظمة البيئية بالقطب الجنوبي في هوبرت بولاية تسمانيا الأسترالية أن انفصال الكتلة الجليدية في حد ذاته ليس مرتبطا بشكل مباشر بتغير المناخ بل يتصل بالعمليات الطبيعية التي تحدث في الكتلة الجليدية.
ومنذ فترة، يعكف الخبراء على مراقبة التشققات الهائلة في اللسان الجليدي ورصدوا اصطدام الكتلة الجليدية الأخرى «بي-9 بي» (B-9B) به.
إن انقسام اللسان الجليدي ووجود الكتلتين الجليديتين، «ميرتز» و«بي-9 بي» قد تؤثر على دورة المحيطات العالمية، خاصة وأن للمنطقة أهمية خاصة في تكون المياه المحلية الكثيفة، التي هي المحرك الرئيسي لدورة المحيطات العالمية، ويحدث ذلك جزئياً من خلال الإنتاج السريع لجليد البحر الذي يتم دفعه باستمرار باتجاه الغرب.
فإزالة هذا اللسان من الجليد العائم من شأنه أن يقلل من حجم مساحة المياه المفتوحة الذي من شأنه أن يبطئ معدل تدفق المياه المالحة في المحيط، وكما يمكن أن يبطئ معدل تكوين المياه العميقة في القطب الجنوبي، ويذكر أن تيارات المحيطات تساعد على تنظيم المناخ بنقل الحرارة في أنحاء الكرة الأرضية كما أنها تمثل جزءاً حيوياً من النظم الإيكولوجية البحرية.
ويشار إلى أن علماء البيئة والمناخ أطلقوا في ديسمبر الماضي تحذيرات من جبل جليدي ضخم، وصفوه بـ«الوحش»، نظراً لأنه يفوق حجمه حي «مانهاتن» الشهير في نيويورك بمرتين، وهو يقترب ببطء من الساحل الغربي لقارة أستراليا.
وقال العلماء إن الجبل الجليدي، الذي أطلقوا عليه اسم B17B تبلغ مساحته نحو 54 ميلاً مربعاً، أي حوالي 140 كيلومتراً مربعاً، انفصل عن أحد الجبال الضخمة في المنطقة القطبية الجنوبية قبل عشر سنوات، متجهاً نحو قارة أنتراكتيكا، قبل أن يواصل رحلته على شكل غير معتاد باتجاه الشمال.
المصدر : مجلة بيئتنا - الهيئة العامة للبيئة - العدد 123